تقوم بعض الفضائيات بدور الخاطبة بين الرجال والنساء، للتوفيق بينهم في موضوع الزواج فيرسل كل من الرجل و بياناته وتعرض على الشاشة ومن ثم يتم تبادل الرسائل والتعرف على الطرف الآخر وربما بعد ذلك الزواج، وقد كثرت هذه الفضائيات المتخصصة في التقريب بين راغبي الزواج، وربما يشهد عصرنا هذا الكثير من طرق الزواج وأنواعه والتي تتزايد بتطور التكنولوجيا وابتكار أساليب حديثة لتطويعها لخدمة الزواج، وقد بحثنا في رأي الدين لنستوضح شرعية هذه الطريقة الحديثة للزواج، حيث أفتى فضيلة الشيخ د.علي الشبل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي قال:التوفيق بين الرجال والنساء من الأمور الممدوحة المندوب عليها شرعاً إذا قامت على أصولها الصحيحة ومراعاة الأحكام الشرعية والأعراف المرعية، قال تعالى {لاخير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما، والنبي صلى الله عليه وسلم سعى بالتزويج وقال:
(إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )، كما سعى صلى الله عليه وسلم في تزويج بعض صحابته مثل: ربيعة بن عامر الأسلمي وغيره، فقيام أهل الثقة والأمانة والكفاية في التوفيق بين الرجال والنساء ودلالة بعضهم على بعض من الأعمال الحسنة التي لها أثر طيب على المجتمع، وقربة عند رب العالمين، بشرط مراعاة أعرافنا وعاداتنا الكريمة وأحكام ديننا، فلابد أن يتولى هذا الأمر أهل الثقة والكفاية ممن يعرفون الرجل و وأهلهما وعوائدهما والملاءمة النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
التقنية جزء من الحياة
الدكتور محمود كسناوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة أم القرى قال: من وجهة نظري أرى أن يُشجع الشاب المقتدر على القيام باختيار شريكة حياته ويزوج لأن الزواج حق مشروع للإنسان فيسعى إليه إكمالاً لدينه، وكذلك الفتاة إذا أتاها من يُرضى دينه وخلقه تشجع على الزواج للقضاء على العنوسة في المجتمع.
لكن لابد أن يكون عن طريق القنوات والوسائل المشروعة المتعارف عليها لدى المجتمع، فإن كانت هذه القنوات تقوم بطريقة التوفيق بشكل أخلاقي بدون إخلال بالعادات والتقاليد والدين أو إضرار بالشرف فلا بأس، لأن ذلك يكون فيه تعريف بالزوجين، أما إذا كانت تقوم بعمليات لا أخلاقية والتعرف بعلاقات غير مشروعة كأن يقوم الشباب بالتعرف على الفتيات وانتهاز الفرصة فأنا أدين كل شر.
وعن توقعاته حول نجاح هذا الزواج عبر القنوات الفضائية أضاف قائلاً :إذا كان الفرد أو الشاب عندما قام بالاتصال والمراسلة عبر هذه القنوات ومن ثم اتبع الخطوة الثانية بالتعرف على أهل الفتاة وتعريف أهله بها كذلك فيعرف كلا الطرفين الآخر وأهله، أرى أن هذا الزواج ينجح بإذن الله، أما إذا كانت العملية عشوائية فقد لا يكتب لهذا الزواج النجاح طالما أن المعرفة كانت بطريقة عشوائية.
كما رأى الكسناوي أن وسائل التقنية أصبحت جزءاً من أساسيات الحياة وأصبحت وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة وأدت إلى التقدم والتطور أكثر منها سلبية، فلكل شيء سلبية لكن لابد من حسن استغلاله.
ولا يجدر بنا أن ننسى دور العلماء الذين يخترعون كل يوم وسيلة تواصل لتسهيل الاتصال بين جميع الناس في مختلف أنحاء العالم، ولكن عند إساءة استخدامها من قبل أي شخص فبكل تأكيد ستعود بآثار سلبية على المجتمع وعلى الأفراد