بسم الله الرحمن الرحيم…
انقلبت السياره المسروقه.. هذه رساله من الله.. صوت غناء وقران وسكران..
كان سبب تديني هذا الموقف..
لكن القصه لاتبدأ هكذا..!
لا أدري من اين ابدأها.. تلح علي نفسي أن أنذر بها العالمين..أجمع..
بأي اسلوب..أو طريقه.. المهم..سأنذر.. سأنصح..
نعم.. فهذا اليوم لا أستطيع أن أنساه..
فهو الميلاد الجديد..إلى الحياة الحقيقيه.. لي ولغيري ممن رأى الموقف..
هو كالأمس مع مرور عام كامل عليه..
في ذاك اليوم رن جهازي الهاتف..استيقظت..
رفعت السماعه..نواف..السياره..المسكر ..المخدر..الدخان..تن تظرك..
طلبت منهم أن يعطوني وقتآ كافيآ للاغتسال ولبس الثياب..
أنهيت المكالمه.. أنتابني إحساس غريب في صدري..
المهم..اتجهت حتى اغتسل ثم اتجهت اليهم والى الجمهور الذي ينتظرني..
ما كدت اجفف شعر رأسي..رن الهاتف.. المتصل(طاره كبير)
جلست وفي يدي الهاتف.. هل أرد أم أرفض..!
أتاني هاجس في صدري.. يناديني من الاعماق..
مهلآ..قبل سير الأقدام .. قبل عض أصابع الندم..
فتشجعت ..ورفضت المكالمه..
لكن مازالت نفسي تؤزني الى المعصيه أزا..
الجمهور..السياره الفارهه من نوع لومينا..الحشيش..المسكر..كل هؤلاء ينتظرونك..!
رفعت السماعه بعد صراع طويل..
أتصلت.. فإذا الهاتف مغلق.. اتصلت.. اتصلت.. لآيوجد رد..!
اتجهت الى الشارع المعروف.. فتصفحت طراز السيارات من نوع لومينا..
لأبحث عن تلك المركبه الفارهه.. فهي من طراز السنه..
فلمحتها.. هناك.. هناك.. فأقتربت منها.. فإذا بالحشود والجماهير..
أقتحمت جسدي بين تلك الأجساد..لأرى الفاجعه..
أجساد مغرقه.. وأشلاء مفرقه..!
أرسلت بصري.. أمعنت نظري.. لأتأكد..!
نعم.. إنهم هم..!
دق قلبي.. أمتقع لوني.. أحسست بخفقه وصلت لنخاع عظمي..السياره قد انقلبت..
سرت اتجاههم.. بخطوات ذاهلات.. انهم هم هم..!!
يالله..
الأول.. منتثر المخ.. مثلوغ الرأس..
الثاني.. الثالث.. أجسادهم مفرقه.. الدم يتدفق من تحت جلودهم..
إلا الرابع.. فقد ولى هاربآ.. ليقلى حتفه.. في مكان اخر..
يالله.. تزاحمت التساؤلات في قلبي.. حتى ماعدت اتحير في الاجابه عليها..
أهذا الوقت وقت صلاة المغرب.. العشاء..؟
لا.. الساعه الثانيه ليلا..
أهي كرامه.. أم حسن خاتمه..! لآأدري.. لآأدري..
إني أسمع..أيات..قران..كلام الله..
يجملها نبرات اسفه..خاشعه.. مع ترداد
ومن أين.؟ من سيارة أصحابي..!
سكران..غناء..قران..!!
سألت أحد من عاين الموقف من بدايته إلى نهايته..
رد علي قائلآ:
مازلوا يجوسون بها شوارع الحي..
ويقودونها بسرعه جنونيه.. صوت الاغاني تصدح من خلالها..
حتى أتى قدر الله.. فأنقلبت السياره..
وأثناء تقلبها.. تبدلت الموسيقى والغناء.. إلى بكاء وقران..
قلت: كيف ذلك؟؟
قال: خرجت اسطوانه المسجل الغنائيه مباشره.. فعمل المذياع على"إذاعة القران"
فقد سرقت هذه السياره من شاب متدين مستقيم..
ألتفت مباشره.. ياإلهي لاأصدق أذني.. ماذا أسمع.. غير معقول.؟
سرت قشعريره في كل ذره من جسدي..
إنه الله.. يخاطبني بنفسي..نعم أنا..أنا..أنا
والله..أني أسمع من بين حطام تلك السياره.. صوتاً يدعوني.. يناديني..
إنه الله.. (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا). ويردد القارئ هذه الايه ويبكي..
كان الصوت عالي.. مرتفع.. فكانت الموعظه.. بالصوت والصوره..
دارت عيون الحاظرين في المعاجر .. وجفت الألسن والحنآجر ..
وتزاحمت تلك الخواطر
من بين ستة الآف آيه .. كيف آختيرت هذه الآيه مع تردادهآ ..؟
إنه الله .. نعم الله .. الله
كيف لو أني نزلت .. وشربت .. وعصيت رب العالمين !!
بأي وجه ألقآه ..؟!
أبالتفحيط .. السكر .. بتفريطي في صلوآتي
آنقطعت تلك الخواطر .. إزاء أسئله كثيره برزت لي ..
هل بعد هذه النصيحه السماويه .. الالهيه نصيحه ..؟!
الى اين تذهب ..؟ لماذا تعيش ..؟ وماغاية هذه المطاف ..؟
وفيم هذه الحياة ..؟!
واشتدت بي الحيره .. ولم آستطع الآجآبه ..
إلا بالفعل ..
نعم ضحيت لله .. فها انا أقلج الرسول في شكله
لحيته .. ثوبه .. آخلاقه
آستقمت على دين الله .. فاللهم ثبتني على درب الاستقآمه والهدى ..
يا آرحم الرحمين .. ( ان الذين قالو ربنا الله ثم استقاموا تنزل عليهم … )
نعم ..
فكانت هذه القصه هي سبب استقامت على هذا الدين ..
واستقامو عدد ليس بالقليل ممن حضر ذلك الموقف ..!!
فكأن شبابهم أذان.. وموتهم إقامه.. وأنا لست على طهاره.. كأن الله يناديني..
(مالكم لاترجون لله وقارا)
إي والله سكارى ومانحن بسكارى..
نرى الحق ولانزال حيارى..
جنه ونار..
ولانزال نحتار ونختار.. أفي الله شك.؟
(أفي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم يؤخركم الى اجل مسمى)
أخي الحبيب…
أعلم انك قد استغربت من هذه القصه العجبيه الغريبه..!؟
لكن الأعجب منك أنت..!
نعم أنت.!!
فسؤال أتوجه به الى كل الشباب.. وانت منهم..
ولن أطلب منهم مزيد بحث او كثير عناء..
فكم هي تلك الرسائل الإلهيه..السماويه..التي وعظتك فصدت..!
كم مره..
مررت بسيارتك على تقاطع خطر.؟ وكدت الاصطدام..فستر الستير عليك..
كم مره..
دخلت المقابر.. دفنت.. وغسلت..
كم مره اصابك .. مرض .. حمى .. وعكه
فبرأك الشافي ..
لاتعتقد .. اخي الشاب .. ان الحديث انما الحديث يخص فئه معينه فحسب ..!
ولكني اقول كان السلف الصالح ..
يعدون كل امورهم رسائل من الله ..!!
فكان احدهم يقول .. ( اني أعرف ذنبي بخلق دابتي وزوجتي )
فإذا تعثرت نافته .. اعتبرها رساله إلهيه .. فأستغفر الله
إن اساء خلق زوجته .. اعتبرها رساله إلهيه .. فأستغفر الله
فكيف بمن يدفن .. يمرض .. يغسل .. يسمع .. يرى .. موعظه
اعتقد ان الحازم اللبيب ..
حينها سيسكتشف الداء .. ويبحث عن الدواء ..
وهآهي البدايه بين يديك اخي الشآب ..
فأقبل بسمعك وبصرك حتى النهايه ..
هل السعاده في مركبه فارهه .. اوقصر مشيد ..؟
هل السعاده في زوجه حسناء .. وحديقه غناء ..؟
إني عندما ارفض هذه الامثله او غيرها .. واقول ليست من السعاده .. فإني أغالط نفسي
فإن فيها سعاده وقيته .. وبعضها وهميه .. وهناك سعاده حقيقه ..؟
فهل ستذهب اخي الغالي .. الى الوهمي او الوقتي او الحقيقي ..؟
إني اعرف اجابتك بالطبع هو الحقيقي ..
فدعنا نذهب الى اسعد انسان .. واشرح الناس صدر .. صاحب السعاده الحقيقه .. انه محمد صلى الله عليه وسلم ..
فهل تأملت سيرته .. تأتيه بنته فاطمه فتعطيه كسرة خبز .. فيقول يافاطمه هذا طعامي منذ ثلاثة ايام ..
وتقول عائشه رضي الله عنها .. يمر علينا الهلال والهلالان والثلاثه .. لايوقد في بيت آل محمد النار ..
فهل فهمت هذا الحديث .. بقلبك وقالبك ..؟!
فآل محمد تسع بيوت .. ويعني هذا انه لاتشعل نار لمدة تسعين يوم .. في تسعة بيوت في بيوت النبوه ..
ويقول عمر بن الخطاب كما في صحصح المسلم ( لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلتوي من الجوع مايجد ما يسد جوعه .. من الدقل )
الدقل : هو التمر الرديئ
وكانو يعرفون جوعه بتغير صوته .. وكان يربط الحجرين في بطنه من شدة الجوع ..
فنلخص بهذا انه كان من افقر الناس ولاكنه من اسعد الناس ..
اما تأملت في هذا الحديث الودود ( الم نشرح لك صدر )
انه صدره واسع فسيحآ .. لاضيق فيه .. ولاحرج ولاهم ولاغم ..
بل ملأناه نورآ وسرورا وحبورآ ..
بماذا بالمركبه الفارهه .. او بالمال او العيال او الدنيا ..
كلا وربي .. انما بالدين .. وطاعة ربي العالم ..
كي اقضي على الضيق ..؟!
الاصل في المؤمن السعاده ولانشراح .. لكن الدنيا يعتريها مايعتريها من افراح واتراح .. وضيق وانشراح ..
وكان النبي صلي الله عليه وسلم .. يأتيه مثل ذلك .. فتأمل في الداء والدواء ..
كان النبي صلى الله عليه وسلم .. صبورآ وحليمآ على نيل السفهاء ..
وعجرفة الجبابره .. وتطآول التافهين .. واعراض المتكبرين .. ومقت الحسده ..
وتجهم القرآبه .. لكن يبقى انه انسان .. يفرح ويحزن .. ويسعد ويشقى ..
يضيق صدره من الكلمه النابيه .. والعباره الجارحه .. لآنه انسان .. صلى الله عليه وسلم ..
فكان يأتيه جاره .. فيتكلم في عرضه .. ويأتيه عمه فيتهمه بالجنون .. وصاحبه في الجاهليه فيتنكر له ..
ويرمى بالحجاره .. من قبل الصبيان .. ويطرد من بلاده ..
وتوضع في شعره ولحيته ………….. ويخنق عند الكعبه..
فكان يضيق صدره من أمور الحياة..
فأرشده الشافي إلى علاج يشفي الغليل.. قال الله مواسياً له:
( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون )
فأين أذهب يارب.؟
هل اقارف الاثام أو أواقع الحرام.!!
هل أطيع النزوات الشهوانيه..والخطوات الشيطانيه.؟
لا إنما أرشده الى ..(فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)
نعم السجود.. علاج للاكتئاب والغموم والضيق والهموم
لاعقايقر ولاحبوب.. إنما سجود لعلام العيوب.. يكشف الكروب
فهل فهمت ياحزين يامكروب.؟
فلماذا السجود.!!
أين الركوع.. والوقوف منه.. وغيرها من أركن الصلاة..
إن من المعروف.. أن الحبيب يسكن فؤاده بمقدار قربه من محبوبه..ويضطرب بمقدار بعده..
وهذا بين المخلوقات مع بعضها البعض..
فكيف اذا كان ذلك الحب بين الخلوق والخالق.؟
(وأقرب مايكون العبد لربه وهو ساجد) ..
وعنوان حياة اهل الايمان والحب (يحبهم ويحبونه)
فأقرب طريقه ليكون الانسان محبوباً من مولاه وهو ساجد ..(فأسجد وأقترب)
واذا اقتربت ايه أحبك واذا أحبك شرح صدرك..
فليتك تحلو والحياة مريره وليتك ترضى والايام عضاب
وليت الذي بيني وبينك عامٌ وبيني وبين العالمين خراب
اذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
نفعني الله واياكم…
من ايميلي..
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
هدفي في الحياة رضى الإله