السبب الثاني: التكوين النفسي والعقلي . نجد جزء هام يؤثر على استقرار الفرد، هو كيف تربي وكيف نشئ، فالتربية التي تمت تحت ضغوط طائلة تنتج نفسية هشة تعتمد على القيادة من الخارج. وفقد الثقة في النفس يحول الإنسان إلى شلال من المياه المندفعة والتي تخرج من أضعف نقطة، فالبعض يكون نقطة ضعفه في الجنس أو الشراهة في كسب المال أو البحث عن السلطة لإثبات الذات أو البحث عن هوية داخل الجماعة، وبالرغم من عدم التوازن الداخلي الذي يعيش فيه، إلا أن الكثير من الأعمال التي يقوم بها هي تغطية على عدم التوازن الداخلي لديه. فإذا قبلنا أن التكوين النفسي والعقلي والروحي هما عماد انتظام الشخصية السوية، فإن أي خلل في أي عنصر يجعل الفرد رهن للظروف الخارجية للسلوك الغير متزن.
السبب الثالث: الفراغ العاطفي الذي يعيش فيه الفرد. الفراغ العاطفي هو فكرة تملأ العقل، بأن هناك نقص ما يريد إشباعه وربما من أسباب الفراغ العاطفي هو روتينية الحياة العائلية وعدم التفاهم بين الزوجين واستقلال كل فرد عن الأخر، وربما يكون غلاظة الطرف الآخر كالمرأة المسترجلة أو التي تريد أن تمتلك زوجها وتضعه تحت قيود من المراقبة والمحاسبة على كل كبيرة وصغيرة وكأنه طفل آخر بالمنزل عليه أن يخضع لها، وربما يكون إهمال الزوجة لنفسها ومسئوليتها تجاه زوجها وأيضا إهمال الزوج لزوجته والتجاهل التام لها بالرغم من اهتمامه بالآخرين بشكل ملحوظ. وقد لوحظ في بعض حالات الفراغ العاطفي أنها نتجت بسبب ضغوط الحياة المتعددة والمعقدة والتي تتمثل في الأزمات في العمل والقهر الذي يتعرض له، والبعض من الخسارة المادية غير المتوقعه مثلما حدث في البورصة العامية مع ضغوط خاصة بالأسرة من أحداث مأسوية. وآخرون يحاولون أعادة ما ضاع منهم، ولاسيما في مجالات العلاقات العاطفية بدايةً في قبول التعبيرات التي تظهر جمال الشكل كنوع من الإخراج العاطفي إلى أن تصل إلى مستويات من العلاقات الحرجة.
أعراض الأزمة:
• الاهتمام بالجنس الآخر بشكل مبالغ فيه سواء من حيث الوقت الممنوح له أو وقت التفكير فيه، وأيضا الاهتمام بالمظهر الخارجي لجذب الانتباه ولفت الأنظار إليه بالرغم من أن الشخص في سن يكون لفت الأنظار إليه بحياته الحقيقة وانجازاته.
• زيادة الإهمال على مستوى الأسرة والانشغال في الخارج وعدم القدرة على التركيز مع شريك الحياة، ثم يتحول بشكل طبيعي وعادي إلي اقتفاء الأخطاء والتركيز عليها وإظهار الشريك الأخر بأنه مقصر وغير مهتم ولا يبالي باحتياجاته ومشاعره.
• بالنسبة إلى دائرة العمل لهذا الشخص، نرى العشوائية والتخبط وعدم القدرة على تحقيق إنجازات ضخمة، والأخطر هو ظهور المراهق القديم والذي يتمثل في سيطرة المشاعر على التفكير، وبالتالي نجده مرة سعيد ومرة أخرى مكتئب، فنجد السلوك العاطفي في المواقف المختلفة وليس العقل هو المسيطر على سلوك وقرارات الفرد.
• الإتجاه إلى الوحدة والإنطواء أمام أي موقف فيهرب من وسط الجماعة لأنه غير قادر على مواجهة المواقف المختلفة.
العلاج:
• مواجهة الحقيقة: وهي إدراك الفرد بأنه يعبر فيها أو سيدخل فيها (المراهقة المتأخرة)، وعلى الفرد أن يتعامل مع الحقيقة الفسيولوجية لا بنوع من التجاهل أو أنه أكبر من أن يكون هذا الشخص.
• البناء العقلي: من الضروري أن يضع الفرد ما يسمى بالأساسيات أو المبادئ أو وجود خط أحمر في حياته، بمعنى أنه مهما كانت الأسباب الداخلية أو الخارجية لا يقدر أن يتعدها، فالمهم وجود مبادئ وأسس راسخة لا يمكن ولا يجوز التنازل عنها.
• تنمية العقل: من المهم أن يربي الفرد نفسه على إيجاد بديل عن الجسد والعاطفة وذلك بالعمل على تنمية العقل من خلال القراءة الدائمة والإطلاع المتعدد الجوانب (ثقافة الفرد) لكي يكون العقل منشغل بقضايا عامة وخاصة.
• تنظيم الوقت وإدارته: وضع خطة لأهداف اليوم وجدول للعمل التي يمكن القيام بها في اليوم مع عمل تقييم يومي لما تم إنجازه وما لم يتم .. مع وضع الأسباب وهل له علاقة بالموضوع الذي نناقشه أم لا.
• التركيز على الأسرة: منح العائلة الوقت الكافي والاحتماء في الأسرة للحماية والتعبير بكل مشاعر ايجابية لشريك الحياة.
• المعالجة النفسية: عن طريق التركيز على مواجة النفس وتحليل السلوك الشخصي عن الدوافع للأفكار والكلمات والأفعال التي يقوم بها.
:088::3_3_5v[1]: