حسام العيسوي إبراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .
قد يكون الأخ الداعية في طريقه إلى الله – تبارك وتعالى – فعَّالاً ومتحركاً ، له إسهاماته في كل مكان ، أينما حل نفع ، وأينما تحرك كانت له ثماره .
وهذه منَّة عظيمة من الله عزوجل ، ونعمة جليلة تستحق الشكر ، ولكنك لو فتَّشْت في حياة الأخ الشخصية ؛ لوجدت أن الزوجة خارجة عن نطاق العطاء الدعوي ، وهذه مشكلة كبيرة تحتاج إلى حل .
ما الحل لهذه المشكلة ؟
إن حل هذه المشكلة مرتبط بالداعية نفسه ، ومرتبط أيضاً بزوجنه .
دور الزوج في حل هذه المشكلة .
• كن مثل نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم- .
النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت علاقته بأزواجه قائمة على الحب العميق ، والخوف الشديد على الأسرة من غضب الله – عزوجل –
قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " [ من الآية 6 – التحريم ] .
ولذلك كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينادي على فاطمة ويقول : يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً .
كان النبي – صلى الله عليه وسلم – قدوة في بيته ، كان قدوة في عباداته ، وأخلاقه وسلوكياته .
تقول السيدة عائشة – رضي الله عنها – كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يلاعبنا ونلاعبه ، فإذا حضرت الصلاة كان لا يعرفنا ولا نعرفه .
كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يستشير زوجاته حتى في أمور الدعوة ، فها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – يستشير السيدة أم سلمة – رضي الله عنها – يوم الحديبية .
والاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – هو أول خطوة لعلاج هذه المشكلة .
• الدور التربوي للأخ الداعية في بيته .
للأخ دور تربوي مهم في بيته : وهو مسئولية الارتقاء الإيماني والدعوي بالبيت ، فكثير من الإخوة يشتكي ويقول : إن الزوجة ليست على نفس الهم والحماسة في الدعوة مثلي ، أو أنها مشغولة بأمور أخرى تعوق الأخ في طريقه الدعوي .
ولكن َّ السؤال :
هل قام الداعية بدوره الدعوي والتربوي مع زوجته ؟
أين الجلسة الإيمانية والتربوية الأسبوعية ؟
أين الساعة اليومية التي يحرص فيها الأخ على الاطمئنان على زوجته وأولاده ؟
أين جدول التشغيل أو ورد المحاسبة الذي يفرغه الزوج والزوجة كل يوم ؟
أين يوم الأسرة السعيد الذي يفضي فيه كل من في البيت باقتراحاته وأهدافه أو مشكلاته لطلب الحل ؟
• الهم الدعوي المشترك .
هل الدعوة والهم بها لا تقع إلا على أكتاف الأخ الداعية ؟
فهو يفكر فيها بنفسه ، وينشغل بها بانفراد .
لماذا لا تشارك زوجتك وأولادك في همك الدعوي ؟
لماذا لا يكون لكل من الزوجة والأولاد دور في هذا المهام الدعوية ؟
لماذا لا يفضي الأخ إلى زوجته بهمومه الدعوية وأخذ الرأي والمشورة ؟
هذه بعض أدوار الزوج الداعية في بيته والتي تكفل له السعادة والاستمرار والتقدم في حياته الدعوية .
دور الزوجة في حل هذه المشكلة .
إذا كان للزوج دور في حل هذه المشكلة ، فإن للزوجة دور لا يقل أهمية عن دور الزوج
• كوني خديجة .
خديجة – رضي الله عنها – لم تكن زوجة فقط ولكنها كانت أماً ، وأختاً ، وصديقاً هل نظرتِ إلى دورها في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – ؟
وقفت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وقت الشدة حتى سمِّي العام الذي مات فيه ( عام الحزن ) ؛ لوفاتها ، وحزنه – صلى الله عليه وسلم – عليها .
كثيراً من الزوجات يكون زوجها في واد وهي في واد آخر ، قد يكون الزوج مهموماً بأمر من الأمور ، والزوجة لا تبالي بحال الزوج ، ومشكلاته التي يعاني منها .
انظري أختي الكريمة :
عندما جاء النبي- صلى الله عليه وسلم – من غار حراء ، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم – خائفاً مرتعشاً ، لم يجد إلا خديجة – رضي الله عنها – تواسيه وتؤازره وتذهب به إلى بيت ابن عمها للاطمئنان على حاله – صلى الله عليه وسلم
• كوني عائشة .
عائشة – رضي الله عنها – التي ملأت بيتها بالسعادة ، وخفت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أحزانه ، وهمومه ، وكانت نعم الزوجة .
عَرَقَ- صلى الله عليه وسلم- مرة وهو عند عائشة رضي الله عنها،وكان – صلى الله عليه وسلم- يَخْصِفُ نعلاً، وهي تغزل غزلاً، فجعلت تبرق أسارير وجهه، فلما رأته بُهِتَتْ وقالت: والله لو رآك أبو كَبِير الهُذَلي لعلم أنك أحق بشعره من غيرك:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه — برقت كبرق العارض المتهل
هكذا الزوجة الصالحة مع زوجها ، فإنها تخف عنه هموم الدعوة ، وتعيد له نشاطه من جديد ، ولا تكون سبباً في كثرة المشاكل ؛ والتي تؤدي إلى فتور الزوج ، وكثرة همومه ومشاكله الحياتية ؛ والتي تؤثر على حياته الدعوية .
• أشياء مؤثرة في حياة الزوج .
– كوني حريصة على الاهتمام بكل تفاصيل حياته والاطمئنان عليها دائماً .
– نظافة بيته ومأكله وأماكن راحته .
– الاهتمام بالأولاد وحسن مظهرهم وهيئتهم .
– المشاركة الدعوية الفاعلة ، واستشعار المسئولية الجماعية .
– وضع أهداف مشتركة ، والاهتمام بالوسائل الدعوية والتربوية .
هذه بعض الحلول لهذه المشكلة الدعوية ، والتي تؤثر على بيوتنا ، وتؤثر على دعوتنا .
ندعوا الله عزوجل أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه .