الخيانة الزوجية احدى أهم أسباب الطلاق، وهي مرحلة فارقة في تاريخ أي حياة زوجية على وجه الأرض، وللأسف باتت وسائل الاتصال الحديثة تنقل بكل سهولة الزوج أو الزوجة إلى حياة مختلفة، وتقوم بإغراء الأفراد أكثر وأكثر نحو الخيانة، فالاحتكاك بأشخاص أجانب ينقل الزوجة أو الزوج إلى مفاهيم وأنماط حياتية مختلفة عن تلك التي يعيشون بداخلها، ومن ثم تتأجج فرص الخيانة لدى كلا الطرفين.
استيراد الثقافة الجنسية
نرى في مجتمعنا الشرقي تحديداً أن عدم التطرق لماهية الجنس والعلاقة الحميمة، والهروب من التحدث في هذه الموضوعات داخل الأسرة، أدى بالأفراد إلى اكتشافها عبر وسائل الإعلام وعبر المواقع الالكترونية المختلفة، الأمر الذي شوشر على عقلية الرجال والنساء، ودفع بهم نحو مفاهيم خاطئة تم استيرداها من كيانات أجنبية مغايرة لعاداتنا وثقافتنا وقيمنا الأخلاقية التي نشأنا عليها، مما أدى إلى عدم رضا الرجال بأداء الزوجات في العلاقة الحميمة، وعدم قدرة الزوجات على الوفاء بمتطلبات الزوج التي تخالف قيم وعادات تربت عليها منذ صغرها، ولهذا يبدأ الزوج البحث عن امرأة تشاركه احتياجاته وبالتالي تحدث الخيانة.
الدراما التلفزيونية
الأمر جداً خطير حينما تكشفت لنا دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الجنائية ومركز دراسات المرأة أن 80 % من حالات الخيانة الزوجية في مصر بسبب الأعمال الدرامية، وبحسب الدراسة فإن الدراما المصرية خصوصاً القديمة منها تكرس لفكرة أن الخيانة هي العقاب الزوجي كما جاء بالدراسة أن 65 % من حالات الخيانة الزوجية اعترفت بأن الدراما المصرية تروّج لفكرة أن الخيانة هي الحل الوحيد لإيذاء الطرف الثانى، وقد نشرت العديد من الصحف والمجلات عنها وعن أسباب الخيانة وكيفية التصدى لها.
الاختلاط أبرز الأسباب
في دراسة أجرتها جامعة اكسفورد البريطانية أكدت أن الاختلاط بين الذكور والاناث هو أهم أسباب الخيانة في بلادهم، لأن تعدد النساء أمام أعين الرجل يلفت انتباهه إلى الجنس الآخر، ولن يكون مكتفياً أبداً بواحدة حسب قول الدكتور توماسو بيزاري المشرف على الدراسة.
وبحسب الدراسة فقد أكدت النتائج أن الخيانة الزوجية تحدث حين يستثمر الزوج أو الزوجة طاقة عاطفية خارج إطار الزوجية، ويتلقى في الوقت نفسه طاقة عاطفية من شخص آخر غير الزوجة أو الزوج .. هكذا أثبت العلم في المجتمعات التي لا تعترف بالأخلاق بقدر ما تعترف بالنتائج العلمية الدقيقة.
المقارنة الظالمة
كانت من أهم أسباب الخيانة الزوجية تلك المقارنات الظالمة التي يجريها الأزواج بين الزوجة وغيرها من النساء الأخريات ويتجاهلون أن مثل هذه المقارنة تحمل بين طياتها نوعاً من الحكم المسبق الذي يتركنا نشعر بالرضا أو الرفض، بالراحة أو الضيق كلاً حسب درجة رضائه عن حياته الزوجية، كما أن المقارنة أيضاً تستثني ظروف الزوجة الخاصة التي تحول بينها وبين تحقيق السعادة لزوجها، في مقابل أنها لا تستثني الطرف الآخر وتجرده تماماً من الأخطاء، وهذا إن دل فيدل على الظلم البين للزوجة.
الخيانة للمرأة تعني الموت
من جانبها تؤكد الدكتورة غادة الخولي استشاري علم النفس أن الخيانة ليست ذنب المرأة، فاهمال الزوجة أو تقصيرها في واجبها نحو زوجها لا يبرر الخيانة، لأن الخيانة فعل مع الله تعالى ليس له علاقة بالفرد، فعقاب الزوجة بخيانتها أمر مرفوض لأنه انتهاك لحرمات الله، وهناك من الرجال لهم سلوك يميل إلى الخيانة وهذه ليست أيضاً ذنباً للزوجة.
وتصف الخولي أن شعور الزوجة بخيانة زوجها حدث جلل بالنسبة لها، ربما يعني لها الموت، فهي أول ما تفكر فيه عندما تكتشف خيانة زوجها هو الانفصال والطلاق، لأن الثقة في هذا الوقت تموت وتقتل على أيدي الرجل، ويستحيل أن تتناسى المرأة في يوم من الأيام أن زوجها قد خانها ولو مرة واحدة، وربما تغفر الزوجة خيانة الزوج ولكنها أبداً لن تستطيع أن تسترجع الثقة الكاملة بزوجها.
وشددت الخولي على أن، الغيرة الزائدة بين الأزواج، والتي قد تسبب الخيانة في نهاية الأمر، بالإضافة إلى ضعف الوازع الدينى والأخلاقى لهؤلاء الأزواج كلها عوامل سلبية يمكن أن تهدد بنية الزواج.
ودعت الخولي كل امرأة إلى استخدام زكائها العاطفي من أجل إدارة حياتها الزوجية بشكل سليم، وبقدرة حقيقية على مواجهة أي مشكلات حيوية مثل مشكلة خيانة الزوج، مؤكدة أن الحوار الزوجي الناجح ومناقشة كل أسباب الخلل لدى الزوجين بشكل منطقي وهادئ سيؤدي حتماً إلى تجاوز أي مشكلة مهما كانت عثرة.