السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكد أن تشققات الجلد حالة منتشرة في المنطقة الوسطى د. الرشيد:
المنظفات والمطهرات تؤذي البشرة وتساهم في جفافها
الرياض – هيام المفلح:
حذر الدكتور صالح الرشيد استشاري الأمراض الجلدية بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض من التأثير السلبي للمنظفات والمطهرات، التي تستخدم عادة للنظافة اليومية، على طبيعة الجلد.
وأضاف: إن حساسية المنظفات أكثر انتشاراً بين الفتيات والنساء، وحتى تكون الصورة واضحة، فقد أجريت دراسة، نشرتها إحدى الدوريات الأمريكية، على عدد كبير من هذه المنظفات والمطهرات للسيطرة على العدوى، وقسمت هذه الدراسة المطهرات المستخدمة إلى ثلاثة أقسام: (المحارم الورقية التي تحتوي على الكحول الخالية من الماء- المحارم الورقية التي تحتوي على مواد كيميائية – ومستحضرات غسيل تحتوي على عناصر مضادة للبكتيريا ،الصابون التقليدي والماء).وأثبتت الدراسة أن الصابون التقليدي والماء (فقط) له فعالية قصوى بإزالة الجراثيم من المرة الأولى، بينما احتلت المنظفات الأخرى المرتبة الأخيرة بالتخلص فقط من حوالي نصف الجراثيم.
وكان من توصيات هذه الدراسة ::
أن استخدام المنظفات لا تنظف البشرة، فكل ما تقوم به هو مسح البشرة بمواد كيميائية بينما تظل الجراثيم كما هي!..والخلاصة:
"إن كثرة استخدام المنظفات والمطهرات تؤدي إلى إيذاء البشرة وجفافها بينما الاستخدام المعتدل للماء والصابون الاعتيادي عند الحاجة يؤدي إلى النظافة المطلوبة".
ويوضح د. الرشيد تركيبة الجلد باعتباره خط الدفاع الأول في جسم الإنسان حيث تشارك الإفرازات العرقية والدهنية على سطح البشرة بتكوين طبقة حمضية تساعد في حماية الجلد من العوامل المختلفة مثل الجراثيم بأنواعها، العوامل البيئية مثل الشمس، الرياح، البرودة، وغير ذلك.
وتعتبر المنظفات والمطهرات "قلوية التأثير" تقوم بإزالة الطبقة الحمضية الدهنية، وكذلك الخلايا القرنية السطحية الحاملة للماء فتؤدي إلى تهيج الجلد وتسبب له المشاكل ومنها (تغير مستوى الحموضة ph يؤدي إلى الإخلال بالحماية الجلدية السطحية – الوسط القاعدي يؤدي إلى زيادة البكتيريا – فقدان الماء عبر البشرة يؤدي إلى جفاف والتهابات على سطح البشرة)، وبزوال الطبقة القرنية من خلال سطح البشرة يجعله معرضاً لتلف جهاز الحماية وهذا بدوره يكون مدخلاً للعدوى إلى داخل الجسم، وقد يؤدي هذا الجفاف والتهيج إلى الاكزيما "التهيجية أو الأرجية".
أما عن تأثيرات تقلبات الجوعلى طبيعة الجلد وجفافه فيقول د. الرشيد: ان جفاف الجلد والتشققات المصاحبة له من الحالات المنتشرة بشكل عام خاصة في المنطقة الوسطى لقلة الرطوبة الجوية (أقل من 10% ودرجة الحرارة تتعدى 40درجة مئوية)، خلال فصول السنة بعكس المناطق الساحلية المشبعة بالرطوبة وذات الحرارة المعتدلة. وقد يؤدي هذا الجفاف إلى ظهور الحكة الجلدية مع احمرار التهابي قد يكون موضعيا على شكل سماكة جلدية أو تشققات وتتطور تدريجيا ليتحول إلى لطخات التهابية (اكزيما).
ويشير د. الرشيد إلى أهمية التفرقة بين الجفاف، وبين بعض الأمراض الجلدية الوراثية مثل (جلد السمك، الحرشفي)، والمكتسبة مثل (الصدفية والاكزيما الثلامسية)، والتي قد تعطي نفس الصورة لجفاف الجلد مع التشققات الموضعية حسب شدة المرض المصاحب.
ومن علامات جفاف الجلد وتشققاته يذكر د. الرشيد: (الإحساس بأن البشرة مشدودة وخاصة بعد الاستحمام أو السباحة لفترة طويلة- فقدان الجلد "البشرة" للامتلاء فتظهر البشرة منقبضة وجافة- خشونة البشرة- الحكة الجلدية- ظهور بقع أو قطع قشور جلدية- ظهور خطوط وتشققات سطحية- احمرار التهابي شديد- ظهور تشققات عميقة مع احتمال النزيف الدموي).
أما مسببات جفاف الجلد فيقول د. الرشيد إنها متعددة منها وراثية، ومنها نتيجة التقدم بالعمر، أو لوجود اضطراب في الغدة الدرقية وفقدان الوزن، إضافة إلى التقلبات الجوية، وخاصة في الشتاء مع شدة الرياح ونقص الرطوبة، وللتكييف المنزلي دور في جفاف الجلد "سواء في البرودة أو الحرارة الشديدة"، إضافة إلى دور تكرار الاستحمام اليومي وهوس النظافة والسباحة لفترة طويلة بمياه باردة أو حارة تحتوي على نسبة عالية من الكلور المطهر، وتكرار استخدام المواد المنظفة والمواد الكيمائية، أو إثارة البشرة بأي مواد خشنة أو مخرشة.
ويختم د. الرشيد حديثه بذكر بعض الأمور التي من شأنها أن تقي الجلد من الجفاف، فإذا كانت البشرة جافة يجب الإقلال من عدد مرات الاستحمام (ويفضل كل يومين مرة واحدة، ويفضل استخدام الماء في درجة العادية، وكذلك يفضل الدوش "الشور" على البقاء في المغطس لفترات طويلة)، مع استبدال المواد المنظفة (الصابون) بمواد ترطيبية واستخدام حمامات الزيت، وكذلك استعمال المرطبات والملينات الجلدية بشكل متكرر ومستمر وخاصة بعد الاستحمام، ومن المهم مراجعة وعلاج الأمراض الجلدية المصاحبة في بعض الحالات الشديدة مع ملاحظة أن فترة جفاف البشرة "الجلد" قد تطول وتتكرر خاصة في الشتاء.