التصنيفات
منتدى اسلامي

كلمات تقيك من المصائب في الأهل والمال بأذن الله عزوجل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاء رجل الى ابي الدرداء (رضي الله عنه)فقال ياابا الدرداء قد احترق بيتك فقال ماحتراق لم يكن الله عزوجل ليفعل ذاك بكلمات سمعتهن من رسول الله(صلى الله عليه وسلم)وقد قلتهن اليوم ثم قال انهضوا بنا فانتهوا الى داره وقد احترق ماحولها ولم يصبها شيء وهذه هي الكلمات قال النبي (صلى الله عليه وسلم)0من قال حين يصبح وحين يمسي ((اللهم انت ربي لا أله ألا انت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ماشاء الله كان ومالم يشاء ان يكن ,ولاقوه ألابالله العلي العظيم.اعلم أن الله على كل شيء قدير.وأن الله قد أحاط بكل شيء علما.اللهم أني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابه أنت أخذ بناصيتها أن ربي على صراط مستقيم))لم يصبه في نفسه ولا اهله ولاماله شيء يكرهه..رواه ابن السني عن أبي الدرداء رضي الله عنه.:428:




بارك الله فيك



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

المصائب، وعلاج حرِّها وحزنها

قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155].

وفي "المسند" عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "ما من أَحَدٍ تصيبُه مصِيبَةٌ؛ فيقولُ: إنَّا لله وإنَّا إليه رَاجِعُونَ، اللهم أجرنِي في مُصيبَتى وأخلفْ لي خيرًا منهَا؛ إلا أجاَرَه الله في مصِيبَتِهِ، وأخلفَ لهُ خَيرًا منها".

وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب، وأنفعه له في عاجلته وآجلته، فأنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته.

أحدهما: أن العبد وأهله وماله ملكٌ لله -عز وجل- حقيقة، وقد جعله عند العبد عارية، فإذا أخذه منه، فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير.

وأيضًا فإنه محفوف بِعَدَمينِ: عدم قبله، وعدم بعده، وملك العبد له متعةٌ معارة في زمنٍ يسير.

وأيضًا فإنه ليس الذي أوجده من عدمه، حتى يكون ملكه حقيقةً، ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده، ولا يبقى عليه وجوده، فليس له فيه تأثير، ولا ملك حقيقي.

وأيضًا فإنه متصرفٌ فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي، لا تصرف الملاك، ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي.

والثاني: أنَّ مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولا بد أن يخلِّف الدنيا وراء ظهره، ويجيء ربه فرداً كما خلقه أول مرة بلا أهل ولا مال ولاعشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات، فإذا كانت هذه بداية العبد وما خُوِّله ونهايته، فكيف يفرح بموجود، أو يأسى على مفقود؟! ففكره فى مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء

ومن علاجه: أن يعلم علم اليقين أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه. قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى أَنْفُسِكُمْ إلاَّ فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا، إنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22].

ومن علاجه: أن ينظر إلى ما أُصيبَ به؛ فيجد ربَّه قد

أبقى عليه مثله، أو أفضل منه.

وادَّخر له إن صبرَ ورضِىَ ما هو أعظمُ من فوات تِلك المصيبةِ بأضعافٍ مُضاعفة.

وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هى.

ومن عِلاجه: أن يُطفئَ نارَ مصيبته ببرد التأسِّى بأهل المصائب.

وليعلم أنه فى كل وادٍ بنو سعد؛ ولينظر يَمْنةً، فهل يرى إلا مِحنةً؟

ثم ليعطف يَسْرةً، فهل يرى إلا حسرةً؟

وأنَّه لو فتَّش العالَم لم ير فيهم إلا مبتلىً، إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه.

وأنَّ شرورَ الدنيا أحلامُ نوم أو كظلٍّ زائلٍ، إن أضحكتْ قليلاً، أبكتْ كثيراً، وإن سَرَّتْ يوماً، ساءتْ دهراً، وإن مَتَّعتْ قليلاً، منعت طويلاً، وما ملأت دارًا خيرةً إلا ملأتها عَبْرة، ولا سرَّته بيومِ سرور إلا خبأتْ له يومَ شرور.

قال ابن مسعود -رضى الله عنه-: "لكل فرحةٍ تَرْحة، وما مُلِىءَ بيتٌ فرحاً إلا مُلِىءَ تَرحًا".

وقال ابن سيرين: "ما كان ضحكٌ قَطٌ إلا كان من بعده بُكاء".

وقالت هند بنت النُّعمان: لقد رأيتُنا ونحن مِن أعزِّ الناس وأشدِّهم مُلكاً، ثم لم تَغِبِ الشمسُ حتى رأيتُنا ونحن أقلُّ الناس، وأنه حقٌ على الله ألا يملأ داراً خَيْرة إلا ملأها عَبرة.

وسألها رجلٌ أن تُحَدِّثه عن أمرها؛ فقالت: أصبحنا ذا صباح، وما فى العرب أحدٌ إلا يرجونا، ثم أمسينا وما فى العرب أحد إلا يرحمُنا.

وبكت أختها حُرقَةُ بنت النُّعمان يومًا، وهى فى عِزِّها، فقيل لها: ما يُبكيكِ، لعل أحدًا آذاك؟ قالت: لا، ولكن رأيتُ غَضارة فى أهلى، وقلَّما امتلأت دارٌ سروراً إلا امتلأت حُزنًا.

قال إسحاق بنُ طلحة: دخلتُ عليها يومًا، فقلتُ لها: كيف رأيتِ عبراتِ الملوك؟

فقالت: ما نحنُ فيه اليومَ خيرٌ مما كنا فيه الأمس، إنَّا نجِدُ فى الكتب أنه ليس مِن أهل بيت يعيشون فى خيْرة إلا سيُعقَبون بعدها عَبرة، وأنَّ الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بَطَن لهم بيوم يكرهونه، ثم قالت:

فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأَمْرُ أَمْرُنَا … إذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ
فَأُفٍّ لِدُنْيَا لاَ يَدُومُ نَعِيمُهَا … تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ الجزع لا يردها، بل يُضاعفها، وهو فى الحقيقة من تزايد المرض.

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ فوت ثواب الصبر والتسليم، وهو الصلاةُ والرحمة والهداية التى ضمِنَها الله على الصبر والاسترجاع، أعظمُ مِن المصيبة فى الحقيقة.

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ الجَزَعَ يُشمت عدوه، ويسوء صديقه، ويُغضب ربه، ويَسرُّ شيطانه، ويُحبط أجره، ويُضعف نفسه، وإذا صبرَ واحتسب أنضى شيطانه، وردَّه خاسئاً، وأرضى ربه، وسرَّ صديقه، وساء عدوه، وحمل عن إخوانه، وعزَّاهم هو قبل أن يُعَزُّوه. فهذا هو الثَّباتُ والكمال الأعظم؛ لا لطمُ الخدودِ، وشقُّ الجيوب، والدعاءُ بالوَيْل والثُّبور، والسخَطُ على المقدور.

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ ما يُعقبه الصبرُ والاحتساب من اللَّذة والمسرَّة أضعافُ ما كان يحصُل له ببقاء ما أُصيبَ به لو بقى عليه، ويكفيه من ذلك بيتُ الحمد الذى يُبنى له فى الجنَّة على حمدِهِ لربِّه واسترجاعه؛ فلينظرْ: أىُّ المصيبتين أعظمُ؟ مصيبةُ العاجلة، أو مصيبةُ فواتِ بيتِ الحمد فى جنَّة الخلد؟

وفى الترمذى مرفوعاً: "يَوَدُّ ناسٌ يَوْمَ القيامة أنَّ جُلُودَهُم كانت تُقْرَضُ بالمقارِيض فى الدُّنيا لما يَرَوْنَ من ثوابِ أهلِ البلاءِ".[2]

وقال بعضُ السَّلَف: "لولا مصائبُ الدنيا لورَدْنا القيامة مفاليس".

ومِن عِلاجها: أن يُرَوِّح قلبه برَوْح رجاء الخَلَفِ مِن الله، فإنَّه من كُلِّ شىء عِوَض إلا الله، فما مِنه عِوَضٌ؛ كما قيل:

مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إذَا ضَيَّعْتَهُ عِوَضٌ … وَمَا مِنَ اللهِ إنْ ضَيَّعْتَهُ عِوَضُ
ومن عِلاجها: أن يعلم أنَّ حظه من المصيبة ما تُحدثه له، فمن رضى، فله الرِّضى، ومن سخِط، فله السَّخَط، فحظُّك منها ما أحدثته لك، فاختر خيرَ الحظوظ أو شرَّها؛

فإن أحدثت له سخطًا وكفرًا؛ كُتِب فى ديوان الهالكين.

وإن أحدثت له جزعاً وتفريطاً فى ترك واجب، أو فى فعل مُحَرَّم، كُتِبَ فى ديوان المفرِّطين.

وإن أحدثتْ له شكايةً وعدم صبرٍ؛ كُتِبَ فى ديوان المغبونين.

وإن أحدثتْ له اعتراضًا على الله، وقدحًا فى حكمته؛ فقد قرع باب الزندقة أو ولَجه.

وإن أحدثت له صبرًا وثباتًا لله، كُتِبَ فى ديوان الصابرين.

وإن أحدثت له الرِّضى عن الله، كُتِبَ فى ديوان الراضين.

وإن أحدثت له الحمدَ والشكرَ، كُتِبَ فى ديوان الشاكرين، وكان تحتَ لواء الحمد مع الحمَّادين.

وإن أحدثت له محبةً واشتياقاً إلى لقاء ربه، كُتِبَ فى ديوان المُحبِّين المخلصين.

وفى "مسند الإمام أحمد" والترمذىِّ، من حديثِ محمود بن لبيد يرفعه: "إنَّ اللهَ إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُم، فمَن رَضِىَ فَلَهُ الرِّضى، ومَن سَخِط فَلَهُ السُّخْطُ". زاد أحمد: "ومَن جَزِع فَلَهُ الجَزَعُ"[3].

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنه وإن بلغ فى الجَزَع غايتَه، فآخِرُ أمره إلى صبر الاضطرار، وهو غيرُ محمود ولا مُثاب.

قال بعض الحكماء: العاقلُ يفعل فى أوَّل يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام، ومَن لم يصبْر صَبْرَ الكِرَام، سلا سُلُوَّ البهائم

وفى "الصحيح" مرفوعًا: "الصَّبْرُ عند الصَّدْمَةِ الأُولى"[4].

وقال الأشعث بن قيس: إنك إن صبرتَ إيمانًا واحتسابًا؛ وإلا سَلَوْتَ سُلُوَّ البهائِم.

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ أنفع الأدوية له موافقةُ ربه وإلهه فيما أحبَّه ورضيه له، وأن خاصيَّة المحبة وسِرَّها موافقةُ المحبوب؛ فمَن ادَّعى محبة محبوب، ثم سَخِطَ مَا يُحِبُّه، وأحبَّ ما يُسخطه، فقد شهد على نفسه بكذبه، وتَمقَّتَ إلى محبوبه.

وقال أبو الدرداء: إنَّ الله إذا قضى قضاءً، أحب أن يُرضَى به.

وكان عِمران بن حصين يقول فى عِلَّته: أحَبُّهُ إلىَّ أحَبُّهُ إليه، وكذلك قال أبو العالية.

وهذا دواءٌ وعِلاجٌ لا يَعمل إلا مع المُحبِّين، ولا يُمكن كُلّ أحد أن يتعالج به.

ومِن عِلاجها: أن يُوازِن بين أعظم اللَّذتين والتمتعين، وأدْوَمِهما: لذَّةِ تمتعه بما أُصيب به، ولَذَّةِ تمتُّعه بثواب الله له؛

فإن ظهر له الرجحان، فآثر الراجِحَ؛ فليحمدِ الله على توفيقه.

وإن آثر المرجوحَ مِن كل وجه؛ فليعلم أنَّ مصيبتَه فى عقله وقلبه ودينه أعظمُ مِن مصيبته التى أُصيب بها فى دنياه.

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ الذى ابتلاه بها أحكمُ الحاكمين، وأرحمُ الراحمين، وأنه سبحانه لم يُرسل إليه البلاءَ ليُهلكه به، ولا ليُعذبه به، ولا ليَجْتاحَه؛ وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه، وليسمع تضرُّعه وابتهالَه، وليراه طريحاً ببابه، لائذاً بجنابه، مكسورَ القلب بين يديه، رافعاً قصصَ الشكوى إليه.

قال الشيخ عبد القادر: يا بُنَىَّ! إنَّ المصيبةَ ما جاءت لِتُهلِكَكَ، وإنَّما جاءت لتمتحِنَ صبرك وإيمانَك؛ يا بُنَىَّ! القَدَرُ سَبُعٌ، والسَّبُعُ لا يأكل الميتةَ.

والمقصود: أنَّ المصيبة كِيرُ العبدِ الذى يُسبَك به حاصله، فإمَّا أن يخرج ذهبًا أحمر، وإمَّا أن يخرج خَبَثًا كله؛ كما قيل:

سَبَكْنَاه ونَحْسِبهُ لُجَيْنًا … فأَبْدَى الْكِيرُ عَنْ خَبَثِ الْحَدِيدِ
فإن لم ينفعه هذا الكِيرُ فى الدنيا، فبيْنَ يديه الكِيرُ الأعظم، فإذا علم العبد أنَّ إدخاله كِيرَ الدنيا ومَسبكَها خيرٌ له من ذلك الكِير والمسبك، وأنه لا بد من أحد الكِيرَين، فليعلم قدرَ نعمة الله عليه فى الكِيصر العاجل.

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّه لولا مِحَنُ الدنيا ومصائبُها؛ لأصاب العبدَ مِن أدْواء الكِبْرِ والعُجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سببُ هلاكه عاجلاً وآجلاً، فمن رحمةِ أرحم الراحمين أن يتفقَّده فى الأحيان بأنواع من أدوية المصائب، تكون حِمية له من هذه الأدواء، وحِفظًا لصحة عُبوديتهِ، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحانَ مَن يرحمُ ببلائه، ويبتلى بنعمائه؛ كما قيل:

قَدْ يُنْعِمُ اللهُ بِالْبَلْوَى وَإنْ عَظُمَتْ … وَيَبْتَلِى اللهُ بعْضَ الْقَوْمِ بِالنِّعَمِ
فلولا أنَّه سبحانه يداوى عباده بأدوية المحن والابتلاء؛ لطَغَوا، وبَغَوْا، وعَتَوْا، واللهُ سبحانه إذا أراد بعبد خيرًا سقاه دواءً من الابتلاء والامتحان على قدر حاله يستفرِغُ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذَّبه ونقَّاه وصفَّاه، أهَّلَه لأشرفِ مراتب الدنيا؛ وهى عبوديتُه، وأرفع ثواب الآخرة؛ وهو رؤيتُه وقُربه.

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ مرارةَ الدنيا هى بعينها حلاوةُ الآخرة، يَقلِبُها الله سبحانه كذلك، وحلاوة الدنيا بعينها مرارةُ الآخرة، ولأَنْ ينتقل مِن مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خيرٌ له من عكس ذلك.

فإن خَفِىَ عليك هذا؛ فانظر إلى قول الصادق المصدوق: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكَارهِ،وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ"[5].

وفى هذا المقام تفاوتت عقولُ الخلائق، وظهرت حقائقُ الرجال، فأكثرُهم آثرَ الحلاوةَ المنقطعة على الحلاوة الدائمة التى لا تزول، ولم يحتمل مرارةَ ساعةٍ لِحلاوة الأبد، ولا ذُلَّ ساعةٍ لِعزِّ الأبد، ولا مِحنةَ ساعةٍ لعافيةِ الأبد؛ فإنَّ الحاضر عنده شهادةٌ، والمنتظر غيبٌ، والإيمان ضعيفٌ، وسلطانُ الشهوة حاكم، فتوَلَّد من ذلك إيثارُ العاجلة، ورفضُ الآخرة، وهذا حال النظر الواقع على ظواهر الأُمور، وأوائلها ومبادئها.

وأما النظر الثاقب الذى يَخرِق حُجُب العاجلة، ويُجاوزه إلى العواقب والغايات، فله شأنٌ آخرُ.

فادع نفسك إلى ما أعدَّ الله لأوليائه وأهل طاعته من النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، والفوز الأكبر، وما أعدَّ لأهل البطالة والإضاعة من الخزى والعقاب والحسرات الدائمة، ثم اخترْ أىُّ القسمَيْن أليقُ بك، وكُلٌ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ، وكُلُّ أحد يصبُو إلى ما يُناسبه، وما هو الأَوْلَى به.

ولا تستطِلْ هذا العلاج، فشدةُ الحاجة إليه من الطبيب والعليل دعت إلى بسطه، وبالله التوفيق.

المصدر: زاد المعاد من هدي خير العباد




الله يجزاااك خير على الموضوع الرائع



خليجية



جَزَاْك اللهُ خَيْراً
وَجَعَلَهَـآ فِي مِيزَانْ حَسَـنَآتِكْ




التصنيفات
منوعات

كيف تتعامل مع المصائب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى :
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}
[الروم: 36]

كيف تتعامل مع المصيبة إذا حلت:
1- افتح مصحفك، لتعزي نفسك بالقرآن عن كل فائت،
واختر سورة أو آيات تسليك وتهون عنك وقم بتلاوتها.
في ذلك يقول عليه الصلاة والسلام:
"ما أصاب عبداً ولا حزن فقال:
… واجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب غمي …"
مسند أحمد

2- قل أدعية الكرب وتفكر في معانيها، وهي:
(من كثرت همومه وغمومه، فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)
سنن الترمذي.
(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)
صحيح أبي داود.
3- استدفع المكروه المتوقع بالصدقة فوراً،
فقد صح عنه (عليه الصلاة والسلام):
"أن الصدقة تدفع البلاء"
و"أن الصدقة تقي مصارع السوء"
و"صدقة السر تطفئ غضب الرب"
وهذا ما كان يفعله النبي (صلى الله عليه وسلم)
إذا خاف أمراً أو مكروهاً، ولتكن صدقتك من جنس المصاب.

فوائد الشدائد :
1- أن في الآلام والمصائب امتحاناً لصبر المؤمن قال تعالى :
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )
البقرة / 214 .

3- المصائب سبب لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات قال صلى الله عليه وسلم :
" ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة ،
أو حطّت عنه بها خطيئة "
رواه مسلم (2572)

وعَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاءِ الثَّوَابَ
لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ .
رواه الترمذي (2402) انظر : السلسلة الصحيحة برقم (2206).

4- ومن حكم المصائب عدم الركون إلى الدنيا ،
فلو خلت الدنيا من المصائب لأحبها الإنسان أكثر ولركن إليها
وغفل عن الآخرة ، ولكن المصائب توقظه من غفلته وتجعله
يعمل لدار لا مصائب فيها ولا ابتلاءات .

5- أن حصول النعمة بعد ألم ومشقة ومصيبة أعظم قدراً عند الإنسان .
مصدر فوائد الشدائد : الإسلام سؤال وجواب

ماهو جزاء الصابر على البلاء؟
البلاء عنوان المحبة..
عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله :
{ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما إبتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط }
[رواه الترمذي].

فالبلاء والأسقام إذا كانت فيمن أحسن ما بينه وبين ربه ورزقه
صبرا عليها كانت علامة خير ومحبه..
{ إذا أراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا.. }
[رواه الترمذي].

قال تعالى في محك آياته "
إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ"
الزمر:10

وجاء في قوله تعالى كذلك
"إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ"
[البقرة:153]

وكذلك
"وَاللّهُ يُحِبُ الصّابِرِينَ "
[ آل عمران:146]

وكذلك
"وَبَشّرِ الصّابِرينَ (155) الّذِينَ إذَآ أصَا بَتتهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ"
[ "البقرة:155-157 ]

رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ..




التصنيفات
منوعات

حكم تمني الموت بسبب المصائب

حكم تمني الموت بسبب المصائب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

الســــــؤال :

إنسان مبتلى في دينه ودنياه ببلاء شديد ، ويخشى الفتنة ، و هـــو يتمنى الموت بشدة منذ زمن طويل كما يتمنى الماء من في المفازة ، وهو يتعاطى أنواعا من الأدوية ، لو ترك بعضها لعدة أيام أدى به إلى الهلاك وبعض الأدوية لو تركها لعدة أشهر لأدى به إلى الهلاك ، وهو يستطيع قتل نفسه بعـدة طرق ولكن يخشى عذاب جهنم ، فهــل يجــوز لــه تـرك التداوي ولا يفعل أي شيء إلا الترك ؟

الجواب :
نوصيك بالصبر على هذا البلاء، واحتساب الثواب عليه من الله تعالى،

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ، فيهــا بشارة للمؤمن

المبتلى إذا هو صبر واحتسب ، فقـد ثبت عــن النبي صـلى الله عليه وسلم أنه قال

« ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر »

رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : « عجبا لأمر المؤمن ،
إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكــان خيرا لـه
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له »
رواه مسـلـــم . وقــال أيضا عليه الصلاة والسلام :
« ما يصيب المؤمن مـن نصب ولا وصب ولا هـــم ولا حــــزن
ولا أذى ولا غم حتـــى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه »رواه البخاري ومسلم.

وقــال أيضا عليه الصلاة والسلام « ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده ومالـــه حتـــى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة » رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

كمــا نوصيك بكثرة الدعاء والإلحاح على الله تعالى بذلك ، مع الأخذ بأسباب الشفاء من أدوية وغيرها.
نـسأل الله أن يجعل عاقبة هذا البلاء لك خيرا ، وأن يمن عليك بالصحة والعافية إنــه قــريب مجيـــب .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله
وصحبه وسلم .




وييييييييين الردووووود حبايبي ..



جزاكي الله خيرا



بارك الله فيكى



يسلمووووو ع المرووووور



التصنيفات
منتدى اسلامي

الى اهل المصائب


إلى أهل المصائب

فلقد قدر الله مقادير الخلائق وآجالهم ونسخ آثارهم وأعمالهم، وقسم بينهم معايشهم وأموالهم، وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، وجعل الإيمان بقضاء الله وقدره ركناً من أركان الإيمان وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله وإرادته وما في الكون كائن إلا بتقدير الله وإيجاده، والدنيا طافحة بالأنكاد والأكدار، مطبوعة على المشاق والأهوال، والعوارض والمحن، هي كالحر والبرد لابد للعبد منها وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155] والقواطع محن يتبين بها الصادق من الكاذب أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:2] والنفس لاتزكوا إلا بالتمحيص، والبلايا تُظهر الرجال، يقول ابن الجوزي: ( من أراد أن تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم )، ولابد من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت، والحياة مبنية على المشاق وركوب الأخطار ولا يطمع أحد أن يخلص من المحنة والألم، والمرء يتقلب في زمانه في تحول النعم واستقبال المحن، آدم عليه السلام سجدت له الملائكة ثم بعد برهة يُخرج من الجنة، وما الابتلاء إلا عكس المقاصد وخلاف الأماني ومنع الملذات، والكل حتماً يتجرع مرارته ولكن ما بين مقل ومستكثر، يبتلى المؤمن ليهذب لا ليعذب، فتن في السراء ومحن في الضراء وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف:168] والمكروه قد يأتي بالمحبوب، والمرغوب قد يأتي بالمكروه، فلا تأمن أن توافيك المضرة من جانب المسرة، ولا تيأس أن تأتيك المسرة من جانب المضرة، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216] فوطن نفسك على المصائب قبل وقوعها ليهن عليك وقوعها ولا تجزع بالمصاب فللبلايا أمد محدود عند الله، ولا تسخط بالمقال فرب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان. والمؤمن الحازم يثبت للعظائم ولا يتغير فؤاده ولا ينطق بالشكوى لسانه، وخفف المصاب على نفسك بوعد الأجر وتسهيل الأمر لتذهب المحن بلا شكوى، وما زال العقلاء يظهرون التجلد عند المصاب لئلا يتحملوا مع النوائب شماتة الأعداء، والمصيبة إن بدت لعدو سرَّ بها وفرح، وكتمان المصائب والأوجاع من شيم النبلاء، فصابر هجير البلاء فما أسرع زواله، وغاية الأمر صبر أيام قلائل، وما هلك الهالكون إلا من نفاذ الجلد، والصابرون مجزيون بخير الثواب وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:96] وأجورهم مضاعفة أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا [القصص:54] بل وأجورهم مضاعفة بلا حساب والله معهم والنصر والفرج معلق بصبرهم.

وما منعك ربك أيها المُبتلى إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا امتحنك إلا ليصطفيك، يبتلي بالنعم، وينعم بالبلاء، فلا تضيع زمانك بهمّك بما ضمن لك من الرزق فما دام الأجل باقياً كان الرزق آتياً، قال تعالى: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا [هود:6] وإذا أغلق عليك بحكمته طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك من الابتلاء يرفع شأن الصالحين وبعظم أجرهم، يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟ قال: { الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة } [رواه البخاري] وطريق الابتلاء معبر شاق، تعب فيه آدم، ورمي في النار الخليل، واضجع للذبح إسماعيل، وألقي في بطن الحوت يونس، وقاس الضر أيوب، وبيع بثمن بخس يوسف، وألقي في الجب إفكاً وفي السجن ظلماً، وعالج أنواع الأذى نبينا محمد ، وأنت على سنة الابتلاء سائر، والدنيا لم تصف لأحد ولو نال منها ما عساه أن ينال يقول النبي : { من يرد الله به خيراً يصب منه } [رواه البخاري] قال بعض أهل العلم: ( من خلقه الله للجنة لم تزل تأته المكاره )، والمصيبة حقاً إنما هي المصيبة في الدين وما سواها من المصائب فهي عافية، فيها رفع الدرجات، وحط السيئات، والمصاب من حُرم الثواب، فلا تأس على ما فاتك من الدنيا فنوازلها أحداث وأحاديثها غموم وطوارقها هموم، الناس معذبون فيها على قدر همهم بها، الفرح بها هو عين المحزون عليه، آلامها متولدة من لذاتها، وأحزانها من أفراحها.

يقول أبو الدرداء: ( من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها )، فتشاغل بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل أو اعتذار عن زلل أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب وتلمح سرعة زوال بليتك تهن فلولا كرب الشدة ما رجيت ساعة الراحة، وأجمع اليأس مما في أيدي الناس تكن أغناهم، ولا تقنط فتخذل وتذكر كثرة نعم الله عليك، وادفع الحزن بالرضا بمحتوم القضاء فطول الليل وإن تناهى فالصبح له انفلاج، وآخر الهم أول الفرج، والدهر لا يبقى على حال بل كل أمر بعده أمر وما من شدة إلا ستهون، ولا تيأس وإن تضايقت الكروب فلن يغلب عسر يسرين، واضرع إلى الله يسرع نحوك بالفرج، وما تجرع كأس الصبر معتصم بالله إلا أتاه المخرج.

يعقوب عليه السلام لما فقد ولداً وطال عليه الأمد لم ييأس من الفرج، ولما أُخذ ولده الآخر لم ينقطع أمله من الواحد الأحد، بل قال عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً، وربنا وحده له الحمد وإليه المشتكى فلا ترجو إلا إياه في رفع مصيبتك ودفع بليتك، وإذا تكالبت عليك الأيام وأغلقت في وجهك المسالك والدروب وإذا ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها قلب وجهك في ظلمات الليل في السماء وارفع أكف الضراعة وناد الكريم أن يفرج كربك، ويسهل أمرك وإذا قوى الرجاء وجمع القلب الدعاء لم يرد النداء أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] وتوكل على القدير والجأ إليه بقلب خاشع ذليل يفتح لك الباب، يقول الفضيل بن عياض: ( لو يئست من الخلق لا تريد منهم شيئاً لأعطاك مولاك كل ما تريد )، إبراهيم عليه السلام ترك هاجر وابنه إسماعيل بواد لا زرع فيه ولا ماء فإذا هو نبي يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وما ضاع يونس مجرداً في العراء، ومن فوّض أمره إلى مولاه حاز مناه، وأكثر من دعاء ذي النون لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87] يقول العلماء: ( ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه )، يقول ابن القيم: وقد جُرب من قال: رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين سبع مرات كشف الله ضره، فألق كنفك بين يدي الله وعلق رجاءك به وسلم الأمر للرحيم واسأله الفرج واقطع العلائق عن الخلائق وتحر أوقات الإجابة كالسجود وآخر الليل، وإياك أن تستطيل زمن البلاء وتضجر من كثرة الدعاء فإنك مبتلى بالبلاء متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء فالفرج قريب، وسل فاتح الأبواب فهو الكريم وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وهو الفعال لما يريد، بلغ زكريا عليه السلام من الكبر عتياً ثم وُهب بسيد من فضلاء البشر وأنبيائهم، وإبراهيم بشر بولد وامرأته تقول عن حالها أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً، وإن استبطأت الرزق فأكثر من التوبة والاستغفار فإن الزلل يوجب العقوبة، وإذا لم تر للإجابة أثراً فتفقد أمرك فربما لم تصدق توبتك فصححها ثم أقبل على الدعاء فلا أعظم جوداً ولا أسمح يداً من الجواد، وتفقد ذوي المسكنة فالصدقة ترفع وتدفع البلاء، وإذا كُشفت عنك المحنة فأكثر من الحمد والثناء، واعلم أن الاغترار بالسلامة من أعظم المحن فإن العقوبة قد تتأخر والعاقل من تلمح العواقب فأيقن دوماً بقدر الله وخلقه وتدبيره واصبر على بلائه وحكمه واستسلم لأمره.

فالزمان لا يثبت على حال والسعيد من لازم التقوى، إن استغنى زانته وإن افتقر أغنته وإن ابتلى جملته، فلازم التقوى في كل حال فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة، ولا في المرض إلا العافية، ولا في الفقر إلا الغنى، والمقدور لا حيلة في دفعه، وما لم يُقدر لا حيلة في تحصيله، قال تعالى: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [التوبة:51] والرضا والتوكل يكتنفان المقدور، والله هو المتفرد بالاختيار والتدبير، وتدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه، وهو أرحم به منه بنفسه، يقول داود بن سليمان رحمه الله ( يُستدل على تقوى المؤمن بثلاث: حسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر فيما قد فات )، ومن رضي باختيار الله أصاب القدر وهو محمود مشكور ملطوف به، وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به، ومع هذا فلا خروج عما قدر عليك، قيل لبعض الحكماء ما الغنى؟ قال: قلة تمنيك ورضاك بما يفكيك. وقال شريح رحمه الله: ما أصيب عبد بمصيبة إلا كان لها فيها ثلاث نعم: أنها لم تكن في دينه، وأنها لم تكن أعظم مما كانت، وأنها لا بد كائنة وقد كانت.

أسأل الله العظيم أن يفرج كربك، ويكشف غمك، ويجبر كسرك، وأن يعوضك خيراً من مصيبتك، وأن يرفعك بها درجات في دنياك وأخراك.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




الصبر جميل

مشكوره




بارك الله فيك وجزاك كل خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

الى من لديه مصيبة ابعد الله المصائب عنكم

الى من لديه مصيبة
ابعد الله المصائب عنكم
~
~
~
~
~
~
~
~
~

لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلى العظيم لا اله الا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم

ياحى يا قيوم … برحمتك استغيث اصلح لى شأنى كله ولا تكلنى الى نفسى طرفة عين

لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن ..واعوذ بك من العجز والكسل .. واعوذ من الجبن والبخل … واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال

خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

المصائب إذا قابلها الإنسان بالص بر

إن المصائب إذا قابلها الإنسان بالصَبر
دون احتساب الأجر ؛ صارت كفارة لذنوبه ..

وإن صَبَر مع احتساب الأجر ؛
صارت بالإضافة إلى تكفير الذنوب .. أجراً وثواباً ..

و معنى الاحتساب :
أن يعتقد في نفسه أن هذا الصبر سوف يثاب عليه،
فيحسن الظن بالله، فيعطيه الله عز و جل ما ظنه به.




جزاك الله الف خير



شكرا لمرورك



جزاكم الله خيرا



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

* ھكذا ھو الصبر عند المصائب♡̷

أب توفت أبنتہ الصغيرة
، أبتسم وفي عينيہ الدموع
وقال : هناك في الآخرة سأطرق باب الجنة وستفتحہ هي لي !

* ھكذا ھو الصبر عند المصائب♡̷




اللهم ارزقنا الصبر على المصائب والشدائد
جزاك الله خيرا



جميييل جدا
(انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)



شكرا لكم



التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

دعاء اخرجني من اكبر المصائب

بنات هاذا الدعاء والله لما ادعيه
حتى لو اكن في اكبر مصيبه والحمدلله
اطلع منها بسلام انا طبعا جبته لي صديقتي
الله يحفظها

(( لا حول ولا قوة الا بالله…..
بسم الله الذي لايضر مع اسمه
شي في الارض ولا في السماء وهو
السميع العليم ))

طبعا تقوليه 3 مرات وربي المعين انشاء الله

يارب اكون افدتكم بشي يرضيكم




الله يكفينا وأياك والمسلمين والمسلمات مصائب الدنيا



امين يارب العالمين
تسلمي يا قمر



جزاك الله خيرا



الخير يجمعنا ان شاء الله



التصنيفات
المواضيع الخاطئة في القسم الاسلامي وتصحيحها

المصائب كنوز الرغائب

خليجية& عن أم العلاء رضي الله عنها قالت عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأنا مريضه
فقال أبشري يا أم العلاء, فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الفضة )
وليس معنى ذلك أن نربي جراثيم الأمرض في أجسامنا ونترك التداوي بحجة أن المرض يحط الخطايا
والذنوب , وإنما على العبد أن يطلب الشفاء ويتلمس الدواء , مع الصبر على الأمراض وإحتساب الآلام
عند الله عز وجل ,
والنظر إليها على أنها رصيد من الحسنات تدخر في صحيفته , وهو ما تعلمه لنا تلك الصالحه"
وعلى أن تصبر على فقدان الأحبه من زوج ولد, وفي الحديث :
"(إن الله لايرضى لعبده المؤمن , إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب , بثواب دون الجنه )
وإذا فقدت زوجها أو ولدها أو أحد من أهلها فإن الله قد استرد عبده وهو أولى به ,
وم المال والأهلون إلا ودائع
ولابد يوما أن ترد الودائع

__________________