الصالات محجوزة بالكامل وسباق بين الأغنياء لتقديم الاغلى ثمناً
"الزواج الصيفي" يلهب جيوب المصريين.. والبديل "أفراح إسلامية"
خيار آخر
القاهرة- د ب أ
ساهم تزايد أعداد المصريين المقبلين على الزواج في "استنفاذ" كامل الفنادق وقاعات الأفراح، وحتى الأندية التي تقام فيه حفلات الاعراس، والتي يطلق عليها محلياً اسم "الأفراح"، خاصة في فصل الصيف، عملاً بالمثل العاميّ "حصيرة الصيف واسعة"، في إشارة إلى إمكانية السهر وإقامة الحفلات في الهواء الطلق.
وتشير أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر إلى أن عقود الزواج في الصيف الماضي بلغت 66 ألف و426 عقد زواج، أي أن ما يزيد على 132 ألف مصري ومصرية دخلوا قفص الزوجية خلال صيف 2022.
وبجولة سريعة على الفنادق والأندية وقاعات الأفراح التي تقام فيها في العادة "الأفراح"في مصر، يتبين بوضوح أن هذه الأماكن باتت "كامل العدد" بسبب الإقبال الشديد على إقامة هذه الحفلات خلال فصل الصيف.
وعلى عكس ما كان معهودا في الماضي، لم تعد هناك أيام محددة للأفراح مثل الخميس والجمعة والأحد، فقد باتت القاعات التي تقام فيها الأفراح محجوزة مقدما طوال أيام الأسبوع طيلة شهور الصيف.
ويلجأ البعض من محدودي الدخل أو من قاطني الأحياء الشعبية لإقامة حفلات الزفاف في الشوارع ، ولكن الأمر في هذه الحالة لا يخلو من سلبيات، بسبب الإزعاج الذي تسببه هذه الحفلات لسكان المنطقة التي يقام العرس فيها.
وعلى الجانب الآخر، هناك حفلات زفاف تقام في فنادق من فئة الخمس نجوم وفي قرى ومنتجعات سياحية أو في فيلات خاصة، وهي حفلات تصبح في كثير من الأحيان حديثا للصحف المهتمة بأخبار المجتمع، نظرا للمبالغ الباهظة التي تنفق عليها، سواء لاستقدام نجوم كبار لإحيائها أو لأنواع الأطعمة التي تقدم للمدعوين، والتي قد يستورد بعضها من الخارج.
غير أن الكثيرين في مصر باتوا ينتقدون الإنفاق المغالى فيه على حفلات العرس، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وتقول نهى علي، وهي طالبة جامعية ، إن "العريس والعروس أولى بكل شيء في بداية حياتهما الزوجية" مشيرة إلى أن "هناك بعض العرسان يتبرعون بنفقات حفل عرسهم للمستشفيات ودور الأيتام ليكسبوا ثوابا كبيرا في بداية حياتهم.. وهذا دور مجتمعي على الجميع القيام به".
وتلفت نهى الانتباه إلى ما يسمى بـ"الأفراح الإسلامية" التي يراها البعض حلا لمشكلة ارتفاع نفقات حفلات العرس، قائلة إن هناك الكثير من قريباتها وصديقاتها توافقن على إقامة هذه الأفراح والتي تستهدف "إدخال الفرح على العائلتين وليس إثقال كاهل العرسان وأسرتيهما بمصاريف مالية ضخمة".
خيار آخر
وتنقسم "الأفراح الإسلامية" إلى نوعين أحدهما، أولهما يلجأ إليه محدودو الدخل، ويتمثل في عقد القران في أحد المساجد أو الأندية المهنية مع زفة بسيطة تحييها فرق الإنشاد الديني التي لا تستخدم سوى الدفوف. وبعض هذه الأفراح يقام في العراء أيضا ويقتصر على مكبرات صوت وتسجيلات لأناشيد دينية وأغاني أفراح إسلامية مع توزيع الحلوى على المدعوين.
أما النوع الثاني الذي يلجأ إليه الميسورون والأغنياء فيتمثل في عقد القران في مقر مشيخة الأزهر أو دار الإفتاء، أو إحدى قاعات المساجد الكبرى، على أن يقام حفل العرس في قاعات مخصصة لـ"الأفراح الإسلامية" في الفنادق الكبيرة تحييه فرق إنشاد متخصصة.
وتقول د.نيرمين رجب الأستاذة بكلية الاجتماع جامعة عين شمس إن مصر تشهد "انتشار الأفراح الإسلامية على نطاق واسع.. بحيث أصبح لهذا النوع من الأفراح طقوس أيضا على غرار أفراح الفنادق ولكن مختلفة، حيث تتضمن هذه الطقوس دق الدفوف وإلقاء أحد علماء الدين المدعوين خطبة دينية قبل عقد الزواج".
وأرجعت نيرمين ازدياد الإقبال على هذا النمط من حفلات العرس إلى "انتشار التدين بين فئات الشعب المصري بشكل كبير من جهة ، ولرخص تكاليفها مقارنة بأفراح الفنادق من جهة أخرى".
ويقول سامح الدفراوي ، وهو أحد الشبان الذين لجأوا إلى هذا النوع من الأفراح، إن "الهدف الأول هو إرضاء الله والبعد عما يحدث في الأفراح الحالية من محرمات واختلاط ورقص وإسراف غير مبرر".
ولكن ياسر عبد الفتاح ، وهو مهندس كمبيوتر وعريس جديد ، ينفي أن يكون الهدف الأساسي هو خفض التكاليف كما يقال "بدليل انتشار إقامة الأفراح الإسلامية في الفنادق وحجز قاعتين وليس قاعة واحدة، للرجال وللنساء، مما يتكلف أكثر".
ومن جهتها، تقول الموظفة أمل سعد إن "الأسر المصرية تختار، منذ عدة سنوات، عقد الزواج في أحد المساجد الكبرى في حضور عدد من الأهل والأصدقاء، حيث يتم العقد في هدوء باستثناء الزغاريد، وذلك توفيراً للنفقات في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير وارتفاع تكاليف الزواج عموما".