السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأزهر الشريف
للأزهر الشريف قصة ظريفة … وقصة لذيذة … فلم يكن هذا المعلم الحضارى موجودا قبل الدولة الفاطمية .. فلقد أقام الفاطميون دولتهم الفاطمية بالمغرب وفى عهد رابع خلفائهم السلطان المعز لدين الله أمر جوهر الصقلى ( قائد قواته ) بدخول مصر … فدخلها جوهر الصقلى بدون قتال شديد عام 358هـ الموافق 969 م ، وانتزع الحكم من الاخشيدين .. فلقد كان يحكم مصر إبن كا فور الاخشيدى وكان عمره لا يتجاوز عدة سنوات ..
ولما استقرت الأمور لجوهر الصقلى ، قرر تأسيس عاصمة لحكم الفاطميين وأسس مدينة القاهرة ، فنصب الجيش الفاطمى خيامه على منطقة جنوب الفسطاط وبدأ العمل فى بناء مدينة جديدة فى نفس العام 969م ، وعنى الصقلى باختيار موقع المدينة بين خليج أمير المؤمنين والمقطم فشيد المدينة على الأرض الرملية الجافة ..
وعندما أكمل جوهر الصقلى بناء القاهرة أصبحت عاصمة الفاطميين ومقرا لخلافتهم ، فانتقل إليها المعز لدين الله الخليفة الفاطمى فى موكب ضخم وكبير من المغرب للقاهرة عام 973 م ..
وفى نفس الوقت .. وضع جوهر الصقلى أساس مسجد كبير فى القاهرة فى اليوم الرابع عشر من رمضان 359 هـ الموافق لعام 971 م واستغرق بناؤه عامين ، حيث أقيمت فيه الصلاة لأول مرة فى السابع عشر من شهر رمضان عام 360 هـ الموافق 972 م .
وسمى بالأزهر الشريف لعدة أسباب ، بسبب أن الفاطميين ينتسبون إلى إبنة الرسول عليه الصلاة والسلام السيدة فاطمة الزهراء ، ويقال إنه سمى بالأزهر لأنه كان محاطا بقصور فخمة التى كانت تسمى القصور الزهراء ، أو أنه سمى كذلك تفاؤلا لأن يكون أعظم المساجد ضياء ونورا .. كما يقال أن سبب هذه التسمية نسبة الى كوكب الزهرة .. وكل هذه الأسباب صحيحة …
ولقد عُرف الجامع الأزهر أول الأمر بجامع القاهرة ثم باسمه الحالى .. وبالطبع نعرف جميعا أن اسم القاهرة كان الخليفة لا يرغب فيه وكان يريد تسمية المدينة باسم ( المدينة الزهراء ) وشيد الأزهر الشريف فى المنطقة المجاورة لقصر المعز ملك الفاطميين ، وكان المبنى الأول للأزهر حوالى نصف المبنى الحالى … وتوجه إليه فى سنة 362 هـ فى عيد الفطر الخليفة المعز لدين الله ليشهد أول صلاة رسمية له فى الجامع الأزهر ..
وكان الغرض من إنشاء الجامع الجامع الأزهر أن يكون رمزا للسيادة الروحية للدولة الفاطمية ومنبرا للدعوة التى حملتها هذه الدولة
………
تطور إنشاء الجامع الأزهر
كان الأزهر أول ما أقيم يتكون من صحن المسجد الحالى المكشوف ، والذى تحف به العقود المدببة من كل جانب وبيت الصلاة المسقوف الذى كان يقع الى شمال الصحن الحالى وكان له جانبان : أيمن وأيسر ، فيهما مبان ، فكان فى كل من الجانبين الأيمن والأيسر ثلاثة أروقة ( الرواق منطقة تجمع بين عدة أعمدة ) ثم توالت الاضافات والزيادات حتى أصبح الجامع الأساسى فى قلب الجامع الأصلى ، وأضيف للمبنى أروقة جديدة – مدارس – محاريب – مآذن – ميضات ( أماكن للوضوء ) . حتى أصبح الأزهر اليوم منارة فنية رائعة .
ويصف لنا أحد المؤرخين الجامع الأزهر .. فندخل معه : فإذا وصلت لميدان الأزهر الحالى ودخلت من الباب الرئيسى للأزهر واسمه باب المزينين تسير فى ممر طويل ، فعلى يمينه مبنى المدرسة الأقبغاوية التى بناها الأمير المملوكى علاء الدين أقبغا عبد الواحد عام 740 هـ / 1339 م ، فى جزء من ساحة الأزهر وجعلها ملحقة به ، وهذا الأمير كان من أكبر من اهتموا بعمارة الأزهر الشريف ، فلقد أنشأ لمدرسته تلك بيت صلاة وقبلة ومنارة ، وقد استعملت هذه المدرسة إلى عهد قريب مكتبة للأزهر ..
وعلى يسار الممر يقوم مبنى المدرسة الطيبرسية القديمة ، نسبة إلى الأمير علاء الدين طيبرس الخازندار نقيب الجيوش بمصر فى دولة الناصرمحمد بن قلاوون عام 719 / 1319 وقد تبنى هذه المدرسة وجعلها مسجداً فى نفس الوقت وتأنق فى بناؤها وأنفق عليها بسخاء فى الزخرفة والاتقان فكانت قطعة من الفن الاسلامى فى أحسن صورة ، ولكنها اتخذت عام 1896 م ملحقا لمكتبة الأزهر فضاع كثير من معالمها الفنية ..
فإذا فرغت من السير فى المرر وصلت إلى صحن الجامع الأزهر ، وهو صحن فسيح تحيط بك البوائك من كل الجهات وهذا الصحن قبل الجامع القديم ، ويليه بيت الصلاة الذى ينتهى بجدار القبلة القديمة … يليه بعد ذلك زيادة عبد الرحمن كتخدا ( وهومن كبار أمراء المماليك وأكبر من اهتم ببناء وتعمير مبنى الجامع الأزهر فى العصور الماضية ) ، فلقد قام هذا الرجل فى سنة 1167 هـ / 1753 بترميم شامل للأزهر وأضاف إليه زيادة كبيرة شمال من نصف حجم الجامع الأصلى وأقام بيت الصلاة بالقبلة والمحراب على خمسين عمودا أقيم عليها خمسون عقدا من نفس طراز عقود الجامع الأزهر الأصلية ..
……….
وأنشأ فى جدار القبلة الجديد محرابا بديعا وأقام قبة جميلة فوق بلاطة المحراب ، وصنع لهذه الزيادة منبرا بديع الصنع ، وأقام بجوار المحراب محرابا صغيرا يسمى بمحراب الدردير ، وبهذه الزيادة أصبح الأزهر من أكبر المساجد فى مصر.. كما أنشأ شمال هذه الزيادة مبنى واسعا له باب كبير يؤدى إلى حارة كتانة ويسمى باب الصعايدة حاليا وهو باب فخم وجميل وأقام بأعلاه غرفة تقوم على أعمدة رخامية خصصها لتحفيظ الصبية القرآن الكريم وداخل الرحبة أقام ضريحه وصهريجا وسبيل للمياه العذبة ، كما أنشأ باب المزينين وهو الباب الرئيسى للأزهر فالأزهر اليوم له خمس مآذن مختلفة الطراز لأنها بنيت فى عصور متفاوتة منها اثنان لعبد الرحمن كتخدا ، وواحدة تنسب للسلطان قايتباى وواحدة تنسب للسلطان الغورى ، ومئذنة قايتباى هى التى تميز الأزهر لأنها ذات جوسقين وعمامتين وهى أكبر مآذن الأزهر وهناك ستة محاريب (جمع محارب ) أقدمها محراب أيوان القبلة القديمة عند جدار المسجد الأول وهذه المحاريب تتفاوت فى الجمال والاتقان …
وللأزهر أيضا ثلاث قبات أجملها وأكبرها تلك التى تقوم فوق المدرسة الجوهرية الملحق بالأزهر لأنها تقوم على رقبة ذات شماسات ثم عقود مدببة مزينة من الخارج بنقوش عربية غاية فى الجمال . وهناك على يمين الأزهر أروقة مختلفة وهى عبارة عن الشئون الإدارية لطلاب الأزهر وسنتحدث عنها عند الحديث عن التعليم فى الأزهر ويزين الجامع الأزهر 380 عمودا ، ويتميز شكل صحنه باحتفاظه بالشكل المربع الذى أقيم عليه حتى الآن ..
………
تطور التعليم الأزهرى
بدأ الأزهر منذ اليوم الأول لإنشائه تعليم الناس ، فبدأ تعليم وتدريس المذهب الفاطمى فى الفقه وتعاليم الشيعة فى الدين والفلسفة والتوحيد وجلب للأزهر للتدريس فيه فطاحل العلماء فى ذلك العصر ، وأجزل لهم العطاء ، وبنى لهم منازل فخمة ألحقت بالأزهر ، وأخذوا يدرسون ويتفقهون فى مذاهب الفاطميين وتعاليمهم مما جعل للأزهر صيتا فى أفاق العالم الاسلامى ..
وكان أول كتاب قرىء فى الأزهر هو كتاب الاقتصاد فى فقه آل البيت لأبى حنيفة النعمان ابن عبد الله قاضى المعز ، وظل الجامع الأزهر يقيم حلقات للدروس يلقيها بنو النعمان حتى سنة 369 هـ ، عندها بدأت تتحول الدراسة الى دراسة منظمة ومستقرة ، حيث قام يعقوب بن كلس بتأليف كتابا فى الفقه الفاطمى وهو الرسالة الوزيرية فى الفقة الشيعى وكان يقوم بقراءاته على الناس بانتظام كل يوم جمعة…
ثم تم فى عام 378 هـ تعيين 37 فقيها وعالما بالأزهر وأنشأ لهم دارا للسكن بجوار الأزهر ، وفى عام 380 هـ تم تنظيم العملية التعليمية وقبول أول دفعة بالأزهر وعندما تخرجت تم تعيينها للتدريس به ، وكان هناك مجلسا خاصاً بالنساء فى الأزهر.
وظلت العملية التعليمية بالأزهر فى ازدهار ، وعالج الأزهر علوم الدنيا واهتم بشئون اللغة العربية وازدهرت فيه العلوم والفنون ، ولم يقتصر على النشاط الدينى بل تنوع ليشمل العلم والأدب والفن فى مصر والشام وكذلك الفلسفة والرياضة واللغة كما كان الأزهر جامعا رسميا للدولة الفاطمية ومركزا لكثير من المناسبات والإحتفالات الدينية حتى جاءت نهاية الدولة الفاطمية 567 هـ ، وعندها بدأت الدولة الإيوبية فى القضاء على الفكر الشيعى ، قامت المدارس المنافسة للأزهر وتقلص دور الأزهر التعليمى طوال ثلاثة قرون ..وإن كانت سلطة الأزهر كمسجد هام ظلت باهتة ..
………..
وجاء عصر المماليك ، فكان بمثابة عودة الروح للأزهر .. وتعاظمت مسئوليته التعليمية والثقافية خصوصا بعد زحف المغول على بغداد وتدميرهم لمكتبة بغداد ، وكذلك بعد تقلص نفوذ الحكم الإسلامى فى الأندلس ، واستعاد الأزهر مكانته العلمية ولكن فى السنة بعيدا عن المذهب الشيعى ، واهتم سلاطين المماليك بعمليات تجديد الأزهر ..
وانتشرت أروقة الأزهر مثل رواق العباسين – العثمانيين – الشراقوة – الصعايدة ( والرواق : هو المسافة الواقعة بين صفى أعمدة وكانت تدرس فى الأزهر مواد وكتبا عن علوم القرآن والحديث والكلام والفقة والأصول وعلوم اللغة كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والتاريخ واختفى فقه الشيعة..
وفى القرن السادس الهجرى درست العلوم الطبيعية الى جانب العلوم الدينية والعربية , فعبد اللطيف البغدادى ( أول شيخ للأزهر ) قام بتدريس الطب والفلسفة والمنطق ..
وكان بعض الشيوخ يدرسون العثمانى على العلوم الطبيعية التى كانت تدرس بالأزهر إلا أن الأزهر استمر فى دراسة العلوم الدينية حتى أن العثمانيين قاموا بإرسال ذخائر الكتب والعلماء والزعماء وقادة الفكر وشيوخ الحرفيين إلى تركيا ،ولذلك فقد انطوى الأزهر على نفسه فى ذلك العهد ، واستطاع الأزهر فى فترة حكم العثمانيين الحفاظ على اللغة العربية كلغة لكل المصريين واستطاع كذلك الحفاظ على الثقافة العربية الاسلامية فى مصر على مدى قرون ثلاثة ..
وبعد أن دخل نابليون مصر عام 1798 م ، استدعى علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ الشرقاوى وقرر تأليف ديوان من علماء الأزهر يشرف على الحكم ويدير شئون مصر وأغلق الشيخ الشرقاوى الأزهر فى يونيو 1800 م احتجاجا على دخول الانجليز للأزهر ، وأعاد افتتاحه فى أكتوبر عام 1801 بعد خروج الفرنسيين من مصر ..
……….
وفى اوائل عهد محمد على كانت العلوم الدينية والعربية تدرس فى الأزهر ، وبعد عودة المبعوثين الذين أرسلهم محمد على إلى أوروبا لتلقى العلم ، بدأ بعضهم يعمل بدراسة العلوم الطبيعية والفكرية وظل الاسهام العلمى للأزهر يتزايد فى مصر حتى إنه فى عام 1864 م صدر أول تقرير رسمى لمشيخة الأزهر تناول العلوم التى تدرس بالأزهر على النحو التالى : الفقه – الأصول – التفسير – الحديث – التوحيد – النحو – الصرف – المعانى – البيان – البديع – متن اللغة – العروض – القافية – الحكمة – الفلسفة – التوصف – المنطق – الحساب – الجبر – الفلك – الهيئة علوم الهندسة – التاريخ – الموسيقى- رسم المصحف ..
ثم صدر العديد من القوانين والقرارات لتنظيم الأزهر الشريف ولتنظيم الدراسة به ، وأكدت معظم هذه القرارات أن لايتصدى أحد لمهنة التدريس فى الجامع الأزهر إلا من انتهى من دراسة أمهات الكتب فى أحد عشر فنا ويجتاز إمتحانا فيها على يد لجنة مكونة من ستة أعضاء يرأسهم شيخ الأزهر ..
وظل نظام الأزهر يتطور ، وتتألف لجان لاصلاح الأزهر وإدخال بعض المواد والمناهج الرياضية من هندسة عملية وحساب ومبادىء علوم وتدبير صحة ورسم وجغرافيا وتاريخ ومنطق وغير ذلك وتطورات الشهادات التى يمنحها الأزهر بنفسه ، ففى البداية لم تكن هناك أية شهادات ثم جاء الشيخ محمد مهدى العباسى عام 1287هـ ومنح شهادات درجة أولى وثانية وثالثة للذين يتم امتحانهم بالأزهر ، ثم بدأ عام 1896 م منح شهادة العالمية والشهادة الاهلية بدرجات ثلاث مثل التقديرات الآن ثم استقرت شهادة الأزهر على إسم العالمية للأزهر وكذلك الثانوية بعد ذلك ، كما فتح الأزهر شهادات تخصصية مثل العالمية فى الدعوة والإرشاد وكانت هناك شهادات للغرباء منها الشهادة الأهلية للغرباء أو الشهادة العالمية للغرباء وأخذ نظام الأزهر يتطور .. وبدأت المعاهد الأزهرية تنتشر فى المحافظات من معاهد ابتدائية وإعدادية وثانوية .. بالاضافة إلى الكليات .. وجاءت ثورة 23 يوليو 1952 فأعطت الأزهر الشريف اهتمام خاصا نظرا لمكانته العلمية .. ونظرا لمكانته الدينية .. ولم لا ..؟
………
فمن على منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس جمال عبد الناصر الدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثى … وهب الشعب معه ..
ومن الأزهرتخرج أغلب عباقرة مصر .. ولذلك .. صدر قانون تطوير الأزهر ..
صدر القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر الشريف والهيئات التى يشملها حتى يتم إصلاح جذرى شامل للأزهر وكان هدف القانون أن يبقى الأزهر أكبر جامعة إسلامية وأقدم جامعة فى الشرق الأوسط والغرب … وأن يظل الأزهر حصنا للدين والعروبة وأن يخرج علماء يجمعون بين علوم الدين وعلوم الدنيا كلها .. وأن يتحقق قدر من المعرفة والخبرة وأن يتم منح جميع خريجى الأزهر شهادات فينص قانون تطوير الأزهر على أن :
الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الاسلامى ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية الى كل الشعوب…
كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمى والفكرى للأمة العربية … وتخريج علماء عاملين متفقين فى الدين يجمعون إلى الايمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة ..
وبذلك أصبح الأزهر تابعا لرئاسة الجمهورية وشيخ الأزهر يرأس المجلس الأعلى للأزهر ويختار من بين هيئة مجمع البحوث الاسلامية أو ممن تتوافر فيه شروط العضوية فى الهيئة ..وأكد على أن للأزهر شخصية معنوية عربية الجنس ..وحدد هيئات الأزهر وتكوينه …
……. الجزء القادم :
الأزهر الآن … الأزهر ومقاومة المعتدين ..
الأزهر الآن
يتكون الأزهر الشريف من عدة هيئات فلم يعد مجرد جامع الأزهر , أو مجرد جامعة الأزهر … ولكنه مؤسسة ضخمة لخدمة الاسلام والمسلمين … ويضم جهات متعددة … وهى :
– المجلس الأعلى للأزهر : برئاسة شيخ الأزهر وعضوية وكيل الأزهر وبعض الأعضاء ويختص بتخطيط ورسم السياسة العامة للأزهر ورسم السياسة التعليمية لجامعة الأزهر والمعاهد التابعة له ، والنظر فى الميزانية واقتراح انشاء الكليات والمعاهد .
– مجمع البحوث الإسلامية : هو الهيئة العليا للبحوث الاسلامية ويعمل على تجديد الثقافة الاسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى وتوسيع نطاق العلم بها .. ويضم هيئة كبار العلماء بالأزهر ..ويتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضوا ، بينهم حوالي عشرين عضوا من غير المصريين ، ويرأسه شيخ الأزهر – الثقافة والبعوث الإسلامية : تختص بكل ما يتصل بالنشر والترجمة والعلاقات الإسلامية من البعوث والدعاة واستقبال طلاب المنح وغيرهم من ذوى العلاقة فى نطاق أغراض الأزهر .
– جامعة الأزهر : تختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالى فى الأزهر وبالبحوث التى تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه ، وتتكون الجامعة من عدد من الكليات للبنات وعدد من الكليات للبنين بالقاهرة والمحافظات .
……..
ومن أهم الكليات : الدراسات الاسلامية من الدراسات العربية والدعوة – اللغة العربية والتاريخ – المعاملات والادارة – الهندسة والصناعات – الزراعة – الصيدية – الطب — اللغات والترجمة .. معاهد تعليم القراءات وتجويد القرآن ، وكلية الشريعة والقانون وهى لاتقبل حاليا سوى خريجى المدارس الثانوية الأزهرية وتمنح الجامعة الدرجات العلمية الآتية : ودرجة الإجازة العالية للكليات والمعاهد ( ليسانس أو بكالريوس ) , ودرجة التخصص ( الماجستير ) ودرة العالمية ( الدكتوراة )
– المعاهد الأزهرية : وتنتشر فى كل قرى ومدن مصر وهى ثلاثة أنواع : المعاهد الابتدائية ومدة الدراسة بها ست سنوات ، والمعاهد الاعدادية ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات ، والمعاهد الثانوية ومدة الدراسة بها أربع سنوات ، ومنها معاهد بنين ومعاهد فتيات وتقع تحت رئاسة المعاهد الأزهرية بالقاهرة التابعة للأزهر الشريف .
وهكذا تحول الازهر الشريف الى قلعة علمية ضخمة للتعليم الإسلامى فى مختلف مجالات الدين والحياة فهى رمز دائم لروح الايمان والتدين فى مصر والعالم.
…….
الأزهــــــــــــــــر
ومقاومة المعتدين
فى العصر الحديث كان للأزهر الشريف دور بارز في مقاومة المعتدين والمحتلين الذين حاولوا اغتصاب أراضى مصر ونستعرض موقف المقاومة البطولية للأزهر ورجاله منذ حملة نابليون بونابرت على مصر ومحاولته احتلال مصر ..وقبل ذلك ، قاد علماد الأزهر وشيوخه ثورة عارمة ضد الأيوبيين وضد المماليك وضد العثمانيين …
وقاد عمر مكرم والشيخ الشرقاوى المقاومة ضد نابليون بونابرت حيث ألف الأزهر لجنة لتنظيم الثورة ضد الفرنسيين وقامت هذه الثورة بالقاهرة فى اكتوبر عام 1798م .. واحتشدت الجموع فى الأزهر ينادون بالجهاد ضد الفرنسيين ، وهاجموا الفرنسيين ومعسكراتهم وقتلوا الجنرال ديبوى حاكم القاهرة فأخذ الفرنسيون يطلقون النار على الثوار فى الشوارع وتدفقت الجماهير الى الأزهر واحتشد فيه مايزيد على الف مواطن ، وأقاموا المتاريس فى الطرق والأزقة ، وأمر نابلوين بضرب الأزهر والقاهرة من على المقطم وانهالت آلاف القنابل على الأزهر والقاهرة ، ودخل جنود فرنسا الجامع الأزهر وعسكروا فيه بخيلهم ومنعوا الطلاب والعلماء من دخوله ..
وقاد الأزهر حركات عديدة ضد الحملة الفرنسية كما قتل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية بعد نابليون على يد طالب بالأزهر عام 1800 م وأعدم الأزهرى وهو بطل يسمى سليمان الحلبى ..
وقاد الأزهر ثورة مصر والمصريين ضد الفرنسيين فى ثورة القاهرة الأولى بقيادة الشيخ السادات ، وثورة القاهرة الثانية برئاسة عمر مكرم ..
…………
شيوخ الأزهر
علماء وثوار
هناك العديد من قادة الدول على مر العصور من بين صفوف الأزهر الشريف مثل محمد صديق خان البخارى أمير وملك مملكة بهوبال وعبد القيوم رئيس جزر المالديف وهوارى بومدين الزعيم الجزائرى وأحمد عرابى ومحمد عبده وسعد زغلول وجمال الدين الأفغانى وغيرهم الكثير
أما شيخ الأزهر : فهو منصب بدأ رسميا عام 1101 هـ أى من حوالى 300 عام ويعتبر شيخ الأزهر شيخا لعلماء مصر والعالم الاسلامى .. ومن هؤلاء الشيوخ :
محمد بن عبد الله الخراشى : من أبو خراش شبراخيت من محافظة البحيرة وكان يسمى شيخ الاسلام وهو أول شيخ للأزهر .
الإمام ابراهيم البرماوى : من برما محافظة الغربية من أعظم علماء عصره تولى مشيخة الأزهر عام 1101 – 1106 هـ .
الشيخ محمد النشرتى : من كفر الشيخ ، ظل شيخا للأزهر 14 عاما
الإمام عبد الباقى القلينى : من قلين بكفر الشيخ .. من علماء الأزهر
الشيخ محمد شنن : اشتهر بغزارة العلم .
الشيخ ابراهيم بن موسى الفيومى : عين شيخا للأزهر عام 1133 هـ ومات عام 1137 هـ ، وله العديد من المؤلفات .
الإمام عبد الله الشبراوى : من القاهرة وظل شيخا للأزهر حتى عام 1171هـ .
الشيخ محمد سالم الحفنى : من حفنا ببلبيس شرقية وظل عشر سنوات شيخا للأزهر .
الشيخ عبد الرؤوف السجينى : من الغربية وتولى المشيخة عاما واحدا .
الشيخ أحمد بن صيام الدمنهورى : من دمنهور وكان عالما وظل عشر سنوات شيخا للأزهر .
الإمام أحمد العروسى : من أشمون محافظة المنوفية وتولى مشيخة الأزهر من عام 1192 – 1218هـ .
الإمام أحمد بن زين الدمهوجى : من دمهوج مركز قويسنا محافظة المنوفية تولى مشيخة الأزهر عام 1246 هـ وظل بها ستة أشهر
الشيخ حسن العطار : تولى مشيخة الأزهر 1246 هـ حتى 1250هـ
الامام حسن القويسنى : من قويسنا منوفية وكان كفيف البصر تولى المشيخة عام 1250 هـ حتى 1254هـ .
الشيخ أحمد السفطى : من الفشن بنى سويف تولى المشيخة من عام 1254 هـ – 1263هـ .
الشيخ ابراهيم الباجورى : من الباجور منوفية تولى المشيخة من عام 1263 هـ – 1277هـ .
الشيخ مصطفى العروسى : تولى مشيخة الأزهر عام 1281 – 1287هـ .
الشيخ محمد المهدى الحنفى : من الاسكندرية تولى مشيخة الأزهر عام 1287 هـ – 1315هـ .
الشيخ شمس الأنبابى : من امبابة محافظة الجيزة شيخا للأزهر من عام 1299 فترات متقطعة حتى 1312هـ .
الشيخ حسونة النواوى : من ملوى بأسيوط عين شيخا للأزهر فترات متقطعة من 1313 حتى 1317هـ .
الشيخ عبد الرحمن النودى : تولى مشيخة الأزهر فترات من 1317هـ
الشيخ سليم البشرى : تولى فترات من عام 1317 حتى عام 1335هـ
الامام على الببلاوى : من ببلا بديروط من اسيوط .. عين من 1320 هـ – 1323هـ .
الامام عبد الرحمن الشربينى : من عام 1323 هـ حتى 1334هـ .
الشيخ محمد ابو الفضل الجيزاوى : من امبابة جيزة .. عين شيخا للأزهر عام 1335هـ .
الشيخ محمد مصطفى المراغى : ولد بمراغة من جرجا , وعين شيخا للأزهر عام 1928 م ومات عام 1945م .
الشيخ مصطفى عبد الرازق : من بنى مزار بمحافظة المنيا وتولى مشيخة الأزهر فى الفترة من 1945 م الى 1947م .
الشيخ محمد مأمون الشناوى : من الزرقا دقهلية تولى مشيخة الأزهر عام 1948 م وتوفى عام 1950م .
الشيخ عبد المجيد سليم : من ميت شهالة بالشهداء منوفية وتولى مشيخة الأزهر فترات من 1950-1953م .
الشيخ ابراهيم حمروش : من إيتاى البارود ، عين عام 1951 م شيخا للأزهر وأعفي منه عام 1952م .
الشيخ محمد الخضر حسين : من علماء تونس .. تولى مشيخة الأزهر من 1952 – 1954م .
الشيخ عبد الرحمن تاج : من اسيوط .. تولى مشيخة الأزهر عام 1954 م حتى عام 1958 .
الشيخ محمود شتلوت : إيتاى البارود , تولى المشيخة من 1958 م الى 1964م .
الشيخ حسن مأمون : عين شيخا للأزهر عام 1964 حتى 1969م .
د محمد الفحام : عين شيخا للأزهر عام 69 وأعفى عام 1973م.
د عبد الحليم محمود : من بلبيس شرقية تولى المشيخة عام 1973 م حتى عام 1978م .
د . محمد عبد الرحمن بيصار : تولى المشيخة عام 1979 م وحتى وفاته عام 1982م .
الشيخ جاد الحق على جاد الحق : من بطره مركز طلخا دقهلية , وتولى مشيخة الأزهر من عام 1982 وحتى 1996م .
الشيخ د. محمد سيد طنطاوى : تولى المشيخة فى عام 1996 م أعطاه الله الصحة والعافية .
وهذا الجمع الغفير من شيوخ الأزهر هم علماء أفاضل لهم أسهامات دينية وعلمية وفكرية متميزة جعلتهم يتولون هذا المنصب الكبير لخدمة هذه المؤسسة الضخمة الأزهر الشريف رمز مصر والمصريين .
……..
الأزهــــــــــر
رمز مصر والمصريين
ظل الأزهر رمزا لمصر وللمصريين …
فهو مسجد جامع تقام فيه الصلوات وتلقى على منبره الخطب والدروس الجامعة …
وهو قلعة علمية متميزة لتعليم علوم الدين واللغة وعلوم الدنيا …
وهو حصن أمين لمصر والمصريين يقود نضالهم الوطنى ضد الطغاة والمتسعمرين …
وهو جامعة عريقة تحفل بمختلف وهو جامعة العلوم تخرج العلماء والدعاة الذين يجربون أنحاء العالم يمثلون مصر فى محافلها وجامعاتها ومدارسها …
وهو مقصد عشرات الآلات سنويا من طلاب العالم الذين يلتمسون التعلم فى أزهر مصر …
وهو جامعة لتخريج أجيال جديدة تنكب على التعليم الأزهرى الفريد ..
فالأزهر ليس مجرد جامع وجامعة .. بل هو مؤسسة تنطلق بمصريتها العربية الإسلامية ومنارة تهدى العالم كله لعلوم الدين والدنيا من المنظور الاسلامى ..ومشيخة الازهر .. القابعة أمام الجامع الأزهر والتى ستنشأ فى منطقة الدرّاسة على أعلى المستويات الانشائية على الطراز الإسلامى مقرا جديدا لها …
والأزهر انتشر فى جميع أنحاء مصر .. بدءً من جامعة الأزهر التى أنشئت داخل أعمدة الأزهر ، منذ أن كان كل أستاذ عالم له عمود يجلس إلى جانبه وحوله تلامذته ، ثم أروقة الأزهر ، ثم إنشاء الكليات الأزهرية فى المنطقة التى تلى بيت الصلاة بالجامع الأزهر ثم إنشاء جامعة الأزهر الحديثة بمدينة نصر والتى تجمع كليات البنات بمفردها وكليات البنين العلمية والدينية بمفردها ثم إلى الكليات الأزهرية بمحافظات مصر المختلفة وانتهاء بالمعاهد الأزهرية الابتدائية والاعدادية والثانوية التى تقع فى مختلف قرى ومدن مصر فى كافة المحافظات …
فالأزهر ليس جامعاً وجامعة …
بل هو رمز مصر والمصريين ..
رمز مصر والمصريين فى تاريخهم التليد ..
ورمز مصر والمصريين فى حاضرهم المجيد ..
ورمز مصر والمصريين فى مستقبلهم السعيد ..
وسيظل دوما.. رمز مصر والمصريين …
شكراً لكم .. انتهى الموضوع ..