لا شك ان العلاقة الجيدة بين المدرسين وبين الطلاب تمنحهم جرعة قوية لمزيد من التفوق ولها نتائج ممتازة على الأداء العام للطالب والمدرس والمدرسة كل والنتائج لا تنحصر في الجهة الدراسية بل تتخطاه إلى الجهة الأخلاقية والأدبية والسلوكية بالنسبة للطالب والعكس صحيح أحيانا نجد ان العلاقة سيئة بين عدد من الطلاب والمدرسين ويكون للأمر تداعيات على أكثر من صعيد ومنها :
1- العلاقة الغير ودية مع المدرسين تكون سببا مباشر لتدني المستوى الدراسي للطالب
2- بعض الطلاب قد يتغيبون عن دروس معينة رغبة منهم بالابتعاد عن أي إشكال مع مدرس المادة نظرا لسوء العلاقة معه وهذا يعني تدهور في مستوى الطالب في هذه المادة
3- بعض الطلاب قد يتعمدوا الهرب من المدرسة بشكل مستمر والخروج إلى أماكن تعرضهم للأذى
4- للعلاقة السيئة بين الطالب والمدرس لها تأثير على المدرس أيضا فهو سيفقد الرغبة بالتدريس وستحول عمله إلى أداء واجب
5- العلاقة السيئة مع المدرس يمكن ان تتطور وتصبح أكثر سوءا إلى حد اندلاع مشكلات كبيرة لا ينحصر مداها داخل المدرسة بل ابعد من ذلك
هذه النتائج على المدى الطويل لها نتائج وخيمة يعاني منها الجميع وحتى المجتمع والبلد كل لأنها ستقف حاجز أمام بناء جيل واعي ومثقف وتتحول المدارس عن مسارها وبدلا من بناء الأجيال تساهم في انحراف بعضهم نظرا لسوء تقدير واستعان للطالب من قبل المدرسين والإدارة
ولكن هناك خطوات علاجية وقائية لهذه المشكلة التي مع كل أسف نلاحظها باستمرار في مدارسنا موجهة للكادر التعليمي ويمكن لهذه الخطوات إيجاد حل لهذه المشكلة وعلى اقل تقدير يمكن ان تحد منها وتقل من مخاطرها
خطوات لتحسين علاقة الطالب بالمدرسين والإدارين
1- تمتع الكادر التعليمي بالهدوء والصبر لان العصبية لن تواجه إلا بالمثل والتعامل بهدوء مع الطلاب أمر يريح أعصابهم وينتزع الغضب من صدورهم
2- استيعاب الطالب المخطئ ذو الطبع الحاد أمر مهم جدا المدرس هو الأكبر سنا والأكثر خبرة في الحياة وعلى الكبير ان يستوعب الصغير لا ان ينفر منه دون أي اكتراث له
3- الابتعاد على اتخاذ خطوات تأديبية شديدة على الطالب بشكل متسرع بل يجب منح الطالب فرصة جديدة بعد مناقشته بالأمر فمن حقه ان ينال فرصة لتصحيح وضعه أما العقاب السريع سيولد لديه شحنات غضب وكره للكادر التعليمي سواء أكان من المدرسين أو الإدارين
4- تعامل المدرس مع الطلاب برفق سيساعد كثيرا في تلطيف الأجواء وزرع المحبة بينهم والرفق هنا لا يعني اللين المطلق بل عليه ان يمسك زمام الأمور من المنتصف لا لين مطلق ولا قسوة مطلقة وخير الأمور أوسطها
5- احترام الطلاب وعدم تعريضهم للاهانة فالطالب عندما يهان يشعر ان كرامته جرحت وخاصة ان وجهت الاهانة له أمام رفاقه وهنا تنمو بذور الكره والغضب تجاه من وجه له الاهانة
6- ضرب الطلاب لا يجدي نفعا ولا يرفع من مستواهم الدراسي أو الأدبي بل يزرع الخوف والكره والغضب في قلوبهم مهما بدا عليهم من مظاهر خداعة توهم بعكس ذلك
7- القيام بالنشاطات المتكررة خارج المدرسة للطلاب مثلا تنظيم الرحلات وهنا تكون فرصة جيدة ليتقرب الطلاب من المدرسين أكثر في الرحلات لا يكون هناك أي مواد دراسية بل على العكس سيرون صورة أخرى مرحة ومسلية من المدرسين
8- اعتبار الطالب الصغير ابنا للمدرس والطالب الكبير أخا وصديق للمدرسين سيساهم في إنشاء علاقة ودية بين الطلاب والمدرسين وسيتعلق الطالب بالمدرس وبالمادة التي يدرسها ويبدع فيها
هذه أمور من السهل تطبيقها في حال توفر الرغبة من قبل الكادر التعليمي في بناء علاقة ودية مع الطلاب والأمر يتطلب تعاون من الطالب وهذا التعاون من السهل الحصول عليه إذا ما لاحظ الطالب مدى اهتمام المدرس به ومدى احترامه له
الخاتمة
المدرسة تعتبر منارة العلم وتحت أي ظرف لا يجب ان تتحول إلى مكان لتمضية الوقت وحسب
دائما الحلول موجودة ولكن علينا البحث عنها فالأجيال هي أمانة في رقاب المدرسين ولا يجب إهمال تلك الأمانة
صحيح ان تعليم الأجيال والتعامل معها أصبح أكثر صعوبة من قبل ولكن ان لم نقم بواجبنا الآن لن يتمكن مدرسي المستقبل من إحداث أي فرق تعليمي قادم لان الأساس غير موجود لذلك البناء قابل للسقوط
القليل من العمل قد يمنحنا الكثير والكثير فقط علي المدرس ان يؤمن ويدرك حقيقة رسالته .
منقول