قال ابن قدامه رحمه الله:
(واعلم أن من هو في البحر على اللوح ليس بأحوج إلى الله والى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله, فإذا حققت هذا في قلبك فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة غير الله)
قال ابن قدامه رحمه الله:
(واعلم أن من هو في البحر على اللوح ليس بأحوج إلى الله والى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله, فإذا حققت هذا في قلبك فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة غير الله)
هل تريد أن يعاملك بالرحمة؟
• قال صلى الله عليه وسلم « الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » رواه الترمذي
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إنما يرحم الله من عباده الرحماء » رواه البخاري.
• ﴿ وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ﴾ (سورة التغابن الآية:14).
• ﴿ وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ﴾ (سورة النور الآية: 22).
• قال صلى الله عليه وسلم « من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل » رواه مسلم.
• وقال عليه الصلاة والسلام « لاتنزع الرحمة إلا من شقي» رواه الترمذي.
رحمة برحمة, و عفو بعفو
هل تريد أن يفرج الله عنك كروب يوم القيامة؟
• قال صلى الله عليه وسلم « من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» رواه البخاري.
• وقال صلى الله عليه وسلم « من نجى مكروباً فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة » رواه أحمد.
احرص على تخفيف الشدائد عن الناس, يخفف الله عنك
هل تريد أن ييسر الله لك كل أمور الدنيا و الآخرة؟
• قال صلى الله عليه وسلم « من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة» رواه مسلم
• وقال عليه الصلاة والسلام « كان فيمن كان قبلكم تاجر يداين الناس، فإن رأى معسراً قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه » رواه البخاري
• قال صلى الله عليه وسلم « من أقال مسلماً أقال الله عثرته» رواه أبو داود
• قال صلى الله عليه وسلم « الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه »
• وقال صلى الله عليه وسلم « من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته » رواه مسلم.
كن للمعسر ميسراً، ييسر الله عليك
هل تريد أن يعاملك الله بالرفق و اللين؟
• قال عليه الصلاة والسلام « من يحرم الرفق يحرم الخير » رواه مسلم.
• قال عليه الصلاة والسلام « اللهم من رفق بأمتي فأرفق به، ومن شق عليهم فشق عليه» رواه أحمد.
• وقال صلى الله عليه وسلم « إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف » رواه مسلم.
أرفق بعباد الله, يشملك برفقه
أتريد أن يعاملك الله بالستر؟
• قال صلى الله عليه وسلم « من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة » رواه مسلم.
• وقال عليه الصلاة والسلام « من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة » رواه ابن ماجة.
• قال صلى الله عليه وسلم « من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله » رواه الترمذي.
• قال صلى الله عليه وسلم « ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته » رواه ابن ماجة.
استر على الناس, يستر الله عليك
الخلاصة:
يعامل الله عبده كما يعامل العبد عباده، فعامل العباد بما تحب أن يعاملك الله به
مهما عاملت العباد بأمر، وجدته عند رب العباد جزاء وفاقاً.
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
الجزاء من جنس العمل
هل تحب أن تعرف لماذا يشتمونه ، لماذا يتنافسون ان يشوهوا صورته أمام العالم و امام المسلمين ، لماذا لماذا ؟؟؟
إذا تتبعت هذة الإسائات ستجد انها كلها تصب في خانة واحدة : انهن يريدون أن يحطموا قدوتنا ، انهم يريدون ان لا يتبقي اي شيء يجمع هذة الأمة ، انهم يرون المتمسكين بهذا الدين يتابعون هدي النبي محمد في كل شيء
تأمل مع ما قالته ملكة الدنمارك
قد نقل مؤلف كتاب "مارجريت" عن الملكة أنها أعربت عن معارضتها "لأولئك الأشخاص الذين يمثل الدين بالنسبة لهم كل حياتهم" منقول من الجريدة".
هل أدركتم أين السر ّ؟؟
السر في انهم يكرهون أن يمثل الدين شيء في حياتك ، يجب ان تكون بلا هوية ، بلا قدوة ، بلا إسوة ، بلا دليل يرشدك الي الحق، بلا نور يخرجك من الظلمات الي النور ، يريدونك إمعة
يريدونك تابع ، يريدون أن يتحكموا بك و لا تقول لهم كلمة واحدة ، تعيش الدنيا مثلهم ، تتبع أهوائهم ، تسير علي نهجهم، لا تقول هذا حلال هذا حرام ، لا تقول نهانا رسول الله ، امرنا رسول الله
بل تكن عبد الدينار عبد الدرهم
اذن هم يريدون تحطيق قدوتك ، عل تعرف كيف يكون ردك ؟؟؟
الرد هو ان تزداد تبعتيك له … ان يكون قدوتك
أن تتبعه في كل شيء .. في ظاهرك و في باطنك
الرد أن تقتفي أثره .. ان تحبه .. أن تترك ما نهاك عنه .. أن تلتزم بأمره
إذا كانو يريدون تحطيم قدوتك فعرفهم من هو قدوتك
عرفهم أنه رسول الله و لن ترضى عنه بديلا
ما هي الخطوات العملية لتحقيق المحبة و الأتباع
حبه صلى الله عليه وسلم درجات! فاعرض نفسك على موازين الوحي؛ تعرف درجتك
قال الله جل وعلا: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة:24).
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله! إنك أحب إلي من كل أحد إلا نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يا عمر حتى نفسك" فقال عمر رضي الله عنه: الآن يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر" (رواه البخاري).
استحضار عظيم فضله وإحسانه صلى الله عليه وسلم على كل واحد منا ، إذ أنه هو الذي بلغنا دين الله تعالى أحسن بلاغ وأتمه وأكمله ، فقد بلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، ورسولاً عن قومه.
عزو كل خير دنيوي وأخروي نوفق إليه ونتنعم به إليه صلى الله عليه وسلم بعد فضل الله تعالى ومنته ، إذ كان هو صلى الله عليه وسلم سبيلنا وهادينا إليه ، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته.
استحضار أنه صلى الله عليه وسلم أرأف وأرحم وأحرص على أمته .قال تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } {الأحزاب : 6}
الالتزام بأمر الله تعالى لنا بحبه صلى الله عليه وسلم ، بل تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين).
الانقياد لأمر الله تعالى بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومناصرته وحمايته من كل أذى يراد به ، أو نقص ينسب إليه ، كما قال تعالى : ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه) .
استحضار النية الصادقة واستدامتها لنصرته ، والذب عنه صلى الله عليه و سلم .
استحضار الثواب الجزيل في الآخرة لمن حقق محبة النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الصحيح ، بأن يكون رفيق المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة ، لقوله صلى الله عليه وسلم لمن قال إني أحب الله ورسوله : ( أنت مع من أحببت ).
الحرص على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر ، وبعد الآذان ، وفي يوم الجمعة ، وفي كل وقت ، لعظيم الأجر المترتب على ذلك ، ولعظيم حقه صلى الله عليه وسلم علينا .
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، مع الوقوف على حوادثها موقف المستفيد من حكمها وعبرها ، والاستفادة من الفوائد المستخلصة من كل حادث منها ، ومحاولة ربطها بحياتنا وواقعنا
تعلم سنته صلى الله عليه وسلم ، بقراءة ما صححه أهل العلم من الأحاديث المروية عنه صلى الله عليه وسلم ، مع محاولة فهم تلك الأحاديث ، واستحضار ما تضمنته تلك التعاليم النبوية من الحكم الجليلة والأخلاق الرفيعة والتعبد الكامل لله تعالى ، والخضوع التام للخالق وحده .
اتباع سنته صلى الله عليه وسلم كلها ، مع تقديم الأوجب على غيره .
الحرص على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في المستحبات ، ولو أن نفعل ذلك المستحب مرة واحدة في عمرنا ، حرصاً على الاقتداء به في كل شيء .
الحذر والبعد عن الاستهزاء بشيء من سنته صلى الله عليه وسلم .
الفرح بظهور سنته صلى الله عليه وسلم بين الناس.
الحزن لاختفاء بعض سنته صلى الله عليه وسلم بين البعض من الناس .
بغض أي منتقد للنبي صلى الله عليه وسلم أو سنته .
تربية الأبناء على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
إنتقاء الأفلام الكرتونية ذات المنهج الواضح في التربية.
تخصيص درس أو أكثر في الأسبوع عن السيرة تجتمع عليه الأسرة.
اقتداء الزوج في معاملة أهل بيته بالرسول صلى الله عليه وسلم.
تشجيع الأبناء على حفظ الأذكار النبوية وتطبيق ذلك.
تشجيع الأبناء على اقتطاع جزء من مصروفهم اليومي من أجل التطبيق العملي لبعض الأحاديث ، مثل : كفالة اليتيم , إطعام الطعام , مساعدة المحتاج.
تعويد الأبناء عل استخدام الأمثال النبوية في الحديث مثل المؤمن كيس فطن , لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , يسروا ولا تعسروا .
وضع مسابقات أسرية عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
تعريف الأسرة المسلمة بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال تطبيق مشروع ( يوم في بيت الرسول).
فمن هو الله؟
الله سبحــانه هو إله جميع المخلوقات وليس لهم إلهٌ غيره، هو سبحانه المُتكفِّل بأمورهم وحده .. يُدبِّر شؤون مملكته الواسعة التي تشمل السموات والأرض .. فهو وحده الخالق، الرازق، المُدبِّر، المالك .. وقد أخبرنا بصفاته جلَّ وعلا، ولكن توجد صفات أخرى لا نعلمها قد استأثر الله تعالى بها في علم الغيب عنده ..
لأن العقل البشري قدرته على الإدراك محدودة، وهناك أشياء أكبر من مقدرته على استيعابها وتخيلُها .. وأولها: الخالق جلَّ وعلا.
فلا يمكن لبشرٍ أن يتصوَّر الله جلَّ جلاله قبل أن يراه يوم القيامة .. لأنه سبحانه {.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
فهو سبحــانه لديه من العظمة والجلال والجبـروت، ما لا يمكن تصوره أو تخيله .. ولم يثني أحدٌ قط عليه الثناء المكافيء لعظمته جلَّ جلاله .. وكل من يحاول الثناء عليه من خلقه وملائكته، فإنما يقتربون فقط من الثناء الذي يستحقه جلَّ وعلا.
ولو جمعنا عبادة الخلق جميعًا من الملائكة والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وسائر الخلق أجمعين من بدء الخلق إلى يوم القيامة، ثمَّ ضاعفناها أضعافًا مضاعفة وقدمناها لله عزَّ وجلَّ لما كافأت ولا قاربت صفةً واحدةً من صفات الله تعالى.
قال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]
فالفضل له سبحانه إذا تقبَّل عباداتنا على ما فيها من نقص وسرحان في الصلاة وبعض الريـاء أحيانًا .. وقد سبقنا هذه العبادة بذنـــوب وألحقناها بذنوبٍ أخرى!
ومع هذا فهو سبحانه يتفضَّل ويقبل هذه العبادة، إذا كانت خالصةً لوجهه الكريم .. مع إن عباداتنا لا تنفعه بشيء، بل نحن الذين نحتاج أن نرتاح بأدائنا للعبادة والاستمتاع بها، ونحتاج لأن نفوز بالجنـــة؛ حتى ننال السعادة الأبديــة.
هو الغني سبحــانه، ونحن الفقراء إليـــه ..
ومع هذا فإنه سبحانه يُغنينــا ويسقينــا ويكرمنا ويهدينــا، وإذا احتجنــا فإنه يُعطينــا .. بل إنه سبحانه وتعالى يحب أن نطلب منه، وكلما طلبنا منه أكثر أحبنا أكثر .. لأن محبته للكرم والجود فوق ما تتصوره العقول، وهذا من جمال أفعاله سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى أجمل ما في الكون .. ولهذا سمى الله نفسه الجميــل، كما أخبرنا بذلك النبي "إن الله جميل يحب الجمال" [صحيح الجامع (1742)]
ويكفي للدلالة على جماله سبحانه، أن كل جمالٍ في هذا الكون ومخلوقاته إنما هو من أثر جمال خالق هذا الكون.
ولهذا كانت أعظم نِعَم أهل الجنة أن يكشف لهم ربهم جلَّ وعلا عن جماله .. وكل من سيُكتب له رؤيته، سيفرح ويسعد سعادةً لم تمر به في حياته أبدًا ..
لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق السعادة وإليه منتهاها؛ ولذلك سُيعطيها لمن جاء إليه وتقرَّب بين يديه، ولن يُعطيها لمن ابتعد عنه ..
وكلما أقتربت من الله تعالى أكثر، زادت هذه السعادة أكثر .. ولهذا كانت الجنة قريبة منه في السماء السابعة؛ لأنها مُستقر السعادة.
وكلما أرتفعت في الجنة أكثر، أقتربت من الذات الإلهية أكثر .. حتى تصل إلى الفردوس الأعلى من الجنة، وهي أسعد مكان في الجنة مع الأنبيـــاء والرسل والشهداء والصديقين .. وسقفها عرش الرحمن.
ومع كل هذه العظمة والجلال والجمال، فإن أكثر من يُعصى ويُخالف ويُعرض عنه هو الله جلَّ جلاله.
ورغم ذلك فهو سبحانه حليمٌ وصبــورٌ على عبــاده .. بل لو تاب أي عاصٍ ورجع إلى الله سبحانه، فإنه يفرح به فرحًا شديدًا ويكرمه غاية الإكرام.
فليس العجب من عبدٍ مملوكٍ يتقرَّب إلى مولاه ويتودد إليه ويبتغي رضاه، بل العجب كل العجب إذا كان السيد هو الذي يتودد إلى عبده ويتحبب إليه بأنواعٍ من العطايا والهدايا .. ومع ذلك العبد يُعْرِض ويصرُّ على الابتعاد وعدم التوبة!!
مع أن العبد لو رفع يديه إلى الله تعالى، لاستحى أن يردهما خائبتين ..
هذا هو إلهنا سبحانه، الذي لا نريد إلهًا غيره ..
هذا هو ربُّنــا، الذي نُعلق آمالنا على رحمته ومغفرته يوم القيامة ..
فإذا كان إلهنا بكل هذا الجلال والجمال، فكيــف نتعامل مع كل هذه العظمة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أعطاك الله المشقّات والمصاعب والمشاكل
فاعلم أن الله يحبك ويريد سماع صوتك في الدعاء
وإن أعطاك الله القليل
فاعلم أن الله يحبك وأنه سيعطيك الأكثر في الآخرة
وإن أعطاك الله الرضا
فاعلم أن الله يحبك وأنه أعطاك أجمل نعمة
وإن أعطاك الله الصبر
فاعلم أن الله يحبك وأنك من الفائزين
وإن أعطاك الله الإخلاص
فاعلم أن الله يحبك فكن مخلصاً له
وإن أعطاك الله الهمّ
فاعلم أن الله يحبك وينتظر منك الحمد و الشكر
وإن أعطاك الله الحزن
فاعلم أن الله يحبك وأنه يخـتبر إيمانك
وإن أعطاك الله المال
فاعلم أن الله يحبك فلا تبخل على الفقير
وإن أعطاك الله الفقر
فاعلم أن الله يحبك وأعطاك ما هو أغلى من المال
وإن أعطاك الله لسان وقلب
فاعلم أن الله يحبك فاستخدمهم في الخير والإخلاص
وإن أعطاك الله الصلاة والصوم والقرآن والقيام
فاعلم أن الله يحبك فلا تكن مهملاً واعمل بهم
وإن أعطاك الله الإسلام
فاعلم أن الله يحبك
إن الله يحبك , كيف لا تحبه ؟؟؟
إن الله أعطاك الكثير .. فكيف لا تعطيه حبك ؟؟؟
الله يحب عباده ولا ينساهم .. سبحان الله
لا تكن أعمى وأوجِد حبّ الله في قلبك
فاعلم أن الله يحبك
وجعله فى موازين حسناتك
فكيف تتعامل مع رحمة الله عزَّ وجلَّ؟
بل قبل ذلك ينبغي أن نسأل أنفسنا: كيف ننـــال رحمة الله جلَّ وعلا؟
أبشروا إخوتي، فإن الحصول على رحمة الله عزَّ وجلَّ يسيــر؛ لأن رحمته سبحانه وتعالى قد وسعت كل شيء وأما غضبه فلم يسع كل شيء .. لأنه القائل سبحانه {.. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ..} [الأعراف: 156]
وهذا ما يليق برحمة أرحم الراحمين، ولولا ذلك لكنا جميعًا خاسرين هالكين ..
فكل من رحمك من أهلك وأحبابك، فإن الله تعالى قد رحمك أكثر منهم وهو الذي أرسلهم إليك رحمةً بك ..
ولو جمعت رحمات الخلق جميعًا، لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع ..
ولن يفوق أحدٌ رحمة ربُّنا سبحانه وتعالى أبدًا، ولا يمكن للواصفين أن يعبروا عن حتى ولو جزءٍ يسيـــر من رحمته التي نشرها في أرجـاء مملكته سبحــانه ..
وقد شرَّف الله عزَّ وجلَّ رحمته وعظمها، بأن جعلها في كتابه الذي فوق العرش .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي" [متفق عليه]
فإن كانت رحمة الله عزَّ وجلَّ قد وسعت كل شيء، ألا تسعك أنت؟
وقد وسعت رحمته من قتل 99 نفسًا، وأنت لم تقتل أحدًا .. فكيف لا يرحمك؟
فإيــــاك أن تيأس من رحمة ربِّكَ أبدًا،،
الكون كله من أوله لآخره مملؤ برحمة الله، كامتلاء البحر بالمـاء وامتلاء الجو بالهواء ..
وليس بينك وبين رحمة الله إلا أن تطلبها منه وسوف يعطيك إيـاها؛ لأنه هو وحده الذي يملكها ..
قال تعالى {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2]
ومن شدة قرب رحمة الله منك، فليس عليك سوى أن تُحسن الظن بربِّك وهو سبحـانه سيكون عند حُسن ظنك ..
فإن ظننت إنه سيرحمك، يرحمك .. وإن ظننت إنه سيعتقك من النار، يعتقك من النار .. وإن ظننت أنه سيدخلك الفردوس الأعلى، يُدخلك الفردوس الأعلى ..
قال في الحديث القدسي "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (4316)]
ويجب أن تُحسن الظن بالله وأنت موقن بذلك .. قال رسول الله "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه" [رواه الترمذي وحسنه الألباني، صحيح الجامع (245)]
فإن أحسنت الظن بربِّك، أعطاك أكثر مما تطلب وترجو .. بشرط أن يكون رجاءً وليس أمانيًا ..
والفرق بين الرجــاء والأماني ..
أن الرجـــاء يقترن بالعمل وامتثال الأوامر .. والرحمة مشروطة بالعمل، كما قال تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82] ..
أما الأماني فهي مجرد ظنون، بلا عمل أو امتثال للأوامر ..
فإن حققت تلك الشروط، تنال رحمة الله عزَّ وجلَّ في الدنيــا والآخرة ..
أما من يصرَّ على الوقوع في الذنوب وعدم التوبة على الرغم من كل هذا الكرم، فهذا لا يستحق أن يُرحَم!
وكيـف تقترب من رحمة الله؟
إذا رَحِمت الناس وعطفت عليهم، ستكون رحمة الله قريبة جدًا منك .. قال رسول الله "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" [رواه أبو داوود وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2256)]
وقال "من لا يرحَم، لا يُرْحَم" [متفق عليه]
فلنتعاهد من الآن على الاجتهاد في تحصيل رحمة الله عزَّ وجلَّ
بإحسان الظن بالله ورحمة الناس
لنلتقي جميعًا بإذن الله تحت رحمته يوم القيــامة،،
قال تعالى: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم
يقول الله عز وجل ما غضبت على أحد كغضبى على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه فى جنب عفوى
ـــــــــــــــــــــــ
أوحى الله لداود
" يا داود لو يعلم المدبرون عنى شوقى لعودتهم ورغبتى فى توبتهم لذابــو شوقا الى
يا داود هذه رغبتى فى المدبرين عنى فكيف محبتى فى المقبلين على
ـــــــــــــــــــ
يقول الله عز وجل
"إنى لأجدنى أستحى من عبدى يرفع الى يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة الى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إنى قد غفرت لعبدى"
ـــــــــــــــــــ
"جاء فى الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصى فيقول يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها فى الرابعة فيقول الله عز وجل الى متى تحجبون صوت عبدى عنى؟؟؟ لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى
ـــــــــــــــــــــ
"ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتى وأنت تخالفنى وتعصانى فإذا رجعت الى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلى وأنا الغفور الرحيم "
ــــــــــــــــــ
"عبدى أخرجتك من العدم الى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل
عبدى أسترك ولا تخشانى، اذكرك وأنت تنسانى، أستحى منك وانت لا تستحى منى. من أعظم منى جودا ومن ذا الذى يقرع بابى فلم أفتح له ومن ذا الذى يسألنى ولم أعطيه. أبخيل أنا فيبخل على عبدى؟ "
ــــــــــــــــ
"جاء أعرابى الى رسول الله فقال له يارسول الله " من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ " فقال الرسول "الله" فقال الأعرابى: بنفسه؟؟ فقال النبى: بنفسه فضحك الأعرابى وقال: اللهم لك الحمد. فقال النبى: لما الابتسام يا أعرابى؟ فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى إذا حاسب سامح قال النبى: فقه الأعرابى".
ــــــــــــــــ
قال أحد الائمة:
"لا تسئم من الوقوف على بابه ولو طردت"
"ولا تقطع الاعتذار ولو رددت"
"فان فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ومد اليه يدك وقل له مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء والمساكين"
قال الله تبارك وتعالى فى الحديث القدسى:
"يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمنى فيقول: فكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستطعمك عبدى فلان أما تعلم انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى"
"يا ابن آدم استسقيتك ولم تسقنى فيقول: فكيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستسقيك عبدى فلان أما تعلم انك لو اسقيته
لوجدت ذلك عندى"
"يا ابن آدم مرضت ولم تعدنى فيقول: فكيف أعودك وانت رب العالمين فيقول: مرض عبدى فلان أما تعلم انك لو عدته
لوجدتنى عنده"
يقول الله تبارك وتعالى:
"يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعمونى أطعمكم
يا عبادى كلكم عار الا من كسوته فاستكسونى أكسكم
يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكم
يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى اغفر لكم
يا عبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكى شيئا
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكى شيئا
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندى الا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر
إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه"
—————
جاء فى الحديث إنه عند معصية آدم فى الجنة ناداه الله
"ي آدم لا تجزع من قولى لك "أخرج منها" فلك خلقتها ولكن انزل الى الارض وذل نفسك من أجلى وانكسر فى حبى حتى إذا زاد شوقك الى واليها تعالى لأدخلك اليها مرة أخرى
يا آدم كنت تتمنى ان أعصمك؟ قال آدم نعم
فقال: "يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلى من أجود برحمتى
وعلى من أتفضل بكرمى، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر
يا آدم ذنب تذل به الينا أحب الينا من طاعة تراءى بها علينا
يا آدم أنين المذنبين أحب الينا من تسبيح المرائيين
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أما بعد..
أخي الحبيب:
هل بكيت يوماً؟
هل تأملت عظيم جنايتك فأسبلت العبرات؟
هل تأملت جميل ستر الله عليك فأطلقت الزفرات؟
هل تأملت عناية الله بك، وإمهاله لك، مع إعراضك عنه، وفرارك منه؟ فسكبت الدموع مع الآهات؟
هل تأملت قوته وضعفك؟، وغناه وفقرك؟، وكماله ونقصك؟، وحياته وموتك؟
هل تأملت شدة عذابه لمن عصاه؟، وحُسن جزائه لمن أطاعة والاه؟
لماذا قحطت مآقينا فلم تسمح بدمعة واحدة؟
لماذا قست قلوبنا، وضاقت صدرونا، وساءت أحوالنا؟
لماذا ثقلت جوارحنا عن الطاعات، ونشطت عند الملاهي والمنكرات؟
أين نحن من سلف هذه الأمة، الذين أحسنوا العمل، وبكوا خوفاً من التقصير والزل، وحذراً من الردِّ والخلل؟
أين نحن من الذين {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [سورة مريم: 58].
أين بكاؤنا عند سماع القرآن؟ أين خشوعنا وخضوعنا لآيات الفرقان؟
{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [سورة الإسراء: 106-109].
فالبكاء من خشية الله دليل الإيمان واستشعار حلاوته، ولذلك فإن الله تعالى أنكر على من استمع آياته وهو يضحك ولا يبكي، فقال تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} [النجم: 59-60].
قال ابن كثير في تفسيره: "ثم قال تعالى منكراً على المشركين في استماعهم القرآن وإعراضهم عنه وتلهيهم: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} من أن يكون صحيحاً، {وَتَضْحَكُونَ} منه استهزاءً وسخرية {وَلَا تَبْكُونَ} أي كما يفعل الموقنون به، كما أخبر عنهم: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 109].
البكاء في السنة:
ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل البكاء من خشية الله، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم» [رواه الترمذي وصحه الألباني].
فهذا دليل على أن البكاء من خشية الله عبادة، وهو من أسباب الفوز بالجنة والنجاة من النار.
نعم أخي الحبيب، لحظة واحدة، تذرف فيها عبرة صادقة، يمكن أن تكون فكاك من النار، فأين هذه اللحظة وأين تلك العبرة؟
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، قال: «ورجل ذكر الله خالياً، فاضت عيناه» [رواه البخاري ومسلم].
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحث أصحابه على البكاء، فعن أنس رضي الله عنه قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء، فخطب فقال: «عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً» [رواه مسلم].
قال: فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومٌ أشد منه، قال: فغطوا رؤوسهم ولهم خنين.
النبي صلى الله عليه وسلم يبكي:
وبكى النبي صلى الله عليه وسلم، وسالت دموعه، وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون منه معصية لله عز وجل، فهو المعصوم المنتقى المختار المنزه عن فعل المعاصي والمنكرات.
قال عبدالله بن الشخير رضي الله عنه: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء" [رواه النسائي وصحه الألباني].
هذا هو بكاء الخشية الشرعي، ليس هو الصراخ والعويل، وإقامة المآتم والنواح، وضرب الصدور وشق الجيوب، ومشابهة أهل الجاهلية، فكل هذا جهل وضلال وبدع ما أنزل الله بها من سلطان.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي القرآن»، قلت: "يارسول الله، أقرأ عليك، وعليك أنزل؟"، قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» [رواه البخاري].
قال بن مسعود: "فقرأت النساء، حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً} [النساء: 41]، قال: فرفعت رأسي فإذا عيناه تذرفان"، وفي رواية: "فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل".
فلم يُحدث النبي صلى الله عليه وسلم صوتاً في بكائه، ولم يعلم به ابن مسعود رضي الله عنه إلا أنه رفع رأسه، وفي بعض الألفاظ أن رجلاً غمزه فرفع رأسه، فرأى دموع النبي صلى الله عليه وسلم تسيل.
هَدْيه في البكاء:
قال ابن القيم رحمه الله: "وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم، فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهمُلا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفاً على أمته وشفقه عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال، مصاحب للخوف والخشية.
ولما مات ابنه ابراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له، وقال: «تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون» [رواه مسلم].
وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض…
وبكى لما مات عثمان بن مظعون…
وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته…
وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته…
وكان يبكي أحياناً في صلاة الليل.
أنواع البكاء:
والبكاء أنواع:
أحدها: بكاء الرحمة والرقة.
والثاني: بكاء الخوف والخشية.
والثالث: بكاء المحبة والشوق.
والرابع: بكاء الفرح والسرور.
والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
والسادس: بكاء الحزن.
والسابع: بكاء الخور والضعف.
والثامن: بكاء النفاق، وهو أن تدمع العين والقلب قاس، فيُظهر صاحبه الخشوع، وهو من أقسى الناس قلباً.
والتاسع: البكاء المستعار، والمستأجر عليه، كبكاء النائحة بالأجرة، فإنها كما قال عمر بن الخطاب: "تبيع عبرتها، وتبكي شجو غيرها".
والعاشر: بكاء المواقة، وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم، فيبكي معهم، ولا يدري لأي شيء يبكون، ولكن يراهم يبكون فيبكي.
وما كان من البكاء مستدعى متكلفاً، فهو التباكي، وهو نوعان:
فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلب، ولخشية الله، لا للرياء والسمعة.
والمذموم: أن يجتلب لأجل الخلق.
وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله، فإن لم تبكوا فتباكوا.
بكاء السلف:
بكيت على الذنوب لعظم جُرمي *** وحُقَّ لمن عصى مرُّ البكاء
فلو أن البكاء يردُّ همي *** لأشعدت الدموع مع الدماء
1-عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، أن أبا بكر رضي الله عنه استسقى في يوم من الأيام، فقدم له قدح من عسل مشوب بالماء، فلما رفعه إلى فيه بكى حتى أبكى من حوله، فسكتوا وما سكت، ثم ازداد بكاؤه، فبكى من حوله، فسكتوا بعد ذلك وسكت، فقالوا: "يا أبا بكر، يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ما الذي أبكاك؟".
قال: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا أحد، وهو يقول بيده: "إليك عني، إليك عني"، فقلت: "يا رسول الله، من تخاطب، وليس ههنا أحد؟"، قال: «هذه الدنيا تمثلت لي، فقلت لها: إليك عني إليك عني»، فقالت: "إن نجوت مني، فلن ينجو مني من بعدك" هذا الذي أبكاني [ذكره ابن حجر في ميزان الاعتدال وقال فيه عبد الواحد بن زيد، ذكر من جرحه].
2-وكان في خد عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء.
وكان إذا قرأ سورة يوسف سمع الناس بكاءه من وراء الصفوف، وبكى هو وأبو الدرداء ليلة حتى طلع الفجر، رضي الله عنهما.
3-وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى تخضل لحيته من البكاء.
4-وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقبض على لحيته ويبكي بكاء الخاشع الحزين.
5-وكان في وجه ابن عباس كالشراكين البالين من الدمع.
محت بعدكم تلك العيون دموعها *** فهل من عيون بعدها نستعيرها
6-وبكى ابن مسعود حتى أخذ بكفه من دموعه فرمى به.
7-وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يطفئ المصباح بالليل ثم يبكي حتى تلتصق عيناه!
8-وبكى ثابت البناتي حتى كاد بصره أن يذهب، فقيل له: "نعالجك على أن لا تبكي"، فقال: "لا خير في عين لا تبكي".
بكى الباكون للرحمن ليلاً *** وباتوا دمعهم ما يسأمونا
بقاع الأرض من شوقي إليهم *** نحنُّ متى عليها يسجدونا
9-وبكى منصور حتى جردت عيناه، وكانت أمه تقول: "يا بني، لو قتلت قتيلاً ما زدت على هذا".
10-وكان الفضيل قد ألف البكاء، حتى ربما بكى في نومه، حتى يسمع أهل الدار!
ورقّت دموع العين حتى كأنها *** دموعُ دموعي لا دموع جفوني
11-وكان أبو عبيدة الخواص يبكي ويقول: قد كبرتُ فاعتقني.
12-وقال يونس بن عبيد: "كنا ندخل على الحسن، فيبكي حتى نرحمه!"
ألا من لعين بكاها على الحمى *** تدفُّ ضروعُ المُزن وهي حلوبُ
بكت وغديرُ الحيِّ طامٍ وأصبحت *** عليه العطاش الحائمات تلوب
وما كنت أدري أن عيناً ركيَّهٌ *** ولا أن ماءَ المأقين شروبُ
13-وقيل لعطاء السلمي: "ما تشتهي؟"، فقال: "أشتهي أن أبكي حتى لا أقدر أن أبكي".
14-وكان أشعث الحراني وحبيب العجمي يتزاوران فيبكيان طوال النهار.
15-كان عبدالواحد بن زيد يقول لعتبة: "ارفق بنفسك"، فيبكي ويقول: "إنما أبكي على تقصيري".
البكاء الذي نريد:
أخي الحبيب:
ليس البكاء الذي نريد هو بكاء النفاق، فتبكي العين والقلب أقسى من الحجر.
وليس البكاء الذي نريد هو بكاء الجزع والضعف والخوف من غير الله.
وليس البكاء الذي نريد هو بكاء الصراخ والعويل والندب.
وليس البكاء الذي نريد هو البكاء السلبي الذي لا يصح خللاً ولا يقوم سلوكاً.
إن البكاء المشروع هو الذي يزيد به الإيمان، فيكسب القلب الرضى والقناعة والخشوع:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [سورة الأنفال: 2].
إن البكاء الذي نريد هو الذي يقرب من الطاعات، ويبعد عن المعاصي والمنكرات، ويصلح الأخلاق، ويزكي الأنفس، ويشرح الصدور، ويأخذ منه المرء أروع الدروس والعبر…
إنه بكاء الإخلاص وصدق المعاملة مع الله عز وجل، فقد قال سفيان: البكاء عشرة أجزاء:
جزء لله، وتسعة لغير الله، فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير! وهذا تنبيه منه رحمه الله على ضرورة الإخلاص، وتحري ذلك، لأن العمل إذا كان لغير الله لم يقبل، وعوقب عليه صاحبه.
قال محمد بن واسع: "إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم"!!
وغلبت أحدهم عيناه، فأخذ المنديل فمسح عينيه وأنفه وهو يقول: ما أشدَّ الزكام، لئلا يُتفطن له.
حاشى الرقيب فخانته ضمائره *** وغيَّض الدمع فانهلت بوادره
وكاتمُ الحبِّ يومَ البينِ مفتضحٌ *** وصاحب الوجد لا تخفى سرائره
اللهم ارزقنا عبرة رقراقة ترحمنا بها، ولا تحرمنا دمعةَ صادقة تسقط من خشيتك، فتسيل بمنِّك ميازيب المآقي على سطوح الوجنات، فتحيا بها قلوبنا، وتزكو نفوسنا، وتنشرح صدرونا، برحتمك يا أرحم الراحمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
,,,, قبل قرائتك أختاه للموضوع اطرحي التعصب والهوى جانبا , فلم تنتشر الضلالات إلا بالهوى والتعصب ,,,,
انتشر في الآونة الأخيرة قناة للأطفال تسمى زورا وبهتانا – طيور الجنة
قناة طيور الجنة – كما تسمى –
هذه القناة صبغت زورا وبهتانا بالصبغة الدينية مع أن برامجها ليست سوى لهو باطل ورقص وغناء وتهريج ولأجل حفظ ماء الوجه وخداع من يرضى ويقبل أن يكون مخدوعا يتم إدراج مقاطع قصيرة من القرآن الكريم أو الآذان بصوت تلك الفتاة
التي تكون قد تعبت من الرقص والغناء !!
أطفال صغار يتحدثون في أمور هي أكبر منهم بكثير وكل ما يقدمونه في فقراتهم ما هو إلا تهريج في تهريج..
هل سيكبرون على حب الله والرسول أم على عشق المغنيات والراقصات؟
هل سيكبرون على حب القرآن أم على حب المعازف والألحان؟
قال ابن القيم في نونيته : حب القرآن وحب ألحان الغناء …… في قلب عبد ليس يجتمعان
وكما قال الشاعر :إذا رأيت شباب الحي قد نشؤا …………….. لا ينقلون قلال الحبر والورقا
ولا تراهم لدى الأشياخ في حلق …………يعون من صالح الأخبار ما اتسقا
فدعهموا عنك واعلم أنهم همج…………….قد بدلوا بعلو الهمة الحمقا
ولا ننسى أن الإنسان يشيب على ما شب عليه وعقل الطفل صفحة بيضاء من السهل رسم أي شيء عليها..
ويقول ابن القيم : ينبغي أن يعود الصغار على ما يفعله الكبار
منذ متى كان الرقص والغناء شعيرة من شعائر الإسلام حتى نربي أولادنا عليها وحتى تصبغ هذه القناة بصبغة دينية؟؟
الدعوة إلى الله بالرقص والغناء شريعة من؟؟
ليت شعري لو شاهدها رسول الله ماذا كان سيفعل ؟ ليت شعري لو شاهدها أبو بكر وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما ماذا سيكون موقفهم !! ليت شعري لو شاهدها الإمام أحمد أو مالك أو الشافعي ماذا سيكون موقفهم !!
يقول الحسن : سأل رجل أبا الدرداء – رضي الله عنه – فقال : لو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا هل كان ينكر شيئا مما نحن عليه ؟ فغضب واشتد غضبه ثم قال : وهل كان يعرف شيئا مما أنتم عليه "
وروى البخاري عن أنس قال :" إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر , إن كنا لنعدها على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من الموبقات "وهذا في زمانهم وهم من القرون المفضلة !! فكيف بزماننا !! فكيف ولو شاهد أنس أو أبو الدرداء قناة طيور الجنة !!
ورضي الله عن ابن عباس حين قال :" ما من عام إلا تظهر فيه بدعة وتموت فيه سنة , حتى تظهر البدع وتموت السنن"
لقد كان السلف يحذرون من التغبير وهو ما أحدثه البعض في ذلك الزمن يقول الإمام مالك : سمعت شيئا يسمونه التغبير يصصدون به عن سبيل الله , وأين التغبير من قناة طيور الحنة
الرقص والغناء هل هو دعوة إلى الله أم دعوة إلى الفجور؟؟
راقصات ومغنيات هذه القناة هل سيصبحن في المستقبل داعيات إلى الله ومربيات للأجيال …أم سيصبحن منافسات لفلانة الماجنة الراقصة ومثيلاتها..
لماذا صبغت هذه القناة بصبغة دينية إسلامية مع أن الإسلام في واد والقناة في واد آخر؟
منقول للأهمية
انا اشغل هاذي القناة لبنتي
على الاقل تخليني اتفرغ شوي بشغل البيت
مع انها لسا عمرها9شهور الله يحفظها
الله يستر بس ويرحمنا
وجزاك الله خير
جزاكى الله خير الجزاء
والحب في الله لا زم من لوازم العقيدة قال صلى الله عليه وسلم:الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان) وهو أس الأخوة و لا شك أن الإسلام ربط بين المسلمين وجعلهم إخوة، قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوةً) وقال: (فأصبحتم بنعمته إخوانا) (سورة آل عمران، الآية:103)، وقال: (فمن عفي له من أخيه شيء)(البقرة:178). فجعلهم كلهم إخوة، وإن حصل ما حصل بينهم من القتال ومن القتل فإنهم -رغم ذلك- لا يخرجون عن هذه الأخوة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). فالمراد أنه يحب له الخير ويكره له الشر، ومعلوم أنه إذا أحب له الخير دلّه عليه، وإذا رأى منه شراً حذّره عنه. فالأخوة في الإسلام هي أن تعرف أن كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويعترف بالعبادات ويفعلها، ويعتقد ما تعتقده من حق الله، فإنه أخٌ لك في الله، وأخ لك في الدين، ولو تباعدت الأنساب أو اختلفت الألوان، فما دمت أنت وهو على دين واحد فإنه أخوك، وإذا كان أخاك فعليك أن تحبه في الله ولله. والله أعلم