كيف تنفض الغبار عن قلبكـ
/
/
قال ابن القيم -رحمه الله-: (تفقد قلبك عند ثلاث: عند قراءة القرآن وعند الصلاة وعند الخلوة إذا كنت وحدك).
القلوب ثلاثة:
القلب الأول: قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه ؛ لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن .
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه ، لكن عليه ظلمة الشهوات فللشيطان هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع ، فالحرب دول وسجال .
القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات ، فلنوره في صدره إشراق ، ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به..
فهذه هي الدنيا شهوات وفتن وبلاء ولكن طوبى لمن جاهد فيها وصبر .ومن المعلوم أن المسلم ليس بمعصوم عن الخطأ أو الزلل ، فكثير من الناس يقعون في المحظورات ربما من غير قصد ، والبعض الآخر يقحم نفسه فيها ، وبعد أن يقع في المعصية وفي الذنب ، تبدأ مشاعر الأسى والحزن والندم ‘على ما فعل إنها نفس الإنسان اللوامة، التي تلوم العبد على ما فعل وارتكب.
ولكن كيف المخرج من هذه المحنه ؟ وما هو الطريق الذي يجب أن يسلكه العبد الذي ارتكب الذنب ليطهر قلبه؟
الوسائل المعينة على تطهير القلب:
* التوبة الخالصة والصادقة النابعة من القلب، والندم على الفعل الذي فعله، والإصرار على عدم العودة إلى المعصية .
قال تعالى " يا أيها الذين امنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا
"التحريم8
انظرإلى قصة الذين خلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا ثلاثه ولم يكن لهمعذر لكنهم صدقوا مع الله ورسوله فتاب عليهم
* الإخلاص لله في العبادة .
* تجنب الخوض في المكروهات ، لأنّ الإنسان كلما أقحم نفسه في مكروه كلما نزل ووصل إلى المحضور والمحرم وهكذا دواليك
* الإكثار من الإستغفار والتسبيح والتحميد والتكبير ، فالاستغفار صابون المذنبين كلما أكثر الإنسان من الاستغفار كلما أحسبالراحة والسكينة, وكل هذه الأمور تزيد فيحسناتك وتقلل من سيئاتكوتبعدك عن كل الأمراض التي تصيب القلوب, ,وهي مطهرة للسان ، من الكذب ، وكثرة الحلف والغيبة والنميمة والرياء والنفاق وغيرها.
* قراءة القرآن الكريم وأن تكون القراءة من المصحف لأن النظر إلى المصحف وإلى آياته، طريقه ليُطهِر العبد عيناه من النظر إلى الحرام ونظرك في المصحف عبادة وقربة إلى الله
* المحافظة على الأذكار :- النوم – المساء – الصباح – الخروج من البيت – السفر… وغيرها من الأذكار التي لا ينبغي أن نفارقها.
* والأهم من ذلك كله (( والسابقون السابقون )) إلى الصلاة المفروضة لأنها هي عمود الدين من هدمها هدم الدين والله المستعان .
* الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه واللجوء إليه والاضطرار لرحمته، قال تعالى:{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}النمل62،
وقال تعالى:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}الطلاق3،
وقال صلى الله عليه وسلم:(ليس شيء أكرم على الله من الدعاء) أخرجه الترمذي في السنن.
* تقوية صلتك بالله عز وجل، فإن لقوة الطاعة تأثيرا عظيما في ثبات النفس ورسوخ القلب وعدم تزلزله بالحوادث والمصائب، ولذلك قال تعالى:{ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما * ولهديناهم صراطا مستقيما}.النساء 66-68
فألزم جانب القرب من الله تعالى وكن كما قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.البقرة45-46
* قطع الأفكار والذكريات التي تتعلق بما يجول في خاطرك والذي يشغل قلبك
* الترويح عن نفسك والتخفيف عنها بالأمور المسلية المباحة كالنزهة البريئة وكالرياضة الخفيفة كرياضة المشي فإن للرياضة تأثيرا حسنًا في التخفيف عن النفس وإزالة الهموم.