ويسبب الحرمان الشديد من النوم ظاهرة تعرف باسم فترات النوم بالغة الصغر ، التي يقوم فيها الشخص بالنوم لفترات تتراوح بين 500 ميكروثانية وبضع ثوان.
وخلال فترة النوم بالغة الصغر ، يبدو الشخص وكأنه مستيقظ ، ولكن عقله متوقف عن معالجة المعلومات ، ويكون ذلك مصحوبا أحيانا بنتائج كارثية كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أهمية الإغفاءة في مكان العمل ، ويعتقد الدكتور سوشيل باتيل ، نائب مدير مركز جونز هوبكنز لاضطرابات النوم ، أنه ينبغي وضع فترة القيلولة ضمن برامج عمل الأشخاص الذين يعملون في نوبات العمل (المناوبات) الليلية ، ولا سيما في الوظائف التي تتطلب أقصى قدر من اليقظة الذهنية ، مثل مراقبي الحركة الجوية.
وتقول جين جيجر براون مديرة مركز أبحاث الصحة والعمل في كلية التمريض التابعة لجامعة ماريلاند :" إنه يتعين على من يعمل في نوبات عمل طويلة للغاية أن يحصل على فرصة منتظمة للإغفاءة القصيرة ، فالأطباء المقيمون ، على سبيل المثال ، يتم استدعاؤهم حاليا لمدة تصل إلى 30 ساعة متواصلة ، ويمكن أن يناموا أو لا يناموا لبعض من ذلك الوقت".
وأضافت بروان :"بدأت عدة قطاعات الآن تنظر إلى الإجهاد على أنه جزء من خطتها لإدارة المخاطر. ويعتقد البعض أن السماح للعاملين بالنوم أثناء العمل هو أمر سخيف ، ولكن الشيء الأشد سخافة هو أن يكون لديك موظفون ضعاف إلى درجة لا تمكنهم من أداء عملهم".
القيلولة وأداء العمل
وتقول براون في حديث لصحيفة بالتيمور صن :" ان الأبحاث قد أظهرت أن وجود استراتيجية للقيلولة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الدقة والفاعلية".
ووجدت إحدى الدراسات :"ان العمال الذين يعملون في المناوبات الليلية وينامون لمدة 20 دقيقة في الساعة الثالثة صباحا يستطيعون البقاء منتبهين حتى السابعة صباحا".
كما أظهرت دراسة أخرى أن العمال الصناعيين الذين يعملون في المناوبات الليلية الذين ينامون لمدة ساعة خلال الفترة من الساعة الحادية عشرة والنصف مساء إلى الساعة الثالثة والنصف صباحا يتحسن إنتاجهم الوظيفي على المدى الطويل ، حسب ما أعلنته براون. وتضيف :" تتحسن آثار القيلولة مع مرور الوقت ، وذلك لأن العمال يقللون من النقص في فترات نومهم".
وقدمت تجربة ثالثة النوم لمدة 40 دقيقة للطيارين الذي يحلقون فوق المحيطات لعدة ساعات متواصلة في وقت متأخر من الليل. وتقول براون :" لقد ساعدتهم فترة النوم هذه على أن يكونوا أكثر يقظة خلال الـ90 دقيقة الأخيرة والحاسمة من الرحلة".