التصنيفات
منوعات

اسم الله الرزاق

الرزاق في اللغة:
• "الرزاق" في اللغة صيغة مبالغة، و تعني كثرة العطاء, و الفعل رزق
• الرزق هو كل ما يُنتفع به
• الرزق هو العطاء

أما اسم الله " الرزاق " ماذا يعني ؟
الفرق بين الرزق و الكسب
قال عليه الصلاة والسلام :
( ليس لك إلا ما أكلتَ فأفْنَيتَ، أو لَبِستَ فأبْلَيْتَ، أو تصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ) (أخرجه مسلم والترمذي والنسائي)
قد يكون مرتبك 1000 جنيه,فهذا كسبك, ولكن ما تنفقه على طعامك و ملابسك 100 جنيه, و هذا رزقك. أنظر إلى اللمحة الرائعة " أو تصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ" فالصدقة من الرزق.

أنواع الرزق
الرزق، هذه الكلمة تعم رزق الدنيا والآخرة، دخول الجنة رزق، النجاة يوم القيامة رزق، العلم في الدنيا رزق، اشتقاق الكمال من الله رزق، الحلم رزق، الورع رزق، و ليس المال فقط.

ألزم نفسه برزق العباد
﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ ( سورة هود الآية : 6 ) .
﴿ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ معنى ذلك أن الله ألزم نفسه ذاتياً برزق العباد.

العلم رزق
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ ( سورة النساء )
﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾ ( سورة القصص الآية : 14 )

واسع العطاء
﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ ( سورة إبراهيم الآية : 34 )

أسباب زيادة الرزق
1. تقوى الله: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ ( سورة الطلاق ) .
2. صدق التوكل على الله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ ( سورة الطلاق الآية : 3 )
3. صلة الرحم: قال عليه الصلاة والسلام 🙁 مَن سَرّه أن يَبْسُط الله له في رزقه وأن يَنْسَأ له في أَثَره فلْيَصِلْ رحمه ) [ أخرجه البخاري والترمذي عن أبي هريرة ]
4. شكر النعمة: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ ( سورة إبراهيم الآية : 7 )
5. طلب العلم: قال عليه الصلاة والسلام: (( من طلب العلم تكفل الله له برزقه )) [الديلمى وابن عساكر عن زياد بن الحارث الصدائى]
6. الاستغفار: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ﴾ ( سورة نوح )
7. الصدقة: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ ( سورة البقرة )
8. قراءة القران في البيت: قال عليه الصلاة والسلام 🙁 إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره ، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ) [أخرجه البزار عن أنس بن مالك ]
9. التوسعة على العيال: قال عليه الصلاة والسلام : ( ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله ) [ الديلمي عن عائشة ]
10. النكاح: قال عليه الصلاة والسلام: ( ثلاثة حقّ على الله عَوْنُهم : المجاهدُ في سبيل الله ، والمُكَاتِبُ الذي يريد الأداءَ ، والناكحُ الذي يريد العَفَافَ ) [أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
• المؤمن لا يستعجل الرزق
 قال عليه الصلاة والسلام :
( أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُم )[أخرجه ابن ماجه عن جابر بن عبد الله ] .
 قال عليه الصلاة والسلام :
( نفث روح القدس في روعي أن نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله ، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) [ أخرجه الطبراني] .

• المؤمن يذكر نعمة الله عليه
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ ( سورة فاطر الآية : 3 )

• المؤمن يتصدق مما رزقه الله
﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ ( سورة البقرة ) .

• المؤمن ينسب الفضل إلى الله وحده
ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم عقب ليلة مطيرة قال: ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . فأما من قال : مُطِرْنا بفضل الله ورحمته : فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا وكذا : فذلك كافر بي ، مؤمن بالكواكب )) .
[ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ومالك عن زيد بن خالد الجهني ] .

المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى- الدكتور محمد راتب النابلسي




بارك الله فيك

اللهم ارزقنا من حيث لانحتسب




بارك الله فيكي
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وافتح لنا ابواب فضلك و رزقك



جزاك الله خيرا



التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

تاملات فى اسم الله الرزاق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالرزاق -سبحانه وتعالى- هو الذي لا تنفد خزائنه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْفَيْضُ -أَوِ الْقَبْضُ- يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ» [متفق عليه].

شهود آثار اسم الله الرزاق:

إذا تأمل الإنسان في رزق الله -عز وجل- لعباده؛ امتلأ قلبه يقينًا وتوكلاً عليه -سبحانه وتعالى-؛ فترتاح نفسه ويطمئن قلبه، قال الله -تعالى-: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود: 6].

فيتأمل في نزول المطر من السماء، وما يملكه أحد، به تحيا الخلائق كلها، وبه تجري الأنهار وتمتلئ العيون والآبار، ويشرب الناس ويزرعون، وتشرب بهائمهم وتعيش، ويتغذى الإنسان على ذلك كله، ولو أراد الله -سبحانه وتعالى- أن يمنع ذلك كله أو شيئًا منه؛ لمنعه، بل لو أراد الله -سبحانه وتعالى- لجعل هذه الأمطار سببًا لهلاكهم، كما يفعل الله -عز وجل- فيمن شاء مِن عباده بأنواع الفيضانات وشدة الأمطار وإغراقها للبلاد والعباد، فلو شاء الله -عز وجل- أن يفعل ذلك بمن شاء لفعل -سبحانه وتعالى-، فالله يرزق كل مخلوق، ويقسم الأرزاق بين خلقه جميعًا.. البشر وغيرهم، المؤمن والكافر؛ فالكل يُزرق، ولا يملك أحد رزقًا لأحد.

معاملة اسم الله الرزاق بمقتضاه من فعل العباد:

الرزق من الله وحده:

إذا استحضر العبد ذلك؛ سأل الله -عز وجل- الرزق، وابتغى منه الفضل، كما قال إبراهيم -عليه السلام-: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 17].

وإذا استحضر العبد أن الرزق مِن الله شكره ولم يشكر غيره؛ لأن الله وحده هو الذي أعطى ومنع، بل إذا شكر هذا الغير يشكره على أنه سبب.

وإن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله -تعالى-، وأن تحمدهم على رزق الله -تعالى-، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله -تعالى-، فإن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره، والله بحكمته وجلاله جعل الروح والفرج في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.

فهذا مِن ضَعف الإيمان وضعف شهود القدر وضعف استحضار أن الله هو "الرزاق" أن تحمد الناس على رزق الله الذي ساقه إليك، وعلى أنهم الذين أعطوا وكان من الممكن أن يمنعوا، وأن يظن الإنسان أن الأمور بأيدي الناس أو أن يذمهم على ما لم يؤته الله، فما حُرم منه الإنسان إنما هو أمر مكتوب يكتبه الله -عز وجل- عليه، فالله هو الذي لم يقدِّر له هذا الشيء، ولم يؤته إياه، وليس الناس.

فمن ضعف اليقين أن يقول المرء: فلان حرمني، أو فلان سبب في منعي من ذلك، أو نحو هذا.. فلا ينبغي للإنسان أن يشغل نفسه كثيرًا بالناس، فإنهم لن يمنعوا عنك رزقًا أراده الله -عز وجل- لك، فليس ذلك في مقدرتهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ؛ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ؛ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].

طلب الرزق بما أحله الله -عز وجل-:

وإذا أيقن الإنسان أن الله هو الرزاق؛ لم يطلب الرزق بما حرَّمه الله -عز وجل-، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِ[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]نَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي أنّ نَفْسًا لنْ تَمُوتَ حَتّى تَسْتَكْمِلَ أجَلَها وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَها، فاتّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلبِ، ولاَ يَحْمِلنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطاءُ الرِّزْقِ أنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ، فإنّ الله -تعالى- لا يُنالُ ما عِنْدَهُ إلاّ بِطاعَتِهِ

» [رواه البزار وأبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني].

فلا يقولن عبد كلمات كتلك التي تقال: أريد أن آكل عيشًا! و: أريد أن أربي أولادي! مبررًا بذلك ارتكابه الحرام! فالكفرة يفعلون ذلك، وكثير مِن العصاة والمجرمين يفعلون ذلك، وليس هذا بعلة ولا عذر في ارتكاب المعاصي والذنوب فضلاً عن الكفر والنفاق، فإن الرزق يأتي من الله -عز وجل-، وليس معنى ذلك أن لا يأخذ العبد بالأسباب، ولكن يأخذ منها ما حل، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «فاتّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلبِ» [صححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 2085]، فليطلب الطلب الجميل، يطلب؛ لأن الله قد أمره بذلك، فقد أمره بابتغاء الرزق: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 17].

وليستعمل رزق الله -عز وجل- في عبادته ويشكر ربه -سبحانه وتعالى- على ما أعطاه، أما أن يترك الإنسان الطلب ولا يبتغي رزق الله، فهذا ليس من هدي الأنبياء، كما تكلم بعضهم أنه كان قد خرج في طلب معاشه فقرأ أو سمع أو تذكر قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]، فقال: "إن رزقي ها هنا -أي: في السماء- وأنا أطلبه من ها هنا!" -أي: من الأرض-، فدخل المزبلة وظل بها، وذكروا أنه كان يرزق ويطعم فيها، ونحو هذا.. !

فهذا بالقطع ليس من هدي الأنبياء، ولا أمر به القرآن، وليس معنى أن الرزق في السماء ألا يطلب من الأرض، ولكن ليتعلق قلب الإنسان بمن يرزقه من السماء؛ فاجعل قلبك متعلقًا بالله -سبحانه وتعالى- وبرزقه الذي قدَّره لك في السماء، ولا يعني ذلك ألا يمشي الإنسان في مناكب الأرض، كما قال الله -عز وجل-: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10]، وكما قال الله -سبحانه وتعالى-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].

وإن رُزق الإنسان بطريقة غير شرعية فقد يكون ذلك امتحانًا من الله -عز وجل- لعباده، فأهل المعاصي يُرزقون، فلا مانع في أن يرزق أهل المخالفة وأهل البدع كذلك؛ ولذلك نقول: ليس معنى كونه قد رزق مثلاً رغم ترك الأسباب أن هذا هو المشروع، لا بل الرزاق -سبحانه وتعالى- أمر الإنسان أن يبتغي منه الرزق، وأن يطلب فضله -سبحانه وتعالى-.

شهود آثار اسم الله الرزاق:

إن رزق الله -عز وجل- للكائنات ليس مقتصرًا على الأرزاق الظاهرة من الأموال والغذاء والماء وغيرها، بل إن أجزاء الكائن الحي نفسها ترزق وهي في مكانها، فيدبر الله -عز وجل- القوت في بدن الإنسان والحيوان، فبقدرته -عز وجل- يرزق كل ذي قوت قوته، ثم يدبر ذلك القوت في الأعضاء بحكمته تدبيرًا متقنًا محكمًا.

فإذا تأمل الإنسان الهواء الذي يتنفسه، والذي هو رزق من الله -عز وجل- لا يعلم أهميته وقدر النعمة به إلا من حرمه، كمن حبس في مكان ضيق مثلاً أو حبس نفسه، أو ضاقت عليه مجاري نفسه، أو ابتلي بداء في الصدر يجعله لا يستطيع أن يتنفس، فيعرف -حينئذ- قدر نعمة الهواء الذي يتنفسه، فهذا الهواء إذا تنفسه الإنسان وصل إلى كل خلية من خلايا جسمه؛ إذ يسوق الله -عز وجل- إلى كل خلية ما تحتاج إليه.

وكذلك الأمر في الحيوان والنبات، وهذه العملية تتم والإنسان مستيقظ أو نائم على السواء، وهو في غفلة عن هذا، فهو لا يدري كم حملت كرات الدم الحمراء مثلاً من هذا الأكسجين إلى أجزاء بدنه، وما هي التفاعلات الكثيرة المتعددة التي جعلت هذا الهواء المتنفس يتحول إلى ما تنتفع به الخلايا.

ولو توقفت بعض هذه العمليات المعقدة في جسم الإنسان؛ لما وصل هذا الهواء إلى أجزاء الجسم، ولماتت، ولتعذر عليها أن تستمر، ولأضرت بالإنسان بعد ذلك، فعند حدوث خلل في الدورة الدموية لبعض الأعضاء ونقص في وصول الأكسجين إلى هذا الجزء من الجسم، فعند ذلك يظهر لنا أن الله -عز وجل- هو الذي يدبر هذا الهواء في الجسد كله بكل أجزائه، ونعرف أننا لا نملك شيئًا من ذلك، بل هو رزق يسوقه الله -عز وجل- إلى كل أجزاء بدننا، وكذلك الأمر مع الطعام والماء الذي نشربه؛ إذ يدبر في الأبدان تدبيرًا متقنًا محكمًا.

معاملة اسم الله الرزاق بمقتضاه من فعل العبد:

ينبغي على العبد المؤمن أن يستعمل نعم الله عليه في عبادته، ويشكره عليها، وأشرف الأرزاق: "الإيمان، والعلم والعمل، والحكمة، وتبيين الهدى المستنير الذي جاءت به الرسل.. "؛ فهذه هي أعظم النعم، وأشرف الأرزاق.




جزاكي الله خيرا



خليجية[/IMG]



التصنيفات
منوعات

الشهيدة فاطمة شريم ضحت بحياتها لانقاذ الشهيد عبدالرزاق نصر في قباطية

الشهيدة فاطمة شريم ضحت بحياتها لانقاذ الشهيد عبدالرزاق نصر ( ابو رزق)

بفخر واعتزاز يتحدث اهالي ونساء بلدة قباطية عن الموقف البطولي المشرف الذي جسدته الشهيدة فاطمة احمد محمود شريم نزال التي ضحت بنفسها وفدت حياتها لانقاذ الشاب عبد الرازق محمود بكر نصر اثر اصابته برصاص قوات الاحتلال امام منزلها فلم يرهبها كما تقول قريبتها ام محمد رصاص قوات الاحتلال وضحت بحياتها وانقذت باقي رجال المقاومة الذين كانوا عرضة لنفس المصير الذي واجهه نصر الذي استشهد في وقت لاحق .

البطولة والشجاعة

وامتزجت اصوات الزغاريد واهازيج النسوة بدموع الحزن والفرح عندما وصل جثمان الشهيدة لمنزلها في بلدة قباطية لالقاء نظرة الوداع الاخيرة , وقالت ام علي -احد اقاربها – الله يرحمها ان الشهيدة جسدت نموذجا للفداء والتضحية ولولا موقفها الجريء والبطولي لتمكنت قوات الاحتلال من قنص واستهداف عدد اخر من المقاومين في عمليتهم الاجرامية البشعة , ان فلسطين ستبقى تذكر فاطمة كرمز للفداء والشجاعة للابد .

التضحية باسمى صورها

وافترش الزوج الصابر محمود حافظ نزال ارض منزله بعدما حمل المشيعون جثمان زوجته , ورغم محاولته السيطرة على نفسه فانه لم يتمكن من حجز دموعه التي انهمرت بغزارة وحزن واخذ يردد قتلوها بدم بارد فاين التهدئة والسلام انها ضحية الاحتلال وظلمه وعدوانه قتلت بدم بارد ونزفت مع الشهيد عدة ساعات حتى لفظت انفاسها الاخيرة قبل ان تصلها طواقم الاسعاف واضاف ما ذنب زوجتي وشبابنا ليلاحقهم الموت في كل زمان ومكان انه ظلم كبير .

الجريمة الاسرائيلية

ويروي اهالي قباطية عن تفاصيل الجريمة كما يقول المواطن خليل نزال انه في تمام الواحدة من فجر الثلاء تسلت قوات الاحتلال لعدد من منازل البلدة واحتلتها ونصبت فرق القناصة داخلها لمحاصرة المقاومين ويضيف لم يتمكن احد من معرفة حقيقة هذه الخطوة الاجرامية ولكن بعدما استحكمت قوات الاحتلال في مواقعها توغلت قوة كبيرة من عدة محاور لتسهيل مهمة الوحدات المرابطة في المنازل , وقد انتشر رجال المقاومة في عدة مواقع وتصدوا لقوات الاحتلال .

الكمين

الشهيد عبد الرازق احد قادة الوية الناصر صلاح قاد مجموعة من رفاقه المقاتلين لحي وسط البلدة , كما يقول ياسر نزال احد قادة الاولوية دون التنبه لوجود كمين اسرائيلي في الموقع وخلال اشتباكهم مع الجيش باغتهم الجنود المرابطين واطلقوا النار نحوهم فاصيب عبد الرازق على بوابة منزل المواطن محمود نزال ولم يتمكن من الحركة لانه اصيب بعدة اعيرة نارية .

اصابة فاطمة

نهضت المواطنة فاطمة نزال مذعورة كما يقول زوجها جراء اطلاق النار الكثيف وعندما سمعت صوت الشاب المصاب على بوابة المنزل سارعت لفتحه غير ابهة باطلاق النار الذي توقف في تلك الحظة وعندما شاهدت عبد الرازق مدا وينزف بدات تصرخ وسارعت لانقاذه وهي تقول انه ينزف اطلبوا الاسعاف , وما كادت تصل اليه حتى انهمر الرصاص نحوها رغم انها امام الجنود مباشرة ومن السهل تميز كونها امراة ولكنهم لم يرحموها فوقعت الى جنب عبد الرازق بعدما اصابها رصاصهم ولكنها نبهت باقي رجال المقاومة لوجود الكمين فنجحوا في الفرار من الموقع الذي كان عبارة عن ثكنة عسكرية

منعونا من اسعافها

تخنق الدموع عبارات نزال ويتوقف لحظات عن الحديث ثم يقول سقطت ارضا دون ان نسمع لها صوتا والاشد مرارة ان الجنود لم يعطونا أي فرصه للخروج اليها ومساعدتها مع عبد الرازق فقد واصلوا اطلاق النار وفرضوا علينا هذا الموقف الاليم والرهيب الذي لا يوصف زوجتي وشاب اخر ينزفان على بعد امتار ونحن جميعا في مرمى الرصاص الاسرائيلي عاجزين عن القيام باي شيء فقد كان الجنود يرصدون حركتنا .

احتجاز سيارات الاسعاف

مرت ساعتين يقول نزال وقوات الاحتلال ترصد كل حركة في المنطقة وعجزنا عن مغادرة منزلنا ولكن الموقف الاشد مرارة ان قوات الاحتلال احتجزت سيارات الاسعاف كل هذا الوقت وبشكل متعمد وعندما وصلت طواقم الاسعاف للموقع كانت فاطمة وعبد الرازق لفظا انفاسهما الاخيرة , واعلن الاطباء في مستشفى الشهيد د. خليل سليمان الحكومي انهما استشهدا جراء النزيف الحاد وليس بسب الاصابة فقط .

ثمرة التهدئة

وعمت اجواء الحزن والحداد ارجاء قباطية التي خرجت عن بكرة ابيها لوداع الشهيدين وقال نزال لنجهز الاكفان فهذه ثمرة التهدئة وعدونا بالامن والسلام والتهدئة وفي اليوم التالي ارتكبوا جر يمتهم اين العدالة وحقوق الانسان والضمائر الحية وما ذنب زوجتي وذنبنا لنفقدها ونحرم منها انها مصيبة كبيرة ورغم محاولات الاهالي مؤازرته والتخفيف عنه , الا انه لم يتوقف عن البكاء وهو يقول حرام يا ناس فاطمة تموت بهذه الطريقة دون ذنب او سب انها جريمة , وقال شقيق الشهيد عبد الرازق هذه هي التهدئة قتل واجرام واعدام فاخي اصيب وكان بالامكان انقاذ حياته ولكنهم تركوه ينزف مع الشهيد لتصفيتهما , واضاف رغم حزنا الشديد فانا فخورين بطولة اخي ومواقفه الشجاعة فقد عاش العام الاخير مطاردا ولطالما استهدفوه ورفض تسليم نفسه وتمنى الشهادة التي وهبه الله اياها ليمضي على درب شقيقه محمد نصر الذي استشهد في عملية استشهادية لسرايا القدس قبل خمس سنوات , اما شقيقة الشهيدة فاطمة فقالت من حقنا ان نحزن على فراق الاحبة ولكن الشجاعة التي جسدتها الشهيدة تؤكد للعالم ان شعبنا مستعد للتضحية في سبيل حريته وكرامته انها شهيدة الواجب والشجاعة

اوهذه القصيدة التي كتبها الشاعر المحترم حسان نزال

لروحي فاطمة شريم وعبد الرازق وقد امتدتا ألقا في سماء قباطية))

مالَها فاطمَة ؟؟؟!!!

كُلَما استَمهَلتُها

تردُّ:إنّي قادمة…

بهامَتي…. وهمّتي

بدمعتي ..وعزّتي

بثورتي …

بعنفوان المجد في مّهدِ انتفاضتنا الأبيّة قادمة

من أمّ زيتون البلادْ

وعيون كلْ الاجئينَ

إلى صراطٍ مستقيم

عليه أرواحُ الرّجال بعزّةٍ مُتَزاحِمَة .

وهل أكونُ ..اذا بقيت على فراشِيَ نائِمة

وأمام َبيتِيَ صارخ ٌمُستَنجِدٌ

غالَتْهُ أحقادُ اليهودْ…

هل سأبقى نائِمة ؟؟!!!

يا فلذتي… وحبيبَ روحي

يا حُرقَةَ الدَّم ِفي شراييني

وحُرقَة َدَمعَتي

أنا قادمة..

أنا قادمة ..

أنا قادمة ..

ماذا لو انبلجَ النهار ُ

وأشرقت شمسي بدونكَ

دون هامتك َالمُعَطِّرة الثنايا في المدينة

من (خلّةِ) المجد ِهُنا

الى ضفاف ِالنّور في الأحياءْ

حتما ً سَأصبِحُ هائمة

في تيه جبني -إن جَبُنتُ –

أنا سأصبحُ هائمة

أبشر أتيتكَ :غامَتِ الدُنيا

وأبقتني لديك َ

على جبينك َفوقَ صمتكَ جاثمة

أنا هائمة ..!!!!

انا غائمة …!!!

أنا نائمة …!!!

لا …لا …قباطيةُ الفداء

خضّبتُ من حنائها كفّي لأصبح فاطمة

كحلتُ من زيتونها هدبي

وكذا أموت على مشارف مجدها

لتصير في ّ حكاية ً

وأصير فيها فاطمة .




حسبي الله ونعم الوكيل الله يرحمهم



مشكورة يا عمري ع الرد



حسبى الله ونعمة الوكيل

يسلمو الايادى ياعسل




خليجية



التصنيفات
منوعات

الرزاق

دلالات أسماء الله الحسنى كثيرةٌ ومتنوّعة، يكشف كلّ واحدٍ منها عن جانبٍ من جوانب عظمة الخالق ومحاسن صفاته التي اتصف بها، منها ما يتعلّق بالجمال الإلهي، وأخرى بالجلال الرباني، وثالثة بعطاء الخالق وإحسانه، ومع وقفةٍ تتناول أحد أسماء الله تعالى في مجال العطاء والإحسان، وهو اسم الله (الرزاق).

الأصل في الاشتقاق

جاء أصل هذه الكلمة من الفعل (رَزَقَ)، و(الرزّاق) من صيغ المبالغة على وزن (فعّال)، والرِزْق مصدر بمعنى: عطاء الله جل ثناؤه أو ما ينتفع به، وتُجمع على أرزاق، وارتزق الجند تعني أنهم أخذوا أرزاقهم، وقوله تعالى:{وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} (الواقعة:82)، أي شكر رزقكم بتقدير المضاف ليصح المعنى.

وقد يسمى المطر رزقا، وذلك في قوله عز وجل: {وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها} (الجاثية:5)، وقال تعالى في محكم التنزيل: {وفي السماء رزقكم} (الذاريات:22)، يقول الإمام أبو جعفر الطبري: " وفي السماء: المطر والثلج اللذان بهما تخرج الأرض رزقكم، وقوتكم من الطعام والثمار وغير ذلك"، فجعل الرزق مطراً لأن الرزق يكون منه.

ومن معاني الرزق: إباحة الانتفاع بالشيء على وجه يحسُن، ويستدلّون له بقول الله تعالى: {ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا} (النحل:75).

المعنى الاصطلاحي

الرزاق: هو المتكفل بالرزق والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته، فلم يخص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًا دون عدو، وما من موجود في العالم العلوي أو السفلي إلا متمتع برزقه مغمور بكرمه، يوصل الرزق إلى محتاجه بسبب وبغير سبب ، وبطلب وبغير طلب.

ومما ذكره الإمام البيهقي تفسيراً لاسم (الرزاق) قوله: " المفيض على عباده ما لم يجعل لأبدانهم قواما إلا به, والمنعم عليهم بإيصال حاجتهم من ذلك إليهم لئلا ينغص عليهم لذة الحياة بتأخره عنهم, ولا يفقدوها أصلا لفقدهم إياه".

أنواع الرزق

رزق الخالق سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين:
القسم الأوّل: الرزق العام، وهو الذي يشمل البرّ والفاجر، والمؤمن والكافر، والكبير والصغير، والعاقل وغير العاقل، بل يشمل جميع ما تدبّ فيه الحياة من مخلوقاته، فيرزق الحيتان في البحار، والسباع في القفار، والأجنّة في بطون الأمهات، والنمل في باطن الأرض، فما من شيءٍ إلا وله قسمه وحظّه من الرزق: قوته وغذاؤه وما به عيشه، قال الله تعالى: { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} (هود:11) فتكفّل بأرزاق خلائقه وضمنها تفضّلاً منه وتكرّماً.

وهذا النوع من الرزق قد يكون من الحرام وقد يكون من الحلال، والمرجع في ذلك إلى الشرع؛ فإن أذن في هذا الرزق أن يتناوله العبد أو يتحصّله فهو المباح، وإن كان غير مأذون للعبد فيه فهو الحرام الذي يأثم صاحبه به، وهو في كلا الحالين رزقٌ، وعمومه جاء من ناحيتين: عمومه كمّاً ليشمل الخلائق على اختلاف أنواعها، وعمومه كيفاً ليشمل ما أحلّه الله وما حرّمه.

القسم الثاني: الرزق الخاص، ويعنون به الرزق النافع للعباد، والذي يستمرّ نفعه في الدنيا والآخرة، ويشمل رزق القلوب وعطاءها بالعلم النافع، والهداية والرشاد، والتوفيق إلى سلوك الخير، والتحلّي بجميل الأخلاق، والتنزّه عن رديئها، وهذا هو الرزق الحقيقي الذي يفيد العبد في معاشه ومعاده، يقول الله تعالى: {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا} (الطلاق:11)، وفي موضع آخر: {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب*جنات عدن مفتحة لهم الأبواب*متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب*وعندهم قاصرات الطرف أتراب*هذا ما توعدون ليوم الحساب*إن هذا لرزقنا ما له من نفاد} (ص:49-54).

كما يشمل هذا القسم رزق الأبدان بالرزق الحلال الذي لا تبعة فيه يوم القيامة، بأن يغني الله عبده بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، وهذا الرزق مما اختصّ الله به المؤمنين، قال تعالى: { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} (الأعراف:32).

ويلخّص الإمام ابن القيم هذين النوعين بقوله في النونية:

وكذلك الرزاق من أسمائه والرزق من أفعاله نوعان

رزق القلوب العلم والايمان والـرزق المعد لهذه الأبدان

وإدراك الفرق بين هذين القسمين والتفريق بين الرزق الخاص والعام يجيب على مسألة مشهورة، وهي مسألة: هل يُسمّى الحرام رزقاً أم لا؟، فإن قُصد به الرزق على الإطلاق العام فهو يدخل فيه، وإن قُصد به الإطلاق الخاص فلا يدخل.

وقد استدلّ الإمام ابن الخطيب في جواز تسمية الحرام رزقاً على الاعتبار العام بقوله: "حجة الأصحاب من وجهين، الأول: أن الرزق في أصل اللغة هو الحظ والنصيب على ما بيناه، فمن انتفع بالحرام، فذلك الحرام صار حظا ونصيبا، فوجب أن يكون رزقا له،الثاني: أنه تعالى قال: {وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها} (هود: 6) ، وقد يعيش الرجل طول عمره لا يأكل إلا من السرقة، فوجب أن يقال: إنه طول عمره لم يأكل من رزق شيئاً".

أدلة هذا الاسم من النصوص الشرعيّة

من الآيات قوله تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (الذريات:58)، وقوله تعالى:{وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} (سبأ: 39)، وقول الباري سبحانه: {وارزقنا وأنت خير الرازقين} (المائدة:114)، وفي آية أخرى: {أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين} (المؤمنون:72).

ومن الأحاديث ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله قد غلا السعر فسعّر لنا، فقال: (إن الله هو المسعّر، القابض الباسط الرازق) رواه ابن ماجة.

آثار الإيمان بهذا الاسم

أولاً: اليقين بأن مقاليد الرزق بيد الله تعالى وحده، وإدراك ارتباطها بمشيئته سبحانه، فيُعطي هذا ويمنع ذاك، ويُغني هذا ويُفقر ذاك، لحكمة بالغة لا يعلمها إلا هو، وهذه اللطيفة الإيمانية نستقيها من قوله تعالى:{والله يرزق من يشاء بغير حساب} (البقرة:212)، فقيّد الرزق بالمشيئة؛ لأن من العباد من يكون الغنى خيراً له، ومنهم من لا ينفعه الغنى لأنه يُفسده ويُطغيه فيكون الأنسب له أن يُقْدر عليه رزقه، وفي كلا الحالين نؤمن بأن الله تعالى قد اختار الأكمل لعباده والأنفع لهم.

ثانياً: الإيمان باسم الله (الرزاق) يثمر صدق التوكّل على الله عز وجل، وذلك من خلال الإدراك أن العبد مكتوبٌ له رزقه منذ اللحظة التي تُنفخ فيه الروح وهو في بطن أمّه كما صحّ بذلك الحديث: (ثم يبعث الله إليه الملك، فيؤمر بأربع كلمات، فيقول: اكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي، أم سعيد) رواه البخاري، وذلك أدعى أن يُعلق المرء قلبه بالله وحده وألا يلتفت إلى أيدي المخلوقين، قال تعالى: {فابتغوا عند الله الرزق} (العنكبوت:17)، فأمر بالتماس الرزق من عند الله وحده.

ثالثاً: العلم بأن من أسباب دوام النعم واستجلاب الأرزاق شكر الله تعالى على نعمه، وحق على الله أن يعطي مَن سأله، ويزيد مَن شكره، والله منعم يحب الشاكرين، وقد وعد الشاكرين بالزيادة: { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم } (الرعد:7).

وشكر الخالق سبحانه يكون بالقول وبالفعل، أما القول فقد علّمنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن نقول في الصباح: (اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر) رواه أبو داود، وأما الشكر بالعمل فيكون بالحرص على الإنفاق وبذل المعروف للناس، وهذا الإنفاق ليس منقصةً للرزق بل هو من أسباب تحصيله، قال تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} (سبأ:39)، وصحّ في الحديث أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا) متفق عليه.

ومن أعظم صور الشكر : أن يستعمل النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهي طاعة الله عزَّ وجل.

رابعاً: الحرص على مراقبة الله سبحانه وتعالى عند طلب الرزق، والابتعاد عمّا حرّمه الله من الخبائث، وترك الأسباب المحرّمة والطرق المنهي عنها في استجلاب الرزق، لعلمه بأن العبد يُسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.




شكرلكم



خليجية



شكرلكم