هل توقفت عن تناول حبوب منع الحمل أم أنك ما زلت مستمرة في تناولها على رغم بلوغك الأربعين؟ في هذا العمر، تتساءل بعض النساء عن جدوى الاستمرار في تناول حبوب منع الحمل. سألنا الاختصاصين وعدنا إليك بهذه الأجوبة.
تعتبر حبوب منع الحمل الوسيلة المفضلة لمنع حصول الحمل عند أغلبية النساء، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 60 في المئة تقريباً من النساء يستخدمن هذه الحبوب التي أحدثت ثورة حقيقية في حياة النساء. لكن مع مرور الوقت، وتراكم عدد السنوات، تتحدث العديد من النساء عن شعورهن بالضجر من حبوب منع الحمل. فقد سئمن من تناول تلك الحبة العجيبة كل يوم، والتي لم تعد متكيفة ربما مع احتياجاتهن. لكن لا بد من الاستمرار في وسيلة لمنع الحمل، لأنه على رغم تقدم المرأة في العمر وتضاؤل الخصوبة، وعدم انتظام الإباضة، يبقى هناك احتمال لحصول الحمل. هكذا، تسأل المرأة نفسها: هل يجدر بي تغيير وسيلة منع الحمل أم لا؟ إليك كل المعلومات الضرورية في هذا المجال.
نعم لتغيير وسيلة منع الحمل إذا…
… بدأت تنسين حبة منع الحمل، أو سئمت من ابتلاع الهرمونات. في هذه الحالة عليك سؤال طبيبك عن البدائل المتوافرة. هناك وسائل منع الحمل الموضعية (ما عدا مبيدات السائل المنوي التي تصبح أقل فاعلية حين تكون الإباضة غير منتظمة) إضافة إلى الواقي الذكري. وفي حال حصول أدنى مشكلة، مثل تمزق الواقي الذكري أو إهمال أو ما شابه، يجب الجوء فوراً إلى وسيلة طارئة لمنع الحمل.
… لم تكوني رافضة لفكرة طفل أخير…
من الأفضل طبعاً عدم الانتظار طويلاً حتى التقدم كثيراً في العمر، لكن إذا لم تحسمي أمرك بعد، يمكنك اعتماد وسيلة أكثر نعومة من حبوب منع الحمل. هناك مثلاً رقع منع الحمل التي يمكن استعادة الإباضة الطبيعية فور التوقف عن استعمالها. فمثل حبوب منع الحمل، تنشر هذه الرقعة البالغة مساحتها 4?5 سم مربعاً تقريباً استروجينات وبروجستاتيفات عبر البشرة. يتم لصق هذه الرقعة على أسفل البطن، أو المؤخرة، أو الظهر، أو الجزء العلوي والخارجي من الذراع. يجب تغيير هذه الرقعة مرة كل أسبوع لمدة ثلاثة أسابيع.
بالفعل، يرتاح الجسم من تأثير الرقعة لمدة 7 أيام، بحيث يحصل الطمث خلال هذه الفترة. وإذا أردت الاستغناء عن الطمث، يمكنك استعمال ست رقع. واللافت أن هذه الرقع اللاصقة لا تتأثر أبداً بالاستحمام أو السباحة أو الرياضة لأنها لا تنحلّ عن الجلد عند احتكاكها بالماء. واللافت أن هذه الرقعة توفر حماية إضافية ممتدة على 48 ساعة في حال نسيان تجديدها.
…كنت لا ترغبين أبداً في طفل
إذا حسمت أمرك لناحية إنجاب طفل إضافي، يمكنك استعمال وسائل منع الحمل الطويلة الأمد، لأنها تحرر المرأة من هموم منع الحمل طوال أعوام عدة. هناك الولب المانع للحمل المؤلف فقط من النحاس ويحترم الدورة الشهرية، وهناك الولب المرتكز على البروجسترون الذي يخف حجم دورة الطمث، لا بل يغليها تقريباً. وفي كل الأحوال، يتولى الطبيب شخصياً تركيب الولب المانع للحمل في الرحم عبر عنق الرحم بهدف الحؤول دون انغراز البويضة. قد تكون عملية تركيب الولب مؤلمة بعض الشيء ولذلك يحتمل أن يصف لك الطبيب بعض الأدوية المسكنة قبل تركيب الولب. تجدر الإشارة إلى أن خيوط الولب المانع للحمل تتجاوز عنق الرحم للسماح بمراقبته وإزالته عند الضرورة، علماً أن فاعلية الولب في منع الحمل تراوح بين 3 و 5 سنوات، ويمكن استعادة القدرة على الحمل فور إزالة الولب من الجسم. إلا أن بعض النساء لا يتحملن الولب بحيث يسبب لهن الألم، أو النزف، أو غزارة كبيرة في الطمث.
هناك أيضاً خيار الغرسة التي هي عبارة عن قضيب طوله 4 سم وقطره 3 مم، مليء بالهرمون، يتم غرزه تحت الجلد، في الجهة الداخلية من الذراع تحت تأثير تخدير موضعي. وبعد تثبيت هذا القضيب في مكانه، تطلق الفتحات الموجودة فيه هرموناً مانعاً للحمل في الدم لمدة ثلاث سنوات. لكن في 8 في المئة من الحالات، تعاني النساء من نزف. وإذا كان تثبيت القضيب تحت الجلد سهلاً نسبياً، فإن إزالته معقدة نسبياً وتطلب مهارة خبير متمرّس.
… كنت تعانين من الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم
بعد عمر الأربعين، يرتفع مستوى الكولسترول وضغط الدم، وتحصل العديد من المشاكل الأخرى التي توجب التوقف عن تناول حبوب منع الحمل. في هذا العمر أيضا، تبدأ أولى أعراض مرحلة ما قبل سن اليأس بالظهور تدريجياً. من الضروري إذاً العثور على وسيلة غير هرمونية لمنع الحمل، مثل الولب النحاسي.
لا لتغيير وسيلة منع الحمل إذا…
… كانت حبوب منع الحمل لا تزال تناسبك، ولا تدخنين. لا حاجة إذاً لتغيير حبوب منع الحمل التي لا تزال تناسبك، خصوصاً إذا كنت تعتمدين أسلوب عيش صحي. لكن لا مانع أبداً من مناقشة المسألة مع طبيبك الخاص وسؤاله عن إمكانية الاستمرار في تناول حبوب منع الحمل أو التوقف عنها والانتقال إلى وسيلة أخرى خصوصاً إذا كنت تعانين من مشاكل في حب الشباب، والتي تفيدها الاستروجينات كثيراً. ناقشي المشكلة مع طبيبك الذي قد يصف لك حبوب منع حمل قادرة على إخفاء مظهر البشرة الدهنية. لكن اعلمي أن غرسة القضيب لن تكون ملائمة لك في مرحلة لاحقة لأن هذا القضيب قد يفاقم مشكلة حب الشباب. وإذا سئمت من دورات الطمث، يمكنك اختيار حبوب البروجسترون القادرة على تخليصك من دورات الطمث في 80 في المئة من الحالات.