أعداد الملائكة
الملائكة خلق كثير ولا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم قال تعالى : (( وما يعلم جنود ربك إلا هو ))
وقد وردت بعض النصوص التي تفيد كثرة أعدادهم فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء بعد مجاورته إلى السماء السابعة ( ثم رفع بي إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم ) وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زحام ,, مع كل زحام سبعون ألف ملك يجرونها ))
وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ قال لهم : (( تسمعون ما أسمع ؟ قالوا : ما نسمع من شيء ! قال : إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط وما فيها شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم ))
أسماء الملائكة
ورد في الكتاب الكريم والسنة المطهرة أسماء بعض الملائكة فمن ذلك :
جبريل عليه السلام
قال تعالى : (( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤني من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ))
وجبريل عليه السلام هو الأمين على وحي الله تعالى يرسله الله به إلى الأنبياء والرسل ,, وقد أثنى الله عليه في القرآن أحسن الثناء وصفه بأجمل الصفات .. فقال تعالى : (( فلا أقسم بالخنس . الجوار الكنس . واليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس . إنه لقول رسول كريم . ذي قوة عند ذي العرش مكين . مطاع ثم أمين )) ,, فوصفه بأنه رسول وأنه كريم عنده ,, وأنه ذو قوة ومكانة عند ربه سبحانه ,, وأنه مطاع في السماوات ,, وأنه أمين على الوحي ,, فمن كرمه على ربه : أنه أقرب الملائكة إليه .. وقال بعض السلف : " منزلته من ربه منزلة الحاجب من الملك "
ومن قوته : " أنه رفع مدائن قوم لوط على جناحه ,, ثم قلبها عليهم ,, فهو قوي على تنفيذ ما يؤمر به غير عاجز عنه إذ تطيعه أملاك السماوات فيما يأمرهم به عن الله تعالى .. وصفه بالأمانة يقتضي صدقه ونصحه ,, والقاءه إلى الرسل ما أمر به من غير زيادة ولا نقصان ولا كتمان وقد جمع له بين المكانة والأمانة والقوة والقرب من الله تعالى
وقال تعالى في وصفه : (( علمه شديد القوى . ذو مرة فاستوى ))
قال ابن عباس رضي الله عنهما : " ذو منظر حسن ,, وقال قتادة : " ذو خلق حسن ,, وقال ابن جرير : " عنى بالمرَّة صحة الجسم وسلامته من الآفات والعاهات , والجسم إذا كان كذلك من الإنسان كان قويا " .. وكان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا في صورة الصحابي الجليل " دحية الكلبي " ,, وأتاه مرة في صورة أعرابي كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه مسلم .. وكانت اليهود عليهم لعائن الله يعادون هذا الرسول الكريم فعاداهم الله بسبب عداوتهم له .. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم انا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل ,, قال : " هاتوا " ,, قالوا : أخبرنا عن علامة النبي ؟ قال : ( تنام عيناه ولا ينام قلبه ) ,, قالوا : أخبرنا كيف تؤنّث وكيف تذكّر ؟ قال : ( يلتقي الماآن فإذا علا ماء الرجل ماء أذكرت ,, وإذا علا ماء ماء الرجل آنثت ) قالوا : أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال :
( كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا " قال بعضهم : يعني : الإبل فحرم لحومها ) قالوا : صدقت ,, قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال : ( ملك من ملائكة الله عزوجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمر الله ) ,, قالوا : فما هذا الصوت الذي يُسمع ؟ قال : ( صوته ) ,, قالوا : صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك ؟ قال : ( جبريل عليه السلام ) ,, قالوا : جبريل ,, ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان … فأنزل الله عزوجل : ( من كان عدوا لجبريل ) إلى آخر الآية الكريمة .. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في صورته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق ,,, فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رأيت جبريل صلى الله عليه وسلم وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل الدر والياقوت )) ,, وعنه رضي الله عنه قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل وله ستمائة جناح ,, وعنه رضي الله عنه قال : (( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها سدّ الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم ))
ميكائيل
قال تعالى : (( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ))
وميكائيل عليه السلام هو الموكل بالقطر أي : بالمطر والنبات
إسرافيل
وهو الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق ,, وهؤلاء الأملاك الثلاثة هم رؤساء الملائكة ,, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل , فاطر السماوات والأرض , عالم الغيب والشهادة , أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون , اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )) قال ابن القيم : " فتوسل إليه سبحانه بربوبيته العامة والخاصة لهؤلاء الأملاك الثلاثة الموكلين بالحياة ,, فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح ,, وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان ,, واسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد ماتهم ,, فسأله رسوله بربوبيته لهؤلاء أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه لما في ذلك من الحياة النافعة ))
مالك
وهو الموكل بالنار وهو خازن النار ,, قال تعالى : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ))
منكر ونكير
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قُبر الميت " أو قال أحدكم " أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير ,, فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ,, فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ,, ثم يقال له : نم ,, فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ؟ فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ,, حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وان كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون فقلت مثله . لا أدري ,, فيقولان : قد كنا نعلم انك تقول ذلك ,, فيقال للأرض : التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه ,, فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ))
هاروت و ماروت
قال تعالى : (( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين بابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بأذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ))
هاروت وماروت ملكان أنزلهما الله من السماء إلى الأرض وأذن لهما في تعليم السحر اختبارا لعباده وامتحانا بعد أن بين لعباده أن ذلك ما ينهي عنه على ألسنة الرسل ,, وقد امتثل هاروت وماروت لأمر الله لهما فكان الرجل إذا أتى إليهما ليتعلم منهما السحر نهياه أشد النهي وقالا له : (( إنما نحن فتنة فلا تكفر )) ,, وأقاما عليه الحجة بذلك حتى إذا أصر على تعلم السحر منهما فيكون قد هلك عن بينة .. وهذا ما ذهب إليه الإمام الطبري في تفسيره وقد استغرب الحافظ ابن كثير ما ذهب إليه الطبري وقال : " ذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء وأنهما أنزلا إلى الأرض فكان من أمرهما ما كان , وقد ورد في ذلك حديث رواه الإمام أحمد في مسنده رحمه الله وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا فيكون تخصيصا لهما فلا تعارض حينئذ ,, كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق ,, وفي قول إنه كان من الملائكة " وعلى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ملاحظتان :
الأولى : أن القول بأن إبليس كان من الملائكة قول ضعيف لا يصح كما سبق بيانه
الثانية : أن الحديث الذي أشار إليه الحافظ ابن كثير هو ما رواه الإمام أحمد في مسنده : عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أي رب ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) قالوا : ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة : هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فنظر كيف يعملان قالوا : ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت : لا والله ؟ حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك , فقالا : لا نشرك بالله شيئا أبدا ,, فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها ,, فقالت : لا والله حتى تقتلا هذا الصبي ,, فقالا : لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت : لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي ,, فلما أفاقا قالت : والله ما تركتما شيئا أبيتماه علي إلا فعلتماه حين سكرتما ,, فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا )) وهذا الحديث ضعيف لا يصح كما بين ذلك شيخنا الألباني حفظه الله تعالى .. وقد أشار ابن كثير نفسه إلى ضعف الحديث بقوله : هذا حديث غريب من هذا الوجه
وقال أبو حيان الأندلسي : " هذا كله لا يصح فيه شيء والملائكة معصومون (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) (( لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون . يسبحون اليل والنهار لا يفترون ))
وقد روي عن ابن عمر أنه كان إذا رأى الزهرة سبّها ,, وقال : كانت صاحبة هاروت وماروت
قال القرطبي : " وهذا كله ضعيف وبعيد عن ابن عمر وغيره لا يصح منه شيء ,, فإنه تدفعه الأصول ,, والملائكة الذين هم أمناء الله على وحيه وسفرائه إلى رسله (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) (( بل عباد مكرمون . لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )) (( يسبحون اليل والنهار لا يفترون )) ,, وأما العقل فلا ينكر وقوع المعصية من الملائكة , ويوجد منهم خلاف ما كلفوه ويخلق فيهم الشهوات , إذ في قدرة الله تعالى كل موهوم , ومن هذا خوف الأنبياء والأولياء الفضلاء العلماء , لكن وقوع هذا الجائز لا يدرك إلا بالسمع ولم يصح "
وقال الألباني : " وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبو العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم , وقصّها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى , وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها , فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال " .. وقد زعمت امرأة من أهل دومة الجندل أنها رأتهما معلقين بأرجلهما بابل وأنها تعلمت منهما السحر وهما في هذه الحال , في قصة طويلة حكتها لعائشة ولكن مجهولة فلا يوثق بخبرها ..
وقال الألوسي رحمه الله : " والإقدام على تكذيب مثل هذه الدوجندية أولى من اتهام العقل في قبول هذه الحكاية التي لم يصح فيها شيء عن رسول رب البرية صلى الله عليه وسلم "
الحكمة من إنزال الله تعالى لهاروت وماروت
قال الطبري : " فإن التبس على ذي غباء ما قلنا , فقال : وكيف يجوز لملائكة الله أن تعلم الناس التفريق بين المرء وزوجه ؟ أم كيف يجوز أن يضاف إلى الله تبارك وتعالى إنزال ذلك على الملائكة ؟ قيل له : ( إن الله جل ثناؤه عَرّفَ عباده جميع ما أمرهم به , وجميع ما نهاهم عنه , ثم أمرهم ونهاهم بعد العلم منهم بما يؤمرون به وينهون عنه , ولو كان الأمر على غير ذلك لما كان الأمر والنهي معنى مفهوم ,, فالسحر ما قد نهى عباده من بني آدم عنه , فغير منكر أن يكون جل ثناؤه علّمه الملكين الذين سماهما في تنزيله وجعلهما فتنة لعباده من بني آدم كما أخبر عنهما أنهما يقولان لمن يتعلم ذلك منهما (( إنما نحن فتنة فلا تكفر )) ليختبر بهما عباده الذين نهاهم عن التفريق بين المرء وزوجه وعن السحر .. فيمحص المؤمن بتركه التعلم منهما ,, ويخزي الكافر بتعلمه السحر والكفر منهما ويكون الملكان في تعليمهما من علما ذلك لله مطيعين ,, إذا كانا عن إذن الله لهما بتعليم ذلك من علماه يعلمان ,, وقد عبد من دون الله جماعة من أولياء الله , فلم يكن ذلك ضائرا , إذ لم يكن ذلك بأمرهم إياهم به ,, بل عبد بعضهم , والمعبود عنه ناه , فكذلك الملكان غير ضائرهما سحر من سحر من تعلم ذلك منهما بعد نهيهما إياه عنه ,, وعظمتهما له بقولهما (( إنما نحن فتنة فلا تكفر )) إذ كانا قد أديا ما أمرا به بقيلهما ذلك "
وقال الرازي : " السبب في إنزالهما ( أي هاروت وماروت ) وجوه :
أحدهما : أن السحرة كثرت في ذلك الزمان واستنبطت أبوابا غريبة من السحر وكانوا يدعون النبوة ويتحدون الناس بها ,, فبعث الله تعالى هذين الملكين لأجل أن يعلما الناس أبواب السحر حتى يتمكنوا من معارضة أولئك الذين كانوا يدعون النبوة كذبا ولا شك أن هذا من أحسن الأغراض والمقاصد
وثانيهما : أن العلم بكون المعجزة مخالفة للسحر متوقف على العلم بماهية المعجزة وماهية السحر والناس كانوا جاهلين بماهية السحر فلا جرم هذا تعذرت عليهم معرفة حقيقة المعجزة فبعث الله هذين الملكين لتعريف ماهية السحر لأجل هذا الغرض
وأما بابل المذكورة في الآية فهي بابل العراق ,, وهذا ما رجحه الحافظ ابن كثير في تفسيره ,, واستدل على ذلك ما رواه أبو داود أن عليا مر بابل وهو يسير فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر ,, فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة , فلما فرغ قال : ( إن حبيبي نهاني أن أصلي في المقبرة ونهاني أن أصلي بأرض بابل فإنها ملعونة ) قال ابن كثير : " وهذا الحديث حسن عند الإمام أبي داود لأنه رواه وسكت عليه .. فيه من الفقه كراهية الصلاة بأرض بابل كما تكره بديار ثمود الذين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدخول إلى منازلهم إلا أن يكونوا باكين "