البحث هنا حول مرور الناس على الصراط من جهة سرعتهم والأعمال المهيئة لذلك، والأعمال التي تسبب الحبس على الصراط.
فأول من يُجيزُ( ) الصراط هو نبينا محمد لمقامه وقدره وشرفه عليه الصلاة والسلام، وأول الأمم مُضيًّا على الصراط وجوازًا له هي أمته ، دلَّ على هذا ما ثبت في «الصحيحين» عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته» وهذا لفظ البخاري( )، وفي لفظ آخر له – أيضًا -: «فأكون أول من يُجيزُ»( ). وفي لفظ آخر – أيضًا -: «فأكون أنا وأمتي أوَّل من يُجِيزُها»( ).
أما أول الناس إجازة على الصراط، فهم فقراء المهاجرين، دلَّ على هذا ما رواه مسلم في صحيحه( ) أن النبي سئل: من أول الناس إجازة على الصراط؟ فقال: «فقراء المهاجرين».
أما أول زمرة تجوز الصراط وتعبره إلى الجنة ولعلك أخي القارئ الكريم قد تشوقت إلى معرفتهم وتشوفت للعلم بوصفهم، فهاك خبرهم فإن خبرهم عجيب وله شأن عظيم، حدَّث به الصادق المصدوق ، إذ قال: «نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس فيدعى بالأمم بأوثانها وما كانت تعبد: الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا عز وجل بعد ذلك فيقول: ما تنتظرون؟ فيقولون: نتظر ربنا عز وجل، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى نظر إليه، قال: فيتجلَّى لهم عز وجل وهو يضحك، ويعطي كل إنسان منهم منافق ومؤمن نورًا، وتغشاه ظلمة، ثم يتبعونه معهم المنافقون على جسر جهنم، فيه كلاليب وحسك، يأخذون من شاء، [وفي رواية: تأخذ الكلاليب من شاء]، ثم يطفأ نور المنافقين وينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر، سبعون ألفًا، لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء، ثم كذلك حتى تحل الشفاعة…» الحديث. رواه مسلم والإمام أحمد والفظ له( ).
فهؤلاء هم أول الناس إجازة على الصراط يوم القيامة، فلا يحزنهم الفزع ولا يقلقهم أنهم أول الناس جوازًا، وهم سبعون ألفًا على تلك الصفة في النور عند المرور، أما حالهم وصفهم في الدنيا وكيف كانت سيرتهم، فدونك خبرهم على لسان المعصوم ، فإنه عليه الصلاة والسلام لمَّا أخبر عن هؤلاء السبعين ألفًا بأنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، صار ذلك حديث الناس رغبةً في الحاق بهم، فصل عليه الصلاة والسلام ذلك التباحث مبينًا صفاتهم فقال : «هم الذين لا يسترقون، ولا يكتون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» رواه البخاري ومسلم( ).
والجامع في صفات هؤلاء السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وكونهم قبل ذلك يمرون على الصراط سالمين مسلمين هو أنهم حققوا توحيد الرب سبحانه، فأخلصوا عبادتهم وأعمالهم لله وخلصوا من شوائب الشرك والبدع.
ولو أردنا أن نقف على موضع العبرة عند هذا المبحث فإن الناظر في مدى تحقيق كثير من الناس للتوحيد فإنه يلحظ إخلالاً كبيرًا لفشو أنواع من الشرك والبدع والمعاصي في كثير من البلاد اليوم.
وخاصة ظهور كثير من مظاهر الشرك الأصغر وتساهل الناس به فشا وكثر في مجال الاعتقادات والأعمال والألفاظ نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين، وذلك يوجب على أهل العلم وعموم المسلمين أن يعنوا بمسائل التوحيد ويتدارسوها فيما بينهم لشدة الحاجة إلى ذلك، والله المستعان.
وبعدُ، فلنختم هذا المبحث بشيء من أخبار السلف واستعظامهم للمرو على الصراط.
فقد جاء عن عمر بن الخطاب أنه كان إذا قرأ قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]. بكى، ويقول: رب، أنا ممن تنجي أم ممن تذر فيها جثيًا؟!
وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يقول لامرأته: «يا أم مسلم، شدي رحلك فليس على جسر جهنم معبر» ومراده رحمه الله حثُّها على الاستعداد للمرو على الصراط بالأعمال الصالحة إذ لا طريق غير الصراط لمجاوزة الجحيم، ولا يمكن الجواز إلا بالأعمال الصالحة( ).
وأنشد بعضهم:
أمامي موقفٌ قُدِّام ربي
يَسْأَلني ويَنْكَشِفُ الغِطَاءُ
فأول من يُجيزُ( ) الصراط هو نبينا محمد لمقامه وقدره وشرفه عليه الصلاة والسلام، وأول الأمم مُضيًّا على الصراط وجوازًا له هي أمته ، دلَّ على هذا ما ثبت في «الصحيحين» عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته» وهذا لفظ البخاري( )، وفي لفظ آخر له – أيضًا -: «فأكون أول من يُجيزُ»( ). وفي لفظ آخر – أيضًا -: «فأكون أنا وأمتي أوَّل من يُجِيزُها»( ).
أما أول الناس إجازة على الصراط، فهم فقراء المهاجرين، دلَّ على هذا ما رواه مسلم في صحيحه( ) أن النبي سئل: من أول الناس إجازة على الصراط؟ فقال: «فقراء المهاجرين».
أما أول زمرة تجوز الصراط وتعبره إلى الجنة ولعلك أخي القارئ الكريم قد تشوقت إلى معرفتهم وتشوفت للعلم بوصفهم، فهاك خبرهم فإن خبرهم عجيب وله شأن عظيم، حدَّث به الصادق المصدوق ، إذ قال: «نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس فيدعى بالأمم بأوثانها وما كانت تعبد: الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا عز وجل بعد ذلك فيقول: ما تنتظرون؟ فيقولون: نتظر ربنا عز وجل، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى نظر إليه، قال: فيتجلَّى لهم عز وجل وهو يضحك، ويعطي كل إنسان منهم منافق ومؤمن نورًا، وتغشاه ظلمة، ثم يتبعونه معهم المنافقون على جسر جهنم، فيه كلاليب وحسك، يأخذون من شاء، [وفي رواية: تأخذ الكلاليب من شاء]، ثم يطفأ نور المنافقين وينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر، سبعون ألفًا، لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء، ثم كذلك حتى تحل الشفاعة…» الحديث. رواه مسلم والإمام أحمد والفظ له( ).
فهؤلاء هم أول الناس إجازة على الصراط يوم القيامة، فلا يحزنهم الفزع ولا يقلقهم أنهم أول الناس جوازًا، وهم سبعون ألفًا على تلك الصفة في النور عند المرور، أما حالهم وصفهم في الدنيا وكيف كانت سيرتهم، فدونك خبرهم على لسان المعصوم ، فإنه عليه الصلاة والسلام لمَّا أخبر عن هؤلاء السبعين ألفًا بأنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، صار ذلك حديث الناس رغبةً في الحاق بهم، فصل عليه الصلاة والسلام ذلك التباحث مبينًا صفاتهم فقال : «هم الذين لا يسترقون، ولا يكتون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» رواه البخاري ومسلم( ).
والجامع في صفات هؤلاء السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وكونهم قبل ذلك يمرون على الصراط سالمين مسلمين هو أنهم حققوا توحيد الرب سبحانه، فأخلصوا عبادتهم وأعمالهم لله وخلصوا من شوائب الشرك والبدع.
ولو أردنا أن نقف على موضع العبرة عند هذا المبحث فإن الناظر في مدى تحقيق كثير من الناس للتوحيد فإنه يلحظ إخلالاً كبيرًا لفشو أنواع من الشرك والبدع والمعاصي في كثير من البلاد اليوم.
وخاصة ظهور كثير من مظاهر الشرك الأصغر وتساهل الناس به فشا وكثر في مجال الاعتقادات والأعمال والألفاظ نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين، وذلك يوجب على أهل العلم وعموم المسلمين أن يعنوا بمسائل التوحيد ويتدارسوها فيما بينهم لشدة الحاجة إلى ذلك، والله المستعان.
وبعدُ، فلنختم هذا المبحث بشيء من أخبار السلف واستعظامهم للمرو على الصراط.
فقد جاء عن عمر بن الخطاب أنه كان إذا قرأ قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]. بكى، ويقول: رب، أنا ممن تنجي أم ممن تذر فيها جثيًا؟!
وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يقول لامرأته: «يا أم مسلم، شدي رحلك فليس على جسر جهنم معبر» ومراده رحمه الله حثُّها على الاستعداد للمرو على الصراط بالأعمال الصالحة إذ لا طريق غير الصراط لمجاوزة الجحيم، ولا يمكن الجواز إلا بالأعمال الصالحة( ).
وأنشد بعضهم:
أمامي موقفٌ قُدِّام ربي
يَسْأَلني ويَنْكَشِفُ الغِطَاءُ
وحَسْبِي أنْ أَمُرَّ على صِرَاطٍ
كَحَدِّ السَّيِفِ أسْفَلُهُ لَظَاءُ
فنسأل الله الجواد الكريم أن ينجينا من النار بفضله وكرمه، وأن يجعلنا ممن يردها سالمًا ويجوزها غانمًا وأن يحلنا دار المقامة من فضله، لا يمسنا قبل بلوغها نصب ولا لغوب. وأن يشمل بذلك والدينا والمسلمين والمسلمات.
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
على الموضوع الرائع
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
اللهم اجعلنا من الفائزين بالجنة واحشرنا مع خير الرسل
جزاكي الله خيرا على الموضوووووع