أطرف مقالب العرسان الجدد ومشاكسات المخطوبات
كما عوَّدت سيدتي قراءها وقارئاتها، أن تتابع كل ما هو محبّب إلى قلوبهم، وبناء على مئات الرسائل التي وردتها تستمر في فتح باب متحف الحب على مصراعيه في العام 2022، مستقبلة أطرف مواقف ذكرى الزواج والخطوبة، ومُرحبة بأحلى حكايات الاعتذار عن خطأ، والتي تبدر من المراهقين والمراهقات…
سميرة، كما أطلقت على نفسها، ربة منزل في الـ 52 من عمرها، من سوريا، بدت في حبها للطرافة، كأنها لم تتجاوز الـ 17، درست المحاماة بعد الزواج، لكنها لم تزاول المهنة، وفضّلت أن تكون ربة بيت وأمًّا لولدين بامتياز!
رنّت ضحكتها عبر الهاتف، عندما عرّفناها أن متحف الحب هو المتكلم، وعبرت بشكل مباشر عن حبِّها للفكاهة، وعادت بنا إلى يوم محدد، منذ أكثر من 30 سنة، ففي ذلك اليوم تم عقد قرانها على ابن خالها في المحكمة، على أن يكون الزواج بعد أسبوعين، أسرتها دعت عريس المستقبل لتناول العشاء، وبما أنه كان، مُدلل عمته، وزينة الأصهار، فقد بدا متعوِّدًا أن يستحم، ويحلق ذقنه في بيت الخطيبة…
عند حلاقة الذقن روت سميرة: كنت أُحضر الطعام، وأنا أسمع صوت ماء المغسلة يعبث في قلبي، وخطيبي يحلق ذقنه، أحاسيسنا كانت معلقة في الهواء، يهزها أي موقف، وفجأة انقطع التيار الكهربائي، وانشغل كل منْ في البيت بحثًا عن شموع وكبريت، بالنسبة لي لم أكشف عن مكانها الذي أعرفه حتى يطول البحث.
لماذا فعلت ذلك؟
قلت في نفسي، حجتهم في إبعادي عن ابن خالي هو عقد القران، وها هو قد تم، ألا يحقّ لي أن ألمس ذقنه بعد الحلاقة؟ فتوجّهت خلسة ناحية المغسلة.. شعرت بوجوده، فوضعت يدي على ذقنه.
ماذا كانت ردّة فعله؟
لم يتكلم، أحسست أنه كان مستغربًا، كما أنه بدأ الحلاقة منذ 10 دقائق، وافترضت أن تكون ذقنه ناعمة، لكنني ألمس شيئًا خشنًا، وبخبث شديد أمسك يدي ووضعها على كرشه، هنا أُصبت بالذعر لأن خطيبي نحيل، وصاحب الكرش الذي بدأ صوت ضحكاته يتعالى في الظلام كان أخي الأكبر…
رسالة مشعل، من الأردن كانت صادقة وبكل برود، كشفت عن شخصية رجل عاش حياته بالطول والعرض، وعندما قرر أن يُحدد مساحاتها، حلَّت المصائب على رأسه، كما قال، وتحديدًا في ليلة عرسه، عندما دبّر له أصدقاؤه مقلبًا أوهموا فيه العروس أن مشعل متزوج من أخرى وهي حامل!!
اتصلنا به، كان هادئًا، وصاحب نكتة بدت جزءًا من شخصيته، وحسب الرسالة التي أرفقها بالقسيمة، سألناه:
هل حقًّا ما حدث معك؟
هو كذلك، أنا الآن في الـ 44 من عمري، ويوم نويت الزواج في الثلاثين، كنت قد فقدت الثقة بالفتيات، ربما لكثرة أسفاري، وعلاقاتي، حتى إنني بدأت أشك بشقيقاتي، كنت مصاحبًا لشلة من جنسيات مختلفة، نقوم برحلاتنا سويًّا.. وبما أنني من أسرة محافظة، بدأ قلق أمي عليّ وعلى مستقبلي، فقررت تزويجي، لأستقر عاطفيًّا لأملأ وقتي في إنشاء أسرة.
هل قبِلتَ بسهولة؟
كنت أريد ذلك، وكانت زيجة عائلية، والخطيبة، حفظها الله، كانت متدينة ومن أسرة محافظة، تراعي التقاليد، ولا تقبل أي شيء خارج الحدود، لم أجتمع معها قبل الزواج سوى مرتين، وتم الزفاف، وكان الاتفاق أن أسافر بها فورًا بعيدًا عن أجواء الحموات، إلى شاليه على شاطئ البحر.
ذكرت زوجة أخرى في القصة، كيف ذلك؟
لم تكن زوجة، كانت مقلبًا مُدبرًا من أصدقائي، الذين فبركوا الأمر مع صديقة لنا، فلفت بطنها، على أنها حامل، وحسب خطتهم، كانت ستقرع علينا الباب لتواجهني بأنها زوجتي الأولى الحامل مني، ولكن شاءت المصادفات أن استأذنت عروسي للخروج إلى السوبر ماركت القريب، لأبتاع بعض لوازم العشاء، في كل هذا كنت مُراقبًا دون أن أدري.
وكيف قضت زوجتك ليلتها في المستوصف؟
ببساطة قرعت الحامل عليها الباب، ولما فتحت لها، راحت الأولى تندب حظها مع الرجال، وتصفني بالنذل الانتهازي، وأقنعتها أنني ضحكت على اثنتين قبلها وتزوجتهما، وأنجبتا مني، وكل واحدة في بلد، وعندما عُدت من مشواري وجدتها مغمى عليها، فأخذناها إلى المستوصف…
رغم مرور ثلاث سنوات على ذكرى زواج منى من الكويت، وهو اسمها المستعار، بدا صوتها وكأن الدهشة لم تُفارقها، تحاول أن تجد في كلامها مع متحف الحب تفسيرًا لها، لكنها تلعثمت وقالت: ليس هناك تفسير، ولا يمكنني نقل إحساسي بالضبط، إلا أنه ولا بد أمر مكتوب لنا من الله سبحانه وتعالى، لأن تساؤل زوجي الذي قاله لي، استمر معنا حتى في مواقفنا الصغيرة، وفي كل موقف نضحك على تساؤله: إلى أين تريدين أخذي؟
تتابع منى: "يوم زفافنا، كان زوجي قد حجز في فندق بجزيرة كيش التي تقع بين الإمارات وإيران، وفي المطار، كبت أنا وزوجي في الباص الخاص، الذي يُقلنا إلى مدرّج الطائرة، نظرت إليه… ونظر إليَّ! لم يكن غيرنا أنا وهو والسائق، وصلنا مدرج الطائرة وصعدنا، فوجدنا طاقمًا كاملاً يرحب بنا، واستقبلنا الكابتن قائلاً: "أنتما الراكبان الوحيدان معنا في الرحلة".
ألم تشعري بالخوف؟
في البداية نعم، ولكن بحكم أنني متعودة على السفر، زال الخوف بعد دقائق، عندما أخبرنا الطاقم، أنها المرة الأولى التي يحصل معهم هذا الشيء، فهذه الجزيرة، تعوّدوا أن ترتادها مجموعات مع بعضها، حيثُ فيها فندق للمتزوجين حديثًا.
كيف تم التعامل معكما؟
تم نقلنا إلى مكان درجة رجال الأعمال، وهناك وجدنا أسرّة، وتعاملوا معنا كأنهم أهلي وأهله خارج غرفة نومنا، ثم استأذنوا منا، وقدموا قالب الكاتوه، ليباركوا لنا.. بصراحة كل شيء كان خياليًّا، ولم أكن أحلم أن يصير هكذا.. شعرت أنني أميرة في طائرتها الأسطورية.
وكيف كانت الجزيرة؟
كانت رائعة بجمال طبيعتها، قضينا فيها خمسة أيام، وعندما عُدنا إلى الكويت، كانت المفاجأة الثانية، فلم يكن غيرنا أنا وزوجي على الطائرة، وبدأنا نضحك نحن والطاقم، واستحلفت زوجي إنْ كان الأمر مُدبرًا.
هل يُخيل لرجل أن يتعرض لضرب مبرّح حتى يُعرِض عن الزواج من فتاة لا يُريدها أهله، قد يبدو الأمر ممكنًا، ولكن ما هو غير ممكن أن يكون الضرب من أهله أنفسهم! هذا ما استغربته أمّ أحمد، ولا تنساه حتى بعد مرور 16 سنة من زواجها من الرجل الذي أُبرح ضربًا لينساها…
أمّ أحمد، كما كشفت، وعت على الدنيا في سن الـ 12 في منطقة الشرقية بالسعودية، وهي مأخوذة بابن الجيران، تُلاحقه بنظراتها وبدأت المكالمات بينهما، حتى بعدما انتقل إلى جِدة، كان، كما اعترفت، يطلبها في بيت أهلها مُقلدًا صوت البنت، وتكلمه هي بكل بساطة، تعترف أمّ أحمد بجرأتها في ذلك الوقت، ولكن سؤالنا لماذا هذا الرفض من قِبل حماتها، ومَنْ مِنْ أهله أُوكل بضربه؟ تُتابع أمّ أحمد: "كما أعرف، أنها رفضتني لأن مستوانا المعيشي أعلى منهم، وكانت تكلم ابنها على أن متطلبات هذه الفتاة ليست بمقدورهم".
أليس هناك سبب آخر.. بصراحة؟
كانت تريد تزويجه على مزاجها، ثم يمكن لأنني كنت بدينة بعض الشيء!
كم كان وزنك؟
يعني مرتفعًا بعض الشيء! أيام ومضت.
منْ ضربه؟
أخوال أمه، اجتمعوا عليه، وأبرحوه ضربًا.. كان عمره 24 سنة، وبعد أن استعاد صحته، فوجئنا أنا وأهلي بأمه في بيتنا تتقدم لخطبتي.
وماذا بعد هذه السنين؟
أبدًا، الحياة جميلة، والأجواء عال العال.. ولكن زوجي لا ينسى تلك العلقة، وكلّما حصل بيننا ولو زعل خفيف، يُعيرني ويبدأ بالتظلم، أهكذا جزائي أنا الذي ضُربت من أجلك؟…