التصنيفات
منتدى اسلامي

الى اين تريد الوصول في حياتك .قصة فيها عبرة

A boat docked in a tiny Mexican fishing village.
رسى قارب في قرية صيد صغيرة بالمكسيك

A tourist complimented the local fishermen
on the quality of their fish and asked
how long it took him to catch them.
فامتدح سائحٌ الصيادين المحلين في جودة أسماكهم، ثم سألهم كم احتاجوا من الوقت لاصطيادها.

"Not very long." they answered in unison.
فأجابه الصيادون متّحدين "ليس وقتا طويلاً"

"Why didn’t you stay out longer and catch more?"
"لماذا لا تقضون وقتاً أطول وتصطادون أكثر؟"

The fishermen explained that their small catches were
sufficient to meet their needs and those of their families.
الصيادون أوضحوا أن صيدهم القليل يكفي حاجتهم وحاجة عوائلهم

"But what do you do with the rest of your time?"

"ولكن، ماذا تفعلون في بقية أوقاتكم؟"

"We sleep late, fish a little, play with our children,
and take siestas with our wives.
In the evenings, we go into the village to see our friends, have a few drinks, play the guitar, and sing a few songs.

"ننام إلى وقت متأخر، نصطاد قليلاً، نلعب مع أطفالنا ونأكل مع زوجاتنا. وفي المساء نزور أصدقاؤنا، نلهو ونلعب بالجيتار ونغني بعض الأغنيات،،

We have a full life."

نحن نعيش حياتنا"

The tourist interrupted,

قال السائح مقاطعاً:

"I have an MBA from Harvard and I can help you!
You should start by fishing longer every day.
You can then sell the extra fish you catch.
With the extra revenue, you can buy a bigger boat."
"لدي ماجستير إدارة أعمال من هارفرد، وبإمكاني مساعدتكم!
عليكم أن تبدأوا في الصيد لفترات طويلة كل يوم
ومن ثم تبيعون السمك الإضافي بعائد أكبر وتشترون قارب صيد أكبر"

"And after that?"
"ثم ماذا؟"
"With the extra money the larger boat will bring,
you can buy a second one and a third one
and so on until you have an entire fleet of trawlers.
Instead of selling your fish to a middle man,
you can then negotiate directly with the processing plants
and maybe even open your own plant.
"مع القارب الكبير والنقود الإضافية، تستطيعون شراء قارب ثاني وثالث وهلم جرا حتى يصبح لديكم أسطول سفن صيد متكامل، وبدل أن تبيعوا صيدكم لوسيط، ستفاوضون مباشرة من المصانع وربما أيضاً ستفتحون مصنعاً خاصاً بكم،،

You can then leave this little village and move to Mexico Cit y , Los Angeles , or even New York City !
وسيكون بإمكانكم مغادرة هذه القرية وتنتقلون لمكسيكو العاصمة، أو لوس أنجلوس أو حتى نيويورك!

[

From there you can direct your huge new enterprise."
ومن هناك سيكون بإمكانكم مباشرة مشاريعكم العملاقة"

"How long would that take?" < BR>
"كم من الوقت سنحتاج لتحقيق هذا؟"
"Twenty, perhaps twenty-five years." replied the tourist.

"عشرين أو ربما خمسة وعشرين سنة"

"And after that?"
"وماذا بعد ذلك؟"

"Afterwards? Well my friend, that’s when it gets really interesting, " answered the tourist, laughing. "When your business gets really big, you can start buying and selling stocks and make millions!"
"بعد ذلك؟ حسناً أصدقائي، عندها يكون الوقت ممتعاً حقاً" أجاب السائح ضاحكاً، "عندما تكبر تجارتكم سوف تقومون بالمضاربة في الأسهم وتربحون الملاين"
"Millions? Really? And after that?" asked the fishermen.
"الملاين؟ حقاً؟ وماذا سنفعل بعد ذلك؟" سأل الصيادون

"After that you’ll be able to retire,
live in a tiny village near the coast,
sleep late, play with your children,
catch a few fish, take a siesta with your wife
and spend your evenings drinking and enjoying your friends."
"بعد ذلك يمكنكم أن تتقاعدو، وتعيشوا بهدوء في قرية على الساحل، تنامون إلى وقت متأخر، تلعبون مع أطفالكم، وتأكلون مع زوجاتكم، وتقضون الليالي في الإستمتاع مع الأصدقاء"
"With all due respect sir, but that’s exactly what we are doing now. So what’s the point wasting twenty-five years?" asked the Mexicans.

"مع كامل الإحترام والتقدير، ولكن هذا بالضبط ما نفعله الآن، إذا ما هو المنطق الذي من أجله نضيع خمسة وعشرين سنة نقضيها شقاءً؟"

And the moral of this story is:

الدرس المستفاد:

Know where you’re going in life….
you may already be there!!

حدد إلى أين تريد الوصول في حياتك… فلعلك هناك بالفعل




تسلمى يا قمر
Really I like your topic



التصنيفات
منوعات

كيفيه الوصول إلى النفس المطمئنة !

قواعــد لفهم طبيــعة النفس
أولاً: النفس لا تأمر بخيـــرٍ قــط ..
حتى لو وصلت إلى مرحلة النفس المطمئنة، فإذا وجدت نفسك تنقــاد لك في فعل بعض الطاعـــات، فاعلم أن ذلك ليس برغبتها .. وإنما خوفك من الله ومن الآخرة كان باعثًا على قهر النفس والرغبة في الابتعاد عن الانحراف الذي تأمر به، فسجنـت نفسـك حتى صارت بين يديـــك كالأسير المقهور على فعل جميــع ما تأمره بـــه ..
حتى إذا فتحت لها البــاب ظنًا منك أنها قد ثبتت على الطــاعــات، تحررت من قيودهــا وعــادت إلى ما كـانت عليه من الأمر بالسوء ..
فإذا قهرت نفسك:: تستطيع أن تقودهــا .. أما إذا أطلقت سراحها:: أمرتك بالســوء،،

ثانيًا: النفس نزَّاعة إلى الشهوات دومًا، مهما ارتقى المسلم في درجـــات الإيمان ..
فالنفس هي مجموعة الشهوات التي تهفو إليها نفسك؛ من حب الجـاه والتملك والتميز والنساء والمال وكل ما تهواه النفس وتتمنــاه ..
وقد يتحايـل المرء ويصبغ شهوات نفسه بصبغة الشرع .. كالذي يُحب الشهرة ثمَّ أنعم الله عليه بنعمة الالتزام، فتظل تلك الشهوة بداخله وتجــده يبحث عن الشهرة والتميـــز تحت مُسمى الدعوة وخدمة الإسلام ..
والأصل أن عمله ليس لله، وإنما لأجل شهوة مُتمَلِكة من القلب،،

ثالثًا: الرضــا عن النفس بدايــة ورود المهالك ..
لأن النفس ستظل دومًا هي النفس التي لا تأمر بخيرٍ قط؛ لذا من أقبح ما يكون أن ترضى عن نفسك .. كما ذكر النبي أن العُجب من المُهلكات، قال "ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه .." [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1802)]
وقال الله تعالى {.. فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}[النجم: 32]
فستظل دائمًا أبدًا في جهــادٍ مع نفسك حتى الموت ..
قال أحد الصالحين "يموت المؤمن وسيفه يقطر دمًا"

كيــف نستطيع التعامل مع أنفسنـــا؟
كي نتمكن من التعامل مع أنفسنا لابد من معرفة طبيعتها، وقد وصف الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع للنفس الإنسانيـــة ..
النوع الأول: النفس الأمارة بالســوء ..
كما في قوله تعالى {.. إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ..}[يوسف: 53] .. وهي النفس التي تحث وتحض على فعل السـوء، وتزينـه في عين صاحبــها حتى يظن أن فيه سعـادته الحقيقية وما يعلم أن فيه شقاؤه.
العلاقة بين النفس الأمارة بالسـوء والعقــل ..
أن النفس الأمارة بالسوء تتأثر بالعقل، والعقل يتأثر بالمدركـــات الحسيَّة؛ كالنظر والسمع واللمس والشم .. وهذه المدركــات تتجمع في العقل وتكوِّن الرغبــة التي تصل إلى النفس الأمارة بالســوء فتبدأ بدفعك للوقوع في المنكرات .. كما قال الرسول "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ؛ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى .." [صحيح مسلم]
فالقلب لم يقع في المعصية إلا بعد إثارة المقدمات الحسية .. كالذي يشاهد الأفلام وتظل تراوده الخواطر والأفكار السيئة حتى بعد أن يلتزم ويبتعد عنها؛ لأنه قد درَّب نفسه على السوء فتولدت منها نفسٌ خبيثة .. أما الأشيــاء التي لم تعاينها حسيًا فلن تُحَدثك نفسك بها؛ كالسرقة مثلاً.
والفرق بين تسويــل النفس ووسوسة الشيطان .. أن النفس تظل تسول لك نفس جنس المعصية، أما الشيطــان فهو لص الإيمان يحاول أن يوقعك في أي معصية أيً كانت حتى يشغلك عن طاعة الله .

النوع الثاني: النفس اللوامــة ..
وهي التي كلما وقع العبد في محظور لامته عليه حتى يُســارع بالتوبـــة والاستغفــار .. قال تعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}[القيامة: 2]، ولا يُقسِم الباري بشيء إلا لعلو قدره ورفيع منزلته عند الله تعالى.
علاقة النفس اللوامة بالعقل ..
والعلاقة بينهما أقوى من العلاقة بين العقل والنفس الأمارة بالسـوء، فتأثر العقل بالمدركات الحسية يكون أقل من تأثره في حالة النفس الأمارة بالســـوء؛ لأنه إلى جانب المعاصي التي رأتها عيناه وأدركتها بقية حواسه فإنه قد قام ببعض الأعمال الصالحة من تلاوة قرآن واستماع للمواعظ .. فصار لدى عقل جانبان؛ جانب يدعوه إلى الخيـــر وتقوى الله، وآخر يدعــوه إلى الشر بالوقوع في المعصية.
وتظل النفس اللوامة تلومه على أفعاله السيئة .. فإن استجــاب لتأنيب ضميره وأصْلَح من نفسه، كانت نفسه أقرب إلى النفس المطمئنة منها إلى النفس الخبيثة .. أما إن تركها لتغرق، عادت النفس من مرحلة النفس اللوامة إلى مرحلة النفس الأمارة بالسوء.

النوع الثــالث: النفس المطمئنة .. وهي الهدف الأسمى ..
قال تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27,30]
هي نفسٌ قد لجأت إلى الله تعالى واطمأنت إليــه ورضيت عنه، فأثابها الكريـــم سبحـــانه بأبلغ ثواب وأجزل عطـــاء بما تُغْبَط عليه في الدنيــا والآخرة.
وهذه هي مرحلة الصدق مع النفس (الاطمئنـان) .. التي يهفو إليها جميع البشر وليس المسلمون منهم فحسب، ولا ينال النفس المطمئنة إلا المؤمن الموحد ولا يحصل عليها كــافرٌ أو مجرمٌ بعيد عن الله سبحانه وتعالى.
لأن دين الإسلام هو الدين الوحيـــد الذي يمازج بين متطلبات العقل والروح ..
أما البعيدون عن طريق الله سبحانه وتعالى فإنهم يقومون بإلهاء أنفسهم بشتى الطرق؛ حتى لا تصطدم نفسه بعقله الراكد في شهوات الحس ويحدث بينهما صراع.

كيفية الوصول إلى النفس المطمئنة
إن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة النفس المطمئنة لن يكون بمعزلٍ عن الخطايــا؛ لأن كل بني آدم يعتريهم النقص والخطأ .. إنما إذا سعيت للتحلي بصفــات أصحاب النفس المطمئنة، ستنــال الاطمئنان النفسي في الدنيـــا والراحــــة الأبديـــــة في الآخـــرة ..
صفـــات أصحــاب النفس المطمئنــة
الصفة الأولى: الإخــلاص ..
وللإخلاص علامات ابحث عنها في نفسك لتعلم أأنت مخلصٌ أم لا، وهي:
1) أن يكون في عناية الله تعالى ومعيته .. أي إنه ليس كثيــر التعثُر وأحواله ليست مضطربة أو متباينة، كما قال ابن الجوزي ".. إنما يتعثر من لم يخلص"[صيد الخاطر (1:119)]
2) بـذل المجهود في الطــاعة ..
3) أن يكون حريصًا على إسرار الأعمال .. إلا على ما ينبغي إظهاره، مثل: الصلاة والدعوة والجهاد.
4) الحرص الشديــد على إصلاح العمل وإتقانه وإحسانه .. لأنه يعيش لله لا لنفسه، فكل ما يفعله يبذله لوجه الله .
5) وجل القلب وخوفه من عدم القبــول ..
واعلم أنه لن يُنجيــك إلا الصدق والإخلاص،،

الصفة الثانية: المتابعة لهدي النبي ..
فصاحب النفس المطمئنة يتبع النبي حذو القُذة بالقُذة، حتى تطغى محبته للنبي على حب المال والولد وحتى النفس .. عن أنس قال: قال رسول الله "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" [متفق عليه]
وعلامة الإتبــــــــاع::شدة الحرص على معرفة سُنَّتِهِ وأحواله وسيـرته، والإقتــداء به .

الصفة الثالثة: الرضــا عن الله تعالى ..
فعندما يذوق طعم الإيمان يمر عليه البلاء وهو مطمئنٌ ساكنٌ هاديء .. عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا" [رواه مسلم]

الصفة الرابعة: شدة محبة الله تعالى وتعظيمه ..
فقد صُبِغَت حياته بصبغة جميلة من حسن الظن بالله تعالى، إذا ابتلاه يصبر ويرضى وإذا أنعَمَ عليه يشكره ربِّه ويحمده على نِعَمهِ .. فهو سبحــانه ربٌّ ودودٌ يتودد إلى عبــاده الصالحين، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[مريم: 96]
وعلامات محبتك لله تعالى هي:
1) الأنس بالله تعالى في الخلوة ..
2) التلذذ بتلاوة كلام الله ..
3) كثرة اللهج بذكر الله ..
4) موافقة العبد ربَّه فيما يُحب ويكره ..

الصفة الخامسة: الصدق ..
ولن ينفعك في التعامل مع الله سوى الصدق، والصدق هو ما يجعلك تعيش مطمئنًا .. عن رسول الله قال "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة" [رواه أحمد وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (2773)]
وللصدق أنـــواع، هي:
1) الصدق مع الله تعالى، ويكون ..صدقًا في الأقوال؛ فلا ينطق لسانك إلا صدقًا .. وصدقًا في الأحوال؛ فلا تراوغ ولا تتلوَّن .. وصدقًا في الأعمال؛ بأن تكون مُخلصًا لله تعالى مُتبعًا لهدي النبي في أعمالك.
2) الصدق مع النفس .. بأن يكون بينه وبين نفسه مصالحة فيما يعتقده وما يفعله .. وأن ينصح نفسه؛ حتى لا تميـل مع الشهوات وتركن إليها .. فيُحاسب نفسه قائلاً:
يـــا نفسُ، أخلصي تتخلصي … واصدقي تصلي إلى شواطيء الطمأنينة وتبتعدي عن الريب والشكوك،،
3) الصدق مع النــاس .. فلا يظهر أمام الناس بوجه مُختلف عن الوجه الذي بينه وبين الله تعالى.

الصفة السادسة: التقوى ..
الصفة السابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
الصفة الثامنة: الإحسان إلى عبـــاد الله ..
الصفة التاسعة: الولاء والبــراء ..
الصفة العاشرة: حُسن الخُلُق ..
نسأل الله تعالى أن يمُنَّ علينا بهذه الصفات وأن يجعلنا من أصحـــاب النفوس المطمئنة،،




م/ن



وفقك الله



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

كيفية الوصول الي النفس المطمئنة

كيفية الوصول الي النفس المطمئنة

بعد أن عرفنا الصفات التي جُبِلَت عليها نفس الإنسان،
وعلمنا أنه لا يوجد علاج لتلك الصفات المذمومة
سوى دواء الإيمان ..هدفنا الآن هو تصفية أنفسنا
من آفاتها وتحليتها بالفضائل؛ لنصل إلى الغاية
وهي: النفس المطمئنة .. لذا سنحتاج
إلى مجموعة من القواعد تُساعدنا
على فهم أنفسنا ..
قواعد لفهم طبيعة النفس
أولاً: النفس لا تأمر بخيرٍ قط ..
حتى لو وصلت إلى مرحلة النفس المطمئنة،
فإذا وجدت نفسك تنقاد لك في فعل بعض الطاعات،
فاعلم أن ذلك ليس برغبتها .. وإنما
خوفك من الله خليجية ومن الآخرة كان باعثًا على
قهر النفس والرغبة في الابتعاد عن الانحراف
الذي تأمر به، فسجنت نفسك حتى صارت بين يديك
كالأسير المقهور على فعل جميع ما تأمره به ..
حتى إذا فتحت لها الباب ظنًا منك أنها قد ثبت على الطاعات،
تحررت من قيودها وعادت إلى
ما كانت عليه من الأمر بالسوء ..
فإذا قهرت نفسك:: تستطيع أن تقودها ..
أما إذا أطلقت سراحها:: أمرتك بالسوء،،
خليجية
ثانيًا: النفس نزَّاعة إلى الشهوات دومًا،
مهما ارتقى المسلم في درجات الإيمان ..
فالنفس هي مجموعة الشهوات التي تهفو إليها نفسك؛
من حب الجاه والتملك والتميز والنساء والمال
وكل ما تهواه النفس وتمناه ..
وقد يتحايل المرء ويصبغ شهوات نفسه
بصبغة الشرع ..
كالذي يُحب الشهرة ثمَّ أنعم الله عليه بنعمة الالتزام،
فتظل تلك الشهوة بداخله وتجده يبحث عن الشهرة
والتميز تحت مُسمى الدعوة وخدمة الإسلام ..

والأصل أن عمله ليس لله، وإنما لأجل
شهوة مُتمَلِكة من القلب،،
خليجية
ثالثًا: الرضا عن النفس بداية
ورود المهالك ..
لأن النفس ستظل دومًا هي النفس التي
لا تأمر بخيرٍ قط؛ لذا من أقبح ما يكون
أن ترضى عن نفسك ..
كما ذكر النبي خليجية أن العُجب من المُهلكات،
قال خليجية "ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى
متبع وإعجاب المرء بنفسه .."
[حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1802)]

وقال الله تعالى
{.. فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}
[النجم: 32]

فستظل دائمًا أبدًا في جهادٍ مع نفسك
حتى الموت ..
قال أحد الصالحين "يموت المؤمن
وسيفه يقطر دمًا"
خليجية
كيف نستطيع التعامل مع أنفسنا؟
كي نتمكن من التعامل مع أنفسنا لابد من
معرفة طبيعتها،
وقد وصف الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع
لنفس الإنسانية ..
النوع الأول: النفس الأمارة بالسوء ..
كما في قوله تعالى
{.. إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ..}
[يوسف: 53] ..
وهي النفس التي تحث وتحض على فعل السوء،
وتزينها في عين صاحبها حتى يظن
أن فيها سعادته الحقيقية وما يعلم أن فيها شقاؤه.
العلاقة بين النفس الأمارة بالسوء والعقل ..
أن النفس الأمارة بالسوء تتأثر بالعقل،
والعقل يتأثر بالمدركات الحسيَّة؛ كالنظر
والسمع واللمس والشم .. وهذه المدركات
تجمع في العقل وتكوِّن الرغبة التي تصل
إلى النفس الأمارة بالسوء فتبدأ بدفعك
لوقوع في المنكرات ..
كما قال الرسول خليجية "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ
نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ؛
فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ،
وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ،
وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى .."
[صحيح مسلم]
فالقلب لم يقع في المعصية إلا بعد إثارة
المقدمات الحسية .. كالذي يشاهد الأفلام
وتظل تراوده الخواطر والأفكار السيئة حتى
بعد أن يلتزم ويبتعد عنها؛
لأنه قد درَّب نفسه على السوء فتولدت منها
نفسٌ خبيثة ..
أما الأشياء التي لم تعاينها حسيًا فلن
تُحَدثك نفسك بها؛ كالسرقة مثلاً.
والفرق بين تسويل النفس وسوسة الشيطان ..
أن النفس تظل تسول لك نفس جنس المعصية،
أما الشيطان فهو لص الإيمان يحاول
أن يوقعك في أي معصية أيً كانت
حتى يشغلك عن طاعة الله خليجية.
النوع الثاني: النفس اللوامة ..
وهي التي كلما وقع العبد في محظور
لامته عليه حتى يُسارع بالتوبة والاستغفار ..
قال تعالى
{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}
[القيامة: 2]
، ولا يُقسِم الباري بشيء إلا لعلو قدره
ورفيع منزلته عند الله تعالى.
علاقة النفس اللوامة بالعقل ..
والعلاقة بينهما أقوى من العلاقة بين
العقل والنفس الأمارة بالسوء، فتأثر العقل
بالمدركات الحسية يكون أقل من تأثره في
حالة النفس الأمارة بالسوء؛ لأنه إلى
جانب المعاصي التي رأتها عيناه وأدركتها بقية حواسه
فإنه قد قام بعض الأعمال الصالحة من
تلاوة قرآن واستماع للمواعظ ..
فصار لدى عقل جانبان؛ جانب يدعوه
إلى الخير وتقوى الله، وآخر يدعوه
إلى الشر بالوقوع في المعصية.
وتظل النفس اللوامة تلومه على أفعاله السيئة ..
فإن استجاب لتأنيب ضميره وأصْلَح من نفسه،
كانت نفسه أقرب إلى النفس المطمئن منها
إلى النفس الخبيثة ..
أما إن تركها لتغرق، عادت النفس من
مرحلة النفس اللوامة إلى مرحلة
النفس الأمارة بالسوء.
النوع الثالث: النفس المطمئنة ..
وهي الهدف الأسمى ..
قال تعالى
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ
رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*)
وَادْخُلِي جَنَّتِي}
[الفجر: 27,30]
هي نفسٌ قد لجأت إلى الله تعالى واطمأنت إليه
ورضيت عنه، فأثابها الكريم سبحانه
بأبلغ ثواب وأجزل عطاء بما تُغْبَط عليه
في الدنيا والآخرة.
وهذه هي مرحلة الصدق مع النفس
(الاطمئنان) ..
التي يهفو إليها جميع البشر وليس المسلمون منهم فحسب،
ولا ينال النفس المطمئنة إلا المؤمن الموحد
ولا يحصل عليها كافرٌ أو مجرمٌ
بعيد عن الله سبحانه وتعالى.

لأن دين الإسلام هو الدين الوحيد
الذي يمازج بين متطلبات العقل والروح ..
أما البعيدون عن طريق الله سبحانه وتعالى
فإنهم يقومون بإلهاء أنفسهم بشتى الطرق؛
حتى لا تصطدم نفسه بعقله الراكد في
شهوات الحس ويحدث بينهما صراع.

خليجية

كيفية الوصول إلى النفس المطمئنة
إن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة النفس المطمئنة
لن يكون بمعزلٍ عن الخطايا؛
لأن كل بني آدم يعتريهم النقص والخطأ ..
إنما إذا سعيت للتحلي بصفات أصحاب النفس المطمئنة،
ستنال الاطمئنان النفسي في الدنيا
والراحة الأبدية في الآخرة ..

صفات أصحاب النفس المطمئنة
الصفة الأولى: الإخلاص ..
وللإخلاص علامات ابحث عنها في نفسك
لتعلم أأنت مخلصٌ أم لا، وهي
1) أن يكون في عناية الله تعالى ومعيته ..
أي إنه ليس كثير التعثُر وأحواله ليست مضطربة
أو متباينة، كما قال ابن الجوزي
".. إنما يتعثر من لم يخلص"
[صيد الخاطر (1:119)]
2) بذل المجهود في الطاعة ..
3) أن يكون حريصًا على إسرار الأعمال ..
إلا على ما ينبغي إظهاره، مثل:
الصلاة والدعوة والجهاد.
4) الحرص الشديد على إصلاح العمل
وإتقانه وإحسانه ..
لأنه يعيش لله لا لنفسه، فكل ما يفعله
يبذله لوجه الله تعالي..
5) وجل القلب وخوفه من عدم القبول ..
واعلم أنه لن يُنجيك إلا الصدق والإخلاص،،

الصفة الثانية: المتابعة لهدي النبي خليجية ..
فصاحب النفس المطمئنة يتبع النبي خليجية حذو
القُذة بالقُذة، حتى تطغى محبته للنبي خليجية على
حب المال والولد وحتى النفس .. عن أنس خليجية
قال: قال رسول الله خليجية
"لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ
مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"
[متفق عليه]
وعلامة الإتباع:: شدة الحرص على
معرفة سُنَّتِهِ وأحواله وسيرته،
والإقتداء به خليجية.
الصفة الثالثة: الرضا عن الله تعالى ..
فعندما يذوق طعم الإيمان يمر عليه البلاء
وهو مطمئنٌ ساكنٌ هاديء ..
عن العباس بن عبد المطلب خليجية قال:
قال رسول الله خليجية
"ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا
وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا"
[رواه مسلم]
الصفة الرابعة: شدة محبة الله تعالى وتعظيمه ..
فقد صُبِغَت حياته بصبغة جميلة من
حسن الظن بالله تعالى، إذا ابتلاه يصبر
ويرضى وإذا أنعَمَ عليه يشكره ربِّه
ويحمده على نِعَمهِ .. فهو سبحانه ربٌّ ودودٌ
يتود إلى عباده الصالحين،
قال تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}
[مريم: 96]

وعلامات محبتك لله تعالى هي:
1) الأنس بالله تعالى في الخلوة ..
2) التلذ بتلاوة كلام الله ..
3) كثرة اللهج بذكر الله..
4) موافقة العبد ربَّه فيما يُحب ويكره ..
الصفة الخامسة: الصدق ..
ولن ينفعك في التعامل مع الله خليجية سوى
الصدق، والصدق هو ما يجعلك تعيش مطمئنًا ..
عن رسول الله خليجية قال
"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك،
فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة"
[رواه أحمد وصحه الألباني، مشكاة المصابيح (2773)]

وللصدق أنواع، هي:
1) الصدق مع الله تعالى، ويكون ..
صدقًا في الأقوال؛ فلا ينطق لسانك إلا صدقًا ..
وصدقًا في الأحوال؛ فلا تراوغ ولا تتلوَّن ..
وصدقًا في الأعمال؛ بأن تكون مُخلصًا لله تعالى
مُتبعًا لهدي النبي (صلي الله عليه وسلم)
في أعمالك..
2) الصدق مع النفس .. بأن يكون بينه
وبين نفسه مصالحة فيما يعتقده وما يفعله ..
وأن ينصح نفسه؛ حتى لا تميل مع الشهوات
وتركن إليها ..
فيُحاسب نفسه قائلاً:
يا نفسُ، أخلصي تتخلصي … واصدقي تصلي
إلى شواطيء الطمأنينة وتبتعدي
عن الريب والشكوك،،
3) الصدق مع الناس .. فلا يظهر
أمام الناس بوجه مُختلف عن الوجه
الذي بينه وبين الله تعالى.




بارك الله فيك



يسلموا من اجمل ماقرات



خليجية

خليجية
خليجية

خليجية




خليجية



التصنيفات
منوعات

كيفية الوصول إلى النفس المطمئنة

قواعــد لفهم طبيــعة النفس
أولاً: النفس لا تأمر بخيـــرٍ قــط ..
حتى لو وصلت إلى مرحلة النفس المطمئنة، فإذا وجدت نفسك تنقــاد لك في فعل بعض الطاعـــات، فاعلم أن ذلك ليس برغبتها .. وإنما خوفك من الله ومن الآخرة كان باعثًا على قهر النفس والرغبة في الابتعاد عن الانحراف الذي تأمر به، فسجنـت نفسـك حتى صارت بين يديـــك كالأسير المقهور على فعل جميــع ما تأمره بـــه ..
حتى إذا فتحت لها البــاب ظنًا منك أنها قد ثبتت على الطــاعــات، تحررت من قيودهــا وعــادت إلى ما كـانت عليه من الأمر بالسوء ..
فإذا قهرت نفسك:: تستطيع أن تقودهــا .. أما إذا أطلقت سراحها:: أمرتك بالســوء،،

ثانيًا: النفس نزَّاعة إلى الشهوات دومًا، مهما ارتقى المسلم في درجـــات الإيمان ..
فالنفس هي مجموعة الشهوات التي تهفو إليها نفسك؛ من حب الجـاه والتملك والتميز والنساء والمال وكل ما تهواه النفس وتتمنــاه ..
وقد يتحايـل المرء ويصبغ شهوات نفسه بصبغة الشرع .. كالذي يُحب الشهرة ثمَّ أنعم الله عليه بنعمة الالتزام، فتظل تلك الشهوة بداخله وتجــده يبحث عن الشهرة والتميـــز تحت مُسمى الدعوة وخدمة الإسلام ..
والأصل أن عمله ليس لله، وإنما لأجل شهوة مُتمَلِكة من القلب،،

ثالثًا: الرضــا عن النفس بدايــة ورود المهالك ..
لأن النفس ستظل دومًا هي النفس التي لا تأمر بخيرٍ قط؛ لذا من أقبح ما يكون أن ترضى عن نفسك .. كما ذكر النبي أن العُجب من المُهلكات، قال "ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه .." [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1802)]
وقال الله تعالى {.. فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]
فستظل دائمًا أبدًا في جهــادٍ مع نفسك حتى الموت ..
قال أحد الصالحين "يموت المؤمن وسيفه يقطر دمًا"

كيــف نستطيع التعامل مع أنفسنـــا؟
كي نتمكن من التعامل مع أنفسنا لابد من معرفة طبيعتها، وقد وصف الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع للنفس الإنسانيـــة ..
النوع الأول: النفس الأمارة بالســوء ..
كما في قوله تعالى {.. إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ..} [يوسف: 53] .. وهي النفس التي تحث وتحض على فعل السـوء، وتزينـه في عين صاحبــها حتى يظن أن فيه سعـادته الحقيقية وما يعلم أن فيه شقاؤه.
العلاقة بين النفس الأمارة بالسـوء والعقــل ..
أن النفس الأمارة بالسوء تتأثر بالعقل، والعقل يتأثر بالمدركـــات الحسيَّة؛ كالنظر والسمع واللمس والشم .. وهذه المدركــات تتجمع في العقل وتكوِّن الرغبــة التي تصل إلى النفس الأمارة بالســوء فتبدأ بدفعك للوقوع في المنكرات .. كما قال الرسول "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ؛ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى .." [صحيح مسلم]
فالقلب لم يقع في المعصية إلا بعد إثارة المقدمات الحسية .. كالذي يشاهد الأفلام وتظل تراوده الخواطر والأفكار السيئة حتى بعد أن يلتزم ويبتعد عنها؛ لأنه قد درَّب نفسه على السوء فتولدت منها نفسٌ خبيثة .. أما الأشيــاء التي لم تعاينها حسيًا فلن تُحَدثك نفسك بها؛ كالسرقة مثلاً.
والفرق بين تسويــل النفس ووسوسة الشيطان .. أن النفس تظل تسول لك نفس جنس المعصية، أما الشيطــان فهو لص الإيمان يحاول أن يوقعك في أي معصية أيً كانت حتى يشغلك عن طاعة الله .

النوع الثاني: النفس اللوامــة ..
وهي التي كلما وقع العبد في محظور لامته عليه حتى يُســارع بالتوبـــة والاستغفــار .. قال تعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]، ولا يُقسِم الباري بشيء إلا لعلو قدره ورفيع منزلته عند الله تعالى.
علاقة النفس اللوامة بالعقل ..
والعلاقة بينهما أقوى من العلاقة بين العقل والنفس الأمارة بالسـوء، فتأثر العقل بالمدركات الحسية يكون أقل من تأثره في حالة النفس الأمارة بالســـوء؛ لأنه إلى جانب المعاصي التي رأتها عيناه وأدركتها بقية حواسه فإنه قد قام ببعض الأعمال الصالحة من تلاوة قرآن واستماع للمواعظ .. فصار لدى عقل جانبان؛ جانب يدعوه إلى الخيـــر وتقوى الله، وآخر يدعــوه إلى الشر بالوقوع في المعصية.
وتظل النفس اللوامة تلومه على أفعاله السيئة .. فإن استجــاب لتأنيب ضميره وأصْلَح من نفسه، كانت نفسه أقرب إلى النفس المطمئنة منها إلى النفس الخبيثة .. أما إن تركها لتغرق، عادت النفس من مرحلة النفس اللوامة إلى مرحلة النفس الأمارة بالسوء.

النوع الثــالث: النفس المطمئنة .. وهي الهدف الأسمى ..
قال تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27,30]
هي نفسٌ قد لجأت إلى الله تعالى واطمأنت إليــه ورضيت عنه، فأثابها الكريـــم سبحـــانه بأبلغ ثواب وأجزل عطـــاء بما تُغْبَط عليه في الدنيــا والآخرة.
وهذه هي مرحلة الصدق مع النفس (الاطمئنـان) .. التي يهفو إليها جميع البشر وليس المسلمون منهم فحسب، ولا ينال النفس المطمئنة إلا المؤمن الموحد ولا يحصل عليها كــافرٌ أو مجرمٌ بعيد عن الله سبحانه وتعالى.
لأن دين الإسلام هو الدين الوحيـــد الذي يمازج بين متطلبات العقل والروح ..
أما البعيدون عن طريق الله سبحانه وتعالى فإنهم يقومون بإلهاء أنفسهم بشتى الطرق؛ حتى لا تصطدم نفسه بعقله الراكد في شهوات الحس ويحدث بينهما صراع.

كيفية الوصول إلى النفس المطمئنة
إن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة النفس المطمئنة لن يكون بمعزلٍ عن الخطايــا؛ لأن كل بني آدم يعتريهم النقص والخطأ .. إنما إذا سعيت للتحلي بصفــات أصحاب النفس المطمئنة، ستنــال الاطمئنان النفسي في الدنيـــا والراحــــة الأبديـــــة في الآخـــرة ..
صفـــات أصحــاب النفس المطمئنــة
الصفة الأولى: الإخــلاص ..
وللإخلاص علامات ابحث عنها في نفسك لتعلم أأنت مخلصٌ أم لا، وهي:
1) أن يكون في عناية الله تعالى ومعيته .. أي إنه ليس كثيــر التعثُر وأحواله ليست مضطربة أو متباينة، كما قال ابن الجوزي ".. إنما يتعثر من لم يخلص" [صيد الخاطر (1:119)]
2) بـذل المجهود في الطــاعة ..
3) أن يكون حريصًا على إسرار الأعمال .. إلا على ما ينبغي إظهاره، مثل: الصلاة والدعوة والجهاد.
4) الحرص الشديــد على إصلاح العمل وإتقانه وإحسانه .. لأنه يعيش لله لا لنفسه، فكل ما يفعله يبذله لوجه الله .
5) وجل القلب وخوفه من عدم القبــول ..
واعلم أنه لن يُنجيــك إلا الصدق والإخلاص،،

الصفة الثانية: المتابعة لهدي النبي ..
فصاحب النفس المطمئنة يتبع النبي حذو القُذة بالقُذة، حتى تطغى محبته للنبي على حب المال والولد وحتى النفس .. عن أنس قال: قال رسول الله "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" [متفق عليه]
وعلامة الإتبــــــــاع:: شدة الحرص على معرفة سُنَّتِهِ وأحواله وسيـرته، والإقتــداء به .

الصفة الثالثة: الرضــا عن الله تعالى ..
فعندما يذوق طعم الإيمان يمر عليه البلاء وهو مطمئنٌ ساكنٌ هاديء .. عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا" [رواه مسلم]

الصفة الرابعة: شدة محبة الله تعالى وتعظيمه ..
فقد صُبِغَت حياته بصبغة جميلة من حسن الظن بالله تعالى، إذا ابتلاه يصبر ويرضى وإذا أنعَمَ عليه يشكره ربِّه ويحمده على نِعَمهِ .. فهو سبحــانه ربٌّ ودودٌ يتودد إلى عبــاده الصالحين، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96]
وعلامات محبتك لله تعالى هي:
1) الأنس بالله تعالى في الخلوة ..
2) التلذذ بتلاوة كلام الله ..
3) كثرة اللهج بذكر الله ..
4) موافقة العبد ربَّه فيما يُحب ويكره ..

الصفة الخامسة: الصدق ..
ولن ينفعك في التعامل مع الله سوى الصدق، والصدق هو ما يجعلك تعيش مطمئنًا .. عن رسول الله قال "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة" [رواه أحمد وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (2773)]
وللصدق أنـــواع، هي:
1) الصدق مع الله تعالى، ويكون .. صدقًا في الأقوال؛ فلا ينطق لسانك إلا صدقًا .. وصدقًا في الأحوال؛ فلا تراوغ ولا تتلوَّن .. وصدقًا في الأعمال؛ بأن تكون مُخلصًا لله تعالى مُتبعًا لهدي النبي في أعمالك.
2) الصدق مع النفس .. بأن يكون بينه وبين نفسه مصالحة فيما يعتقده وما يفعله .. وأن ينصح نفسه؛ حتى لا تميـل مع الشهوات وتركن إليها .. فيُحاسب نفسه قائلاً:
يـــا نفسُ، أخلصي تتخلصي … واصدقي تصلي إلى شواطيء الطمأنينة وتبتعدي عن الريب والشكوك،،
3) الصدق مع النــاس .. فلا يظهر أمام الناس بوجه مُختلف عن الوجه الذي بينه وبين الله تعالى.

الصفة السادسة: التقوى ..
الصفة السابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
الصفة الثامنة: الإحسان إلى عبـــاد الله ..
الصفة التاسعة: الولاء والبــراء ..
الصفة العاشرة: حُسن الخُلُق ..

نسأل الله تعالى أن يمُنَّ علينا بهذه الصفات وأن يجعلنا من أصحـــاب النفوس المطمئنة،




بارك الله فيكي



جعلنا الله و اياكم من اهل الانفاس المطمئنة



جزاك الله الخير