مؤتمر عالمي في مصر: طفرة جديدة في العلاج الموجه لأورام الرئة
في مؤتمر علمي عقد في القاهرة الأسبوع الماضي، أعلن علماء وباحثون متخصصون في مجال علاج علاج الأورام، أن المستقبل أفضل عند علاج حالات سرطان الرئة باستخدام العلاجات الموجهة الحديثة، التي تعد ثورة في خط العلاج الأول لأورام الرئة، حيث تستهدف مستقبلات النمو داخل الخلايا السرطانية فقط، وتعمل على إيقاف قدرتها على الإصلاح الذاتي الذي تقاومه من خلاله العلاج الكيميائي.
وعقد المؤتمر، في فندق سميراميس إنتركونتننتال تحت عنوان معا ضد سرطان الرئة، بمشاركة كبار أطباء علاج الأورام، لمناقشة خلاصة الأبحاث التي تم إجراؤها على مدى أكثر من عام، بوحدات علاج الأورام الرئوية في مختلف الجامعات المصرية حول سرطان الرئة، الذي يعد السبب الثاني في حالات الوفاة السنوية الناتجة عن الإصابة بالسرطان على مستوى العالم.
واستعرض المتحدثون أسباب الإصابة بسرطان الرئة وسبل العلاج، كما ناقش المؤتمر الطرق العلاجية الموجهة التي تستهدف الخلية السرطانية من دون المساس بالخلايا السليمة، مما أدى إلى طفرة في نسب الاستجابة ورفع معدلات الحياة.
وقال البروفسور ياسر عبد القادر، أستاذ علاج الأورام في جامعة القاهرة: إن سرطان الرئة يمثل مشكلة صحية قومية، ليس في مصر وحدها، بل على مستوى العالم أجمع، نظرا إلى أن 70% من المرضى يتم تشخيص حالاتهم في مراحل متقدمة.
ولفت عبد القادر إلى أن الاستجابة للعلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة كانت متواضعة خلال الثمانينات والتسعينات، إلا أن تطوير العلاجات الموجهة خلال الأعوام الماضية، التي تستهدف مستقبلات النمو داخل الخلايا السرطانية فقط، وتعمل على إيقاف قدرتها على الإصلاح الذاتي الذي تقاوم من خلاله العلاج الكيميائي، يعد نقلة نوعية في علاج سرطان الرئة.
وأوضح عبد القادر أن أحدث هذه الأدوية وأكثرها فاعلية عقارا بيفاسيزوماب – أفاستن، وتارسيفا – إرلوتونيب، مؤكدا أن العقار الأول قد أحدث طفرة في علاج المراحل المتقدمة من سرطان الرئة، بتحقيق زيادة تصل من 25 إلى 30% في نسبة السيطرة والاستجابة، مقارنة بالعلاج الكيميائي منفردا.
ومن جانبها، قالت البروفسورة رباب جعفر، الأستاذة بالمعهد القومي للأورام: إن الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، حيث تمثل نسبة الإصابة 8.2% بين الذكور، و2.4% بين الإناث، من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان في العالم العربي.
وأشارت إلى أن سرطان الرئة يعد ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا، من حيث التشخيص بين الرجال والنساء، حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي بالنسبة للسيدات، وبعد سرطان البروستاتا بالنسبة للرجال.
وأضافت رباب أن من أهم العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، التعرض للمواد المسرطنة، والعادات الصحية السيئة، مثل التدخين بجميع أنواعه، كما يعد الاستعداد الوراثي أيضا من الأسباب المهمة، حيث يؤدي بصورة مباشرة للإصابة بالسرطان أو لزيادة احتمالات الإصابة به.
وفي السياق ذاته، أوضح البروفسور شريف عمر، أستاذ جراحة الأورام في جامعة القاهرة، أن هناك نوعين من سرطان الرئة، سرطان خلايا الرئة الصغيرة، ويمثل 20% من حالات الإصابة، ويتميز بتكاثر خلايا الرئة الصغيرة بشكل سريع، وانتقالها لأجهزة الجسم الأخرى، وسرطان خلايا الرئة غير الصغيرة، ويمثل 80% من حالات سرطان الرئة التي يتم تشخيصها، حيث يستجيب بصورة أفضل للتدخل الجراحي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الموجه
دمتم فى حفظ الله