التصنيفات
منوعات

سيرة الصحابي عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمر بن الخطاب

أحد العشرة المبشرين بالجنة

" يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك "
حديث شريف

من هو ؟

الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشدة والقوة ، وكانت له مكانة رفيعة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين
إسلامه

أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة ( دلوني على محمد )

وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه
فإني سمعته بالأمس يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب ) فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟) وأجاب خباب ( عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم )

ومضى عمر الى مصيره العظيم ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول

فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب ) فقال عمر ( أشهد أنّك رسول الله )

وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول

والمسلمون في دار الأرقم ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك ) وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل

لسان الحق

هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب ( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال عبد الله بن عمر ( مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )

‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسول الله

( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏) و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر ) ‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما- ( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)

قوة الحق

كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر (‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله ) فقال النبي عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ) فقال ‏‏عمر (‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ) ثم قال عمر ‏( ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏فقلن ( نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ) ‏فقال رسول الله ‏( إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )

ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم ( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ) فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه

عمر فى الاحاديث النبوية

رُويَ عن الرسول العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمر بن الخطاب نذكر منها ( إن الله سبحانه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )
( الحق بعدي مع عمر حيث كان )
( لو كان بعدي نبيّ لكان عمر بن الخطاب )
( إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )
( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )

قال الرسول

( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك ) فقال عمر ( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)

وقال الرسول

بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب ) قالوا ( فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال ( العلم )

قال الرسول

( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه ) قالوا ( فما أوَّلته يا رسول الله ؟) قال ( الدين )

خلافة عمر

رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان ( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم

أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ) ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ) فرد المسلمون (سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 ه )

انجازاته

استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 ه ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 ه ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّر الأمصار ، واستقضى القضاة ، ودون الدواوين ، وفرض الأعطية ، وحج بالناس عشر حِجَجٍ متوالية ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
وهدم مسجد الرسول

وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول

وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة

الفتوحات الاسلامية

لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )

هيبته وتواضعه

وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة

استشهاده

كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك) وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة ودفن الى جوار الرسولوأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة

من




جزاااك الله خيرا اختي الغالية

في انتظار جديدك

تحياتي




شكرا لمرورك



رضى الله عنى صحابة رسول الله
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك



التصنيفات
منوعات

سيرة الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي

بسم الله الرحمن الرحيم

هو ذلك الصحابي الجليل(العلاء بن الحضرمي)..!!

سمه العلاء بن الحضرمي عبداله بن ضماد اليمني ,من حضرموت . اسلم قديما وابوه كان حليف حرب بني أميه

سيرته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى المنذر بن ساوي العبدي بالبحرين وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المنذر كتابا يدعوه فيه الى الاسلام وأمر العلاء بجباية الزكاه وقد كتب له كتابا فيه فرائض الزكاه في الابل والبقر والغنم والثمار والاموال مصادقة له على ذلك وأمره ان يأخذ الزكاة من أغنيائهم فيردها الى فقرائهم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه نفرا فيهم ابوهريره وقال له (استوص به خيرا ) ثم عزله عن البحرين وبعث ابان بن سعيد عاملا فيها

سيرته في عهد ابو بكر رضي الله عنه

فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد بيعة بالبحرين وأقبل أبان بن سعيد الى المدينه وترك عمله فجمع ابو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي ودعاه وقال له اني وجدتك من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ولَى فرأيت ان اوليك ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك فعليك بتقوى الله فخرج ابو العلاء الحضرمي في ستة عشر راكبا ومعه فرات بن حيان العجلي دليلا وكتب ابو بكر كتابا للعلاء بأن ينفر معه كل من مر به من المسلمين الى عدوهم فسار العلاء فيمن تبعه حتى نزل بحصن جواثا فقاتلهم _ولم يفلت منهم احد_ ثم أتى القطيف وبها جمع من العجم فقاتلهم فأصاب منهم طرفا وانهزموا فانضمت الأعاجم الى الزاره ,فأتاهم العلاء فنزل الخط على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم الى ان توفي ابو بكر رضي الله عنه.

سيرته في عهد عمر رضي الله عنه

ولي عمر بن الخطاب أمر المسلمين وطلب اهل الزارة الصلح ,فصالحهم العلاء ثم عبر الى أهل دارين فقاتلهم فقتل المقاتله وحوى الذراري , وبعث العلاء عرفجه بن هرثمه الى أسياف فارس فقطع في السفن فكان أول من فتح جزيرة من أرض فارس واتخذ فيها مسجدا وأغار على باريخان والأسياف وذلك سنة أربع عشره.

دعائه

كان العلاء بن الحضرمي من سادات الصحابه العلماء العباد ,مجابي الدعوه اتفق له انه في غزو أهل الرده في البحرين انه نزل منزلا فلما استقر الناس على الأرض نفرت الابل بماعليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم وبقوا على الأرض ليس معهم شيء سوى ثيابهم عليهم ولم يلحقوا منها على بعير واحد ,فركب الناس من الهم والغم مالايحد ولايوصف وجعل بعضهم يوصي على بعض وقد ضنوا الهلاك ,فنادى منادي العلاء فاجتمع الناس فخرج اليهم وقال ايها الناس الستم مسلمين . ألستم في سبيل الله . ألستم أنصار الله قالوا بلى فقال ابشروا فواله لايخذل الله من كان مثل حالكم ونودي بصلاة الفجر فصلى بالناس فلما قضى الصلاة جثى على ركبتيه وجثا ورائه جيشه وأخذ يدعو والجيش من ورائه حتى طلعت الشمس والناس ينظرون الى سراب الشمس يلمع مرة بعد اخرى وهو يجتهد بالدعاء فلما توقف اذا قد خلق الله الى جانبهم غديرا عظيما من الماء القراح فمشوا اليه فشربوا واغتسلوا فلما تعالى النهار اذا بالأبل قد أقبلت من كل فج ولم يفقد الجيش من متاعهم شيئا عليها فسقوها وقد أوشكوا اليأس منها ولما أقترب الجيش المؤمن باله من المرتدين نزل العلاء وباتوا متجاورين معهم وبينما هم في اليل اذا هم يسمعون أصواتا عاليه عند اعدائهم فأرسل العلاء عبداله بن حذف يأتيه بخبرهم فلما أتاهم وجدهم سكارى لايعقلون فرجع الي قائده وأخبره فركب العلاء من فوره والجيش معه فقتلوهم جميعهم واستولوا على أموالهم وحواصلهم وأثقالهم فكانت غنيمه عظيمه

ركوب البحر

وذهب مَنْ فرَّ أو أكثرهم في البحر إلى دارين ، ركبوا إليها السُّفن ، فقال العلاء بن الحضرمي اذهبوا بنا إلى دارين لنغزوَ مَنْ بها من الأعداء )000فأجابوه إلى ذلك سريعاً ، فسار بهم حتى أتى ساحل البحر ليركبوا في السفن ، فرأى أن الشُّقّة بعيدة لا يصلون إليها في السفن حتى يذهب أعداء الله ، فاقتحم البحر بفرسِه وهو يقول يا أرحم الراحمين !! يا حكيم يا كريم !! يا أحد يا صمد !! يا حيُّ يا مُحي !! يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام !! لا إله إلا أنت يا ربّنا !!)000
وأمر الجيش أن يقولوا ذلك ويقتحموا ، فعلوا ذلك ، فأجاز بهم الخليج بإذن الله تعالى يمشون على مثل رملةٍ دَمِثةٍ فوقها ماءٌ لا يغمر أخفاف الإبل ، ولا يصل إلى ركب الخيل ، ومسيرته للسفن يوم وليلة ، فقطعه إلى الساحل الآخر ، فقاتل عدوّه وقهرهم ، واحتاز غنائمهم000ثم رجع فقطعه إلى الجانب الآخر فعاد إلى موضعه الأول ، وذلك كله في يوم ، ولم يترك من العدو مخبراً ، ولم يفقد المسلمون في البحر شيئاً سوى عليقة فرس لرجل من المسلمين ومع هذا رجع العلاء فجاءه بها !!000

وقد قال عفيف بن المنذر في مرورهم في البحر
ألَمْ تَرَ أنّ الله ذَلّلَ بَحْرَهُ ***** وأنزلَ بالكُفّارِ إحدى الجلائلِ
دَعُوْناَ إلى شقِّ البحارِ فجاءنا ***** بأعْجَبَ مِنْ فَلْقِ البحار الأوائلِ

وقد كان مع المسلمين رجل من أهل هجر ، ( راهب ) فأسلم حينئذ ، فقيل له ما دعاك إلى الإسلام ؟)000فقال خشيتُ إن لم أفعل أن يمسخني الله ، لما شاهدت من الآيات !! وقد سمعت في الهواء قبل السَّحر دعاءً { اللهم أنت الرحمن الرحيم ، لا إله إلا أنت ، ولا إله غيرك ، والبديع الذي ليس قبلك شيء ، والدائم غير الغافل ، والذي لا يموت ، وخالق ما يُرى وما لا يُرى ، وكل يوم أنت في شأن ، وعلمت اللهم كل شيئاً علماً } فعلمتُ أن القوم لم يُعانوا بالملائكة إلا وهم على أمر الله )000فحسُنَ إسلامه وكان الصحابة يسمعون منه000

كتاب عمر

كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سِرْ إلى عُتبة بن غزوان فقد وَلّيتُك عملهُ ، واعلم أنّك تقدم على رجل من المهاجرين الأوّلين الذين سبقت لهم من الله الحُسْنَى ، لم أعزِلْهُ إلا أن يكون عفيفاً صليباً شديد البأس ، ولكنّي ظنتُ أنّك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقّه ، وقد ولّيتُ قبلك رجلاً فمات قبل أن يصلي ، فإن يُرد الله أن تَليَ وَليتَ وإن يُرد الله أن يَليَ عُتبة ، فالخلق والأمر لله رب العالمين ، واعلم أن أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله ، فانظر الذي خُلِقْتَ له فاكْدَح له ودَعْ ما سواه ، فإن الدنيا أمدٌ والآخرة مدَدٌ ، فلا يشغلنّك شيءٌ مُدْبِرٌ خيره عن شيءٍ باقٍ شرّه ، واهرب إلى الله من سخطه ، فإن الله يجمع لمن شاء الفضيلة في حُكمه وعلمه ، نسأل الله لنا ولك العونَ على طاعته والنّجاة من عذابه )000

فخرج العلاء بن الحضرمي من البحرين في رهط منهم أبو هريرة وأبو بكرة ، فلمّا كانوا بلِياسٍ قريباً من الصِّعاب ، وهي من أرض بني تميم مات العلاء بن الحضرمي ، فرجع أبو هريرة إلى البحرين ، وقدم أبو بكرة إلى البصرة000

أبوهريرة

قال أبوهريرة -رضي الله عنه- : بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع العلاء بن الحضرمي ، وأوصاه بي خيراً ، فلما فصلنا قال لي إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أوصاني بك خيراً ، فانظُرْ ماذا تحبّ ؟)…فقلتُ تجعلني أوذّن لك ، ولا تسبقني بأمين )..فأعطاه ذلك..!!

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول رأيتُ من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء لا أزال أحبّه أبداً ، رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارين !!… وقدم من المدينة يريد البحرين فلمّا كان بالدَّهناء نفِدَ ماؤهم ، فدعا الله تعالى لهم ، فنبع لهم من تحت رَمْلَةٍ فارتَوَوْا وارتحلوا ، وأُنْسِيَ رجلٌ منهم بعض متاعه ، فرجع فأخذه ولم يجد الماء !!

وخرجتُ معه من البحرين إلى صفّ البصرة ، فلمّا كنّا بلياس مات ، ونحن على غير ماءٍ ، فأبدى الله لنا سحابةً فمُطرنا ، فغسّلناه وحفرنا له بسيوفِنَا ، ولم نُلحِد له ودفنّاه ومضينا ، فقال رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دفنّاه ولم نلحد له)…فرجعنا لِنُلْحِد له فلم نجد موضع قبره ، وقدم أبو بكرة




بارك الله فيك



الله يجزاك خير



أم ورد*** لمورة الأمورة

خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

مسابقة من هو الصحابي ؟؟!

هاي

فكرة الموضوع

ان لكل عضوة أحقيه في طرح سؤال متعلق بالصحابه,,
ومن تأتي بعدها تجاوب على سؤالِها وتسأل وهكذآ
حتى نتمكن من جمع معلومآت مفيده
عن اصحآب نبينا صلى الله عليه وسلم

اتمنى تفآعلكم ..

:33:




التصنيفات
منوعات

الصحابي الذي قتلته الجن

الكثير منا عند قرأت هذا العنوان يعتقد أننا نتكلم عن رواية أو قصة خيالية أو نص منها , ولكن من منا يعلم أن هذه حكاية تاريخية حقيقية حدث في الأزمنة الماضية والقديمة عند العرب والمسلمين , فما هي هذه الحكاية ؟ وما هي أحداثها ؟؟ ومن هو هذا الصحابي الذي قتله الجن ؟ وما هي تفاصيلها ؟؟

سعد بن عبادة

هذا الصحابي هو سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي , زعيم الخزرج أحد النقباء الإثنى عشر , من الذين بايعوا الرسول صل الله عليه وسلم ببيعة العقبة , وقد شهد مع رسول الله المشاهد كلها .

لبعض يروي انه شهد بدرا" والبعض الآخر يقول انه لم يشهدها فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لئن كان سعد ما شهد بدرا ، لقد كان حريصا عليها )) كان ممن يتصف بالكرم والجود، فعندما أتى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين إلى المدينة المنورة كان ممن حرصوا على تقديم الخدمة لهم ووضع لهم أمواله لخدمتهم .

ومن مواقفه أيضا بقائه بالمدينة لحراستها عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم خارجا في إحدى الغزوات , فبعث إلى رسول الله التمر والنوق ليعينه وليدعم المجاهدين معه ، فيقول رسول الله… اللهم ارحم سعدا" وآل سعد ومع مكانة سعد في قومه كزعيم إلا أنه كان ممن يلتمس مطالبهم ويفرح لفرحهم ويتألم لألمهم ويعمل كل ما يقدر عليه لمساعدتهم …. فكيف قتله الجن ….؟

يحكى أنه بعد وفاة رسول الله طمع سعد في أن يتولى الخلافة بعد الرسول ولكن الناس لم يبايعوه وبايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه من بعد الرسول , وتولى الخلافة من بعد أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب ولم يكن لسعد مكانا في الخلافة حتى من بعد أبو بكر , فعند لقاء سعد لعمر بن الخطاب في أول خلافته قال له : يعني أبا بكر : كان والله صاحبك أحب إلينا منك، وقد والله أصبحت كارهاً لجوارك فقال له عمر : من كره جوار جاره تحول عنه ، فقال له سعد : أنا متحول إلى جوار من هو خير منك , فلم يمكث سعد طويلاً حتى رحل إلى الشام في أول خلافة الفاروق.

مكث سعد في أرض حوران بالشام حيث يقال أنه قد بال في نفق كان منزلا للجن . ومن فوره اخضر جلده ومات.

وقد سمع بعض الغلمان الجن تصيح بعد قتلها لسعد : نحن قتلنا سيد الخز رج سـعـد بـن عـبـاده

ورمـيـنـاه بـسـهـــم فـلـم نخطئ فـؤاده .

وها هي أحداث وفاة سعد من قبل الجن .




بارك الله فيك هل هذا القصة صحيحة
ومن اين جيت بهذه الرواية من فضلك قوللى



mawdoo3.com/
هذا هو الموقع حبيبتي آسفة على التأخير



حببتى انا مش عارفة صحتها بس اشك انها صحيحه لانى فى قصص كتيره مكذوبه على الصحابه
حاولى تعرفى الاثر بتعاها وانا هاحاول ان شاء الله



التصنيفات
منوعات

الصحابي الذي بلعته الارض – خبيب بن عدي "

بليع الأرض ( خبيب بن عدي )

إنه الصحابي الجليل خبيب بن عدي -رضي الله عنه-، وأحد الأنصار الصادقين، من قبيلة الأوس، لازم النبي ( منذ أن هاجر إليهم، وكان عَذْبَ الروح، قوي الإيمان، وصفه شاعر الإسلام حسان بن ثابت فقال:
صقرًا توسَّط في الأنصار منصـبُه
سَمْحَ السَّجِيَّةَ مَحْضًا غير مُؤْتَشَب
شارك في غزوة بدر، فكان جنديًّا باسلاً، ومقاتلاً شجاعًا، قتل عددًا كبيرًا من المشركين من بينهم الحارث بن عامر بن نوفل.
وذات يوم أراد النبي ( أن يعرف نوايا قريش، ومدى استعدادها لغزو جديد، فاختار عشرة من أصحابه من بينهم خُبيب بن عدي، وجعل
عاصم بن ثابت أميرًا عليهم، وانطلق الركب ناحية مكة حتى اقتربوا منها، فوصل خبرهم إلى قوم من بني لحيان فأخذوا يتتبعونهم، وأحسَّ عاصم أنهم يطاردونهم، فدعا أصحابه إلى صعود قمة عالية على رأس جبل، فاقترب منهم مائة رجل من المشركين وحاصروهم، ودعوهم إلى تسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم الأمان، فنظر الصحابة إلى أميرهم عاصم فإذا هو يقول: أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة مشرك، اللهم أخبر عنا نبيك.
فلما رأى المشركون أن المسلمين لا يريدون الاستسلام؛ رموهم بالنبال، فاستشهد عاصم ومعه ستة آخرون، ولم يبق إلا خبيب واثنان معه، هما زيد بن الدثنة
ومرثد بن أبي مرثد، ولما رأى مرثد بداية الغدر حاول الهرب فقتله البغاة، ثم ربطوا خبيبًا وزيدًا وساروا بهما إلى مكة ؛ حيث باعوهما هناك.
وعندما سمع بنو حارث بوجود خبيب أسرعوا بشرائه ليأخذوا بثأر أبيهم
الذي قتله خبيب يوم بدر، وظل خبيب في بيت عقبة بن الحارث أسيرًا مقيدًا بالحديد.
وذات يوم دخلت عليه إحدى بنات الحارث فوجدت عنده شيئًا عجيبًا، فخرجت وهي تناديهم وتقول: والله لقد رأيته يحمل قطفًا (عنقودًا) كبيرًا من عنب يأكل منه، وإنه لموثق (مقيد) في الحديد، وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة، ما أظنه إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا.ولما أجمع المشركون على قتل خبيب استعار موسيًا من إحدى بنات الحارث ليستحد بها (يزيل شعر العانة) فأعارته، وكان لهذه المرأة صبي صغير، غفلت عنه قليلا، فذهب الصبي إلى خبيب فوضعه على فخذه، وفي يده الموسى، فلما رأته المرأة فزعت وخافت على صبيها، فقال لها خبيب أَتَخْشِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله، فقالت المرأة: ما رأيت أسيرًا خيرًا من خبيب.

وأراد المشركون أن يدخلوا الرعب في قلب خبيب، فحملوا إليه نبأ مقتل
زيد بن الدثِنَّة، وراحوا يساومونه على إيمانه، ويعدونه بالنجاة إن هو ترك دين محمد، وعاد إلى آلهتهم، ولكن خبيبًا ظل متمسكًا بدينه إلى آخر لحظة في حياته، فلما يئسوا منه أخرجوه إلى مكان يسمى التنعيم، وأرادوا صلبه (تعليقه)، فاستأذن منهم أن يصلي ركعتين، فأذنوا له، فصلى خبيب ركعتين في خشوع، ( فكان بذلك أول من سنَّ صلاة ركعتين عند القتل )
وبعد أن فرغ من صلاته نظر إليهم قائلاً: والله لولا أَنْ تَحْسَبُوا أَنَّ بي جزعًا (خوفًا) من الموت؛ لازْددت صلاة. ثم رفع يده إلى السماء ودعا عليهم: (اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا)، ثم أنشد يقول:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًــا
عَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ في ذَاتِ الإلهِ وإنْ يَشَـــأ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْوٍ ممَـــزَّعِ
ثم قاموا إلى صلبه، وقبل أن تقترب منه سيوفهم، قام إليه أحد زعماء قريش وقال له: أتحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك، فيصيح خبيب فيهم قائلاً:
والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.
إنها الكلمات التي قالها زيد بن الدثنة بالأمس يقولها خبيب اليوم، مما جعل أبا سفيان -ولم يكن قد أسلم- يضرب كفًا بكف ويقول: والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كما يحب أصحاب محمدٍ محمدًا.
وما كاد خبيب ينتهي من كلماته هذه حتى تقدم إليه أحد المشركين، وضربه بسيفه، فسقط شهيدًا، وكانوا كلما جعلوا وجهه إلى غير القبلة يجدوه مستقبلها، فلما عجزوا تركوه وعادوا إلى مكة.
وبقى جثمان الشهيد على الخشب الذي صلب عليه حتى علم النبي ( بأمره، فأرسل الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو فأنزلاه، ثم حمله الزبير على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء، وسار به، فلما لحقهما المشركون قذفه الزبير، فابتلعته الأرض، فَسُمِّيَ بَلِيع الأرض.




م/ن



شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

بارك الله فيكِ اختي

ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتكِ المميزة

لكِ منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي





خليجية



خليجية
جزآآك الله خير على طرحك
وبآآرك الله فيك
ماننحرم من تلآلآتـ قلمكــ
ودوآآم إبدآآعكـ
دمتِ بحفظ المولى ورعآآيتــهــ

خليجية



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

قصة الصحابي الذي قتلته الجن

هذه الحكاية يقولون أنها حدثت في الزمن الغابر أيام كان للجن صولات وجولات ،،، في صحراء العرب وبلاد الشام !!!

**********************

قد تستغربون ،،، فهذا الرجل هو الصحابي الجليل (( سعد بن عبادة )) زعيم الخزرج ،،،

ودعونا نتلمس معا" بعضا" من سيرة هذا الصحابي الجليل :

أحد النقباء الأثنى عشر ،،، الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة ،،، وقد شهد مع رسول الله المشاهد كلها .

البعض يروي انه شهد بدرا" والبعض الآخر يقول انه لم يشهدها فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لئن كان سعد ما شهد بدرا ، لقد كان حريصا عليها ))

كان سعد جوادا" كريما" ،،، فما ان قدم الرسول المهاجرين الى المدينة حتى وضع أمواله في خدمتهم ،،، فيروى أنه رضي الله عنه كان له جفنة ( من الثريد واللحم ) يبعث بها كل يوم الى رسول الله وتدور معه هذه الجفنة معه في بيوت أزواجه صلى الله عليه وسلم .
وفي إحدى الغزوات التي خرج بها رسول الله بقي سعد بالمدينة يحرسها ،،، فبعث إلى رسول الله التمر والنوق ليعينه وليدعم المجاهدين معه ،،، فيقول رسول الله (( اللهم ارحم سعدا" وآل سعد )) .

ويروى أنه في يوم فتح مكة كان أميرا" على أحد الجيوش فبلغ رسول الله أنه كان يقول (( اليوم يوم الملحمة )) فيعزله رسول الله ويلحقه تحت إمرة علي بن ابي طالب رضي الله عنه .

سعد بن عبادة على الرغم من انه زعيم وسيدٌ في قومه إلا انه كان دائما" يصر على ان يكون واحدا" منهم يفرح بفرحهم ويتألم بألمهم ،،، ولنتذكر موقفه رضوان الله عليه يوم حنين ،،، .

فلما عاد المسلمون من غزوة حنين ،،، واخذ رسول الله يوزع الغنائم ولم يُعطي الأنصار ،،، تذمر بعض الأنصار وقالوا أن محمدا" قد مال لقومه بالعطايا،،، فيأتي سعد الى رسول الله ويقول له :

يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ،

قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ،

ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء

فيقول له رسول الله : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ ؟؟؟

فيجيب سعد : يا رسول الله ما أنا إلا من قومي

فيقول له رسول الله : اجمع لي قومك

فلما اجتمعوا أتاهم الرسول ،،، فحمد الله وأثنى عليه وقال :
يا معشر الأنصار ، مقالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم !
ألم آتكم ضُـلالا فهداكم الله ،،،،
وعالة فأغناكم الله ،،،
وأعداء فألف الله بين قلوبكم !!!
فقالوا : بلى ، الله ورسوله أمـن وأفضـل .
فقال رسول الله : ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ؟؟؟!!!!
فقالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله
لله ولرسوله المن والفضل ،،،
فيشعر رسول الله بحرج الأنصار من الإجابة

فيقول رسول الله : أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصَدقتم ولصُدّقتم : أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ،،،،

أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكَلْتكم إلى إسلامكم !!!!

ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم ؟؟؟؟

فوالذي نفسي بيده، لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار

ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار

اللهم ارحم الأنصار

وأبناء الأنصار

وأبناء أبناء الأنصار"،،،

عندها بكى الأنصار ،،،

فقالوا وسعد معهم : رضينا برسول الله قسما وحظا.

********************

هذا غيظ من فيض من سيرة صحابي جليل حمل وتحمل أعباء الدعوة والجهاد في سبيل الله ،،، وهذه السيرة لا تختلف كثيرا" عن سيرة بعض الصحابة في تميزها وعطائها ،،، ولكن المختلف في سيرة هذا الصحابي هي طريقة موته .

فيروى أن هذا الصحابي رضوان الله عليه ينتقل إلى الشام وينزل بأرض حوران ،،، وهناك في حوران بلد المفاجئات والجان ،،،

تقتل الجن سعد بن عبادة .

والرواية باختصار يا سادة ،،، تقول أن سعدا" رحمه الله قتلته الجن لانه بال في جحر فيه منزلٌ لها !!!!!!!!!

تبا" لها من جن ،،، ما دامت تستطيع التحليق في السماء ،،، فلما تسكن الجحور ،،،
حتى توقع برجل كسعد بن عبادة ؟؟؟

قد يكون هذا الكلام غريبا" بعض الشيء ،،، أن تأتى الجن وتقتل وتخطف بعض الناس ،،، ولكن الأكثر غرابة أن تقرض الجن الشعر ،،، وتفتخر بقتلها زعيم الأنصار ،،، أي ثار وأي عداوة تلك التي بين سعد والجن ،،، حتى تختاره من بين صحابة رسول الله وتقتله وتفتخر بقتله !!!! .

ام أنه الوحيد من سكان الصحراء القاحلة تلك ،،،

الذي بال في جحر ؟؟؟؟ !!!

فتعاقبه الجن على تلك البولة ،،،،

بعد أن قتلت الجن سعد بن عبادة سمعها البعض تصحيح :

نحن قتلنا سيد الخز رج سـعـد بـن عـبـاده
ورمـيـنـاه بـسـهـــم فـلـم نـخـطـىء فـؤاده

رحمك الله يا سعد بن عبادة ورحم الله الأنصار والمهاجرة




جزاك الله الجنان

ورحم سيد الخزرج سعد بن عباده رضي الله عنه




خليجية



يعطيكـِ العافيه على الطرح الراقي
سلمت يمينك بما قدمَت
ننتظر جديدكـ الرائع دوما
بارك الله فيكِ وجعله بميزان حسناتك
تحية طيبة معطرة بعبير الورد



التصنيفات
منوعات

قصة الصحابي ابو قدامةوالغلام

خليجية

كان بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي ، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزو إلى بلاد الروم ، فجلس يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه ، فقالوا له : يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد ؟ فقال أبو قدامة نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح ، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت : يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء ، وقد قصعته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد ، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفار وجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُرعت الأسنّة ، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله ، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل الله ولو كان عليّ جهاد لجاهدت .
وناولتني الشكال وقالت : اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي على القوس وهو قوام بالليل صوام بالنهار وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الله عز وجل وأنا أسألك بحرمة الإسلام ، لا تحرمني ما طلبت من الثواب ، فأخذت الشكال منها فإذا هو مظفور من شعرها . فقالت : ألقه في بعض رحالك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي . فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي أصحابي ، فلما صرنا عند حصن مسلمة بن عبدالملك إذا بفارس يهتف من ورائي : يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك الله ، فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا ، وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً . قلت للصبي أسفر لي عن وجهك ، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير ، وإن لم يلزمك غزو رددتك ، فأسفر عن وجهه فإذا به غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة .
قلت للصبي : ألك والد ؟ قال: لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل الله يرزقني الشهادة كما رزق أبي . قلت للصبي : ألك والدة ؟ قال : نعم . قلت : اذهب إليها فاستأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد ، لأن الجنة تحت ظلال السيوف وتحت أقدام الأمهات . قال : يا أبا قدامة أما تعرفني قلت : لا . قال : أنا ابن صاحبة الوديعة ، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال ، وأنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، سألتك بالله لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، فإني حافظ لكتاب الله عارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عارف بالفروسية والرمي وما خلفت ورائي أفرس مني فلا تحقرني لصغر سني وإن أمي قد أقسمت على أن لا أرجع ، وقالت : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين في الجنة فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه ، ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه.
فلما سمعت كلام الغلام بكيت بكاءاً شديداً أسفاً على حسنه وجمال شبابه ورحمة لقلب والدته وتعجباً من صبرها عنه . فقال : يا عم مم بكاؤك ؟ إن كنت تبكي لصغر سني فإن الله يعذب من هو أصغر مني إذا عصاه . قلت : لم أبك لصغر سنك ولكن أبكي لقلب والدتك كيف تكون بعدك .
وسرنا ونزلنا تلك الليلة فلما كان الغداة رحلنا والغلام لا يفتر من ذكر الله تعالى ، فتأملته فإذا هو أفرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزلا ، وصار كلما سرنا يقوى عزمه ويزداد نشاطه ويصفو قلبه وتظهر علامات الفرح عليه . فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاما لإفطارنا وكنا صياما ، فغلبه النعاس فنام نومة طويلة فبينما هو نائم إذ تبسم في نومه فقلت لأصحابي ألا ترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه ، فلما استيقظ قلت : بني رأيتك الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامك ، قال : رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني . قلت: ما هي. قال: رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة فبينما أنا أجول فيها إذ رأيت قصراً من فضة شُرفه من الدر والجواهر ، وأبوابه من الذهب وستوره مرخية ، وإذا جواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمار فلما رأينني قلن لي : مرحبا بك فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن فقالت : لا تعجل ما آن لك ، ثم سمعت بعضهن يقول لبعض هذا زوج المرضية ، وقلن لي تقدم يرحمك الله فتقدمت أمامي فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر قوامه من الفضة البيضاء عليه جارية وجهها كأنه الشمس لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية . فلما رأتني الجارية قالت : مرحبا وأهلا وسهلا يا ولي الله وحبيبه أنت لي وأنا لك فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت : مهلا ، لا تعجل ، فإنك بعيد من الخنا ، وإن الميعاد بيني وبينك غداً بعد صلاة الظهر فأبشر .
قال أبو قدامة : قلت له : رأيت خيراً ، وخيراً يكون . ثم بتنا متعجبين من منام الغلام ، فلما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي : يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري ، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا . فما كان إلا ساعة ، وإذا جيش الكفر خذله الله قد أقبل كالجراد المنتشر ، فكان أول من حمل منّا فيهم الغلام فبدد شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم ، فقتل منهم رجالاً وجندل أبطالاً فلما رأيته كذلك لحقته فأخذت بعنان فرسه وقلت: يا بني ارجع فأنت صبي ولا تعرف خدع الحرب . فقال : يا عم ألم تسمع قول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار) ، أتريد أن أدخل النار ؟ فبينما هو يكلمني إذ حمل علينا المشركون حملة رجل واحد، حالوا بيني وبين الغلام ومنعوني منه واشتغل كل واحد منا بنفسه.
وقُتل خلق كثير من المسلمين ، فلما افترق الجمعان إذ القتلى لا يحُصون عددا فجعلت أجول بفرسي بين القتلى ودماؤهم تسيل على الأرض ووجوههم لا تعرف من كثرة الغبار والدماء ، فبينما أنا أجول بين القتلى وإذا أنا بالغلام بين سنابك الخيل قد علاه التراب وهو يتقلب في دمه ويقول : يا معشر المسلمين ، بالله ابعثوا لي عمي أبا قدامة فأقبلت عليه عندما سمعت صياحه فلم أعرف وجهه لكثرة الدماء والغبار ودوس الدواب فقلت : أنا أبو قدامة . قال : يا عم صدقت الرؤيا ورب الكعبة أنا ابن صاحبة الشكال ، فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه ومسحت التراب والدم عن محاسنه وقلت : يا بني لا تنس عمك أبا قدامة في شفاعتك يوم القيامة . فقال : مثلك لا يُنسى لا تمسح وجهي بثوبك ثوبي أحق به من ثوبك ، دعه يا عم ألقى الله تعالى به ، يا عم هذه الحوراء التي وصفتها لك قائمة على رأسي تنتظر خروج روحي وتقول لي عجّل فأنا مشتاقة إليك ، بالله يا عم إن ردّك الله سالماً فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلاء الحزينة وتسلمها إليها لتعلم أني لم أضيع وصيتها ولم أجبن عند لقاء المشركين ، واقرأ مني السلام عليها ، وقل لها أن الله قد قبل الهدية التي أهديتها ، ولي يا عم أخت صغيرة لها من العمر عشر سنين كنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي ، وإذا خرجتُ تكون آخر من يودعني عند مخرجي ، وقد قالت لي بالله يا أخي لا تبط عنّا فإذا لقيتَها فاقرأ عليها مني السلام وقل لها يقول لك أخوك : الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة ، ثم تبسم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، ثم خرجت روحه فكفناه في ثيابه ووريناه رضي الله عنه وعنا به .
فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة لم تكن لي همة إلا دار أم الغلام ، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله وهي قائمة بالباب وتقول لكل من مر بها : يا عم من أين جئت فيقول من الغزو ، فتقول : أما رجع معكم أخي فيقولون لا نعرفه ، فلما سمعتها تقدمت إليها فقالت لي : يا عم من أين جئت ، قلت : من الغزو قالت : أما رجع معكم أخي ثم بكت وقالت ما أبالي ، يرجعون وأخي لم يرجع فغلبتني العبرة ، ثم قلت لها : يا جارية قولي لصاحبة البيت أن أبا قدامة على الباب ، فسمعت المرأة كلامي فخرجت وتغير لونها فسلمت عليها فردت السلام وقالت : أمبشراً جئت أم معزياً . قلت : بيّني لي البشارة من التعزية رحمك الله . قالت : إن كان ولدي رجع سالماً فأنت معز ، وإن كان قُتل في سبيل الله فأنت مبشر . فقلت : أبشري . فقد قُبلت هديتك فبكت وقالت : الحمد لله الذي جعله ذخيرة يوم القيامة ، قلت فما فعلت الجارية أخت الغلام . قالت : هي التي تكلمك الساعة فتقدمت إلي فقلت لها إن أخاك يسلم عليك ويقول لك : الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة ، فصرخت ووقعت على وجهها مغشياً عليها ، فحركتها بعد ساعة ، فإذا هي ميتة فتعجبت من ذلك ثم سلمت ثياب الغلام التي كانت معي لأمه وودعتها وانصرفت حزيناً على الغلام والجارية ومتعجباً من صبر أمهما ..

خليجية




خليجية



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

مواقف مشرقة في حياة الصحابي عبدالله بن مسعود

عبد الله بن مسعود
أول من جهر بالقران بعد رسول الله صلي الله عليه و سلم .
( من سره أن يقرأ القران كما نزل ، فليقرأه علي قراءة ابن أم عبد)
محمد رسول الله .
كان يومئذ غلامنا يافعا لم يتجاوز الحلم ، و كان يسرح في شعاب مكة بعيدا عن الناس و معه غنم يرعاها بسيد من سادات قريش هو عقبة بن أبي معيط.
كان الناس ينادونه : ( ابن أم عبد ) أما اسمه فهو عبد الله و أما اسم أبوه فمسعود .
* * *

كان الغلام يسمع بأخبار النبي صلي الله عليه و سلم الذي ظهر في قومه فلا يأبه لها لصغر سنه من جهة و لبعده عن المجتمع المكي من جهة أخري فقد دأب على أن يخرج بغنم عقبة منذ البكور ثم لا يرجع بها الا اذا أقبل الليل .

* * *
و في ذات يوم أبصر الغلام المكي عبد الله بن مسعود كهلين عليهما الوقار يتجهان نحوه من بعيد و قد اخذ الجهد منهما كل مأخذ و اشتد عليهما الظمأ حتي جفت منهما الشفاه و الحلوق .
فلما وقفا عليه سلما و قالا :
يا غلام ، احلب لنا من هذه الشياه ما نطفئ به ظمأنا و نبل عروقنا .
فقال : لا افعل فالغنم ليست لي و أنا عليها مؤتمن ……..
فلم ينكر الرجلان قوله ، و بدا علي وجهيهما الرضا عنه .
ثم قال له احدهما :
دلني علي شاة لم ينز عليهما فحل فأشار الغلام الي شاة صغيرة قريبة منه فتقدم منها الرجل و اعتقلها و جعل يمسح ضرعها بيده و هو يذكر عليها اسم الله فنظر اليه الغلام في دهشة و قال في نفسه :
و متي كانت الشياه الصغيرة التي لم تنز عليها الفحول تدر لبنا ؟!.
لكن ضرع الشاة ما لبث أن انتفخ و طفق اللبن ينبثق منه ثرا غزيرا .
فاخذ الرجل الأخر حجرا مجوفا من الأرض و ملأه باللبن و شرب منه هو و صاحبه ثم سقياني معهما ، و أنا لا أكاد اصدق ما أرى ………
فلما ارتوينا ، قال الرجل المبارك لضرع الشاة :
انقبض ………فما زال ينقبض حتي عاد الي ما كان عليه .
عند ذلك قلت للرجل المبارك :
علمني من هذا القول الذي قلته .
فقال لي :انك غلام معلم .

* * *
كانت هذه هي بداية قصة عبد الله بن مسعود مع الاسلام …..
اذ لم يكن الرجل المبارك الا رسول الله صلي الله عليه و سلم و لم يكن صاحبه الا الصديق رضي الله عنه .
فقد نفرا في ذلك اليوم الي شعاب مكة لفرط ما أرهقتهما قريش و لشدة ما أنزلت بهما من بلاء .

* * *
و كما أحب الغلام الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم و صاحبه ، و تعلق بمهما ، فقد أعجب الرسول صلي الله عليه و سلم و صاحبه بالغلام و اكبرا أمانته و حزمه و توسما فيه الخير .

* * *

لم يمض غير القليل حتي اسلم عبد الله و عرض نفسه علي رسول الله صلي الله عليه و سلم ليخدمه فوضعه الرسول صلي الله عليه و سلم في خدمته.
و منذ ذلك اليوم انتقل الغلام المحظوظ عبد الله بن مسعود من رعاية الغنم الي خدمة سيد الخلق و الأمم .

* * *

لزم عبد الله رسول الله صلي الله عليه و سلم ملازمة الظل لصاحبه فكان يرافقه في حله و ترحاله و يصاحبه داخل بيته و خارجه …….
اذ كان يوقظه اذا نام و يستره اذا اغتسل و يلبسه نعليه اذا أراد الخروج ، و يخلعهما من قدميه اذا أراد الدخول و يحمل ليه عصاه و سواكه و يلج الحجرة بين يديه اذا أوي الي حجرته …….
بل ان الرسول صلي الله عليه و سلم أذن له بالدخول عليه متي شاء .
و الوقوف علي سره من غير تحرج و لا تأثم ، حتي دعي ( بصاحب سر ) رسول الله صلي الله عليه و سلم .
* * *

ربى عبد الله بن مسعود فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهتدى بهديه وتخلق بشمائله وتابعه فى كل خصلة حتى قيل عنه :
انه أقرب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا .
* * *

وتعلم ابن مسعود فى مدرسة الرسول صلوات الله عليه فكان من أقرا الصحابة للقرءان وأفقههم لمعانيه وأعلمهم بشرع الله .
ولا أدل على ذلك من حكاية ذلك الرجل الذى أقبل على عمر بن الخطاب وهو واقف (بعرفة) فقال له :
جئت – يا أمير المؤمنين- من ( الكوفة) وتركت بها رجلا يملى المصاحف عن ظهر قلب فغضب عمر غضبا فلما غضب مثله وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتى الرحل وقال :
من هو ويحك ؟!….
قال : عبد الله بن مسعود .
فما زال ينطفىء ويسرى عنه حتى عاد الى حاله ثم قال :
ويحك والله ما أعلم أنه بقى أحد من الناس أحق بهذا الأمر منه وسأحدثك عن ذلك .
واستأنف عمر كلامه فقال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر ذات ليلة عند أبى بكر ويتفاوضان فى أمر المسلمين وكنت معهما ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه فاذا رجل قائم يصلى بالمسجد لم نتبينه …. فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع اليه ثم التفت الينا وقال :
(من سره أن يقرأ القرءان رطبا كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ) …. ثم جلس عبد الله بن مسعود يدعو فجعل الرسول عليه الصلاة والسلام يقول له :
(سل تعطه……سل تعطه)
ثم أتبع عمر يقول :
فقلت فى نفسى : والله لأغدون على عبد الله بن مسعود ولأبشرنه بتأمين الرسول صلى الله عليه وسلم على دعائه فغدوت عليه فبشرته فوجدت أبا بكر قد سبقنى اليه فبشره ….
ولا والله ما سابقت أبا بكر الى خير قط الا سبقنى اليه.
* * *

ولقد بلغ من علم عبد الله بن مسعود بكتاب الله أنه كان يقول :
والله الذى لا اله غيره ما نزلت أية من كتاب الله وأنا أعلم أين نزلت وأعلم فيما نزلت ولو أعلم أن أحدا أعلم منى بكتاب الله تناله المطى لأتيته .
* * *

لم يكن عبد الله بن مسعود مبالغا فيما قاله عن نفسه فهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يلقى ركبا فى سفر من أسفاره والليل مخيم يحجب الركب بظلامه .
وكان فى الركب عبد الله بن مسعود فأمر عمر رجلا أن يناديهم :
من أين القوم ؟….فأجابه عبد الله : من الفج العميق .
فقال عمر : أين تريدون ؟.
فقال عبد الله : البيت العتيق .
فقال عمر : ان فيهم عالما ….أمر رجلا فناداهم :
أى القرءان أعظم ؟.
فأجابه عبد الله :
(الله لا اله الا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) .
قال : نادهم أى القرءان أحكم ؟.
فقال عبد الله :
(ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى) .
فقال عمر : نادهم أى القرءان أجمع ؟.
فقال عبد الله :
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) .
فقال عمر : نادهم أى القرءان أخوف ؟.
فقال عبد الله :
(ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) .
فقال عمر : نادهم أى القرءان أرجى ؟.
فقال عبد الله :
(قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو التواب الرحيم).
فقال عمر : نادهم أفيكم عبد الله بن مسعود ؟!.
قالوا : اللهم نعم .
* * *

ولم يكن عبد الله بن مسعود قارئا عالما عابدا زاهدا فحسب وانما كان مع ذلك قويا حازما مجاهدا مقداما اذا جد الجد .
فحسبه أنه أول مسلم على ظهر الأرض جهر بالقرءان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فقد اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة وكانوا قلة مستضعفين فقالوا :
والله ما سمعت قريش هذا القرءان يجهر لها به قط فمن رجل يسمعهم اياه؟!.
فقال عبد الله بن مسعود : أنا أسمعهم اياه .
فقالوا : انا نخشاهم عليك انما نريد رجلا له عشيرة تحميه وتمنعه منهم اذا أرادوه بطش .
فقال : دعونى فان الله سيمنعنى ويحمينى ….
ثم عدا الى المسجد حتى أتى مقام ابراهيم فى الضحى وقريش جلوس حول الكعبة فوقف عند المقام وقرأ :
(بسم الله الرحمن الرحيم – رافعا صوته – الرحمن علم القرءان خلق الانسان علمه البيان(….
ومضى يقرؤها فتأملته قريش وقالت : ماذا قال ابن أم عبد ؟!….
تبا له …. انه يتلو بعض ما جاء به محمد ….
وقاموا اليه وجعلوا يضربون وجهه وهو يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ ثم انصرف الى أصحابه والدم يسيل منه فقالوا له :
هذا الذى خشينا عليك .
فقال : والله ما كان أعداء الله أهون فى عينى منهم الان وان شءتم لأغادينهم بمثله غدا قالوا :
لا حسبك لقد أسمعتهم ما يكرهون .
* * *

عاش عبد الله بن مسعود الى زمن خلافة عثمان رضى الله عنه فلما مرض مرض الموت جاءه عثمان عائدا فقال له :
ما تشتكى ؟.
قال : ذنوبى .
قال : ما تشتهى ؟.
قال : رحمة ربى .
قال : ألا أمر لك بعطائك الذى امتنعت عن أخذه منذ سنين ؟!.
قال : لا حاجه لى به .
قال : يكون لبناتك من بعدك .
قال: أتخشى على بناتى الفقر ؟.
انى أمرتهن أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة ….
وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
)من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا(.
* * *

ولما أقبل الليل لحق عبد الله بن مسعود بالرفيق الأعلى ولسانه رطب بذكر الله ندى بأياته البينات .
فصلى عليه جموع من المسلمين فيهم الزبير بن العوام ….
ثم دفن فى البقيع يرحمه الله .
رحم الله عبد الله بن مسعود و جزاه عن الاسلام و المسلمين خير الجزاء.




م/ن



خليجية




خليجية
جزآآك الله خير على طرحك
وبآآرك الله فيك
ماننحرم من تلآلآتـ قلمكــ
ودوآآم إبدآآعكـ
دمتِ بحفظ المولى ورعآآيتــهــ

خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

الصحابي الجليل عياض بن غنم القرشي .زاد الركاب

خليجية

فاتح العراق عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة القرشي الفهري.ويقال الأشعري وهو ابن عم أبي عبيدة بن الجراح…

وكان من أشراف قريش وهو معروف بالفتوح بالشام

عمره عندما أسلم:

أسلم عياض رضي الله عنه قبل صلح الحديبية- والذي كان سنة 6 من الهجرة – وشهدها…

ومات – رضي الله عنه – سنة 60 وهو ابن ستين سنة، فيكون عمره عندما أسلم على فرض أنه أسلم سنة 5 من الهجرة ؛ يكون عمره عندها خمس وأربعون سنة.

أهم ملامح شخصيته:

الزهد والورع معًا:

لما ولي عياض بن غنم قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه فلقيهم بالبشر فأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أياما ثم سألوه في الصلة وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه رجاء معروفه فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها واستخطوا ونالوا منه فقال أي بني عم والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بعد شقتكم ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني قالوا الله ما عذرك الله إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله فقال فتأمروني إن أسرق مال الله فوالله لأن أشق بالمنشار أو وأبرى كما يبرى السفن أحب إلي من أن أخون فلسا أو أتعدى وأحمل على مسلم ظلما أو على معاهد قالوا قد عذرناك في ذات يدك ومقدرتك فولنا أعمالا من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك ونصيب ما يصيبون من المنفعة فأنت تعرف حالنا وأنا ليس نعدو ما جعلت لنا قال والله إني لأعرفكم بالفضل والخير ولكن يبلغ عمر بن الخطاب أني قد وليت نفرا من قومي فيلومني في ذلك ولست أحمل أن يلومني في قليل ولا كثير قالوا قد ولاك أبو عبيدة بن الجراح وأنت منه في القرابة بحيث أنت فأنفذ ذلك عمر ولو وليتنا فبلغ عمر فأنفذه فقال عياض إني لست عند عمر بن الخطاب كأبي عبيدة بن الجراح وإنما أنفذ عمر عهدي على عمل لقول أبي عبيدة في وقد كنت مستورا عند أبي عبيدة فقال في واعلم مني ما أعلم من نفسي ما ذكر ذلك عني فانصرف القوم لائمين لعياض بن غنم.

وكان عياض بن غنم رجلا سمحا وكان يعطي ما يملك لا يعدوه إلى غيره لربما جاءه غلامه فيقول ليس عندنا ما تتغدون به فيقول خذهذا الثوب فبعه الساعة فاشتر به دقيقا فيقول له سبحان الله أفلا تقترض خمسة دراهم من هذا المال الذي في ناحية بيتك إلى غد ولا تبيع ثوبك فيقول والله لأن أدخل يدي في جحر أفعى فتنال مني ما نالت أحب إلي من أن أطمع نفسي في هذا الذي تقول فلا يزال يدفع الشئ بالشئ حتى يأتي وقت رزقه فيأخذه فيوسع فيه فمن أدركه حين يأخذ رزقه غنم ومن تركه أياما لم يجد عنده درهما واحدا…

ومات عياض يوم مات وما له مال ولا عليه دين لأحد…

الجانب القيادي:

حيث أنه قاد عدة فتوحات وتولى عدة ولايات

قال ابن سعد فقال: شهد الحديبية وما بعدها وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك.

وفي تاج العروس: رُوِىَ في بعض الآثار: أَنّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: " رُفِعَتْ لَيْلَةَ أَسْرِيَ بي مدينةٌ فأَعْجَبَتْنِي فقلتُ لجِبْرِيلَ: ما هذهِ المَدِينَةُ؟ فقال: نَصِيبِين. فقلتُ: اللّهم عَجِّلْ فَتْحَها واجْعَلْ فيها بَركةً للمسلمينَ "…….. فتحها عياضُ بْنُ غنم الأَشعري.

ومن البلاد التي فتحها أيضًا الرهاء بضم أوله ممدود مدينة من أرض الجزيرة ودخل أهل سائر الجزيرة فيما دخل فيه أهل الرهاء من الصلح

لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى إلى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص….

وجاء في معجم البلدان: اجتمع الروم فحاصروا أبا عبيدة بن الجراح والمسلمين بحمص فكتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بإمداد أبي عبيدة بالمسلمين من أهل العراق فأرسل إليه الجيوش مع القواد وكان فيهم عياض بن غنم وبلغ الروم الذين بحمص مسير أهل العراق إليهم فخرجوا عن حمص ورجعوا إلى بلادهم فكتب سعد إلى عياض بغزو الجزيرة فغزاها سنة 71 وافتتحها فكانت الجزيرة أسهل البلاد افتتاحا لأن أهلها رأوا أنهم بين العراق والشام وكلاهما بيد المسلمين فأذعنوا بالطاعة فصالحهم على الجزية والخراج فكانت تلك السهول ممتحنة عليهم وعلى من أقام بها من المسلمين.

شدة الكرم والسخاء والجود:

فقيل عنه: كان صالحا فاضلا جواد. وكان يسمى (زاد الركاب) يطعم الناس زاده فإذا نفد الزاد نحر لهم بعيره.

بعض المواقف من حياته مع الصحابة:

عن شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال جلد عياض بن غنم صاحب داريا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت أولم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى.

بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:

عن عياض بن غنم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال ". فقيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال قال: " عصارة أهل النار ".

وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تأكلوا الحمر الإنسية

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من أراد ان ينصح السلطان فلا يبدأه علانية ولكن يأخذ بثوبه وليخل به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الحق الذي عليه

وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله: ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كل سوف تعلمون يقول: " لو دخلتم القبور " ثم كلا سوف تعلمون " وقد خرجتم من قبوركم " كلا لو تعلمون علم اليقين في يوم محشركم إلى ربكم لترون الجحيم أي في الآخرة حق اليقين كرأي العين ثم لترونها عين اليقين يوم القيامة ثم لتسألن يومئذ عن النعيم بين يدي ربكم عن بارد الشراب وظلال المساكن وشبع البطون واعتدال الخلق ولذاذة النوم حتى خطبة أحدكم المرأة مع خطاب سواه فزوجها ومنعها غيره "

بعض كلماته:

قال عياض بن غنم:

من مـبـلـغ الأقـــوام أن جـمـوعـــنا =حوت الجزيرة غير ذات رجام

جمعوا الجزيرة والغياب فــنفســــوا =عمن بحمــص غيابة القدام

إن الأعـــــزة والأكارم مـــعشــر= فضوا الجزيرة عن فراج الهـام

غلبوا الملوك على الجزيرة فانتـهوا= عن غزو من يأوي بلاد الشــام

الوفاة:

توفي بالشام سنة 20هـ، وهو ابن 60 سنة.

خليجية




خليجية



خليجية



جزاك الله خيرا



التصنيفات
منوعات

نبذة عن الصحابي الجليل~علي بن أبي طالب~رضي الله عنه

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

إنه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ابن عم رسول الله ، أبوه هو أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب، وأمه السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم -رضي الله عنها-.
ولد علي -رضي الله عنه- قبل بعثة النبي بعشر سنين، وكان أصغر إخوته، وتربى في بيت النبي ، ولما نزل الوحي على رسول الله دعا عليّا إلى الإيمان بالله وحده، فأسرع -رضي الله عنه- بقبول الدعوة، ودخل في دين الله، فكان أول من أسلم من الصبيان.
ولما رآه أبو طالب يصلي مع رسول الله قال له: أي بني، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال علي: يا أبي، آمنت برسول الله، وصدقت بما جاء به، وصليت معه لله واتبعته، فقال أبو طالب: أما إنه لم يَدْعُك إلا لخير، فالزمه.
وكان رسول الله يحب عليّا، ويثني عليه، فكان يقول له: "أنت مني وأنا منك" [البخاري]. وكان يقول له: "لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق" [مسلم].
وعندما أراد الرسول الهجرة إلى المدينة، أمر علي بن أبي طالب أن ينام في فراشه، وفي ليلة الهجرة في جنح الظلام، تسل مجموعة من كفار مكة، وفي يد كل واحد منهم سيف صارم حاد، وقفوا أمام باب بيت النبي ينتظرون خروجه لصلاة الفجر، ليضربوه ضربة رجل واحد، فأخبر الله نبيه بتلك المؤامرة، وأمره بالخروج من بينهم، فخرج النبي وقد أعمى الله أبصار المشركين، فألقى النبي التراب على رؤوسهم وهو يقرأ قول الله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون). [يس: 9].
ولما طلعت الشمس؛ استيقظ المشركون، وهجموا على البيت، ورفعوا سيوفهم، ليضربوا النائم، فإذا بهم لا يجدونه رسول الله، وإنما هو ابن عمه علي بن أبي طالب، الذي هب واقفًا في جرأة ساخرًا من المشركين، ومحقرًا لشأنهم.
وظل عليٌّ في مكة ثلاثة أيام بعد هجرة رسول الله إلى المدينة لكي يرد الودائع، كما أمره رسول الله ، ولما هاجر وجد النبي قد آخى بين المهاجرين والأنصار، فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فقال له رسول الله : "أنت أخي في الدنيا والآخرة" [ابن عبد البر].
وقد بشره رسول الله بالجنة، فكان أحد العشرة المبشرين بها، وقد زوجه رسول الله من ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، وقدم عليٌّ لها مهرًا لسيدة نساء العالمين وريحانة الرسول .
وعاش علي -رضي الله عنه- مع زوجته فاطمة في أمان وفاق ومحبة، ورزقه الله منها الحسن والحسين.
وذات يوم ذهب رسول الله إلى دار علم فلم يجده، فسأل عنه زوجته فاطمة الزهراء: "أين ابن عمك"؟ فقالت: في المسجد، فذهب إليه الرسول هناك، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وأصابه التراب فجعل الرسول ( يمسح التراب عن ظهره، ويقول له: "اجلس يا أبا تراب..اجلس يا أبا تراب"[البخاري].
وشهد علي مع النبي جميع الغزوات، وعرف بشجاعته وبطولته، وفي يوم خيبر قال النبي : "لأعطين الراية غدًا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال: يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه" [البخاري].
فبات الصحابة كل منهم يتمنى أن يكون هو صاحب الراية، فلما أصبح الصباح، سأل النبي عن عليّ، فقيل له: إنه يشتكي عينيه يا رسول الله، قال: "فأرسلوا إليه، فأتوني به".
فلما جاء له، بصق في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلتم حتى يكونوا مثلنا: "أنفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم" [البخاري]. فتح الله على يديه.
ولما نزل قول الله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا [الأحزاب: 32]، دعا الرسول فاطمة وعليًا والحسن والحسين-رضي الله عنهم-في بيت السيدة أم سلمة، وقال: "اللهمَّ إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا" [ابن عبد البر].
وعرف علي -رضي الله عنه- بالعلم الواسع، فكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- إذا سئلت عن شيء قالت: اسألوا عليًّا وكان عمر كذلك.
وكان عليٌّ يقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل.
وكان أبو بكر وعمر في خلافتيهما بعد وفاة رسول الله يعرفان لعلي الفضل، وقد اختاره عمر ليكون من الستة أصحاب الشورى الذين يختار منهم الخليفة، ولما استشهد عثمان -رضي الله عنه- اختير عليّ ليكون الخليفة من بعده.
ولما تولي عليّ الخلافة نقل مقرها من المدينة إلى العراق، وكان -رضي الله عنه-يحرص على شئون أمته فيسير بنفسه في الأسواق ومعه درعه (عصاه) ويأمر الناس بتقوى الله، وصدق الحديث، وحسن البيع، والوفاء بالكيل والميزان.
وكان يوزع كل ما يدخل بيت المال من الأموال بين المسلمين، وقبل وفاته أمر بتوزيع كل المال، وبعد توزيعه أمر بكنس بيت المال، ثم قام فصلى فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة.
وكان -رضي الله عنه- كثير العبادة، يقوم من الليل فيصلي ويطيل صلاته، ويقول مالي وللدنيا، يا دنيا غرِّي غيري.
وقد جاءت إليه امرأتان تسألانه، إحداهما عربية والأخرى مولاة، فأمر لك واحدة منهما بكسر من طعام وأربعين درهمًا، فأخذت المولاة الذي أعطيت وذهبت، وقالت العربية: يا أمير المؤمنين، تعطيني مثل الذي أعطيت هذه وأنا عربية وهي مولاة؟ فقال لها علي -رضي الله عنه- : إني نظرت في كتاب الله -عز وجل- فلم أر فيه فضلاً لولد إسماعيل على ولد إسحاق -عليهما الصلاة والسلام-.
وفي آخر خلافة علي -رضي الله عنه- كانت الفتنة قد كبرت، وسادت الفوضى أرجاء واسعة من الدولة الإسلامية، فخرج ثلاثة من شباب الخوارج، وتواعدوا على قتل من ظنوا أنهم السبب المباشر في تلك الفتن وهم علي، ومعاوية،
وعمرو بن العاص، فأما معاوية وعمرو فقد نجيا، وأما عليٌّ فقد انتظره الفاسق عبد الرحمن بن ملجم، وهو خارج إلى صلاة الفجر، فتمكن منه، وأصابه في رأسه إصابة بالغة أشرف منها على الموت، وكان ذلك في سنة (40 ه)، وعمره آنذاك (65) سنة.
ودفن بالكوفة بعد أن ظل خليفة للمسلين خمس سنين إلا أربعة أشهر، وروى عن رسول الله أكثر من أربعمائة حديث، فرضي الله عنه وأرضاه.




منقول



بارك الله فيك



مشكورة عالمرور حبيبتي و يبار فيكِ



خليجية