نشعر في بعض الأحيان – كآباء – بالإحباط عندما نقول أشياء مراراً وتكراراً لأطفالنا ولا يستمعون لما نقول. على العكس، فإن الطفل يسمع جيداُ ولكن عقله يعمل بشكل مختلف في هذه المرحلة العمرية. فنحن كأشخاص بالغين غالباً ما نتوقع من أطفالنا أن يلتزموا بجدول حياتنا اليومي ويتفاعلوا مع العالم من حولهم. ولكن الأطفال ما هم إلا بشرُ مثلنا وعلينا في كثير من الأحيان أن نغيّر من داخلنا حتى نستطيع استيعابهم.
بعض الأشياء التي نحتاج إلى معرفتها:
• ينبغي أن ندرك أن كل الأطفال مختلفون، حتى أطفالك!! فكل طفل له شخصيته المتفردة وطبعه الخاص، الأمر الذي يتضح منذ الولادة. فليس هناك “قاعدة واحدة تناسب الجميع”. ونحن كآباء نحتاج أن نتفهم أطفالنا ونتكيف مع الأمور التي تتناسب مع شخصية كل طفل بشكل أفضل.
• طفلك فى سن 3 سنوات لا يحاول مضايقتك! فقد يبدوا الطفل وكأنه لا يستمع إليك، ,وإنما لابد وأن تدرك كل أم أن السيطرة على الانفعالات وردود الفعل لاتزال مهارات فى طور النمو لدى الطفل في هذه السن. وهذا يرجع إلى أن جزء من المخ (وهو الفص الجبهي) اللازم للقيام بهذه العملية الذهنية لا يزال ينمو ولن يكتمل حتى سن 7 سنوات.
• يجب أن نستغرق وقتاً كافياً لتطبيق استراتيجية الأبوين: ما هو شكل التواصل الحالى مع أطفالنا؟ هل نجد أنفسنا نقول كلمة “لا” ونصرخ فى وجه أطفالنا أكثر مما نتمنى؟
كيفية التواصل مع الطفل بشكل إجابى وفعّال:
• إنزلي لمستوى عين طفلك .. فهذا يجعل من السهل أن تحصلي على انتباه طفلك وتحافظي عليه. فعلى الأرجح عندما تصرخين من بعيد، لن يكون طفلك قد تنبه أنك تتحدثين إليه!
• إعطي طفلك الفرصة في أن يعبر عن نفسه واستمعي إليه، وإذا كان قد أساء التصرف إمنحيه الفرصة لكي يشرح ما فعله قبل التسرع والقفز إلى الاستنتاجات. وإذا كان طفلك لا يملك الكلمات التي يعبر بها عن نفسه، يمكنك مساعدته بطرح بعض الأسئلة التي تتطلب الإجابة بنعم أو لا لفهم ما حدث. كرري ما فهمته من طفلك في جمل قصيرة وواضحة حتى تتجنبي سوء الفهم. فعندما تأخذين مشاعره بمأخذ الجد، فأنت تشعريه بمدى اهتمامك بوجهة نظره وأنك تقدرين أفكاره.
• تجنبي أن تشعريه بالذنب أو الخجل، فالأطفال في هذا السن يتسمون بالحساسية المفرطة تجاه تصرفاتهم. قد يبدو الأمر بسيطاً في أن تُشعري طفلك بالخجل مما يفعله من خلال قول بعض العبارات مثل “أنت دائماً ما تُحدث فوضى من حولك عندما تأكل بنفسك!! أنا التى سأطعمك!” ولكن هذه الاستراتيجية المتبعة من شأنها أن تقلل من ثقة الطفل بنفسه الأمر الذي قد يستمر حتى بلوغه سن الشباب. فبدلاً من ذلك، يمكنك عرض المساعدة في حال حدوث موقف صعب. عندما تعرضين على الطفل المساعدة بدلاً من التسرع في عمل الشىء بنفسك يُشعر هذا طفلك بأنك تحترمين استقلاليته ويقلل من نسبة الجدال التي يمكن أن تحدث.
• عبري عن وجهة نظرك واطرحي بعض البدائل، حيث يمكنك استخدام عبارات مثل “لا أستطيع قراءة الصحيفة وأنت تمزقها هكذا.. احضر قصتك واقرأها بجانبى”. فبهذه الطريقة يمكنك أن تعبري عما تريدين بشكل إيجابي وأن توصلي الرسالة إلى طفلك بشكل واضح، ففى نفس الوقت الذي تطرحى فيه البدائل، أنت تقومين بتوجيه طفلك للانشغال بنشاط آخر مناسب للحظة التي تتحدثين فيها معه.
• كوني مستعدة لتقديم بعض التنازلات. فطفلك له وجهة نظره وأفكاره وقد لا يكون على استعداد لقول كلمة “نعم” في كل مرة تقترحي عليه فعل شئ ما. اسمحي لطفلك أن يطرح البدائل أيضاً، وتناقشي معه إذا شعرت أن هذه البدائل ليست ممكنة أو غير آمنة. اسأليه كيف يرى اقتراحه؟؟ هل يتناسب مع قواعد الأسرة؟ هل يمكن تحقيقه؟ وكيف؟ إذا لم يكن كذلك، يمكنكما اقتراح حل آخر. قد يبدو الأمر صعباً بالنسبة لطفل في سن الثالثة من عمره ولكن قد يفاجئك طفلك!! إنه سيناريو الفوز للجميع!! حيث أن الطفل يستطيع أن يستخدم طوال حياته مهارات التفاوض الذى يتعلمها.
• إشركي طفلك في حال حدوث أي موقف حتى يمكن التوصل سوياً إلى قاعدة جديدة أو أحد الحلول الممكنة. فعلى الأرجح سوف يتفهم الطفل المغزى وراء هذه القاعدة ويلتزم بها. وسوف يكون أيضاً أكثر استعداداً لتقبل عواقب سوء السلوك. فأنت أيضاً تساعدين طفلك في أن يصبح بعد ذلك شاباً يتمتع بالاستقلالية والمسئولية.
• قدمي الاختيارات، فطفلك يمر بمرحلة الاستقلالية وقد يصبح عنيداً عندا تفرضين عليه شيئاً. إعطاء طفلك الفرصة للاختيار يعزز من شعوره بالاستقلالية ويساعد طفلك على اتخاذ القرارات. “يمكنك أن تأخذ حمامك الآن أو بعد تناول العشاء”، “هل تريد ارتداء القميص الأزرق أم الأحمر؟”. حاولي دائماً أن يكون الاختيار قاصر على شيئين في هذه المرحلة حتى تتجنبي شعور طفلك بالحيرة.
كيفية تجنب عدم التواصل والسلوك السئ:
• ضعى قواعد محدودة وواضحة. إذا كانت هناك قواعد زيادة عن اللازم، فعلى الأرجح سوف يتنهي المطاف بطفلك إلى السلوك السئ. فعندما تقولين “لا” طوال الوقت، فإن الكلمة سوف تفقد مضمونها وفعاليتها في الوقت الذي تعنيها بالفعل. حاولي أن تختاري بعض القواعدة الواضحة التي تحافظ على أمان طفلك وفي نفس الوقت تعطي الفرصة لطفلك لاكتشاف الأشياء من حوله. إشركي طفلك ووظفي مهارة التفاوض وتقديم التنازلات عندما تواجهان موقف جديد معاً.
• وفري البيئة المناسبة. الآن وقد تعرفت على الأسباب وراء عدم تحكم طفلك في ردود فعله، حاولي أن توفري مناخ مناسب لطفلك. إبعديه عن الأشياء المغرية واحضري له قصة أو علبة ألوان عند الخروج من المنزل حتى تعطي لطفلك بدائل مناسبة لسنه.
• التعبير عن المشاعر. غالباً ما يتصرف الأطفال بشكل غير لائق بسبب عدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم أو عن مشاعرهم. فلابد من الاستعانة بأى فرصة على مدار اليوم من البكاء والضحك والصراخ وغير ذلك للتحدث عما تشعران به أنت وطفلك. كما أن القراءة والغناء للتعبير عن المشاعر واحدة من الطرق المفيدة للغاية.
• حاولي تجنب صراع القوى. قد يكون من السهل الآن إصدار الأوامر بدلاً من أخذ الوقت الكافي للتواصل والتفاوض، ولكن يجب الانتباه إلى أن الطفل سوف يكبر ويصبح مراهقاً ثم شاباً وبالتالي فإن العلاقة التي ترسيها بينكما الآن تستمر معكما طوال العمر. لذا ، فإن التركيز على الجوانب الإيجابية في تربية الطفل في المراحل الآولى سوف تساعد على تخطي عناد سنوات المراهقة وبالتالي سوف ترسي أواصر الصداقة بينكما.
الله يسلمك حبيبتي