ولا شك في أن الحب والميل الجنسي توأمان، الميل الجنسي ظاهرة جسدية لها حدودها ومؤثراتها أما الحب فهو عاطفة بعيدة عن المؤثرات الخارجية من هنا نجد أن الشخص الذي لا يملك سوى شهيته الجنسية لا ينتظر ولا يتطلب من شريكه إلا إشباع هذه الشهية فإذا ما تحقق له انصرف عن الشريك دون أن يترك العمل الجنسي أي أثاراً تذكر، وذلك الشخص شأنه كشأن الحيوان .
أما الحب فهو عاطفة من التأكيد بمكان عظيم عاطفة تتركز على شخص محدد ولا ترضى عنه بديلاً ولا تقبل بغيره شريكاً وإذا كانت الشهية تسعى لإمتاع الحواس الجسدية فإن الحب يشمل إمتاع الإنسان ككل ، بإمكانك أن ترغم الشخص على ممارسة الجنس معك ولكنك لن تستطيع أبداً أن تفرض عليه حبك .
الفرق بين الحب والجنس : الجنس يتعرض لمد وجزر حتى إذا ما تحقق الاتصال اختفت الرغبة ، ولكن الحب عاطفة عميقة ثابتة وأهميتها تتعلق على سعادة الشخص نفسه وهي كلمة تساوي بين المحب والمحبوب ولا تفرق بين العاشق والمعشوق فالذي يحب يتمنى لمحبوبه ما يتمناه لنفسه سعادة أبدية وافرة الظلال .
الحقيقة التي لا مجال فيها للشك هي أن الممارسة الجنسية لا تجد معناها الحقيقي إن لم يكن للحب دوره فيها.