يقول علماء إن هناك بارقة أمل جديدة وجديّة يمكن أن تفضي إلى تطوير علاج فعال لمرض السمنة الذي شاع وانتشر في أنحاء العالم وخصوصا الغربي مع تغير أنماط الحياة وازدياد الثراء.
فقد وضع العلماء أيديهم على نوع من العقاقير القادرة على تخفيض معدلات الشهية لدى الفئران المعملية بشكل كبير، لكن السؤال يظل: هل سيكون الدواء فعالا حقا على البشر!.
يشار إلى أن الخبراء يرون أن البدانة باتت أقرب للوباء منها للمرض العادي، بعد أن انتشرت في البلدان المتقدمة تكنولوجيا، حتى أنها فاقت أمراضا قاتلة معروفة مثل أمراض القلب والسكري، وغيرها من الأمراض الخطيرة.
وينشر البحث في مجلة نيتشر ماديسين الطبية، وقد أنجزه فريق علمي في شركة مختبرات ميرك للصناعات الصيدلانية في ولاية نيوجيرسي الأمريكية.
وقد أظهر البحث أن إعطاء مكونات الدواء للفئران التي عُودت على نظام غذائي عالي الدسم، تسبب في تخفيض ملموس لأوزانها وتخفيض نسبة الأنسجة الدهنية فيها، مقارنة بفئران أخرى من نفس المجموعة التي لم يجرب عليها الدواء.
وقد تبين أن حقن الدواء مباشرة في أدمغة الفئران خفض من استيعابها لكميات الطعام التي كانت تستهلكها قبل الدواء، كما تسبب في خفض ملحوظ على أوزانها فيما بعد.
وتتمثل طريقة عمل الدواء في تأثيره على المجسات الموجودة في الدماغ، والتي تكون في العادة حساسة لهرمون الأنسولين، كجزء من الآلية الطبيعية التي تنظم وتسيطر على معدلات الشهية.
يشار إلى أن الأنسولين لا يمكن أن يعطى كعنصر لحفز عمل هذه الآلية، إذ إن حقنه في الدم أو تناوله في شكل حبوب أو أقراص لن يكون له تأثير يذكر لأنه لن يصل إلى الدماغ على نحو يكون فيه مؤثرا، بعد أن يتم تحليله في الأحشاء.
إلا أن علماء الشركة الأمريكية تمكنوا من تطوير بروتين صغير له نفس التأثيرات على تلك المجسات، تماما كما هو حال الأنسولين الحقيقي، لكن الفرق هنا هو أن هذا البروتين لن يتحلل في الأحشاء، وبالتالي يمكن له أن يصل إلى الدماغ بحالته دون تفكيك، وهو ما يجعله مؤثرا على الآلية الطبيعية للشهية.
ويقول الدكتور جوليان بارث، الاستشاري في معالجات التمثيل الغذائي في المستشفى العام لمدينة ليدز البريطانية، إن الدواء يمكن أن يستهدف آلية الشهية أكثر بكثير من الأدوية المتوافرة حاليا.
لكن هذا الخبير يؤكد على أن الدواء لا يمكن أن يعتبر بأي حال دواء سحريا "لكن مع إمكانية أن يعمل الدواء على خفض استهلاك الطعام بنسبة 20 في المئة، لا بد أنه سيكون بالتأكيد علاجا مهما جدا".