أتذكر حديثنا في اليلة الماضية؟ لم يكن حديث عاشقين , وما كان يجدر بك أن تتفوه به. لقد قلت لي : حبنا يجب ألا ينتهي , لذا لابد من إيجاد طريقة نستطيع أن نتواصل بها إن مات أحدنا .. لاشك أن الأمر سيكون غاية في الصعوبة بادئ ذي الأمر لكن أحدنا سيعتاد عليه أليس كذلك؟
أتدرين ماذا سأفعل ساعتها؟ سآتي وأفتح دفتر مذكراتي الذي أعطيتكِ إياه في عيد مولدكِ .. حينها يجب أن تعلمي أني بجوارك . لكن ماذا عنكِ؟
– لقد أخبرتكَ أني سأزوركَ في اليل وأطفئ جميع أنوار منزلك ومن ثم أغلق الأبواب وأفتحها كلها فجأة .. ضحكت كثيراً ثم قلت لي: إذاً من الأفضل ألا تزوريني!!
آه …..
هذا الوطن يستحق الكثير .. فليأخذ الكثير ..
البارحة فقط علمت أنه لا يجب أن يكون هناك مكان للحزن في هذا العالم طالما أنك تحبني .. أنت تعلم أني أحبك .. لم أقل لك تلك الكلمة لكني كنت أشعر بها مع كل بزوغ فجر ونبضة قلب .. كنت أكتفي بالصمت فيخيب أملك كل مرة ..لا أدري لمَ لكني لازلت أشعر بالخوف من الإفصاح ….
أخذنا نركض كطفلين تائهين لا نخشى في هذه الدنيا من أي شيء , قطعنا الكثير من المسافات إلا أننا لم نشعر بالتعب مطلقاً . كيف ونحن نمسك بأيادي بعضنا ؟
أترى أزهار النرجس التي في يدي ؟ إنها لك ..
الجو بارد هنا وقد تمطر في أية لحظة وأنا نسيت أن أحضر المعطف الأرجواني الذي أهديتني إياه البارحة وآه من البارحة , لقد خلت أن اليل سيكون سرمدياً وأننا سنبقى نتحدث عن مستقبلنا إلى الأبد .. كنا نتحدث عن الغد , عن هذا اليوم , وقد أتى لكنك لست معي ….. صحيح أن الناس كثر هنا , إلا أني أحس بالوحشة , لقد تبل التراب وامتلأ بدموعي ..
ألا يكفي اليوم؟ أعدك أني سآتي غداً …
تقبلو تحياتي
مشكوره قلبي