أهمية الورد القرآني اليومي
لكل إنسان في هذه الدنيا نقطة بداية بميلاده ، ونقطة نهاية بوفاته ،
ويرسم بينهم مسار حياته .
ولكل إنسان دليل يتبعه هذا المسار … فهذا دليله هواه ، وهذا دليله
العرف ، وهذا دليله مواريث الإسلاف ، وهذا دليله هدى الله ووحيه
وان طريق الهدي هو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه ولا اعوجاج
فهو الطريق المستقيم الذي من تمسك به فقد نجا ومن اعرض عنه
فقد خاب وخسر ويقول الله عز وجل في علاه
مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ سورة الأنعام آية (153) ثم إن هؤلاء السائرين
إلي رب العالمين يحتاجون في سفرهم الطويل إلى زاد يزيد المشاعل
التي في أيديهم توهجا فيزدادون بصيرة ويقينا في طريقهم ويعرفون
المنعطفات فيحذرونها والعقبات فيتخطونها …. وهذا كله يجدونه في
الدواء الشافي في القران الكريم .
لم لا وهو الدواء الرباني الذي انزله الله عزوجل ليهدينا إلي الطريق
المستقيم ، ويشفينا مما نعاني منه من أمراض يقول الله تبارك
وتعالى ﴿ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾
سورة فصلت آية رقم(44) القرآن الكريم
القران الكريم ..
ذاك المعجزة هي اكبر وأعظم معجزة نزلت من السماء ويكمن سرها
في مقدرتها على التغيير الـجذري الكــامل
والمستمر … تغيير أي شخص مهما كان وضعه وحالته ليكون من
خلال المصنع القرآني عبدا لله عز وجل في كل أموره .
فالقران هو الذي سيعرفنا معرفة صحيحة وعميقة بربنا سبحانه
وتعالي ، فيتغير تبعا لهذه المعرفة تعاملنا وتقديرنا
القران هو الذي سيعيد تشكيل علاقتنا بالحياة وستصغر الدنيا في
أعيننا وتهون علينا
القران هو الذي سيزهدنا في الناس ، ويشعرنا بأنهم أمثالنا فقراء إلى الله
لا يملكون لنا نفعا ولا ضرا ، فيودي ذلك الى قطع الطمع فيهم أو الرغبة فيما عندهم .
القران هو الذي سيوقد شعلة الإيمان في قلوبنا ، ويولد الطاقة والقوة
الدافعة للقيام بأعمال البر المختلفة ، بدافع ذاتي بحت
القران هو الذي سيذكرنا دوما بما علينا من واجبات تجاه أنفسنا ،
وأهلنا وكذلك تجاه الآخرين …
القران أفضل وسيلة لتطوير الفكر ، فهو يستثير العقل ويحرك كوامنه
ويدفعه للتفكير ، والقيام بدوره كقائد لهذه الأرض
القران هو أفضل مصدر للعلم الحقيقي .. العلم بالله
القران هو الذي سيقرب في أعيننا المسافة بين الحياة والموت
فنري من خلاله أحداث ما بعد الموت فيزداد استعدادنا له
القران هو الذي سيسكب فينا السعادة والسكينة والرضا والطمأنينة
وبالقران سيكون لدينا كل يوم جديد نقدمه للناس .
فماذا نريد أكثر من ذلك ؟!
أتدرون أيها الأحباب أين نجد ذلك في القران أتدرون ماذا لو قرأنا الورد
اليومي من القران ماذا يفعل بحياتنا
أتدرون همومنا ماذا يحل بها إذا تلونا بضع آيات من القران عجبا أي
والله عجبا للغذاء وللعلاج الذي بأيدينا بضع آيات يمكنها أن تفتت
براثن الغفلة ووهن القلوب وكثرة الهموم وتزاحم الأمراض كل
ذلك نعم أيها القارئ أو أيتها القارئة
نعم انه القران الكريم كلام الله عزوجل
عرفتم أهمية القران لنا انه شريان المؤمن ، نبض القلب ، انس الوحدة ،
ونور الظلام ، ومطهر الأمراض ، ومسكب العطور على الأجساد .
ولكي يتمكن القران من القايم بعمله معنا والنجاح في تغييرنا وسعادتنا
لابد ان يتعامل معه بشكل مختلف عما نفعله الان
هيا بنا نتعامل معه على حقيقته كمصدر للهداية والاستقامه والشفاء
لا كمصدر لجمع الحسنات فقط
هذه العوده تستدعي منا
1-تفريغ وقت مناسب للقاء القران كل يوم
2-مكان هادئ بعيد عن الضوضاء
3-نقراه بتركيز شديد وعدم السرحان ، وبهدوء وترسل وترتيل ولا يكن
هم احدنا اخر السوره او الجزء بل همه فهم الايات
4-نستجيب لاواره بالتسبيح والاستغفار والسجود
5-نتجاوب مع خطاب الله لنا فنجيب عن الاسئله
وبذلك يكون المراد داخل المصنع الرباني داخل واحات النور داخل القران الكريم
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنة وصلي الله على
نبينا وحبيبا محمد صلي الله عليه وسلم وعلى الصحابة وعلى
التابعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين ..