ان لم تجد عدلا في محكمة الدنيا فأرفع ملفك لمحكمة الآخرة
فإن الشهود ملائكة والقاضي أحكم الحاكمين
ان لم تجد عدلا في محكمة الدنيا فأرفع ملفك لمحكمة الآخرة
فإن الشهود ملائكة والقاضي أحكم الحاكمين
كيف يحسّن الصيام من صحة الجسم؟
قبل التحدث عن الأسباب التي تجعل بعض الصائمين يُحرم من فوائد الصوم الصحية دعونا نشرح لكم كيف يحسن الصيام من صحة الجسم؟
خلال شهر رمضان المبارك يلتزم الصائم برنامج غذائي وحياتي جديد وفريد من نوعه مقارنة بما اعتاد عليه في الأشهر الباقية من السنة ويتمثل هذا البرنامج في الامتناع عن الطعام والشراب حوالي اثني عشر ساعة ثم تناول الغذاء بعدها بشكل معتدل وبدون إسراف على ألا يقضي الصائم نهاره في النوم والراحة بل يستمر في ممارسة عمله اليومي الذي اعتاد عليه. أما الأمر الآخر الذي يستجد في حياة الإنسان المسلم خلال شهر رمضان الكريم فهو زيادة بهجته وسعادته وصفاء نفسه، فرغم أنه لم يستجد شيء في قوانين الكون أثناء شهر رمضان إلا أننا عندما نقارن حال الناس قبل رمضان وحالهم أثناء رمضان نجد وكأن طائفاً إلهياً مّر على كل بيت وشارع ليمنحه السعادة والبهجة و السكينة والطمأنينة. و الآن دعونا نحلل بشكل علمي وطبي كيف يحسن صيام شهر رمضان المبارك من صحة الجسم؟
الصيام مع الحركة:
إذا تركنا جسم الإنسان يتحرك وهو صائم هذا يعني أننا نجعله يستمد طاقته من الغذاء المخزون فيه، ولأن آخر وجبة تناولها الصائم هي وجبه السحور التي تعتبر مصدراً للطاقة في ساعات النهار الأولى فهذا يعنى أن جسم الإنسان سوف يكون مضطراً لتكسير وحرق المواد الغذائية السكرية المخزونة في الكبد ثم إذا ما انتهت تلك ا لمواد السكرية فإنه يبدأ بحرق المواد الدهنية ثم البروتينية، ويعتبر حرقه لتلك المواد بمثابة تخليص الجسم من تراكمات غذائية قديمة، ولعل من أهمها المواد الدهنية التي يذيبها الصوم كما يذيب الماء الثلج، ومن بين هذه الدهون التي تُذاب الدهون المتراكمة في جدران الأوعية الدموية فيؤدي ذلك إلى زيادة تدفق الدم للخلاي وبالتالي زيادة حيوية ونشاط الخلايا، وبالتالي زيادة وظيفة وحيوية أجهزة الجسم المختلفة، أما تأثير الصيام على حرق المواد البروتينية المتراكمة فمثله كمثل الجراح الدقيق الماهر الذي يستأصل الخلايا المريضة والميتة من الجسم وبعد ذلك يستبدلها بخلايا جديدة وصحيحة، وسبحان القائل في كتابه العزيز: {..وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.[البقرة: 184]
شهر رمضان والصحة النفسية:
من الأمور التي تستجد في حياة المسلم أثناء شهر رمضان الكريم والتي سبق وأن ذكرناها هي تحسن صحته النفسية مثل: سكون العواطف والتخلص من الهم والحزن والكآبة والشعور بالفرح والأمل، وسكون القلب وسمو الروح، كل تلك الأمور تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على صحة أعضاء الجسم؛ فكما هو معروف أن هناك أمراضاً عديدة يُصاب بها الإنسان بسبب تدهور صحته النفسية، وهذه الأمراض تسمى "الأمراض الجسميّة النفسيّة" مثل: الشقيقة و أمراض الحساسية والقولون العصبي و القرحة وغيرها من الأمراض.
أسباب عدم استفادة بعض الصائمين من فوائد رمضان الصحية
مما سبق يتجلى بوضوح الأسباب والحالات التي يخسر فيها يعض الصائمين فوائد رمضان الصحية ومن هذه الأسباب:
1 زيادة النوم والراحة أثناء نهار رمضان، بل إن كثيراً من الموظفين والعاملين يعمل المستحيل لكي تكون إجازته السنوية في شهر رمضان، ومعروف أن الجسم عندما يكون نائماً أو ساكناً فإن حاجته للطاقة تقل وبالتالي ليس بحاجة إلى حرق المواد الغذائية المتراكمة.
2 الإسراف في الأكل أثناء ليل رمضان وبشكل مبالغ فيه حتى إن بعض الأسر ترتفع ميزانية مصروفاتها في شهر رمضان الكريم إلى أضعاف مضاعفة.
3 عدم الاستفادة من فوائد شهر رمضان النفسية بسبب ابتعاد بعض الصائمين عن الأمور التي تزيد في سمو الروح ونقاء النفس وتهذيب الأخلاق وإدخال البهجة والسعادة على أنفسهم، وأقصد بهذه الأمور المكوث في المساجد والمحافظة على صلاة القيام، وحضور المحاضرات، وإيتاء الصدقات والسعي في حاجة الفقراء والمساكين، فلأسف الشديد قد يقضى هؤلاء جل ليلهم في المقاهي أو أمام القنوات الفضائية أو في الطرقات أو اللعب أو اللهو، فنسأل الله – سبحانه وتعالى – لهم الهداية والتوفيق وألا يكونوا ممن قال فيهم المصطفى – صلى الله عليه وسلم -:(رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش).
[COLOR="Red"]موضوع بعنوان : الصوم…عملية بدون جراحة
بقلم المهندس
عبد الدائم الكحيل [/COLOR]مقدمة
عُرف الصيام قديماً منذ آلاف السنين عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض. ونحن اليوم نستطيع أن نشاهد ما كتبه حكماء الإغريق منذ آلاف السنين حول فوائد الصيام من خلال المخطوطات القديمة الموجودة في متاحف العالم. ونجد الأطباء منذ القديم يوصون بالصوم مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو وجالينوس والذين يؤكدون أن الصوم هو الطريق الطبيعي للشفاء من الأمراض! (1).وهنا تتجلى معجزة قرآننا العظيم عندما يخبرنا عن وجود هذه الظاهرة عند الأمم قبل الإسلام، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]. والله تعالى لا يكتب شيئاً على عباده إلا إذا كان فيه مصلحة ومنفعة لهم.
وسوف نرى الآن ما يقوله الطب الحديث عن فوائد ومنافع الصيام لندرك أن القرآن عندما جعل الصيام فرضاً واجباً على المسلم إنما سبق أطباء العصر الحديث في دعوتهم اليوم إلى هذا الصيام بعدما رأوا النتائج المبهرة التي يقدمها هذا السلاح العجيب للإنسا في مواجهة مختلف الأمراض. حتى إننا نجد اليوم على شبكة الإنترنت مواقع ومجلات بأكملها خاصة بالصوم، مثلاً موقع الصوم:دليل سلطان للمواقع الإسلامية العربية Sultan Guide to Arabic Islamic Sites
إن الدواء لكثير من الأمراض موجود في داخل كل منا، فجميع الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، فالسموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب. يقول أحد الأطباء: يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلو غرام من المعادن والمواد السامة!! (2) وكل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت.
فتأمل معي كم يستهلك الإنسان من معادن لا يستطيع الجسم أن يمتصها أو يستفيد منها، بل هي عبء ثقيل تجعل الإنسان يحسّ بالوهن والضعف وحتى الاضطراب في التفكير، بمعنى آخر هذه السموم تنعكس سلباً على جسده ونفسه، وقد تكون هي السبب الخفي الذي لا يراه الطبيب لكثير من الأمراض المزمنة، ولكن ما هو الحل؟
إن الحل الأمثل لاستئصال هذه المواد المتراكمة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظماً. ونحن عندما نصوم لله شهراً في كل عام إنما نتبع نظاماً ميكانيكياً جيداً لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا.
سوف نعدد بعضاً من فوائد الصيام والتي ظهرت حديثاً وقد يجهلها الكثير من الأخوة القراء:
الصوم أقوى سلاح للاضطربت النفسية!
من أغرب الأشياء التي لفت انتباهي في الصوم قدرته على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!! حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلابا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم.
حتى إن الدكتور يوري نيكولايف Dr. Yuri Nikolayev مدير وحدة الصوم في معهد موسكوالنفسي قد عالج أكثر من سبعة آلاف مريض نفسي باستخدام الصوم، حيث استجاب هؤلاء المرضى لدواء الصوم فيما فشلت وسائل العلاج الأخرى، وكانت معظم النتائج مبهرة وناجحة! واعتبر أن الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض الفصام والاكتئاب والقلق والاحباط (3).
حتى إن إحدى المجلات الطبية اليابانية (4) أكدت في دراسة لها أن الصيام يحسِّن قدرتنا على تحمل الإجهادات وعلى مواجهة المصاعب الحياتية، بالإضافة للقدرة على مواجهة الإحباط المتكرر. وما أحوجنا في هذا العصر المليء بالإحباط أن نجد العلاج الفعال لمواجهة هذا الخطر! كما أن الصوم يحسن النوم ويهدّئ الحالة النفسية.
فلدى البدء بالصوم يبدأ الدم بطرح الفضلات السامة منه أي يصبح أكثر نقاء، وعندما يذهب هذا الدم للدماغ يقوم بتنظيفه أيضاً فيكون لدينا دماغ أكثر قدرة على التفكير والتحمل، بكلمة أخرى أكثر استقراراً للوضع النفسي.
[COLOR="darkslategray"] لتكون غذاءً لهذا الجسم حسب قاعدة: الأضعف سيكون غذاءً للأقوى، وسوف يمارس الجسم عملية سلاح ضد البدانة والوزن الزائدهنالك أكثر من 60% من الشعب الأمريكي زائد الوزن عن الحدود الطبيعية! وهؤلاء كلّفوا الدولة 117 بليون دولار في سنة واحدة عام 2022. بالإضافة إلى 300 ألف وفاة سنوياً بسبب مشاكل الوزن الزائد الذي يكون بدوره سبباً رئيسياً في مرض السكر وأمراض القلب والتهاب المفاصل ومشاكل في الجهاز التنفسي والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، وجميع هذه الأمراض الخطيرة ترتبط بالبدانة بشكل مباشر (5).
وليس غريباً أن يكون الصيام سلاحاً ناجعاً ضد السمنة وما ينتج عنها من أمراض، ولو أنهم طبقوا القواعد الإسلامية في الصوم، فكم سيوفّروا من المال والمرض والمعاناة؟
الصوم: هل يخفّض الشهوة الجنسية؟
إن إنتاج الهرمون الجنسي يكاد يكون معدوماً أثناء الصوم، وهذا ما حدثنا عنه الحبيب الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بقوله: (فعليه بالصوم فإنه له وِجاء). والوِجاء هو رضّ عروق البيضتين فيكون شبيهاً بالخصاء (6). وفي هذه الكلمة إشارة قوية وعلمية لانخفاض شهية الصائم الجنسية بسبب انخفاض هرمون الجنس عنده حتى الحدود الدنيا.
الصوم يطيل العمر!
الصيام يطيل العمر! حتى إن التجارب قد أظهرت أن ممارسة الصيام على الحيوانات يضاعف من فترة بقائها أو حياتها! (7). ونجد كذلك المئات من الكتب الصادرة حول الصيام وهي لمؤلفين غير مسلمين، وجميعهم يؤكدون علاقة الصيام بالعمر المديد، ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم هو أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح ومعافى.
إن التنظيف المستمر للخلاي باستخدام الصيام يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا وبالتالي تأخر الشيخوخة لدى من ينتظم في الصيام. حتى إن حاجة الجسم من البروتين تخف خلال الصيام إلى الخمس! وهذا ما يعطي قدراً من الراحة للخلاي، حتى إن الصيام هو وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن وصحيح.
الصوم من أجل طاقة أكبر للجسم!
أكثر من عُشر طاقة الجسم تُستهلك في عمليات مضغ وهضم الأطعمة والأشربة التي نتناولها، وهذه الكمية من الطاقة تزداد مع زيادة الكميات المستهلكة من الطعام والشراب، في حالة الصيام سيتم توفير هذه الطاقة طبعاً ويشعر الإنسان بالارتياح والرشاقة. وسيتم استخدام هذه الطاقة في عمليات إزالة السموم من الجسم وتطهيره من الفضلات السامة، ويؤكد الباحثون اليوم أن مستوى الطاقة عند الصائم يرتفع للحدو القصوى!!! (8).
الصوم مفيد حتى لمدمني المخدرات والتدخين!
حتى إن الصوم أعطى نتائج ممتازة لمدمني المخدرات حيث تنخفض شهيتهم لتعاطي المخدرات بشكل كبير! وسبحانك ياربّ العالمين! حتى عبادك من العاصين والبعيدين عن طريقك القويم، جعلتَ الصوم نافعاً ومفيداً لهم، فهل هنالك أوسع من رحمة الله بعباده؟ أيضاً الصوم يساعد على ترك التدخين! فهو يعمل في جسم الإنسان مثل السلاح الخفي الذي لا يُرى فيطرد المواد السامة مثل النيكوتين، وبنفس الوقت ينظف الدم فتنخفض الشهوة للدخان بسرعة مذهلة (انظر موقع الصوم).
الصوم شفاء من آلام المفاصل!
من الأشياء الغريبة في الصوم أنه يساعد على شفاء آلام الظهر والعمود الفقري والرقبة. وقد أوضحت دراسة نروجية أن الصوم علاج ناجع لالتهاب المفاصل (8) بشرط أن يستمر الصوم لمدة أربعة أسابيع (وتأمل أخي الحبيب هذه المدة وكم هي قريبة لصيام شهر واحد هو رمضان)!
أمراض الجهاز الهضمي علاجها مؤكد مئة بالمئة!
كم هو عدد الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن وقد تناولوا الكثير من الأدوية دون أية فائدة، ليتهم يجرّبون الصوم وسيجدون التحسُّن السريع لحالتهم بإذن الله تعالى. وكذلك الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي يمكن أن يجدوا في الصيام حلاًّ مؤكداً لشفائها. وكذلك التهاب الكولون والتهاب الأمعاء المزمن. ونجد الباحثين يؤكدون بأن 85 % من الأمراض تبدأ في الكولون غير النظيف والدم الملوث (9).
قائمة طويلة من الأمراض يختصّ الصوم بعلاجها!
أثبت الدراسات الحديثة والتي شملت عشرات الآلاف من المرضى، والتي أجريت في بلاد غير إسلامية، أن الصوم يساعد بشكل فعال في شفاء العديد من الأمراض ونذكر منها:
1- ضغط الدم العالي يعالجه الصيام بشكل جيد.
2- وحتى مرضى السكر فإن الصوم لا يضُرّهم، بل يساعدهم على الشفاء.
3- الصوم وسيلة جيدة لعلاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي.
4- الأمراض القلبية وتصلب الشرايين.
5- أمراض الكبد مهما كان نوعها فقد أثبت الصوم قدرته على علاجها بدون آثار سلبية.
6- أمراض الجلد وبشكل خاص الحساسية والأكزما المزمنة.
7- الوقاية من مرض الحصى الكلوية.
8- علاج الأمراض الخبيثة مثل السرطان.
9- كما أن الصوم يعتبر السلاح رقم واحد في الطب الوقائي.
معجزة نبوية!
إن الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه يقول: (والصوم جُنَّة)، فماذا تعني هذه الكلمة؟ في معجم مختار الصحاح نجد أن معنى كلمة (الجُنَّة): هو السلاح الذي يستر به المرء. والصيام هو سلاح لا يراه الآخرون ولكنه يمارس عمله في الخفاء، فيدمر الخلايا الهرمة والضعيفة وبنفس الوقت يهاجم السموم في مخابئها ويخرجها ويبعدها. أليس التعبير النبوي عن الصيام دقيقاً من الناحية العلمية والطبية؟
إن ما يقدمه لك الدواء في سنوات قد يقدمه لك الصيام في أيام وبدون آثار سلبية. ولذلك فإن الصيام يحسن أداء أجهزة الدفاع لدى الجسم ويقوّي نظام المناعة، فالصيام هو سلاح بكل معنى الكلمة! هذا السلاح يحمينا من هجمات الفيروسات المحتملة ويقينا مختلف الأمراض، أليس الرسول على حق عندما سمى الصيام (جُنَّة) أي سلاح نستر به؟ أليست هذه معجزة نبوية مبهرة؟!
ومن نعمة الله علينا أن جعل خير الشهور شهر رمضان، وأنزل فيه أعظم كتاب على وجه الأرض وهو القرآن فقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة: 185].
من أقوال أطباء غير مسلمين عن الصوم
يصف أحد أشهر الأطباء المعالجين بالصوم فوائده المتعددة فيقول (10):
"Decreased weight, clearer skin, increased elimination, tissue repair, decreased pain and inflammation, increased concentration, relaxation, plus spare time and savings in the cost of food. Perhaps the greatest benefit is the satisfaction that you are taking a major role in improving your health."
وهذا الكلام يعني:
"وزن أقل، جلد نقي، إزالة متزايدة للسمو، إصلاح للأنسجة، انخفاض في الألم والالتهاب، زيادة في التركيز، استرخاء، توفير في الغذاء والوقت. وربما الفائدة الكبرى تتمثل في الرضا بأنك لعبت دوراً رئيسياً في تحسين صحتك".
وقد لخّص القرآن كل هذا الكلام بكلمات بليغة وجيزة، يقول تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[البقرة: 184].
خاتمة (الصوم الإسلامي هو الأكثر أماناً)
يؤكد الاختصاصيون أن الصوم المستمر لفترات طويلة له مخاطر كثيرة وآثار سلبية، ولكن يؤكدون في الوقت نفسه أن الصوم القصير والمتكرر (وهو الصوم الإسلامي من الفجر وحتى المغرب) هذا النوع آمن ومفيد دائماً حتى لمرضى الكبد والسكر!! (11).
كما أن الصوم الذي يمارسونه في الغرب هو صوم ناقص حيث يسمح للصائم بأخذ شيء من العصير أو الأغذية التي يحددونها له، ومع هذه الحالة لا يمكن للصوم أن يقوم بمهمته التطهيرية على الوجه الأكمل، بل إنهم يعترفون بأن الصوم الكامل هو العملية المثالية لتنظيف الجسم من السموم.
هنالك ميزة في الصيام الإسلامي وهي أنه متاح لكل المؤمنين وميسّر ولا توجد له أية مساوئ أو أضرار. بينما الصيام الذي يمارسه غير المؤمن هو صيام تجويع وهو صعب ولا يتحقق إلا بإشراف الطبيب، وهكذا يفقد الجانب الروحي والإيماني وهو من أقوى العوامل في إنجاح عملية الصوم وتحقيق الهدف منها. كيف لا ونحن نصوم شهراً أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار؟!
الصوم الإسلامي يقبل عليه المسلمون برغبة شديدة بل وينتظرون هذا الشهر الكريم بفارغ الصبر وتجدهم يصومون في معاً ويفطرون معاً وكأنهم أسرة واحدة، وهذا ما لا نجده في الصوم الطبي حيث أنك تصوم والكل من حولك مفطر! وهذا ينعكس بشكل سيء على الاستقرار النفسي للصائم.
إننا نصوم لله تعالى فنكسب أجري الدنيا والآخرة ونكسب مرضاة الله تبارك وتعالى، ونستجيب لأمر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وهذه الأشياء تجعل عملية الصوم الإسلامي أكثر نجاحاً وفائدة. حتى إن الله تعالى قد جعل الصوم فريضة خاصة به يجزي بها بنفسه، وخصص باباً من أبواب الجنة الثمانية لا يدخل منه إلا الصائمون! فهل نستجيب لنداء الحقّ عز وجل: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[البقرة: 184].
منقول لعيونكم
وعلاج هذه الأمراض في أساسه يتكون من البخاخات وفي بعض الأحيان بعض الأقراص. وبخاخات الربو تتكون في الأساس من نوعين، النوع الأول موسعات الشعب أو ما يعرف أيضا بالأدوية المسعفة ومنها بخاخ الفينتولين وتأخذ عند اللزوم أو عند إحساس المريض بضيق في التنفس والنوع الثاني الأدوية الواقية وتأخذ عادة بانتظام مرتين أو مرة باليوم حسب وصف الطبيب. لذلك نجد أن صيام رمضان لا يشكل أي معضلة لغالبية مرضى الربو حيث يمكنهم تناول البخاخ الواقي عند السحور وعند الإفطار. أما البخاخ المسعف فعلى المريض تناوله في أي وقت احتاج إليه حتى لو كان في نهار رمضان لأن تناوله ضروري في حال وجود الأعراض. وبالنسبة للمرضى الذين يتناولون حبوب كحبة السنجيولير أو الكلاريتين فإني أنصحهم بتناولها قبل وقت نومهم بالليل. وما سبق ينطبق على المرضى المصابين بحساسية الجيوب الأنفية. قد تكون الحالة شديدة عند بعض مرضى الربو ويحتاجون للبخاخ الواقي أكثر من مرتين في اليوم. لهذه الفئة من المرضى، أنصح بعدم تغيير نظام تناول الدواء حتى يراجعوا أطباءهم. وأود التنبيه هنا أن البخار الذي يتناوله بعض المرضى في البيت هو مادة الفيتولين الموسعة للشعب وينطبق عليه ما ينطبق على بخاخ الفينتولين الموسع للشعب. وعلى مريض الربو تجنب الإجهاد بقدر الإمكان خلال الصوم لأن الجهد قد يزيد من أعراض المرض كما أن الجفاف قد يزيد من أعراض المرض لذلك يجب الابتعاد عن الأماكن الحارة التي قد تؤدي للجفاف. ويتساءل بعض المرضى الذين يستخدمون الأكسجين في البيت عن الصوم فلهؤلاء المرضى نقول إن عليهم أن يستمروا في استخدام الأكسجين كما وصف لهم وأن يحرصوا على وضع مرطب المياه مع الأكسجين لتجنب الجفاف أما قدرتهم على الصيام من عدمها فهذا الأمر عليهم نقاشه مع أطبائهم. ويجدر التنبيه هنا أن بعض المرضى يتنقلون خارج المنزل وهم يستخدمون الأكسجين المسال المعبأ في قوارير أو الاسطوانات. في حال أراد هؤلاء المرضى الصلاة في المسجد خلال الشهر الكريم وبالذات صلاة التراويح فإني أود تنبيههم لأخذ الحيطة الكاملة من استخدام البخور (العود) وهو يستخدمون الأكسجين لأن الأكسجين مادة سريعة الاشتعال وقد يتسبب ذلك في حريق لا قدر الله. وفي ضمن السياق نفسه أود أن اذكر مرضى الربو باستخدام البخاخ الموسع للشعب قبل الذهاب إلى المسجد إذا المسجد يبخر لأن البخور يسبب ضيق في الشعب الهوائية لدى بعض مرضى الربو. وأجدها فرصة هنا للطلب من جماعة المسجد عدم تبخير المسجد لأن ذلك يضايق بعض المصلين المصابين بأمراض صدرية وقد يحرمهم من أجر صلاة الجماعة والتهجد في شهر الخير وأن يحرص على أن تكون تهوية المسجد جيدة للحد من انتقال الأمراض الفيروسية التي تكثر في بداية فصل الشتاء وهو ما يوافق شهر رمضان هذا العام.
و أجد أن الشهر الكريم فرصة ذهبية لكل المدخنين للإقلاع عن عادة التدخين فمن فوت فرصة شهر رمضان فإن فرص ترك التدخين في الأشهر التالية ستكون بدون شك أقل. وأخيرا أود أن أذكر مرضى الصدر أن تطعيم الأنفلونزا سيطرح خلال شهر رمضان أو شوال وهذا التطعيم تنصح به منظمة الصحة العالمية لكل المصابين بأمراض صدرية مزمنة وأخص بالذكر المرضى الذين ينوون أخذ عمرة خلال الشهر الكريم.
يقول ابن القيم _رحمه الله_ في "إعلام الموقعين
((284/2))"وأما إيجاب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة؛ فمن تمام محاسن الشريعة وحكمتها ورعايتها لمصالح المكلفين، فإن الحيض لما كان منافيا للعبادة لم يشرع فيه فعلها، وكان في صلاتها أيام الطهر ما يغنيها عن صلاة أيام الحيض، فتحصل لها مصلحة الصلاة في زمن الطهر، لتكررها كل يوم، بخلاف الصوم، فإنه لا يتكرر وهو شهر واحد في العام، فلو سقط عنها فعله بالحيض لم يكن لها سبيل إلى تدارك نظيره، وفات عليهامصلحته، فوجب عليها أن تصوم شهرا في طهرها لتحصل مصلحة الصوم التي هي من تمام رحمةالله بعبده، وإحسانه إليه بشرعه، وبالله التوفيق".اه
إذ أن التغير المفاجئ في النمط الغذائي بعد صوم شهر رمضان المبارك قد يؤدي إلى عدة مشاكل صحية من أهمها عسر الهضم والتخمة وحرقة المعدة وغيرها
ولذلك فأنه من الأفضل العودة تدريجياً إلى النمط الغذائي العادي بعد رمضان المبارك خصوصاً وأن العيد مرتبط ارتباطاَ وثيقاً بتناول الأنواع المختلفة من الحلويات الدسمة كالكعك والمعمول والنوجا والشكولاته وكذلك حضور بعض الولائم وتناول الطعام خارج البيت. وقد يزيد الخجل من رفض تناول هذه الحلويات خلال زيارة الأقارب والأصدقاء للمعايدة من تناول كميات كبيرة من هذه الحلويات في أوقات متقاربة. لذا فأنني أود الإشارة إلى ضرورة إتباع بعض نصائح التغذية للتخفيف من حدة المشاكل التي يمكن أن تنتج خلال أيام العيد.
فقد يساعد التدرج في تناول الطعام على تهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الأطعمة بيسر وسهولة، لذا فأنه يستحسن تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلاً من تناول وجبات كبيرة. وسيساعد هذا النمط الغذائي الجهاز الهضمي في التأقلم والعودة للنمط الغذائي الطبيعي الذي كان سائداً قبل الصيام.
كما يتحسن تناول عدة حبَّات من التمر قبل صلاة العيد, وبعد الصلاة يمكن تناول إفطار خفيف مُكَوَّن من خبز القمح، و حليب قليل الدسم, وجبن أو لبنة قليلة الدسم, وحصة من الفاكهة.
وكذلك فإنه يفضل التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالسُكَّريات والدهون, مِثل الحلويات (كالكعك والمعمول والكنافة والوربات), والمشروبات الغازية المحتوية على الكافيين (مِثل الكولا والقهوة والشاي) وكذلك المشروبات المُحلاة والمركزة (كالعصائر الصناعية المُحلاة)، وتقليل تناول الأطعمة المرتفعة بالأملاح (مِثل الفسيخ والمكسرات المالحة والمخلَّلات والأطعمة المُدَخَنة), والأطعمة المبهرة والصلصات الحارَّة خصوصاً أول أيام العيد لانها قد تزيد من تهيج الجهاز الهضمي وقرحة المعدة.
وأخيراً أود التذكير بضرورة تناول القليل من الحلويات المقدمة في زيارات المعايدة والاعتذار عن تناول بعضها أو الاحتفاظ بها لأيام لاحقة، إذ أن محتوى هذه الحلويات من السكريات والدهون عالي وقد يؤدي إلى زيادة الوزن في حال الإكثار من تناولها على مدى أيام العيد، كما أنه من المهم أيضاً تناول كمّيات كافية من السوائل والأطعمة الغنية بالألياف الغذائية, لتجنُّب حالات الإمساك خلال أيام العيد..
أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال :
" ما من عبد صام يوما فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا "
متفق عليه .
صيام يوم عرفة :
عن أبى قتادة – رضى الله عنه – قال :
سئل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عن صيام يوم عرفة ؟ قال :
" يكفر السنة الماضية والباقية "
رواه مسلم .
صيام يوم تاسوعاء أو عاشوراء :
وهما التاسع والعاشر من شهر محرم .
عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال :
" صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود وصوموا يوما قبله أو بعده "
رواه أحمد .
صيام الست من شوال :
عن أبى أيوب الأنصارى – رضى الله عنه –
أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال :
" من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر "
صحيح مسلم .
صيام الثلاث أيام البيض :
عن أبى ذر – رضى الله عنه – قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
" إذغ صمت من الشهر ثلاث أيام فصم ثلاث عشرة . وأربع عشرة . وخمس عشرة "
رواه الترمذى .
صيام الاثنين والخميس :
عن أبي هريرة -رضى الله عنه –
انه ( صلى الله عليه وسلم ) كان يصومهما .وسئل عن ذلك فقال :
" تعرض الايام يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملى وأنا صائم "
رواه الترمذى .
صيام يوم وإفطار يوم :
وهو صيام داود – عليه السلام – عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما
أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال :
" صم يوما وأفطر يوما فذلك صيام داود عليه السلام . وهو أفضل الصيام "
مسند أحمد
.
ما هذا الابداع
جزاك الله خيرا
احبببك يا حبيب الله محمد
لا اله الا الله محمد رسوله وعبده
احبببببببك يا رسول الله
يستقبل
مريض السكري شهر رمضان بطبيعة أخرى غير التي كان عليها قبل رمضان، فقبل رمضان كان يسير وفق برنامج غذائي معين، ووصفة علاجية معينة تؤخذ في أوقات محددة وبجرعات محددة، ومع دخول هذا الشهر تطرأ على المريض بعض التغيرات مثل تغير عدد الوجبات، والامتناع عن الطعام فترة طويلة، ويتغير عليه النشاط اليومي الذي كان يمارسه قبل رمضان، فعلى المريض بالسكر أن يراعي هذه التغيرات التي ستطرأ عليه بحلول هذا الشهر الكريم. ومن خلال الأسطر التالية نضع بين يدي المريض بالسكر بعض الإرشادات النافعة التي توفر له صياماً آمنا بإذن الله تعالى: هناك نوعان من مرض السكر:
1- نوع يعتمد فيه على العلاج ( بحقن الأنسولين )
وهؤلاء على قسمين اثنين :
قسم منهم يسمح لهم بالصيام وقسم لا يسمح لهم بالصيام، فالذي يسمح له بالصيام هو من يستخدم جرعة واحدة من الأنسولين فقط، وهذا يحتاج إلى تناول الغذاء بعد الأنسولين بنصف ساعة، وعليه أن يتنبه إلى وقت أخذ الحقنة فقبل رمضان كان يأخذها في الصباح، أما في رمضان فإنه يأخذ الحقنه قبل الإفطار مباشرة، ويجب عليه في هذه الحالة أن يقوم بزيارة طبيبه المعالج عدة مرات خلال الأيام الأولى من الصيام لتحديد كمية الأنسولين المثالية التي تتلاءم مع مرضه وطعامه وعمله.
وينصح هؤلاء بقياس نسبة
السكر في الدم، فإن معرفة نسبة السكر في الدم بشكل منتظم يساعد على تفادي حدوث حالات هبوط سكر الدم المفاجئ.وأما القسم الآخر الذي لا يسمح لهم بالصوم وهم الذين يحتاجون إلى أخذ جرعتين من حقن الأنسولين فأكثر، بالإضافة إلى إصابتهم بأمراض أخرى مثل القلب، ففي هذه الحالة يجب عليهم استشارة الطبيب المختص، لمعرفة قدرتهم على الصوم.
2- أما النوع الثاني الذي لا يعتمد على حقن الأنسولين:-
فهؤلاء أخف ضررا من النوع الأول حيث يستخدمون أقراصاً منشطة للبنكرياس، والتي بدورها تؤدي إلى إفراز كميات من الأنسولين تكفي حاجته، وتجعله يمارس نشاطه اليومي في نهار رمضان بحيوية.
ولذا فإن من المفيد لهم الصوم شريطة ألا تكون حالتهم تستدعي تعاطي الأقراص المعالجة للسكر باستمرار على مدى اليوم.
وينصح هؤلاء (أصحاب النوع الثاني ) بتناول قرص مع الإفطار وقرص آخر مع السحور، وهناك بعض الحالات الخفيفة يمكنها أخذ قرص واحد يوميًّا مع وجبة الإفطار.
وهناك حالات لم نتعرض لذكرها كالمصابون بالسكر وأعمارهم أقل من عشرين سنة، أو الحوامل المصابون بالسكر، أو من يحمل مرض
السكر مصحوبا بمضاعفات تؤثر على القلب والكلى، فعلى هؤلاء مراجعة الطبيب المختص.ونختم بذكر بعض الوصايا للمريض بالسكر :
– على
مريض السكري قبيل دخول الشهر الكريم أن يستشير طبيبا مختصا في ذلك لتشخيص حالته، وتنظيم علاج السكر بما يتناسب مع مواعيد تناول الطعام خلال هذا الشهر.– من الوصايا الهامة للمريض بالسكر أن يتجنب إجهاد نفسه في فترات الصيام، وخاصة قبل الإفطار بساعة أو ساعتين، لأن في هذه الفترة يحتمل أن ينخفض مستوى
السكر لديه.– ومن الأفضل في حق المريض بالسكري تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر، حفاظاً على صحته.
– كذلك على المريض بالسكر أن يحتسب الأجر عند الله، ويصبر على ما ابتلاه الله به، فهذا أمر قدره الله عليه، فلا يتضجر ولا يعترض على قضاء الله وقدره.
لماذا تصبح البدينة أكثر بدانة في رمضان؟
ولماذا النحيلة فرصتها للسمنة في رمضان؟
ولماذا يتزاحم الناس لشراء كل ما هو دسم وثقيل؟
ولماذا تزداد حمى التهام السكريات والحلويات بلا حساب؟
أليس غريبًا أن يتحول شهر رمضان إلى نوم نهاري، وأكل وسهر مسائي؟
وهل يمكن اعتبار صيام رمضان برنامجًا للصحة والرشاقة والجمال إضافة إلى كونه عبادة؟
عزيزتي الفتاة المسلمة:
بداية نسأل أنفسنا: لماذا نأكل؟
لقد جعل الله الأكل للإنسا بمثابة الوقود للسيارة وحاجة بيولوجية طبيعية للبقاء على جسم الإنسان وحفظه من الهلاك.
وليس معنى ذلك أن يكون الطعام في حد ذاته غاية وهدفًا أحيا من أجله؟
فالعقلاء يأكلون ليعيشوا من أجل تحقيق أهدافهم السامية، فالطعام لديهم وسيلة لا غاية، أما الشهوانيون فإنهم يعيشون ليأكلوا فقط، فكوني عاقلة ولا تكوني شهوانية. لا تأكلي إلا عند الإحساس بالجوع، فإدخال الطعام على الطعام والوصول إلى حد التخمة داء قاتل، فوق أنه يقعد الإنسان عن النشاط والاجتهاد، قال لقمان الحكيم: ‘إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الأعضاء عن العبادة’.
الصوم صحة:
كيف يكون الصوم صحة؟
يقول دكتور/ فاك فادون وهو من الأطباء العالمين الذين اهتموا بدراسة الصوم وأثره: ‘إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضًا، لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله فيقل نشاطه. فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم وشعر بنشاط وقوة لا عهد له بها من قبل’.
ومن هنا يعتبر الصيام القاعدة الطبية الوحيدة التي لا يمكن أن يشك بضرورتها أحد، وقد استعان بها الأطباء منذ القدم في معالجة الكثير من الحالات، ولا يزالون إلى يومنا هذا ينصحون به لتحقيق هدفين أساسين:
أولها: العمل على إزالة السموم من الجسم.
وثانيهما: تحفيز حرق السعرات الحرارية.
حيث يمكن لهذين الهدفين أن يعملا على إبقاء الجسم في حالة توازن غذائي وهضمي.
وهذا ما يؤكده حديث رسولنا الكريم منذ أكثر من 1400 سنة: ‘صوموا تصحوا’.
والإفطار أيضًا صحة:
وهنا نقف ونتساءل:
كيف يمكنك أن تأكلي بطريقة صحيحة خلال الإفطار لتميم فائدة الصيام الروحية والجسدية، ولتحافظي على ما أنجزته خلال فترة الصيام من حرق مخزون الدهون عندك؟
إليك فتاتي الصائمة برنامجًا إفطاريًا صحيًا:
1 الإفطار على تمرات وقليل من الماء كما جاء في سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
2 صلاة المغرب.
3 يلي ذلك احتساء طبق الحساء الدافئ مهما كانت مكوناته.
4 يأتي بعد ذلك طبق السلطة الطازجة لملأ المعدة بسعرات حرارية حفاظًا على الوزن المعقول.
5 ثم يأتي الطبق الرئيس على الإفطار الذي يحتوي على اللحوم والنشويات أو الأسماك.
6 من الأفضل تناول الحلويات بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار.
وفي وجبة الإفطار ينصح الأطباء بالابتعاد عن:
المأكولات المقلية والدسمة.
القهوة والشاي والمياه الغازية.
المأكولات المحتوية على نسبة كبيرة من السكر.
وفي المقابل ينصح الأطباء بالإكثار من:
شرب الماء ‘من 6 8 أكواب’ وعصير الفواكه الطبيعية خلال فترة المساء.
شرب الحليب ومنتجات الألبان.
المحليات الطبيعية كالعسل، واللبن ومشتقاته، الفواكه الطازجة، الفواكه المجففة.
السحور بركة:
تكمن أهمية السحور في جعل الجسم يتجهز لتخزين الطاقة اللازمة لصيام النهار ومن هنا يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية السحور فيقول: ‘تسحروا فإن في السحور بركة’.
الصوم والصحة النفسية
إن الصوم أفضل وسيلة لتخفيف القلق والتوتر والثورة النفسية وهنا الأثر يرجع لسببين:
الأول: أنه يرفع المستوى الفكري للإنسا فوق مجال المادة والحياة.
والثاني: أنه يخف ضغط الدم ويخف اندفاع الإنسان نحو القلق والتوتر.
كما أن الصوم هو رياضة الهدوء والاسترخاء، والثورة النفسية لا دواء لها إلا الرضا والاستسلام لمشيئة الله والتسامح مع الناس.
الصوم والرشاقة
لا يوجد أفضل من الصيام كعلاج للسمنة إذا اتبعنا فيه السنة النبوية فأفطرنا على تمرات وقليل من الماء وأخرنا الإفطار لما بعد الصلاة. فالتمر كفيل بإشعارنا بالشبع وتقليل كمية الطعام التي نأخذها، والصوم يخلص الجسم من كميات الشحوم المختزنة فتحافظي بذلك على رشاقتك.
ولا يفوتنا هنا ونحن بصد الرشاقة الحديث عن الرياضة، فمن الأهمية بمكان ممارسة رياضة المشي لمدة ربع ساعة يوميًا بعد الإفطار بساعتين على الأقل، وذلك من أجل هضم الطعام بشكل جيد وهو الأمر الذي يفيد الجسم عامة والوجه بشكل خاص، والرياضة تساعد على تنشيط الدورة الدموية في الوجه وتخلص من تراكم الدهون والأتربة مما يجعل البشرة أكثر جمالاً.
تذكري دائمًا أن رياضة المشي خصوصًا في رمضان سوف تحافظ على وزنك من الزيادة وتقيك الإحراج من ارتداء الملابس الضيقة للزوج، وهي وسيلة لحفظ الصحة وتقوية البدن.
الصوم والجمال
يقول د/ أحمد عادل نور الدين أستاذ جراحة التجميل بالقصر العيني:
‘إن كثرة الوضوء في الشهر الكريم يجعل الوجه أكثر نضارة لأنه يعمل على إزالة الأتربة والدهون الزائدة من البشرة مع مراعاة تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين ‘أ’ الموجود في الخس والجرجير والجزر.
رمضان شهر القرآن وتقوية المناعة الطبيعية
من المعروف أن التوتر والقلق يؤديان إلى نقص مناعة الجسم ضد الأمراض، ومن العجيب أن قراءة القرآن سبب في السكينة والهدوء والطمأنينة {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
ولا يقتصر أثر تلاوة القرآن على تقوية المناعة فحسب، بل إن تنظيم النفس المصاحب للتلاوة وحركة الفم المصاحبة لها تعد من أسباب إزالة التوتر وتقليل الشعور بالإرهاق كما أنها تعمل على تجديد حيوية العقل.
عزيزتي الفتاة الصائمة لا تنسي احتساب النية في جميع أعمالك في الأكل والنوم والرياضة وقراءة القرآن، فلتنوي بكل ذلك حفظ صحتك لتقويْ على طاعة الله فتحصلي خيري الدنيا والآخرة وتعيشي في ظلال قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162].