الحمد لله الذي خلق الزمان وفضّل بعضه على بعض فخصّ بعض الشّهور والأيام والليالي بمزايا وفضائل يُعظم فيها الأجر ، ويَكثر الفضل رحمة منه بالعباد ليكون ذلك عْوناً لهم على الزيادة في العمل الصالح والرغبة في الطاعة ، وتجديد النشاط ليحظى المسلم بنصيب وافر من الثواب ، فيتأهب للموت قبل قدومه ويتزود ليوم المعاد .
ومن فوائد مواسم الطاعة سدّ الخلل واستدراك النقص وتعويض ما فات ، وما من موسم من هذه المواسم الفاضلة إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف الطاعة يتقرب بها العباد إليه ، ولله تعالى فيها لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته ، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من طاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات ] . ابن رجب في اللطائف ص40 .
فعلى المسلم أن يعرف قدر عمره وقيمة حياته ، فيكثر من عبادة ربه ، ويواظب على فعل الخيرات إلى الممات .
قال الله تعالى : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر/99
قال المفسرون اليقين : الموت .
ومن مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري 2/457 .
وعنه أيضاً رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى " قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " رواه الدارمي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/398 .
فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها ، حتى العشر الأواخر من رمضان . ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، وبهذا يجتمع شمل الأدلة . أنظر تفسير ابن كثير 5/412
واعلم – يا أخي المسلم – أن فضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة منها :
1- أن الله تعالى أقسم بها : والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ، قال تعالى : ( والفجر وليال عشر ) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير : " وهو الصحيح " تفسير ابن كثير8/413
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما تقدّم في الحديث الصحيح .
3- أنه حث فيها على العمل الصالح : لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار ، وشرف المكان – أيضاً – وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام .
4- أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " . أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناده أحمد شاكر .
5- أن فيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين وصيامه يكفّر آثام سنتين ، وفي العشر أيضا يوم النحر الذي هو أعظم أيام السنّة على الإطلاق وهو يوم الحجّ الأكبر الذي يجتمع فيه من الطّاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره .
6- أن فيها الأضحية والحج .
في وظائف عشر ذي الحجة : إن إدراك هذا العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد ، يقدّرها حق قدرها الصالحون المشمّرون . وواجب المسلم استشعار هذه النعمة ، واغتنام هذه الفرصة ، وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية ، وأن يجاهد نفسه بالطاعة . وإن من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرق الخيرات ، وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازماً لعبادة مولاه .
فمن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة :
1- الصيام
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة . لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر ، والصيام من أفضل الأعمال . وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : " قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري 1805
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة . فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر . أول اثنين من الشهر وخميسين " أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462 .
2- التكبير :
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى .
ويجهر به الرجال وتخفيه
قال الله تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) الحج : 28 . والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر ) ، وصفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد ، وهناك صفات أخرى .
والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين ، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع .
إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ) أخرجه الترمذي 7/443 وهو حديث حسن لشواهده .
3- أداء الحج والعمرة : إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم ، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب – إن شاء الله – من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ).
4- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما : لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عِظَم ثوابه عند الله تعالى . فمن لم يمكنه الحجّ فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة
5- الأضحية :
ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى .
6- التوبة النصوح :
ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب . والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهراً وباطناً ندماً على ما مضى ، وتركا في الحال ، وعزماً على ألا يعود والاستقامة على الحقّ بفعل ما يحبّه الله تعالى .
والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة حالاً بدون تمهل لأنه :
أولاً : لا يدري في أي لحظة يموت .
ثانياً : لأنّ السيئات تجر أخواتها .
وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى . وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله . قال تعالى : ( فأما من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين ) القصص : 67 .
فليحرص المسلم على مواسم الخير فإنها سريعة الانقضاء ، وليقدم لنفسه عملا صالحاً يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه : إن الثواب قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مُخْوِف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمآب ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) .
الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل ، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمِّل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء محبوسا في حفرته بما قدَّم من عمل .
يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري ، أما آن لقلبك أن يستنير أو يستلين ، تعرّض لنفحات مولاك في هذا العشر فإن لله فيه نفحات يصيب بها من يشاء ، فمن أصابته سَعِد بها يوم الدّين .
فضل و ثواب صيام ذي الحجة:
قال عبد الله بن عباس عن النبي صلي الله عليه و سلم انه قال:
1. في أول يوم من ذي الحجة غفر الله فيه لأدم, و من صام هذا اليوم غفر الله له كل ذنب.
2.و في اليوم الثاني استجاب الله لسيدنا يوسف و من صام هذا اليوم كمن عبد الله سنة و لم يعص الله طرفة عين.
3. و في اليوم الثالث استجاب الله دعاء زكريا و من صام
هذا اليوم استجاب الله دعائه.
4. و في اليوم الرابع ولد سيدنا عيسي عليه السلام و من
صام هذا اليوم نفي الله عنه البأس و الفقر و في يوم القيامة يحشر مع السفرة الكرام.
5.و في اليوم الخامس ولد موسى عليه السلام و من صام هذا اليوم برء من النفاق و عذاب القبر.
6. و في اليوم السادس فتح الله لسيدنا محمد بالخير و من صامه ينظر الله إليه بالرحمة و لا يعذبه أبدا.
7. و في اليوم السابع تغلق فيه أبواب جهنم و من صامه
اغلق الله له ثلاثون بابا من العسر وفتح الله له ثلاثون بابا من الخير
8. و في اليوم الثامن المسمي بيوم التروية من صامه أعطى الله له من الأجر ما ليعلمه إلا الله.
9. في اليوم التاسع و هو يوم عرفه من صامه يغفر له
الله سنة من قبل و سنة من بعد.
10. و في اليوم العاشر يكون عيد الأضحى و فيه من قرب قربانا وذبح
ذبيحة في أول قطرة من دماء الذبيحة يغفر الله ذنوبه و ذنوب أولاده
و من أطعم فيه مؤمنا و تصدق بصدقة
بعثه الله يوم القيامة آمناً
و يكون ميزانه اثقل من جبل أحد.
اللهم تقبل صيامنا يارارحم الراحمين
19897585fl3
70503364
فهلمو ا بنا نغتنمها :icon_arrow::56 (1)::56 (1):
وقد ورد في فضل عشر ذي الحجة أدلة من الكتاب والسنة منها:
قال تعالى :
(والفجر، وليال عشر)
قال ابن كثير رحمه الله:
المراد بها عشر ذي الحجة
كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم
رواه الإمام البخاري .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )
قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:
( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ).
وقال تعالى
( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات )
قال ابن عباس: أيام العشر [تفسير ابن كثير].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد )
[رواه أحمد].
وكان سعيد بن جبير رحمه الله وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق
إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه
[رواه الدارمي].
وقال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي :
الصلاة والصيام والصدقة والحج
ولا يتأتى ذلك في غيره.
التكبير والتهليل والتحميد :
لما ورد في حديث ابن عمر السابق،
( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ).
وقال الإمام البخاري رحمه الله:
( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما ).
وقال أيضاً:
( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي قسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.
وحري بنا نحن المسلمون أن نحي هذه السنة التي قد ضاعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير ولأسف بخلاف ما كان عليه السلف الصالح
ملاحظة :
وأحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها:
التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
والله وليّ التوفيق
جزيتى كل الخير
بعد كل ذلك هل تفكرو في شئ الا صيامهم
………………………… ……………….
أدعيه تستحب ان تقال في العشرالاول من شهر ذي الحجه:
لا اله الا الله عدد اليالي والدهور
لا اله الا الله عدد الايام والشهور
لا اله الا الله عدد أمواج البحور
لا اله الا الله عدد أضعاف الاجور
لا اله الا الله عدد القطر والمطر
لا اله الا الله عدد أوراق الشجر
لا اله الا الله عدد الشعر والوبر
لا اله الا الله عدد الرمل والحجر
لا اله الا الله عدد الزهر والثمر
لا اله الا الله عدد أنفاس البشر
لا اله الا الله عدد لمح العيون
لا اله الا الله عدد ما كان وما يكون
لا اله الا الله تعالى عما يشركون
لا اله الا الله خير مما يجمعون
لا اله الا الله في اليل اذا عسعس
لا اله الا الله في الصبح اذا تنفس
لا اله الا الله عدد الرياح في البراري والصخور
لا اله الا الله من يومنا هذا الى يوم ينفخ في الصور
لا اله الا الله عدد خلقه أجمعين
لا اله الا الله من يومنا هذا الى يوم الدين
اللهم فرجك القريب
اللهم سترك الحصين
اللهم معروفك القديم
اللهم عوائدك الحسنه
اللهم عطاك الحسن الجميل
ياقديم الاحسان احسانك القديم
يا دائم المعروف معروفك الدائم
****************************** *******
حسبي الله وكفى
سمع الله لمن دعا
ليس وراءه منتهى
من توكل على الله كفي
ومن اعتصم بالله نجا
صوم يوم عرفة
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وعظيم فضلك يا أكرم الأكرمين . . . أما بعد :
فإننا سوف نستقبل بعد أيام قلائل ، يوماً عظيماً من أيام الله تعالى ، يوماً مشهوداً ، ألا وهو يوم عرفة ، وبعده سيقدم يوم عيد الأضحى المبارك ، وهو يوم الحج الأكبر ، ويوم النحر ، ولكلٍ من اليومين أحكام تخصه ، ولعلنا نتطرق إلى بعض تلك الأحكام المهمة التي تهم المسلم ، ويريد تحريها ، ومعرفة أحكامها ، حتى تكون عبادته لربه تبارك وتعالى على بصيرة وهدى ونور
فضل صوم يوم عرفه :
وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ، وقد أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام ، وفضل صيام ذلك اليوم ، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " [ رواه مسلم ] .
فصومه رفعة في الدرجات ، وتكثير للحسنات ، وتكفير للسيئات .
ماذا يكفر صوم يوم عرفة :
فعموماً لا ينبغي صيام يوم عرفة للحاج أما غير الحاج فيستحب له صيامه لما فيه من الأجر العظيم وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده . والمقصود بذلك التكفير ، تكفير الصغائر دون الكبائر ، وتكفير الصغائر مشروطاً بترك الكبائر ، قال الله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " [ النساء ] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر " [ رواه مسلم ] .
من فضائل ذي الحجة
قال الله تعالى ( والفجر وليال عشر )
أكثر المفسرين على أن الفجر فجر يوم عرفة , وقال السيوطي : هو فجر كل يوم 0 وقيل هو فجر أول يوم من المحرم أو فجر يوم النحر أو فجر أول يوم من ذي الحجة , و أما اليالي العشر : فأكثر المفسرين على أنها عشر ذي الحجة0وقيل هي العشر الأواخر من رمضان وقيل هي العشر الأوائل من المحرم .
عن ابن عباس رضي الله عنهما …. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من ايام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني عشر ذي الحجة قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله , إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) أخرجه البخاري.
وروى ابن ماجة والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أحب إلى الله أن يُتعبد له فيها من عشر ذي الحجة , يعدل صيام كل يوم منها بسنة وكل ليلة منها بقيام ليلة القدر " .
في مسند أحمد عن السيدة حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر أي عشر ذي الحجة وثلاثة أيام من كل شهر " ولا يشترط في صيام عشر ذي الحجة الموالاة , وهذا الحديث هو من باب التغليب , فإنه يخرج منه صيام العيد للحاج وغيره, وصيام عرفة للحاج بخصوصه لمن قال بذلك0
وأما عن صيام عرفة لغير الحاج فقد قال صلى الله عليه و آله وسلم ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) رواه مسلم وغيره 0
وفي المسند أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما … قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل عند الله فيهن من هذه الأيام العشر أي عشر ذي الحجة فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )، ويكون ذلك برفع الصوت في البيت وخارجه.
وروى ابن حبان في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة )
وروى البزار عن جابر أيضاً رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر أي عشر ذي الحجة ).
من أدعية العشر : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال في عشر ذي الحجة كل يوم عشر مرات :
لا إله إلا الله عدد الدهور , لا إله إلا الله عدد النبات والشجر , لا إله إلا الله عدد لمح العيون، لا إله إلا الله خير مما يجمعون , لا إله إلا الله من يومنا هذا إلى يوم ينفخ في الصور.
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) . رواه الونائي في المعجم الكبير .
من أدعية يوم عرفة : قال صلى الله عليه وسلم ( أفضل الدعاء يوم عرفة , وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير ) رواه الترمذي
وعن سيدنا على بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : أكثر ما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في الموقف:
( اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول , اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي , وإليك مآبي ولك ربي تراثي . اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وسوسة الصدر وشتات الأمر اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح )
***********************
اسعدني مروركم
* انتبهي أخيه *
إنها أعظم فرصة في حياتك ..
إنها صفحة جديدة مع الله ..
إنها أفضل أيام الله ..
تخيل أنها أفضل من العشر الأواخر من رمضان !!
إنها العشر الأوائل من ذي الحجة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، يعني أيام العشر ، قالوا : يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء» .
انظر كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا : ولا الجهاد ؟!!
وطبعا طالما انها بهالاهميه لازم نعد لها ونخط المشاريع ولانجعلها على البركه كما يقال
والآن اتركم مع بعض المشاريع من مشاريع الشيخ محمد حسين يعقوب بتصرف بسيط
مشروع الختم:
قال تعالى:{ونزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤني ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}الإسراء82
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)
لابد من ختمة كاملة في هذه العشر على الأقل…بدون فصال…ولكي تختم القرأن في هذه العشرة أيام عليك أن تقرأ ثلا ثة أجزاء يوميا…ولكي تتحفز أبشرك أن ثلاثة أجزاء على حساب الحرف بعشرة حسنات تعادل نصف مليون حسنة يوميا…؟؟؟؟!!!!!!!!
والمفاجأه الأكبر ان الأعمال بعشر ذي الحجه ستضاعف
الآن أدعكن مع المشروع الثاني وقد أعجبني كثيرا
وعسى نطبقه لو مره باليوم
مشروع وليمة لكل صلاة:
فلنتفق على وليمة خير لكل صلاة فلتجلس احدانا في مصلاها تنتظر الصلاه ولتحتسب انها طالما كانت بانتظار الصلاه فهي في صلاه تجلس قبل الآذان بقليل تذكر الله وتهل وتكبر ثم تردد مع الاذان ثم تدعو بين الآذان والاقامه ثم تقرأ وجهين الى خمس من كتاب الله ثم تصلي وتقرأ اذكار الصلاه ثم تقرأ كم وجه من كتاب الله
أليست حقا وليمه ؟؟؟؟
اذا فعلت ذلك فإليك الثمرات:
1)ثواب تساقط ذنوبك أثناء الوضوء؛
2)ثواب ترديد الآذان مغفرة للذنوب؛
3)ثواب الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم نوال شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؛
4)ثواب صلاة السنة القبلية؛
5)ثواب انتظار الصلاة فكأنك في صلاة؛
6)ثواب الدعاء بين الآذان والإقامة؛
7)ثواب أذكار الصلاة؛
8)السنة البعدية؛
بالله عليكم …أليست وليمة؟؟؟بالله عليكم من يضيعها وهو يستطيعها …ماذا تسمونه؟؟؟
مشروع الذكر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر,فأكثروا فيهن التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)
فأعظم كلمات الذكر عموما في هذه الأيام:سبحان الله, الحمد لله,لا إله إلا الله والله أكبر-وهن الباقيات الصالحات وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلمأن لكل كلمة منها شجرة في الجنة,وأن ثواب كل كلمة منها عند الله كجبل أحد…
ردديها واكثري منها وفكري بساتينك التي ستكون لك بالجنه وذكري نفسك بذلك كل ما فترت همتك
وكذلك التكبير بالصيغ المشهوره …
وعموما ان كان رمضان دوره للتربيه بالقرآن فالعشر هذه للتربيه على كثره الذكر فلا تقبلي أن لاتكوني من الذاكرات الله كثيرا
مشروع قناطير الفردوس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين,ومن قام بمائة آية كتب من القانتين,ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين…)
فإذا قمت اليل بألف آية فلك في كل ليلة قناطير جديدة من الجنة, وإذا كنت من العاجزين وقمت بمائة آية كتبت من القانتين. وان كنت عاجزه جدا فلا أقل من 10 آيات .
مشروع صلة الأرحام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام صلوا الأرحام وصلوا باليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)
وقال صلى الله عليه وسلم(الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصلته ومن قطعني قطعته)
فاحرص على: كل يوم نصف ساعة على الأقل أو ما تيسر من الوقت أي عمل تبر به والديك, زيارة لاحد الأقارب,أبسط إكرام الجيران,سرور تدخله على مسلم…
كل عام وانتي بخير قبل الزحمة
أنواع العمل في هذه العشر :
الأول :
أداء الحج والعمرة ، وهو أفضل ما يعمل ، ويدل على فضله عدة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) وغيره من الأحاديث الصحيحة .
الثاني :
صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها – وبالأخص يوم عرفة – ولاشك أن جنس الصيام من أفضل الأعمال وهو مما اصطفاه الله لنفسه ، كما في الحديث القدسي : ( الصوم لي وأنا أجزي به ، انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله ، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) متفق عليه . ( أي مسيرة سبعين عاماً ) ، وروى مسلم رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) .
الثالث :
التكبير والذكر في هذه الأيام . لقوله تعالى : ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) وقد فسرت بأنها أيام العشر ، واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن أحمد رحمه الله وفيه : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم انهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر ، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم . وروى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم انهم كانوا يقولون في أيام العشر : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد . ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها ، لقوله تعالى : ( وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) ولا يجوز التكبير الجماعي وهو الذي يجتمع فيه جماعة على التلفظ بصوت واحد ، حيث لم ينقل ذلك عن السلف وانما السنة أن يكبر كل واحد بمفرده ، وهذا في جميع الأذكار والأدعية إلا أن يكون جاهلاً فله أن يلقن من غيره حتى يتعلم ، ويجوز الذكر بما تيسر من أنواع التكبير والتحميد والتسبيح ، وسائر الأدعية المشروعة .
الرابع :
التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب ، حتى يترتب على الأعمال المغفرة والرحمة ، فالمعاصي سبب البعد والطرد ، والطاعات أسباب القرب والود ، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ) متفق عليه .
الخامس :
كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والجهاد والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك فانها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام ، فالعمل فيها وان كان مفضولاً فأنه أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيرها وان كان فاضلاً حتى الجهاد الذي هو من أفضل الأعمال إلا من عقر جواده واهريق دمه .
السادس :
يشرع في هذه الأيام التكبير المطلق في جميع الوقت من ليل أو نهار إلى صلاة العيد ويشرع التكبير المقيد وهو الذي يعد الصلوات المكتوبة التي تصلى في جماعة ، ويبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفة ، وللحجاج من ظهر يوم النحر ، ويستمر إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق .
السابع :
تشرع الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق ، وهو سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين فدى الله ولده بذبح عظيم ، ( وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما ) متفق عليه .
الثامن :
روى مسلم رحمه الله وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضّحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) وفي رواية ( فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي ) ولعل ذلك تشبهاً بمن يسوق الهدي ، فقد قال الله تعالى : ( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) وهذا النهي ظاهره انه يخص صاحب الأضحية ولا يعم الزوجة ولا الأولاد إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصه ، ولا بأس بغسل الرأس ودلكه ولو سقط منه شيء من الشعر .
التاسع :
على المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى ، وحضور الخطبة والاستفادة . وعليه معرفة الحكمة من شرعية هذا العيد ، وانه يوم شكر وعمل بر ، فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي والمسكرات ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر .
العاشر :
بعد ما مر بنا ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يستغل هذه الأيام بطاعة الله وذكره وشكره والقيام بالواجبات والابتعاد عن المنهيات واستغلال هذه المواسم والتعرض لنفحات الله ليحوز على رضا مولاه والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ….
***********
في امان الله وحفظه
**********