مشينا .. كملنا الطريق …
إلا وقبل مستورة ( وهي قرية اخرى تقع على الخط ) بحوالي عشرة كيلو ..
إلا وفيه ونيت غمارتين متوقف على جنب ..
وفيه رجال شايب كبير في السن يأشر .. واهله داخل السياره
هدينا السرعة ووقفنا
خير يا عم
قال ابد .. الكفر مبنشر
ظنيننا انه طالما كبير في السن ما يقدر يغير الكفر ..
خاصة ان اكبر عياله عمره حوالي 11 سنه
قلنا طيب … هات الكفر الأحتياطي نغيره لك
قال … حتى الإحتياطي مبنشر .. والعدة الي ترفع السيارة كمان خربانه …
مدري ويش فيها
مشكلة بمعنى الكلمة .. خاصة انهم منقطعين في الخط ..
واسرة فيها نساء واطفال … ويمكن حتى ماء ما معاهم
هذا الموقف لأي مسلم … هو كنز من الحسنات ..
لأنه من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة … كيف عاد اسرة كاملة في كربة !!!
اخذنا الكفر … وقلنا له بنروح نصلحه في قرية مستورة ..
وخاصة ان بيننا حوالي عشرة كيلوا فقط تقريبا ….
إلا والرجال قال
طيب خذوا الولد معاكم
قلنا له … يا رجال ما يحتاج … بعدين نتأخر …
ولا يصير ظرف تقلقوا عليه .. خلوه معاكم
قال ابدا .. خذوه معاكم
قلنا خير
إلا والولد يسأل ابوه
يبه .. ما عطيتني فلوس للكفر
رد عليه وكأنه احرجه .. قال هه … نسيت الفلوس … ما جبت معي فلوس
رد خويي بسرعه .. اركب اركب .. بعدين وخير
وبعد ما مشينا .. إلا وخويي يسأل الولد
ما شاء الله عليك .. انت سنه كم ؟
قال .. اولى متوسط
قال خير .. طيب ابوك وين شغال …
( عرفت انه يبغى يتحرى عنهم .. هل هم من مستحقي الصدقات …
ام فعلا الأب نسي الفلوس )
قال ما يشتغل .. مريض
قال … خير إن شاء الله
وجلس يتحدث معاه احاديث جانبية … لجل يتحرى عنهم أكثر وبعدين قال
الله يعينكم .. طيب .. ليه ما تغيروا هالكفر وترتاحوا ..
ولا كل كفرات السيارة كذا
رد عليه الطفل بضحكه بريئة .. كل الكفرات كذا .. هذا احسنهم ..
وكل يوم ندور خمسة ريال لجل نصلح كفر
ضحك صاحبنا بسرعه وقال خير إن شاء الله
وصلنا لمستورة .. ووقفنا عند اول محل كفرات ..
ونزلت انا الكفر من السيارة .. إلا وصاحبنا يقول للعامل
حط كفر جديد نفس المقاس
إلا والولد يصرخ .. ليه جديد .. ما عندنا .. ابوي رايح يذبحني
رد عليه خويي .. اقول اسكت ولا كلمة ..
انت معانا مجرد امانه لين نرجعك لأبوك .. والأمانة ماتتكلم ولا تهرج ..
تراني عصبي .. فاهم
قال … طيب
وسأل العامل عن شئ … وقال له العامل ما عندي ..
ادخل البلد أكيد بتلقى
ركبنا السيارة وانا ما ادري وين رايحين .. بس متأكد انه خير
وقفنا عند محل زينة سيارات وقال لنا اصبروا في السيارة
دخل المحل وخرج ومعاه عده لرفع السيارات …
واول ما ركب السيارة … إلا والولد يسأل
حتى انتم عدتكم خربانا ؟
إلا وصاحبي يرد
اقول اسكت ولا كلمة .. انت معانا امانه .. والأمانه ما تهرج .. تراني عصبي
رجعنا للمحل .. كان العامل ركب الكفر الجديد .. إلا وصاحبي يقول للعامل
اعطيني كمان ثلاثة كفرات جديدة .. نخليها اربعة مرة وحده
إلا والولد قام يصارخ .. اربعة .. ياويلي من ابوي ..
رايح يقول انا إلي قلت لك اشتريهم وبعدين نحاسبك
طالع فيه خويي هالمرة بنظرة صارمة وقال …
انا كم مرة اقول لك اسكت …
انت امانه … والأمانة ما تهرج … ولا تقول كلمة .. فاهم .. تراني عصبي …
لا يغرك سكوتي
سكت الولد وهو يطالع يمين و يسار .. ويناظر فيني يبغاني اتكلم ..
بس سويت نفسي ماني شايفه وسكت
جاني خويي وسألني .. معاك مية ريال سلفة أكمل حق الكفرات …
لين نوصل ينبع واعطيك
قلت .. آسف .. سلفه مافي .. تبي مشاركة في الأجر … على عيني وعلى راسي
قال … يا ابن الحلال عيب عليك سلفني مية
قلت … آسف اسلفك لو وصلنا .. لكن هنا مافي غير مشاركه
ناظر فيني وقال
يا ابراهيم .. هالمشوار من يوم لبسنا الإحرام
وانا اسأل الله ان يكتب أجره لأبوي الله يرحمه
يا ابراهييييييييم .. ليه تستكثر علي اني ابر ابوي .. ولو بكفر ..
ويش هالقسوة إلي فيك يا خوي
سكت … ولا قدرت انطق بكلمة وقلت ابشر … اتفضل ..
ويكفي اني مشيت معاك وشلت بيدي .. الله يجزاك كل خير
ركبنا السيارة ورجعنا .. والولد ساكت ولا فتح فمه بكلمة …
إلا وبعدين قال بصوت واطي خايف من خويي
ترى ما عندنا نعطيك حق الكفرات
رد عليه خويي .. ولا يهمك ..
اول ما تخلص مدرسة وتتخرج من الجامعه .. وتتوظف ..
اول ما تأخذ اول راتب اعطيني فلوسي …. .
ولو ما لقيتني اعطيها لأمك زين .. بس هاه علمني ..
انت تصلي ولا ما تصلي ..
ترى لو ما تصلي ما راح اخذ منك ريال
قال .. والله انا اصلي … واسأل ابوي
رد عليه .. خلاص اتفقنا .. وسكتنا … لين وصلنا سيارة ابوه
يوم شافنا ابوه من بعيد … ابتسم وجلس يدعي لنا ..
لكن يوم شافنا ننزل في الكفرات … قام يصارخ في ولده
انت مجنون … انا قلت لك اشتري كفرات .. من وين لنا الحين
إلا والولد يقول .. يبه .. والله قلت له .. بس كلما اكلمه يقول لي ..
اسكت .. انت امانه … والأمانة ما تهرج .. تراني عصبي
إلا وخويي .. يقول يا رجال .. كلنا تصير علينا ظروف ..
بالذات في الطريق تصدق … من يومين بس ..
كنت انا وخويي هذا رايحين المدينة ..
إلا وخلص البنزين لاهو كان معاه فلوس ولا انا …
كلنا نسينا نشيل فلوس
كل واحد معتمد على الثاني …
ولولا رجال الله يستر عليه وقف وعبى لنا بنزين …
واعطانا خمسين ريال احتياط كنا ورطنا .. مثلك بالضبط ..
ثم نظر لي وسألني
مو صح يا ابوعبدالمجيد ؟
طالعت فيه وانا مستغرب … قلت ايه
وبعدين قال … ولو جيتك في البيت ابيك تذبح لي اكبر طلي عندكم
قال ابشر وتعال الحين عشاكم عندنا
قلنا الأيام جايه إن شاء الله … وركبنا السياره على طول …
بدون حتى ما نرد عليه
سألته … متى رحنا المدينة وخلص علينا البنزين
وما كان معانا فلوس ؟؟؟
قال الله يغفر لي .. ويش تبيني اقول .. هذه صدقة عن ابوي الله يرحمه !!!
ما حبيت احرجه قدام الأطفال
قلت طيب
…
كنت خليتنا نرفع له السيارة ونركب الكفر !!!
قال … هذا مشكلة اكبر .. ساعتها بيجلس يدعي لنا …
وكل الحريم في السيارة رايحين يسمعوا ..
طيب ليه نحرجه والا نجرحه؟ .. نمشي احسن …
ونسأل الله ان يتقبلها
وان يرحم ابوي