أكره الذين يجعلون أنفسهم معياراً على أساسه يتم تقييم وتوقع تصرفات الأخرين وتصحيح ما يقومون به !
الذي ينصحني كثيراً إنسان خائف , لا يعتمد عليه , إن ما أفهمه من أي شخص يقوم بنصحي وتذكيري بعواقب الأمور ويتوقع لي أشياء سيئة لكي يحذرني منها , هو في الأصل خائف .. هكذا أراه .. خائف ولا يعتمد عليه .
لولا الخوف والجبن لن يوجد نصيحة في مفاهيم اللغة التي تحدث بها البشر حتى اليوم .
أقسم بالله .
أشعر بالخجل والحقارة والدناءة حين أحاول نصح إبني يزن وهو بعمر ثلاث سنوات فقط , أخجل من القول له " عيب يا بابا " أو لا تسوي كذا .. سو كذا ..
أي شخص ينصحني أحس أنه خواف !!
ألا ترون الطائر يهوي في جوف الماء على السمكة وهي أشد المخلوقات حذراً . ويلتقطها كالقضاء والقدر !
فهل فادها الحذر والقلق والتوجس والفوبيا من كل شيء …
إنه الخوف وليس الحكمة ولا التجربة الخوف بمعناه السلبي !
ولكنا تأثرنا بثقافة ( نصائح الجاهلون). المصيبة ان من ينصحني دائما – لا يكون رأيه سديدا- وبالعادة كما ذكرت توجس.
في ايام مضت كنت ماضي في درب – يعتقد من حولي أني قد فشلت فكرة ما – و حاول العديد من الزملاء نصيحتي أمامي ومن بين يدي و من خلفي.. بعد أن مضت الأيام سقطوا كلهم وأختفوا وبقيت أنا. كأن يقول أترك الشركة ليس فيها مكان للنجاح وبعد كل يوم ارى كل واحد منهم استقال. وبقيت انا . .. ونجحت وبعضم عاد واصبحت مديرة وتندم على نصيحته.
أجمل نصيحة للإنسا ….تكون عندما تحبه وترى قلبه مولع بنجاحك.. عندها لا تكون نصائحه أو مقترحاته – مزعجة- بل تكون من وعي رصين. وهي بالعادة لا تتعدى كونها مقترحات ، أو تصورات .
الناصح اليوم – ليس أمين – بالعادة. الناصح اليوم يتربص بلحضة رومنسية يلين فيها عقلك..لإستماع ..فيقذف قذيفته.. فتصيب العظم. وبعدها لا تتخلص من ضرها ولا تبرى منها ولا تستطيع الإستمرار في طريقك. وقد اصابك بإعاقة .. تتأخر كثيرا للتخلص منها. لأنها ات في وقت كانت اضلعك فيها مرتخية للغاية.
هنا السؤال – أنا لا استطيع ان اغلق ذهني دائما. … و لا استطيع في نفس الوقت الشعور بالراحة بين من يستغل المرونة الشديدة. ما الحل ؟
النصيحة هذه الأيام ما تعتبر شيء مثل ( الإستهتار ) بمستقبل الناس و المقامرة على مبادئ الآخرين. و المجازفة بسماعها خطير. هناك بديل جيد (استشارة) من متخصص كما ذكر ابو يزن. أتذكر اني نصحته مرة بأن يكمل روايته.. وقد وعدته ان لا أنصحه قبلها.. لقد تأثرنا بمن حولنا. وإن كنا نرفض سلوكات من حولنا لا يعني اننا متأثرين بالبيئة و ان بدائلنا السلوكية غير مكتملة في بعض الأحيان أو غير مترسخة.
تبدأ حياتنا بالانتهاء عندما نغض الطرف عن عظائم الأمور
الله يعطيك العافيه
