التصنيفات
منتدى اسلامي

أسلوب ابراهيم عليه السلام في إثبات الحق

قال تعالى :
{ ألم ترَ إلى الذي حاجّ ابراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت ، قال أنا أحيي وأميت، قال ابراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبُهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين} البقرة 258

ابراهيم عليه الصلاة والسلام يقول للذي حاجّه {ربي الذي يُحيي ويُميت….} فأجابه الكافر {أنا أُحيي وأميت…}

تخيل أن هذا الكافر يحاجج أحدنا ونحن نقول له ان الله يُحيي ويميت ، فيجيبنا الكافر أنه هو يحيي ويميت ماذا سنُجيب؟؟!
سنندفع بالرد قائلين (بل الله يحيي ويميت) وسنحضر له البراهين على بطلان وسفاهة قوله ، ونحاول جاهدين اثبات أن الحياة والموت بيد الله…

إن النفس البشرية عنيدة ، ولا تتنازل عن رأيها حتى لو اقتنعت ببطلانه فستظل تجادل… لذا بردّة فعلنا هذه سيصيرُ النقاش عقيما .. هدفه أن يُثبت كلّ رأيه…
ولكن ابراهيم عليه السلام يسعى لإظهار الحقيقة ، لا لكسب النقاش…
فتَرَك الرجل يقول {أنا أحيي وأميت} لم يجادله في هذا.. ولم يدع النقاش يستحيل إلى قضية كسب جدل وإثبات رأي وفقط..

وانتقل إلى قضية وحدانية جديدة فقال {قال إبراهيمُ فإنّ الله يأتي بالشمس من المشرق ، فأتِ بها من المغرب…}
فماذا كانت ردة فعل الرجل؟؟
{فبُهِت الذي كفر}
بُهِت : أي غُلب وتحير 😮 ولم تعد لديه حجة بالنقاش..

عليك من الله سلام يا ابراهيم ، والله أشعر أني أمام شخصية قد أبحرت في علم النفس البشري ، فخبُرت طبع الكفار المجادلين ، وعرفت كيف تُدحض حجتهم ، وتُثبت الحق دون الدخول في جدل تافه ، عليك من الله سلام يا ابراهيم…

*********

انتظرر أيها القارئ لا تذهب.. هذا المنشور ليس الهدف من كتابته ان تضع لايك وتمضي… بل المطلوب ان تفكّر في طريقتك في النقاش وتقارنها بطريقة ابراهيم عليه السلام وتحاول تصحيحها…
********
وهدانا الله واياكم وارجو ان يكون فهمي للآية سليما واسألكم الدعاء بالهداية…




جزاك الله خيرا



جزاك الله خيرا

الله يهدينا جميعا




خليجية



التصنيفات
منوعات

إزاي مش هتبكي و إنتي هتشوفي كلام أبكى الرسول عليه الصلاة و السلام حديث خاطيء

لماذا بكي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

اسال الله عز وجل ان ينفعني واياكم بما نقرا

روي يزيد القاشي ……عن انس ابن مالك قال :

·جاء جبريل الي النبي (صلى الله عليه وسلم))في ساعه ما كان يأتيه فيها متغير اللون…

فقال له النبي(صلى الله عليه وسلم)):’ مالي اراك متغير اللون؟’

فقال :’ يا محمد جئتك في الساعه التي امر الله بمنافخ النار ان تنفخ فيها ولا ينبغي لمن يعلم … ان جهنم حق … وان النار حق … وان عذاب القبر حق … وان عذاب الله اكبر ان تقر عينه حتي يأمنها.’
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)):’ يا جبريل صف لي جهنم ‘

قال :’ ان الله تعالي لما خلق جهنم

اوقد عليها الف سنه فاحمرت…

ثم اوقد عليها الف سنه حتي ابيضت …

ثم اوقد عليها الف سنه حتي اسودت …

فهي سوداء مظلمه لا ينطفئ لهبها ولا جمرها

– والذي بعثك بالحق لو ان خرم ابرة فتح منها لاحترق اهل الدنيا عن اخرها من حرها …
– والذي بعثك بالحق لو ان ثوبا من اثواب اهل النار علق بين السماء والارض لمات اهل الارض من نتنها وحرها عن اخرهم لما يجدون من حرها ….

– والذي بعثك بالحق نبيا لو ان ذراعا من السلسله الذي ذكرها الله تعالي في كتابه وضع علي

جبل لذاب حتي يبلغ الارض السابعه …
– والذي بعثك بالحق نبيا لو ان رجلا بالمغرب يعذب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها
حرها شديد … وقعرها بعيد ….. وحليهاحديد … وشرابها الحميم والصديد … وثيابها مقطعات النيران … لها سبعه ابواب … لكل باب منهم مقسوم من الرجال والنساء
فقال (صلى الله عليه وسلم)) :’ اهي كأبوابنا هذه؟’
قال جبريل :’ لا … ولكنها مفتوحه بعضها اسفل من بعض … من باب الي باب مسيره سبعين سنه … كل باب منها اشد حرا من الذي يليه سبعين ضعفا … يساق اعداء الله اليها فاذا انتهو الي بابها استقبلتهم الزبانيه بالاغلال والسلاسل فتسلك السلسه في فمه وتخرج ومن دبره وتغل يده اليسري الي عنقه وتدخل يده اليمني في فؤاده وتنزع من بين كتفيه وتشد بالسلاسل ويقرن كل ادمي مع شيطان في سلسله ويسحب علي وجهه وتضربه الملائكه بمقاطع من حديد كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدو فيها ‘
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)) :’ من سكان هذه الابواب؟’
فقال جبريل:
– اما الباب الاسفل فيه المنافقون ومن كفر من اصحاب المائده وال فرعون واسمها الهاويه

– والباب الثاني فيه المشركون واسمه الجحيم

– والباب الثالث فيه الصابئون واسمه سقر

– والباب الرابع فيه ابليس ومن اتبعه والمجوس واسمه لظي

– والباب الخامس فيه اليهود واسمه الحطمه

– والباب السادس فيه النصاري واسمه العزيز

ثم امسك جبريل حياء من رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال له عليه السلام:

‘ الا تخبرني من سكان الباب السابع؟’

فقال جبريل :’ فيه اهل الكبائر من امتك الذين ماتو ولم يتوبو ‘……….

فخر النبي (صلى الله عليه وسلم) مغشيا عليه فوضع جبريل راسه على حجره حتى افاق فلما افاق

قال عليه الصلاة والسلام :’ يا جبريل عظمت مصيبتي واشتد حزني او يدخل احد من امتي النار؟’
قال جبريل :’ نعم اهل الكبائر من امتك ‘

ثم بكى رسول الله ( وبكى جبريل ودخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) منزله واحتجب عن الناس فكان لا يخرج الا الى الصلاه يصلي ويدخل ولا يكلم احدا. ياخذ في الصلاه يبكي ويتضرع الي الله تعالى.

– فلما كان اليوم الثالث اقبل ابو بكر رضي الله عنه حتي وقف بالباب وقال :’ السلام عليكم يا اهل بيت الرحمه هل الي رسول الله من سبيل؟.’
فلم يجيبه احد فتنحي باكيا .
– فاقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب وقال :’ السلام عليكم يا اهل بيت الرحمة هل الى رسول الله من سبيل؟’
فلم يجيبه احد فتنحى باكيا .
– فاقبل سلمان الفارسي حتي وقف بالباب وقال :’ السلام عليكم يا اهل بيت الرحمة هل الى مولاي رسول الله من سبيل؟’

فاقبل يبكي مره … ويقع مره … ويقوم اخرى … حتي اتى بيت فاطمه وقف

بالباب ثم قال :’ السلام عليكي يا ابنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) ‘

وكان علي رضي الله عنه غائبا
فقال :’ يا ابنة رسول الله …. ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) قد احتجب عن الناس فليس يخرج الا الي الصلاه فلا يكلم احدا ولا ياذن لاحد في الدخول ‘
فاشتملت فاطمه بعباءه قطوانيه واقبلت حتى وقفت على باب رسول الله

(صلى الله عليه وسلم)) ثم سلمت وقالت فاطمه :’ يا رسول الله انا فاطمه ‘….

ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)) ساجدا يبكي فرفع رأسه
وقال صلى الله عليه وسلم) :’ ما بال قرة عيني فاطمه حجبت عني ؟ افتحوا لها الباب ‘

فتح لها الباب فدخلت فلما نظرت الى رسول الله بكت بكاءا شديدا لما رأت من حاله مصفرا متغيرا قد ذاب لحم وجهه من البكاء والحزن
فقالت :’ يا رسول الله ما الذي نزل عليك؟’

فقال :’ يا فاطمه جاءني جبريل ووصف لي ابواب جهنم واخبرني ان في اعلي بابها اهل الكبائر من امتي فذالك الذي ابكاني واحزني ‘
قالت :’ يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!’
قال :’ بل تسوقهم الملائكه الي النار وتسود وجوههم وتزرق اعينهم ويختم على افواههم ويقرنون مع الشياطين ويوضع عليهم السلاسل والاغلال ‘

قالت :’ يا رسول الله كيف تقودهم الملائكه ؟!’

قال :’ اما الرجال … فباللحي واما النساء فبالذوائب والنواصي

– فكم من ذي شيبة من امتي يقبض على لحى وهو ينادي وا شيبتاه وا ضعفاه ..

– وكم من شاب قد قبض علي لحيته يساق الي النار وهو ينادي وا شباباه وا حسن صورتاه .

– وكم من امرأه من امتي قد قبض علي ناصيتها تقاد الي النار وهي تنادي وا فضيحتاه وا هتك

ستراه ‘

·حتى ينتهي بهم الى مالك فإذا نظر اليهم مالك
قال مالك للملائكه :’ من هؤلاء؟ فما ورد علي من الاشقياء اعجب شأنا من هؤلاء لم تسود وجوههم ولم تزرق اعينهم ولم يختم علي افواههم ولم يقرنو مع الشياطين ولم توضع السلاسل والاغلال في اعناقهم !’
فيقول الملائكه :’ هكذا امرنا ان ناتيك بهم على هذه الحاله ‘
فيقول لهم مالك :’ يا معشر الاشقياء من انتم ؟’

·(وروي في خبر اخر) انهم لما قادتهم الملائكه
قالوا :’ وا محمداه فلمارأوا مالكا نسوا اسم محمد من هيبته.’

فيقول لهم :’ من انتم؟’

فيقولون :’ نحن ممن انزل علينا القرآن ونحن ممن يصوم رمضان.’
فيقول مالك :’ ما انزل القرآن الا على امة محمد

·فاذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من امة محمد صلي الله عليه وسلم

فيقول لهم مالك:’ اما كان لكم في القرآن زاجر عن معاصي الله تعالى؟ ‘

فاذا وقف بهم علي شفير جهنم ونظروا الي النار والى الزبانيه قالوا:’ يا مالك ائذن لنا لنبكي على انفسنا ‘
فيأذن لهم فيبكون الدموع حتي لم يبق لهم دموع فيبكون الدم .
فيقول مالك:’ ما احسن هذا البكاء لو كان في الدنيا فلو كان في الدنيا من خشيه الله ما مستكم النار اليوم ‘

فيقول للزبانيه :’ ألقوهم … ألقوهم في النار’
فاذا القوا في النار نادوا بأجمعهم ‘ لا اله الا الله ‘
فترجع النار عنهم

فيقول مالك :’ يا نار خذيهم .’

فتقول النار:’ كيف اخذهم وهم يقولون (لا اله الا الله ) ؟’
فيقول مالك:’ نعم بذلك امر رب العرش ‘…
فتاخذهم فمنهم من تأخذه الي قدميه … ومنهم من تأخذه الي ركبتيه … ومنهم من تأخذهم الى حقوبه …. ومنهم من تأخذهم الي حلقه … فاذا اهوت النار الي وجهه

قال مالك:’ لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان فيبقون ما شاء الله فيها ‘

ويقولون:’ يا ارحم الراحمين يا حنان يا منان ‘
·- فاذا انفذ الله تعالى حكمه.
قال الله تعالى يا جبريل ما فعل العاصون من امة محمد صلي الله عليه وسلم )

فيقول جبريل:’ اللهم انت اعلم بهم فيقول انطلق فانظر ما حالهم ‘…
·- فينطلق جبريل عليه السلام الي مالك وهو علي منبر من نار في وسط جهنم …. فاذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيما له.
فيقول له جبريل:’ ما ادخلك هذا الموضع ؟’
فيقول:’ ما فعلت بالعصابه العاصيه من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم))؟’
فيقول مالك:’ ما اسوء حالهم … واضيق مكانهم … قد احرقت اجسامهم … واكلت لحومهم … وبقيت وجوههم وقلوبهم يتلألاء فيها الايمان ‘
فيقول جبريل:’ ارفع الطبق عنهم حتي انظر اليهم ‘ …

·- قال فيأمر مالك الخزانه فيرفعون الطبق عنهم … فاذا نظروا الي جبريل والي حسن خلقه .. علموا انه ليس من ملائكه العذاب .
فيقولون: ‘ من هذا العبد الذي لم نرا احدا قط احسن منه ؟’
فيقول مالك: ‘ هذا جبريل الكريم الذي كان ياتي محمدا بالوحي’
– فاذا سمعوا ذكر محمد صاحوا بأجمعهم:’أقرئ محمدا منا السلام وأخبره ان معاصينا فرقت بيننا وبينك ….. وأخبره بسوء حالنا ‘..

فينطلق جبريل حتي يقوم بين يدي الله تعالي ..

فيقول الله تعالى: (كيف رأيت امة محمد ؟)

فيقول جبريل: ‘ يا رب ما اسوء حالهم وأضيق مكانهم ‘ ..

فيقول الله تعالى هل سألوك شيئا ؟ ) …

فيقول جبريل:’ يا رب نعم سألوني ان اقرئ نبيهم منهم السلام وأخبره بسوء حالهم ..’

فيقول الله تعالى أنطلق فأخبره ) ..

·فينطلق جبريل الي النبي وهو في خيمة من درة بيضاء لها اربعة الاف باب لكل باب مصراعان من ذهب ..

فيقول جبريل: ‘يا محمد قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يعذبون من أمتك في النار ….. وهم يقرئونك السلام .. ويقولون ما اسوء حالنا واضيق مكاننا ..’

·فيأتي النبي الي تحت العرش فيخر ساجدا ويثني على الله تعالى ثناء لم يثن عليه احد مثله ..

فيقول الله تعالي : (ارفع رأسك .. وسل تعط .. وأشفع تشفع )
فيقول صلى الله عليه وسلم)’ الاشقياء من امتي قد انفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم فشفعني فيهم ‘
فيقول الله تعالى : (قد شفعتك فيهم .. فأت النار فأخرج منها من قال لا الله الا الله)
·فينطلق النبي فاذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيما له

فيقول صلى الله عليه وسلم): ‘ يا مالك ما حال امتي الاشقياء ؟ ‘
فيقول مالك: ‘ ما اسوء حالهم .. واضيق مكانهم ..’
فيقول محمد :’ افتح الباب وارفع الطبق ‘

·فاذا نظر اصحاب النار الي محمد صلي الله عليه وسلم .. صاحوا بأجمعهم فيقولون … يا محمد احرقت النار جلودنا واحرقت اكبادنا ..

* فيخرجهم جميعا وقد صاروا فحما قد اكلتهم النار فينطلق بهم الي نهر باب الجنة يسمي نهر الحيوان فيغتسلون منه فيخرجون منه شبابا جردا مردا مكحلين وكأن وجوههم مثل القمر مكتوب علي جباههم

(الجهنميون عتقاء الرحمن من النار) …

فيدخلون الجنة فإذا رأي أهل النار قد أخرجوا منها قالو :يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار ..

وهو قوله تعالي ((ربما يود الذين كفروا لو كانو مسلمين)) (صوره الحجر 2)

وعن النبي صلى الله عليه وسلم) قال (اذكروا من النارما شئتم فلا تذكرون شيئا الا هو اشد منه)) …

وقال : (( ان اهون اهل النار عذابا .. لرجل في رجليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه كأنه مرجل .. مسامعه جمر .. واضراسه جمر … و اشفاره لهب النيران .. وتخرج احشاء بطنه من قدميه .. وانه ليري انه اشد اهل النار عذابا ..وانه من اهون اهل النار عذابا)) ..

وعن ميمون بن مهران انه لما نزلت هذه الايه ((وان جهنم لموعدهم اجمعين)) (سورة الحجر 43) وضع سلمان يده على رأسه وخرج هاربا ثلاثة ايام ..لا يقدر عليه حتى جيئ
صلاة وسلاما لك يا حبيبي يا رسول الله

اللهم أجرنا من النار …….. اللهم أجرنا من النار ……….اللهم أجرنا من النار

اللهم اجر كاتب هذه الرساله من النار

اللهم اجر قارئها من النار

اللهم اجر مرسلها الي اخواننا من النار

اللهم اجر نا والمسلمين ومن قال لا اله الا الله محمد رسول الله من النار

اللهم آمين ..آمين .. آمين




سئل فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله تعالى عن ذها الحديث فأجاب بما يلي :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما الحديث الأول الطويل ، فإن عليه أمارات الوضع ، وهذا غالب ما يكون في الأحاديث الطوال ، فإنه تظهر عليها آثار الصِّنَاعَة !
فالحديث الأول الطويل حديث موضوع مكذوب لا يجوز تناقله إلا على سبيل التحذير منه .
وأما حديث : " أَهْوَن أهل النار عذاباً " فقد روى البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل تُوضَع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه .
أما اللفظ المذكور في السؤال فلم أرَه .
وفي الصحيح غُنية وكفاية .
ولا يجوز نشر حديث – ولو كان في الترغيب والترهيب – ما لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن العلماء شرطوا شروطا للاستدلال بالحديث الضعيف ، منها :
1 – أن لا يكون شديد الضعف .
2 – أن يكون له أصل في الكتاب والسنة .
3 – أن يكون في فضائل الأعمال ( لا في العقائد ولا في الأحكام ) .
4 – أن لا يَنْسِبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يقول : يُروى ، أو يقول : وفي الأثر ، ونحو ذلك .
5 – أن لا يُشهره بين الناس !
وهذا نص عليه أهل العلم بالحديث .
فإذا كُنّا لا ننسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أهون ، فيُقال – مثلاً – : وفي الحديث .. وفي الأثر , ونحو ذلك .
هذا إذا لم يكن شديد الضعف .
أما إذا كان موضوعا فلا يجوز نشره بِحال إلا على سبيل التحذير منه .
فليحذر الجميع من نشر الأحاديث الموضوعة المكذوبة .
فإن من نشر الحديث الموضوع المكذوب فقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فليتبوأ مقعده من النار .
قال عليه الصلاة والسلام : لا تكذِبوا عليّ ، فإنه من كَذَب عليّ فَلْيَلِجَ النار . رواه البخاري .
والله تعالى أعلم .

رابط الفتوى :
http://www.almeshkat.net/vb/showthre…threadid=41535




مشكوره



التصنيفات
منوعات

قصة يونس عليه السلام

قال الله تعالى في سورة يونس:

{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ لخِزْيِ فِي لْحَيَاةِ لدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ } (سورة يونس:98) .

وقال تعالى في سورة الأنبياء:

{وَذَا لنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي لظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ لظَّالِمِينَ } * {فَسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ لْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنجِي لْمُؤْمِنِينَ } (سورة الأنبياء:8788 ) .

وقال تعالى في سورة الصافات:

{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ لْمُرْسَلِينَ } * {إِذْ أَبَقَ إِلَى لْفُلْكِ لْمَشْحُونِ } * {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ لْمُدْحَضِينَ } * {فَلْتَقَمَهُ لْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } * {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ لْمُسَبِّحِينَ } * {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * {فَنَبَذْنَاهُ بِلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } * {وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } * {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } * {فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ } (سورة الصافات:139148) .

وقال تعالى في سورة نون:

{فَصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ لْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ } * {لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ } * {فَجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ لصَّالِحِينَ } (القلم:4850) .

قال علماء التفسير: بعث الله يونس ، عليه السلام إلي أهل "نينوي" من أرض الموصل، فدعاهم إلي الله عز وجل، فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم خرج من بين أظهرهم، وعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث.

قال ابن مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة، وغير واحد من السلف والخلف: فلما خرج من بين ظهرانيهم، وتحققوا من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلي نبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة ولدها، ثم عجوا إلي الله عز وجل، وصرخوا، وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي: فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغب الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة.

فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب؛ الذي كان قد اتصل بهم سببه، ودار على رءوسهم كقطع الليل المظلم. ولهذا قال تعالى:

{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا } (سورة يونس:98) .

أي: هلا وجدت فيما سلف من القرون قرية آمنت بكمالها، فدل على أنه لم يقع ذلك، بل كما قال تعالى:

{وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } (سورة سبأ:34) .

وقوله:

{إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ لخِزْيِ فِي لْحَيَاةِ لدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ } (سورة يونس:98) .

أي: آمنوا بكاملهم. وقد اختلف المفسرون: هل ينفعهم هذا الإيمان في الدار الآخرة، فينقذهم من العذاب الأخروي كما أنقذهم من العذاب الدنيوي؟ على قولين:

الأظهر من السياق: نعم، والله أعلم.

كما قال تعالى: (لما آمنوا) وقال تعالى:

{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } * {فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ } (سورة الصافات: 147148).

وهذا المتاع إلي حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي، والله أعلم. وقد كانوا مائة ألف لا محالة، واختلفوا في الزيادة، فعن مكحول عشرة آلاف،

وروى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث زهير عمن سمع أبا العالية؛ حدثني أبي بن كعب، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله:

{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } (سورة الصافات:147) .

قال: "يزيدون عشرين ألفا". فلولا هذا الرجل المبهم لكان هذا الحديث فاصلاً في هذا الباب

وعن ابن عباس: كانوا مائة ألف وثلاثين ألفاً، وعنه: وبضعة وثلاثين ألفاً، وعنه: وبضعة وأربعين ألفا. وقال سعيد بن جبير: كانوا مائة ألف وسبعين ألفاً. واختلفوا: هل كان إرساله إليهم قبل الحوت أو بعده؟ أو هما أمتان؟ على ثلاثة أقوال، هي مبسوطة في التفسير. والمقصود أنه عليه السلام لما ذهب مغاضباً بسبب قومه، ركب سفينة في البحر فلجت بهم، واضطربت، وماجت بهم، وثقلت بما فيها، وكادوا يغرقون على ما ذكره المفسرون.

وقالوا: فتشاوروا فيما بينهم على أن يقترعوا، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ليتخفوا منه. فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبي الله يونس فلم يسمحوا به، فأعادوها ثانية فوقعت عليه أيضاً، فشمر ليخلع ثيابه ويلقي بنفسه، فأبوا عليه ذلك، ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضاً، لما يريده الله به من الأمر العظيم.

قال الله تعالى:

{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ لْمُرْسَلِينَ } * {إِذْ أَبَقَ إِلَى لْفُلْكِ لْمَشْحُونِ } * {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ لْمُدْحَضِينَ } * {فَلْتَقَمَهُ لْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } (سورة لصافات:139143) .

وذلك أنه لما وقعت عليه القرعة ألقى في البحر، وبعث الله عز وجل حوتاً عظيماً من البحر الأخضر فالتقمه، وأمره الله تعالى ألا يأكل له لحماً، ولا يهشم له عظماً، فليس لك برزق، فأخذه فطاف به البحار كلها، وقيل: إنه ابتلع ذلك الحوت حوت آخر أكبر منه.

قالوا: ولما استقر في جوف الحوت حسب أنه قد مات فحرك جوارحه فتحركت، فإذا هو حي فخر لله ساجداً، وقال: يا رب اتخذت لك مسجداً في موضع لم يعبدك أحد في مثله. وقد اختلفوا في مقدار لبثه في بطنه؛ فقال مجالد عن الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية، وقال قتادة: مكث فيه ثلاثاً، وقال جعفر الصادق: سبعة أيام، ويشهد له شعر أمية بن أبي الصلت:

وأنت بفضل منك نجيت يونسا وقد بات في أضعاف حوت لياليا

وقال سعيد بن أبي الحسن وأبو مالك: مكث في جوفه أربعين يوماً، والله أعلم كم مقدار ما لبث فيه.

والمقصود أنه لما جعل الحوت يطوف به قرار البحار اللجية، ويقتحم به لج الموج الأجاجي، فسمع تسبيح الحيتان للرحمن، وحتى سمع تسبيح الحصى لفالق الحب والنوى ورب السماوات السبع والأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى. فعند ذلك وهنالك؛ قال ما قال بلسان الحال والمقال، كما أخبر عنه ذو العزة والجلال؛ الذي يعلم السر والنجوى، ويكشف الضر والبلوى، سامع الأصوات وإن ضعفت، وعالم الخفيات وإن دقت، ومجيب الدعوات وإن عظمت، حيث قال في كتابه المبين، المنزل على رسوله الأمين، وهو أصدق القائلين ورب العالمين وإله المرسلين:

{وَذَا لنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } (سورة الأنبياء:87) .

{مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي لظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ لظَّالِمِينَ } * {فَسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ لْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنجِي لْمُؤْمِنِينَ } (سورة الأنبياء:87 – 88 ) .

(فظن أن لن نقدر عليه) أن نضيق عليه، وقيل معناه: نقدر على التقدير وهي لغة مشهورة، قدر وقدر كما قال الشاعر:

فلا عائد ذاك الزمان الذي مضى تباركت، وتقدر يكن، فلك الأمر

(فنادى في الظلمات) قال ابن مسعود وابن عباس وعمرو بن ميمونة وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والحسن وقتادة الضحاك: ظلمة الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل. وقال سالم بن أبي الجعد: ابتلع الحوت حوت آخر فصارت ظلمة الحوتين مع ظلمة البحر.

وقوله تعالى:

{فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ لْمُسَبِّحِينَ } * {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (سورة الصافات:143144) .

قيل معناه: فلولا أنه سبح الله هنالك، وقال ما قال من التهليل والتسبيح، والاعتراف لله بالخضوع، والتوبة إليه والرجوع؛ للبث هنالك إلي يوم القيامة، ولبعث من جوف ذلك الحوت. هذا معنى ما روي عن سعيد بن جبير في إحدى الروايتين عنه.

وقيل معناه: (فلولا أنه كان) من قبل أخذ الحوت له (من المسبحين) أي: المطيعين المصلين الذاكرين الله كثيراً، قاله الضحاك بن قيس وابن عباس وأبو العالية وهب بن منبه وسعيد بن جبير والسدي وعطاء بن السائب والحسن البصري وقتادة وغير واحد، واختاره ابن جرير.

وشهد لهذا ما رواه الإمام احمد وبعض أهل السن عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا غلام إني معلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة"
وروى ابن جرير في تفسيره، والبزار في مسنده من حديث محمد بن إسحاق، عمن حدثه، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلي الحوت: أن خذه ولا تخدش له لحماً ولا تكسر له عظماً، فلما انتهى به إلي أسفل البحر سمع يونس حساً، فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: إن هذا تسبيح دواب البحر، قال: فسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا: يا ربنا إنا نسمع صوتاً ضعيفا بأرض غريبة! قال: ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، قالوا: العبد الصالح؛ الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟ قال: نعم، قال: فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في الساحل"

كما قال الله:

{فَنَبَذْنَاهُ بِلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } (سورة الصفات:145) .

هذا لفظ ابن جرير إسناداً ومتناً، ثم قال البزار: لا نعلمه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد. كذا قال.

وقد قال ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبو عبد الله احمد بن عبد الرحمن ابن أخي وهب، حدثنا عمي، حدثنا أبو صخر، أن يزيد الرقاشي قال: سمعت أنس بن مالك، ولا أعلم إلا أن أنساً يرفع الحديث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن يونس النبي عليه السلام حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت قال: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فأقبلت هذه الدعوة تحت العرش فقالت الملائكة: يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة، فقال: أما تعرفون ذاك؟ قالوا: لا يا رب، ومن هو؟ قال: عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مجابة؟ قالوا: يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى: فأمر الحوت فطرحه في العراء". ورواه ابن جرير عن يونس عن وهب به

زاد أبي حاتم: قال أبو صخر حميد بن زياد، فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الحديث، أن سمع أبا هريرة يقول: طرح بالعراء، وأنبت الله عليه اليقطينة، قلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ قال: شجرة الدباء، قال أبو هريرة: وهيأ الله أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض، أو قال: هشاش الأرض، قال: فتفسخ عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت.

وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتاً من شعر:

فأنبت يقطينا عليه برحمةٍ من الله لولا الله أصبح ضاويا

وهذا غريب أيضاً من هذا الوجه، ويزيد الرقاشي ضعيف، ولكن يتقوى بحديث أبي هريرة المتقدم، كما يتقوى ذاك بهذا، والله أعلم. وقد قال الله تعالى: (فنبذناه) أي: ألقيناه (بالعراء) وهو المكان القفر الذي ليس فيه شيء من الأشجار، بل هو عار منها، (وهو سقيم) أي: ضعيف البدن، قال ابن مسعود: كهيئة الفرخ ليس عليه ريش، وقال ابن عباس والسدي وابن زيد: كهيئة الصبي حين يولد وهو المنفوس عليه شيء. (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) قال ابن مسعود وابن عباس وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وهب بن منبه وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس والسدي وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني وغير واحد: هو القرع. قال بعض العلماء: في إنبات القرع عليه حكم جمة، منها أن ورقة في غاية النعومة، وكثير وظليل، ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلي آخره، نياً ومطبوخاً، وبقشره وبذره أيضاً، وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغير ذلك.

وتقدم كلام أبي هريرة في تسخير الله تعالى له تلك الأروية التي كانت ترضعه لبنها وترعى في البرية، وتأتيه بكرة وعشية، وهذا من رحمة الله به ونعمته عليه وإحسانه إليه، ولهذا قال تعالى: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) أي: الكرب والضيق الذي كان فيه: (وكذلك نجي المؤمنين) أي: وهذا صنيعنا بكل من دعانا واستجار بنا.

قال ابن جرير: حدثني عمران بن بكار الكلاعي، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا أبو يحيى بن عبد الرحمن، حدثني بشر بن منصور، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن المسيب قال: سمعت سعد بن مالك وهو ابن أبي وقاص يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اسم الله الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، دعوة يونس بن متى"، قال: فقلت يا رسول الله هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال: "هي ليونس خاصة وللمؤمنين عامة إذا دعوا بها، ألم تسمع قول الله تعالى: (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نجي المؤمنين) فهو شرط من الله لمن دعاه به"

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن كثير ابن زيد، عن المطلب بن حنطب قال: قال أبو خالد: أحسبه عن مصعب يعني ابن سعد عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا بدعاء يونس استجيب له"

قال أبو سعيد الأشج: يريد به: (وكذلك نجي المؤمنين). وهذان طريقان عن سعد.

وثالث أحسن منهما، قال الإمام احمد: حدثنا إسماعيل بن عمير، حدثنا يونس ابن أبي إسحاق الهمداني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد، حدثني والدي محمد، عن أبيه سعد وهو ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينيه مني ثم لم يردد علي السلام، فأتيت عمر بن الخطاب، فقلت: يا أمير المؤمنين؛ هل حدث في الإسلام شيء؟ قال: لا، وما ذاك؟ قلت: لا، إلا أني مررت بعثمان آنفاً في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام، قال: فأرسل عمر إلي عثمان فدعاه فقال: ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال: ما فعلت، قال سعد: قلت: بلى، حتى حلف وحلفت.

قال: ثم إن عثمان ذكر فقال: بلى، واستغفر الله وأتوب إليه، إنك مررت بي آنفاً، وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشي بصري وقلبي غشاوة.

قال سعد: فأنا أنبئك بها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته، فلما أشفقت أن يسبقني إلي منزله ضربت بقدمي الأرض، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من هذا؟ أبو إسحاق" قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فمه؟" قلت: لا والله، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك، قال: "نعم، دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين). فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".

ورواه الترمذي والنسائي من حديث إبراهيم بن محمد بن سعد به




خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

حزقيل بن بوذى عليه السلام

خليجية

حزقيل بن بوذى عليه السلام

قال الله تعالى: فى سورة البقرة الآية243:
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ))

القصة:

قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى وهو ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه فيما بلغنا:
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ))

قال ابن إسحاق فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله: موتوا. فماتوا جميعا فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة، فمر بهم حزقيل عليه السلام فوقف عليهم متفكرا فقيل له: أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال: نعم. فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما وأن يتصل العصب بعضه ببعض. فناداهم عن أمر الله له بذلك فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.

وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله:
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ))
قالوا: كانت قرية يقال لها: "داوردان"، قبل "واسط" وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية منها فهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون فلم يمت منهم كثير فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا بقينا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم.

فوقع في قابل فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا حتى نزلوا ذلك المكان وهو واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادى وآخر من أعلاه: أن موتوا. فماتوا حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم مر بهم نبى يقال له: حزقيل. فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر فيهم ويلوى شدقيه وأصابعه،

فأوحى الله إليه: تريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال: نعم. وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم فقيل له: ناد. فنادى: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي. فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام ثم أوحى الله إليه؛ أن ناد: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسى لحما. فاكتست لحما ودما وثيابها التي ماتت فيها. ثم قيل له: ناد. فنادى: أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومى. فقاموا.

قال أسباط: فزعم منصور عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت. فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى سحنة الموت على وجوههم لا يلبسون ثوبا إلا عاد كفنا دسما حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم.

وعن ابن عباس؛ أنهم كانوا أربعة آلاف. وعنه: ثمانية آلاف. وعن أبي صالح: تسعه آلاف. وعن ابن عباس أيضا: كانوا أربعين ألفا. وعن سعيد بن عبد العزيز: كانوا من أهل "أذرعات". وقال ابن جريج عن عطاء: هذا مثل. يعنى أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغني حذر من قدر. وقول الجمهور أقوى؛ أن هذا وقع.

وقد روى الإمام أحمد وصاحبا "الصحيح" من طريق الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقع بالشام، فذكر الحديث. يعني في مشاورته المهاجرين والأنصار فاختلفوا عليه فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علما؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض؛ فلا تقدموا عليه فحمد الله عمر ثم انصرف.

وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج ويزيد المعني قالا: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال: فرجع عمر من الشام . وأخرجاه من حديث مالك عن الزهري بنحوه.




خليجية



خليجية

إْنِيـٍّقًـهَ هُـيٍ آلـتَفـآإْصَـيُـلْ هُنـًآإْ

لـٍ قُـلًّبُـكٍ آإْلـفُـرٍحَ بلآ إْنـتهَـآإْءْ

إْحٌتًرٍإْمُيٍ ..




خليجية
اطلالة رائعة ..
يُضفي على الغَزَلِ غَزْلاً ونسيجاً بديعا ..
تأتي دائماً بالروعة ..
دمت ودامت سطورك مشرقة في الاكوان ..
تقبل خالص الشكر والتقدير والاحترام ..
بارك الله بك ..
جزاك الله خير الجزاء ..
الله يعطيك العافية ويوفقك ..
رحم الله والديك ..

خليجية



جميله جدا في الطرح مميزه في الاسلوب
بكل بساطه هذا انتي
اشكرك اختي



التصنيفات
منوعات

نبذه عن حياه الرسول عليه الصلاة والسلام

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : فقد اختلف بنو إسرائيل . وحرفوا وبدلوا في عقيدتهم وشريعتهم فانطمس الحق وظهر الباطل وانتشر الظلم والفساد واحتاجت الأمة إلى دين يحق الحق ويمحق الباطل ويهدي الناس إلى الصراط المستقيم فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه : ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) النحل/64 .

أرسل الله جميع الأنبياء والرسل للدعوة إلى عبادة الله وحده , وإخراج الناس من الظلمات إلى النور فأولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) النحل/36 .

وآخر الأنبياء والرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده قال تعالى : ( ما كان محمداً أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب/40 .

وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة كما قال سبحانه : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ًونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) سبأ/28 .

وقد أنزل الله على رسوله القرآن يهدي به الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم قال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) إبراهيم/1 .

وقد ولد الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بمكة عام الفيل الذي جاء أصحابه لهدم الكعبة فأبادهم الله وتوفي أبوه وهو في بطن أمه ولما ولد محمد أرضعته حليمة السعدية ثم زار أخواله في المدينة مع أمه آمنة بنت وهب وفي طريق العودة إلى مكة توفيت أمه بالأبواء وعمره ست سنين ثم كفله جده عبد المطلب فمات وعمر محمد ثمان سنين ثم كفله عمه أبو طالب يرعاه ويكرمه ويدافع عنه أكثر من أربعين سنة وتوفي أبو طالب ولم يؤمن بدين محمد خشية أن تعيره قريش بترك دين آبائه .

وكان محمد في صغره يرعى الغنم لأهل مكة ثم سافر إلى الشام بتجارة لخديجة بنت خويلد وربحت التجارة وأعجبت خديجة بخلقه وصدقه وأمانته فتزوجها وعمره خمس وعشرون سنة وعمرها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت .
وقد أنبت الله محمداً صلى الله عليه وسلم نباتاً حسناً وأدبه فأحسن تأديبه ورباه وعلمه حتى كان أحسن قومه خَلقاً وخُلقاً وأعظمهم مروءة وأوسعهم حلماً وأصدقهم حديثاً وأحفظهم أمانة حتى سماه قومه بالأمين .

ثم حُبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء الأيام والليالي يتعبد فيه ويدعو ربه وأبغض الأوثان والخمور والرذائل فلم يلتفت إليها في حياته .

ولما بلغ محمداً صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة شارك قريشاً في بناء الكعبة لما جرفتها السيول فلما تنازعوا في وضع الحجر الأسود حكموه في الأمر فدعا بثوب فوضع الحجر فيه ثم أمر رؤساء القبائل أن يأخذوا بأطرافه فرفعوه جميعاً ثم أخذه محمد فوضعه في مكانه وبنى عليه فرضي الجميع وانقطع النزاع .

وكان لأهل الجاهلية صفات حميدة كالكرم والوفاء والشجاعة وفيهم بقايا من دين إبراهيم كتعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة وإهداء البدن وإلى جانب هذا كانت لهم صفات وعادات ذميمة كالزنا , وشرب الخمور وأكل الربا وقتل البنات والظلم , وعبادة الأصنام .

وأول من غير دين إبراهيم ودعا إلى عبادة الأصنام عمرو بن لحي الخزاعي فقد جلب الأصنام إلى مكة وغيرها ودعا الناس إلى عبادتها ومنها ود , وسواع , ويغوث , ويعوق, ونسرا .

ثم اتخذ العرب أصناماً أخرى ومنها صنم مناة بقديد واللات بالطائف والعزى بوادي نخلة وهبل في جوف الكعبة وأصنام حول الكعبة وأصنام في بيوتهم واحتكم الناس إلى الكهان والعرافين والسحرة .

ولما انتشر الشرك والفساد بهذه الصورة بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وعمره أربعون سنة يدعو الناس إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام فأنكرت عليه قريش ذلك وقالت : ( أجعل الآلهة ألهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ) ص/5 .

وظلت هذه الأصنام تعبد من دون الله حتى بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد فكسرها وهدمها هو وأصحابه رضوان الله عليهم فظهر الحق وزهق الباطل : ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) الإسراء/81 .

وأول ما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء الذي كان يتعبد فيه حيث جاءه جبريل فأمره أن يقرأ فقال الرسول ما أنا بقارئ فكرر عليه وفي الثالثة قال له : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ) العلق/1-2-3 .

فرجع الرسول , وفؤاده يرجف , ودخل على زوجته خديجة ثم أخبرها وقال لقد خشيت على نفسي فطمأنته وقالت : ( والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم , وتحمل الكل , وتقرى الضيف , وتكسب المعدوم , وتعين على نوائب الحق ) ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان قد تنصر فلما أخبره بشره وقال له هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى وأوصاه بالصبر إذا آذاه قومه وأخرجوه .

ثم فتر الوحي مدة فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم فبينما هو يمشي يوماً إذ رأى الملك مرة أخرى بين السماء والأرض فرجع إلى منزله وتدثر فأنزل الله عليه : ( يا أيها المدثر ، قم فأنذر ) المدثر/1-2 , ثم تتابع الوحي بعد ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم .

أقام النبي في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعوا إلى عبادة الله وحده سراً ثم جهراً حيث أمره الله أن يصدع بالحق فدعاهم بلين ولطف من غير قتال فأنذر عشيرته الأقربين ثم أنذر قومه ثم أنذر من حولهم ثم أنذر العرب قاطبة ثم أنذر العالمين . ثم قال سبحانه : ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) الحجر/94 .

وقد آمن بالرسول قلة من الأغنياء والأشراف والضعفاء والفقراء والعبيد رجالاً ونساءً وأوذي الجميع في دينهم فعُذِّبَ بعضهم وقتل بعضهم , وهاجر بعضهم إلى الحبشة فراراً من أذى قريش وأوذي معهم الرسول صلى الله عليه وسلم فصبر حتى أظهر الله دينه .

ولما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين سنة ومضى عشر سنوات من بعثته مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه من أذى قريش ثم ماتت من بعده زوجته خديجة التي كانت تؤنسه فاشتد عليه البلاء من قومه وتجرؤا عليه وآذوه بصنوف الأذى وهو صابر محتسب . صلوات الله وسلامه عليه .

ولما اشتد عليه البلاء وتجرأت عليه قريش خرج إلى الطائف ودعا أهلها إلى الإسلام فلم يجيبوه , بل آذوه ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه , فرجع إلى مكة وظل يدعوا الناس إلى الإسلام في الحج وغيره .

ثم أسرى الله برسوله ليلا ًمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكباً على البراق بصحبة جبريل , فنزل وصلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء الدنيا فرأى فيها آدم , وأرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن شماله ثم عرج به إلى السماء الثانية فرأى فيها عيسى ويحيى ثم إلى الثالثة فرأى فيها يوسف ثم إلى الرابعة فرأى فيها إدريس ثم إلى الخامسة فرأى فيها هارون ثم إلى السادسة فرأى فيها موسى ثم إلى السابعة فرأى فيها إبراهيم ثم رفع إلى سدرة المنتهى ثم كلمه ربه فأكرمه وفرض عليه وعلى أمته خمسين في اليوم والليلة ثم خففها إلى خمس في العمل وخمسين في الأجر واستقرت الصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة إكراماً منه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى مكة قبل الصبح فقص عليهم ما جرى له فصدقه المؤمنون وكذبه الكافرون : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) الإسراء/1 .

ثم هيأ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من ينصره فالتقى في موسم الحج برهط من المدينة من الخزرج فأسلموا ثم رجعوا إلى المدينة , ونشروا فيها الإسلام فلما كان العام المقبل صاروا بضعة عشر فالتقى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم فلما انصرفوا بعث معهم مصعب بن عمير يقرئهم القرآن , ويعلمهم الإسلام فأسلم على يديه خلق كثير , منهم زعماء الأوس سعد بن معاذ , وأسيد بن حضير .

فلما كان العام المقبل وجاء موسم الحج خرج منهم ما يزيد على سبعين رجلاً من الأوس والخزرج فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن هجره وآذاه أهل مكة , فواعدهم الرسول في إحدى ليالي التشريق عند العقبة فلما مضى ثلث الليل خرجوا للميعاد فوجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس ولم يؤمن إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه فتكلم العباس , والرسول , والقوم بكلام حسن ثم بايعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يهاجر إليهم في المدينة على أن يمنعوه , وينصروه ويدافعوا عنه , ولهم الجنة فبايعوه واحداً, واحدا ً, ثم انصرفوا ثم علمت بهم قريش فخرجوا في طلبهم , ولكن الله نجاهم منهم , وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة إلى حين : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) الحج/40 .

ثم أمر الرسول أصحابه بالهجرة إلى المدينة فهاجروا أرسالاً إلا من حبسه المشركون ولم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله وأبو بكر وعلي فلما أحس المشركون بهجرة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خافوا أن يلحق بهم فيشتد أمره فتآمروا على قتله فأخبر جبريل رسول الله بذلك فأمر الرسول علياً أن يبيت في فراشه , ويرد الودائع التي كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم لأهلها وبات المشركون عند باب الرسول ليقتلوه إذا خرج فخرج من بينهم وذهب إلى بيت أبي بكر بعد أن أنقذه الله من مكرهم وأنزل الله : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الأنفال/30 .

ثم عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى المدينة , فخرج هو وأبو بكر إلى غار ثور ومكثا فيه ثلاث ليال واستأجرا عبد الله بن أبي أريقط وكان مشركاً ليدلهما على الطريق , وسلماه راحلتيهما فذعرت قريش لما جرى وطلبتهما في كل مكان , ولكن الله حفظ رسوله فلما سكن الطلب عنهما , ارتحلا إلى المدينة فلما أيست منهما قريش بذلوا لمن يأتي بهما أو بأحدهما مائتين من الإبل فجد الناس في الطلب وفي الطريق إلى المدينة , علم بهما سراقة بن مالك وكان مشركاً فأرادهما فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فساخت قوائم فرسه في الأرض فعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع , وطلب من الرسول أن يدعوا له ولا يضره فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم , فرجع سراقة , ورد الناس عنهما ثم أسلم بعد فتح مكة .

فلما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كبر المسلمون فرحاً بقدومه واستقبله الرجال والنساء والأطفال فرحين مستبشرين فنزل بقباء وبنى هو والمسلمون مسجد قباء وأقام بها بضع عشرة ليلة ثم ركب يوم الجمعة فصلاها في بني سالم بن عوف ثم ركب ناقته ودخل المدينة والناس محيطون به , آخذون بزمام ناقته لينزل عندهم , فيقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها مأمورة فسارت حتى بركت في موضع مسجده اليوم .

وهيأ الله لرسوله أن ينزل على أخواله قرب المسجد فسكن في منزل أبي أيوب الأنصاري , ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتي بأهله وبناته وأهل أبي بكر من مكة فجاءوا بهم إلى المدينة .

ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بناء مسجده في المكان الذي بركت فيه الناقة وجعل قبلته إلى بيت المقدس وجعل عمده الجذوع وسقفه الجريد ثم حولت القبلة إلى الكعبة بعد بضعة عشر شهراً من مقدمه المدينة .

ثم آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ووادع الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود وكتب بينه وبينهم كتاباً على السلم والدفاع عن المدينة وأسلم حبر اليهود عبد الله بن سلام وأبى عامة اليهود إلا الكفر وفي تلك السنة تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها .

وفي السنة الثانية شرع الأذان وصرف الله القبلة إلى الكعبة ، وفرض صوم رمضان .

ولما استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وأيده الله بنصره والتف المهاجرون والأنصار حوله واجتمعت القلوب عليه عند ذلك رماه المشركون , واليهود والمنافقون عن قوس واحدة فآذوه وافتروا عليه وبارزوه بالمحاربة والله يأمره بالصبر و العفو والصفح فلما اشتد ظلمهم وتفاقم شرهم , أذن الله للمسلمين بالقتال , فنزل قوله تعالى : ( أذن للذين يُقاتِلون بأنهم ظُلموا وإنَّ الله على نصرهم لقدير ) الحج/39 .

ثم فرض الّله على المسلمين قتال من قاتلهم فقال : ( و قاتلوا في سبيل الّله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الّله لا يحب المعتدين ) البقرة/190 .

ثم فرض الله عليهم قتال المشركين كافة فقال : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) التوبة/36 .

فقام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله ورد كيد المعتدين ودفع الظلم عن المظلومين وأيده الله بنصره , حتى صار الدين كله لله فقاتل المشركين في بدر في السنة الثانية من الهجرة في رمضان فنصره الله عليهم وفرق جموعهم وفي السنة الثالثة غدر يهود بني قينقاع فقتلوا أحد المسلمين فأجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن المدينة إلى الشام ثم ثأرت قريش لقتلاها في بدر , فعسكرت حول أحد في شوال من السنة الثالثة ودارت المعركة وعصى الرماة أمر الرسول , فلم يتم النصر للمسلمين وانصرف المشركون إلى مكة ولم يدخلوا المدينة .

ثم غدر يهود بني النضير وهموا بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بإلقاء الحجر عليه فنجاه الله , ثم حاصرهم في السنة الرابعة وأجلاهم إلى خيبر .

وفي السنة الخامسة غزا الرسول صلى الله عليه وسلم بني المصطلق لرد عدوانهم , فانتصر عليهم وغنم الأموال والسبايا ثم سعى زعماء اليهود في تأليب الأحزاب على المسلمين للقضاء على الإسلام في عقر داره . فاجتمع حول المدينة المشركون والأحباش وغطفان اليهود ثم أحبط الله كيدهم ونصر رسوله والمؤمنين : ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً ) الأحزاب/25 .

ثم حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم يهود بني قريظة لغدرهم , ونقضهم العهد فنصره الله عليهم فقتل الرجال وسبى الذرية وغنم الأموال .

وفي السنة السادسة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على زيارة البيت والطواف به فصده المشركون عنه ، فصالحهم في الحديبية على وقف القتال عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويختارون ما يريدون فدخل الناس في دين الله أفواجاً .

وفي السنة السابعة غزا الرسول خيبر للقضاء على زعماء اليهود الذين آذوا المسلمين ، فحاصرهم ونصره الله عليهم وغنم الأموال والأرض وكاتب ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام .

وفي السنة الثامنة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً بقيادة زيد بن حارثه لتأديب المعتدين ولكن الروم جمعوا جيشاً عظيماً فقتلوا قواد المسلمين وأنجى الله بقية المسلمين من شرهم .

ثم غدر كفار مكة فنقضوا العهد فتوجه إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بجيش عظيم وفتح مكة ، وطهر بيته العتيق من الأصنام ، وولاية الكفار .

ثم كانت غزوة حنين في شوال من السنة الثامنة لرد عدوان ثقيف وهوازن فهزمهم الله وغنم المسلمون مغانم كثيرة ثم واصل الرسول صلى الله عليه وسلم مسيره إلى الطائف وحاصرها ، ولم يأذن الله بفتحها فدعا لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وانصرف ، فأسلموا فيما بعد ثم رجع ووزع الغنائم ، ثم اعتمر هو وأصحابه ثم خرجوا إلى المدينة .

وفي السنة التاسعة كانت غزوة تبوك في زمان عسرة وشدة وحر شديد فسار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تبوك لرد كيد الروم فعسكر هناك ، ولم يلق كيداً وصالح بعض القبائل ، وغنم ثم رجع إلى المدينة وهذه آخر غزوة غزاها عليه الصلاة و السلام وجاءت في تلك السنة وفود القبائل تريد الدخول في الإسلام و منها وفد تميم ووفد طيء ووفد عبد القيس ، ووفد بني حنيفة وكلهم أسلموا ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يحج بالناس في تلك السنة وبعث معه علياً رضي الله عنه وأمره أن يقرأ على الناس سورة براءة للبراءة من المشركين وأمره أن ينادي في الناس فقال علي يوم النحر : ( يا أيها الناس لا يدخل الجنة كافر ، و لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله عهد فهو إلى مدته ) .

وفي السنة العاشرة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على الحج , و دعا الناس إلى ذلك فحج معه من المدينة وغيرها خلقٌ كثير فأحرم من ذي الحليفة , و وصل إلى مكة في ذي الحجة وطاف وسعى وعلم الناس مناسكهم وخطب الناس بعرفات خطبة عظيمة جامعة , قرر فيها الأحكام الإسلامية العادلة فقال : ( أيها الناس اسمعوا قولي , فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا , أيها الناس إن دماءكم , وأموالكم , وأعراضكم حرام عليكم , كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا , ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع , ودماء الجاهلية موضوعة , وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث , كان مسترضعاً في بني سعد , فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موضوع , وأول ربا أضع ربا عباس بن عبد المطلب , فإنه موضوع كله , فاتقوا الله في النساء , فإنكم أخذتموهن بأمان الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله , ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه , فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف , وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله , وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون , قالوا نشهد أنك قد بلَّغت , وأديت , ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد , اللهم اشهد ثلاث مرات ) .

ولما أكمل الله هذا الدين , وتقررت أصوله , نزل عليه وهو بعرفات : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) المائدة/3 .

وتسمى هذه الحجة حجة الوداع لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ودع فيها الناس , ولم يحج بعدها ثم رجع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من حجه إلى المدينة .

وفي السنة الحادية عشرة في شهر صفر بدأ المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم ولما اشتد عليه الوجع أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يصلى بالناس وفي ربيع الأول , زاد عليه المرض فقبض صلوات الله وسلامه عليه ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة فحزن المسلمون لذلك حزناً شديداً ثم غُسل وصلى عليه المسلمون يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ودفن في بيت عائشة والرسول قد مات ودينه باق إلى يوم القيامة .

ثم اختار المسلمون صاحبه في الغار ورفيقه في الهجرة أبا بكر رضي الله عنه خليفة لهم ثم تولى الخلافة من بعده عمر ثم عثمان ثم علي وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون المهديون رضوان الله عليهم أجمعين .

وقد امتنّ الله على رسوله محمد بنعم عظيمة وأوصاه بالأخلاق الكريمة كما قال سبحانه : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ، ووجدك ضالاً فهدى ، ووجدك عائلاً فأغنى ، فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر ، وأما بنعمة ربك فحدث ) الضحى/6-11 .

وقد أكرم الله رسوله بأخلاق عظيمة لم تجتمع لأحدٍٍ غيره حتى أثنى عليه ربه بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) القلم/4 .

وبهذه الأخلاق الكريمة , والصفات الحميدة , استطاع عليه السلام أن يجمع النفوس ويؤلف القلوب بإذن ربه : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران/159 .

وقد أرسل الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة وأنزل عليه القرآن وأمره بالدعوة إلى الله كما قال سبحانه : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ) الأحزاب/46 .

وقد فضل الله رسوله محمداً على غيره من الأنبياء بست فضائل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( فضلت على الأنبياء بست , أعطيت جوامع الكلم , ونصرت بالرعب , وأحلت لي الغنائم , وجعلت لي الأرض طهوراً و مسجداً , وأرسلت إلى الناس كافة , وختم بي النبيون ) . رواه مسلم/523 .

فيجب على جميع الناس الإيمان به , و اتباع شرعه , ليدخلوا جنة ربهم : ( ومن يطع الله و رسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ) النساء/13 .

وقد أثنى الله على من يؤمن بالرسول من أهل الكتاب وبشرهم بالأجر مرتين كما قال سبحانه : ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ، وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ، أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ) القصص/52 -54 . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه و صدقه فله أجران . الخ ) .

ومن لم يؤمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر , والكافر جزاؤه النار كما قال سبحانه : ( ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيراً ) الفتح/13 , وقال عليه الصلاة و السلام : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلاَّ كان من أصحاب النار ) . رواه مسلم/154 .

و الرسول صلى الله عليه وسلم بشر لا يعلم إلا ما علمه الله ولا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً كما قال سبحانه : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلاَّ نذير وبشير لقوم يؤمنون ) الأعراف/188 .

وقد أرسله الله بالإسلام ليظهره على الدين كله : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ) الفتح/28 .

ومهمة الرسول هي إبلاغ ما أرسل به , والهداية بيد الله : ( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ ) الشورى/48 .

ولما للرسول صلى الله عليه وسلم من فضل عظيم على البشرية , بدعوتها إلى هذا الدين وإخراجها من الظلمات إلى النور , فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر وأمرنا بالصلاة عليه في حالات كثيرة فقال سبحانه : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليماً ) الأحزاب/21 .

وقد جاهد النبي عليه الصلاة و السلام في سبيل نشر هذا الدين وجاهد أصحابه معه فعلينا الاقتداء به واتباع سنته و السير على هديه كما قال سبحانه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً ) الأحزاب/21 .

والإسلام دين الفطرة و العدل دين ارتضاه الله للناس كافة وهو يشتمل على أصول و فروع و آداب و أخلاق و عبادات و معاملات ولن تسعد الأمة إلا باتباعه والعمل به ولن يقبل الله من الناس غيره كما قال سبحانه : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) آل عمران/85 .

اللهم صلّ على محمد , وعلى آل محمد , كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .




اللهم صلّ على محمد , وعلى آل محمد , كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
جزاك الله خيرا



اللهم صلي على سيدنا محمد

جزاكي الله كل خير




التصنيفات
الجادة و النقاش

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم … ان شاء الله الجميع بخير…
بالبدايه احترت وين احط الموضوع ,,,لكن اشفت انو هنا المكان المناسب منها
استشيركم ومنها نتناقش في الموضوع…

طبعا موضوعي موب جديد ولكن يتجدد…
واحسه دمااار لكل شيء حلووو بهالدنيا…

لاني اعتبر الشخص اللي يقوم بهذا الفعل يجمع اغلب الصفات السيئه
اذا موب كلها بعد !!!
ممكن تقولون بالغت شوي … وانا ماالوم اي وحده تقول كذا
لان اللي مايجرب الشي لا يمكن يعيشه ولا حتى يحس فيه…
وكفايه ان من يسوي هذا الفعل يعتبر منآآآآآآآآآآفق…
ومعروف ايش عذاب المنافقين…
وكثير منا يستهين بهالكلمه (((منافق)))!!!!

واكثر شي ينرفز بهالموضوع فوق استهانة الناس بالنفاق
برووود الشخص اللي يسوي كذا وضميره عادي مرتاح
ويستمر باللي هو فيه
ليه طيب انت ضامن عمرك؟؟؟؟

يمكن عرفتو ايش بتكلم عنه..

اللي يدور حوله الكلام هو:
(((الكذآآآآآآآآآآآآآآآب)))
وفعله : (((الكذذذذذب)))

والله يابنات ازياء يطيح الشخص من عيني لو يكذب لو مهما كان
طيب ليه وش اللي يحدك ع الكذب
واللي يقهر ع اشياء ورربي تافهه
والامر من كذا بعد اذا كان الشخص يمثل لك دور الطيب
والاخلاص والوفاء وتبادلينه هالشعوور من كل قلبك

مره وحده من اللي يقال انها صديقه كذبت علي وبسالفه تافهه
واجهتها بالموضوع وقلت لها ليه دايمآ تكذبين علي
ليه ماتعامليني مثل ما انا اعاملك؟؟
ودار بيننا كلام كثيررر
وبعدها اعتذرت واوعدتني انها ماتكذب
ودارت الايام وكذبت علي …
فايش رايكم اواجهها بالموضووع
والا اطنشها

تكفووووووون تفاعلووو معااااي احس اني مقهوووؤوؤره
ليه تعمل كذا
نفسي اواجهها واخاف انصدم بكذبه ثانيه

شوركم بنات ايش اعمل مع هالاشكال؟؟؟
انتظر ر ر ر ركم…

..




ايش السآآآآآآلفه؟؟؟؟

ليه محد يرد؟؟؟




؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



البيآن ..

موضوعك رآأق لي فعلا

ادري اني طولت عليج بالرد

بس ..الحمدلله اني اول وحده ارد عليج

هذا شرف لي حبي ..

والله يالغاليه الكذب منتشر في كل مكان حتى على اياام الرسول فديتج

نقدر نخفـف من هالكذب بس ما نقدر نقضي عليه ..

وعلى فكره ..حتى لو يوعدج من اليوم لين باجر ..

الي يكذب مره ..راح يكذب مليووؤوؤون مره ..

وترى كل انسان لازم يمر مرحله في حياته ويكذب

مستحيل الي يقولج انا عمري ما كذبت

اكيد يوم كنتي صغيره كذبتي مره ..ورديتي كذبتي لـلمره الثانيه ..

ادري انج كنتي صغيره ومو عارفه شي ..<<بس انا الي ابي اوصله لج انه لازم الشخص يمر عليه فتره ويكذب …

ومـمكن صديقتج تعتبرها كذبه بيضه <<على بالها فيه لـلكذب الوان ..

بس انا اقولج ..

واجهيها

وقولي لها انتي الحين اخذتي اثمين

اول اثم لانج كذبتي

ثاني اثم لانج وعدتي وخنتي الوعد ..<<على وعدها لـلكذب ..

وقولي لها ..

اسفه اذا قلت لج انه انا انعدمت عندي الثقة تجاهج ..!! لانج ما عطيتيني الثقه والحين صورتج جدامي بانج كذابه ..!!

قولي لها لو انا ما احبج كان ما قلت لج كذا …بس لاني احبج وما ابي اخسرج ..واذا استمريتي على كذبج ترى بتخسريني ..!!……والخ ….!!!

الله يبعد عنا الكذب يارب

الحمدلـله …انا حتى لو نويت اكذب مثلا اتذكر انه فيه احد يراقبني فوق واستغفر …!!حتى لو كان كذب غشمره مثلا ..

تجيني اختي تقولي وين جوالي اقولها ضاع وهو اصلا تحت رجلي<<خخخخ

سرت ما اسويها …

^^

ربي يغفر لنا

ويرحمنا ..

ويدخلنا الفردوس الاعلى ..

قولي آأمين

مشكوره ع الموضوه يابعد كلي ..

وترى الموضوع يجنـن ..

ما عليج من الي ما ردو ..^^

الموضوع مو بردوده

الموضوع باسلوبه وعنوانه وموضوعه ..^^

السموحه طولت عليج …

لج قلبي

نحولة قلبج ..




مشكووووووووره يالغـــــــاليه على ردك الحلوووو
واهتمامك بالموضوع…
ويشرفني انك اول من رد على الموضوع

فديت قلبك يانحووولـــــــه

ودي لك…




التصنيفات
قصص و روايات

قصة آدم عليه السلام جميلة

قصة بداية الخلق ثم خلق آدم عليه السلام البريد الوارد

نبذه مختصرة : يحكمي لنا فضيلة الشيخ نبيل العوضي قصة آدم عليه السلام منذ البداية وكيف خلقة الله وماذا حصل له مع الشيطان .. سلسلة من الأحداث الشيقة .. سارع بمشاهدة القصة !

http://www.emanway.com/multimedia/vi…_story/day1.rv




مشكورة




مشكورة



التصنيفات
منوعات

قصة مائدة عيسى عليه السلام – من سورة المائدة – مشوقة

قصة مائدة عيسى عليه السلام – من سورة المائدة –

ذكر الله تبارك وتعالى قصه المائده في سورة المائدة وسميت هذه السوره بهذا الأسم لانها تتضمن قصة المائدة التي أنزلها الله تعالى من السماء عندما سأله عيسى ابن مريم عليه السلام إنزالها من السماء كما طلب منه ذلك اصحابه وتلاميذه الحواريون.

( الحوارين هم صفوة الأنبياء الذين قد خلصوا لهم، ولهذا سمي أصحاب عيسى ابن مريم عليه السلام، حواريين لأنهم كانوا أنصاره من دون الناس)

ومضمون قصة هذه المائدة أن عيسى عليه السلام أمر الحواريون بصيام ثلاثين يوما ، فلما أتموها سألوا عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله تعالى قد قبل صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم.

ولكن عيسى عليه السلام وعظهم في ذلك وخاف عليهم ألا يقوموا بشكرها ، فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم ذلك.

فلما ألحوا عليه أخذ يتضرع إلى الله تعالى في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا.
استجاب الله عز وجل ، لكنه حذّرهم من الكفر بعد هذه الآية التي جاءت تلبية لطلبهم.

فأنزل سبحانه المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين ، وجعلت تدنو قليلا قليلا وكالما دنت منهم يسأل عيسى عليه السلام أن يجعلها رحمة لا نقمة وأن يجعلها سلامًا وبركة.

فلم تزل تدنو حتى استقرت بين يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة بمنديل ، فقام عيسى عليه السلام يكشف عنها وهو يقول
(( بسم الله خير الرازقين))

فإذا عليها من الطعام سبعة من الحيتان وسبعة أرغفة وقيل : كان عليها خل ورمان وثمار ولها رائحة عظيمة جدًا.

ثم أمرهم عيسى عليه السلام بالأكل منها أمر عليه السلام الفقراء والمحاويج والمرضى وأصحاب العاهات وكانوا قريبًا من الألف وثلاثمائة أن يأكلوا من هذه المائدة ، فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن ، واستغنى الفقراء وصاروا أغنياء فندم الناس الذين لم يأكلوا منها لما رأوا من إصلاح حال اولئك الذين أكلوا.

ثم صعدت المائدة وهم ينظرون إليها حتى توارت عن أعينهم.

وقيل: إن هذه المائدة كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل الناس منها ، فيأكل آخرهم كما ياكل أولهم حتى قيل : إنه كان ياكل منها كل يوم سبعة آلاف شخص.

ثم أمر الله تعالى أن يقصرها على الفقراء دون الاغنياء ، فشق ذلك على كثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك فرفعت ومُسخ الذين تكلموا في ذلك من المنافقين خنازير.

نزلت المائدة ، وأكل الحواريون منها ، وظلوا على إيمانهم وتصديقهم لعيسى عليه السلام إلا رجل واحد كفر بعد رفع عيسى عليه السلام .




التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

حـــــــمامة السلام

اهلين
اتصدقون وانا جالسه بالحديقه جتني حمامه بيضاء ووعيونها عسليه روعه ذيك الحمامة مسكتها واذا في رجلها رساله مربوطه فتحتها لاقيتها رساله من احد عضوات المنتدى وكاتبه لي كلمات حلوه وكاتبه ملاحضه ارجو ارسال رساله للعضوه الي بعدك وكتابه ماتريدين اهم شي يكون للي بعدك . وهكذ وهكذا (هذه قوانين العبه بشكل مختلف)يارب تعجبكم.

انا برسل للي بعدي هذه الكلمات

احبك مهما ابتعدتي ودعائي لك بان تكوني بصحه وخير .




هههههه
وانا احبك كمان اكثر ما تحبيني
وابعتلك احلي وردة حمرة في حياتك شفتيها



خليجية
انا اسفة بس ما عرفت كيف ارفع التوقيع الي عليها
سوري
بس ممكن تتقبليها مني
اكوس وحدة



انا اقول للبعدي
اتمني ان تحققي جميع احلامك
وكمان اتمني نصبح اصدقاء



مشكوره حبيبتي رزونه وماعندي اي مانع نكون اصدقاء

الي بعدي
ربي يرزقك ماتتمنينه ولا تحزني على مافات فان القادم احلى




التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

السلام عليكم

السلام عليكم …
شخباركم احم

انا ودي اغير نكي تكهربنا بحبك …




طيب ايش بتغيري



خآطري أإآشوفگ



طيب انتظري الادارة



:a2: