الفيل يا ملك الزمان جميلة

**

كان فيه مدينة يحكمها ملك ،والملوك في عالمنا العربي لا يعلمون عمّا يحدث في دولهم (كما يظن البسطاء).
واحد من الأهالي قال : يقولون ان الملك طيّب القلب .
الثاني : ما شفتوا ابتسامته العذبة في حفل تتويجه ملكا على مدينتنا ؟
هذا الملك كان له فيل ضخم .المشكلة ان الملك ما حط الفيل في حديقة قصره وإنما أطلق سراحه في المدينة دون تقييد !
الفيل قام يخرّب البيوت والشوارع والحقول التي يعيش عليها أهل المدينة . في يوم من الأيام ضاق الأهالي ذرعا بهذا الفيل المخرّب ،وعقدوا اجتماع وقرّروا إنهم يشتكون للملك كي يكف أذى الفيل عنهم !
اختاروا منهم رجل مفوّه إسمه زكريا كي يدير دفّة الحوار مع الملك .زكريا طلب منهم تأييده أمام الملك وألاّ يكتفوا بالصمت .
وافق الناس على طلبه وتم عمل بروفة تحضيريّة للموقف الذي سيحدث أمام الملك .
وقف الرجل في الأمام ووقف خلفه سكّان المدينة، ثم قال :
– الفيل يا ملك الزمان ..
سكّان المدينة هتفوا بصوت واحد : خرّب بيوتنا .
الرجل : الفيل يا ملك الزمان ..
أهل المدينة : أتلف حقولنا ومحاصيلنا .
الرجل : الفيل يا ملك الزمان ..
أهل المدينة: دمّر شوارعنا وأهلك أطفالنا .

كانت أصوات أهالي المدينة حماسيّة وثائرة وقويّة بسبب الظلم الذي ظلّوا يُعانون منه فترات طويلة بسبب فيل الملك .
نجحت البروفة وازداد حماس الناس وتشجّعوا وازدادوا اصرارا على مقابلة الملك .
في صباح اليوم التالي اجتمع الأهالي واتجهوا الى القصر وعلى رأسهم زكريا . أدخلهم الحرّاس بعد أن لطعوهم 6 ساعات في الشمس وبعد أن أمروهم بأن ينفضوا هدومهم الوسخة واحذيتهم المهترئة وبعد ان اجبروا بعضهم على تقصيع قمل البقيّة كي لا يتسلل القمل الى البلاط ويمكن ينتقل لراس الملك . ملك وفيه قمل ؟
اذا هو من دون قمل ما ينبلع اشلون وهو بقمل ؟!!

دخلوا الى الملك ونفّذوا التدريب الذي تعلّموه في البروفة واصطفّوا خلف زكريا الذي نظر إليهم كي يتأكد من جاهزيتهم ثم قال :
– الفيل يا ملك الزمان …
الناس : ……………………….( صخّة)
زكريا مرة أخرى : الفيل يا ملك الزمان ..
الناس : ………………………(خر مس)
زكريا يوم ما سمع أحد يرد التفت وراه وشاف الناس مدنّقين روسهم فقام يغمز بعيونه لهم يعني ردّوا يا قواويد ثم قال :
-الفيل يا ملك الزمان ..
الناس :………………………(س كتم بكتم )
فـزهق الملك وقال لزكريا : وشفيه الفيل ؟تكلّم يا ملعون الصلايب .تراني كارهك من أوّل ما قالوا لي ان اسمك زكريا . رد وشفيه الفيل قبل لا ألعن …….
زكريا يوم شاف انهم نكبوه ، قال :
– الفيل يا ملك الزمان يعاني من الوحده ،ماغير يدوّج عندنا لحيّله .وجايينك يا طويل العمر وطالبينك تجيب له فيلة تونّسه وتجيب له فيلة صغار .
وقام زكريا وفصخ شماغه وحذفه على الملك عملا بالعادات البدويّة عند طلب شيء ما من شخص عالي المكانة .

الملك وافق على الجاهيّة وأمر بإحضار فيلة أنثى تكون في مقتبل العمر و ولود وتقدّس الحياة الزوجيّة .
ثم أصدر أمر ثاني بأن يُعيّن زكريا بوظيفة سائس فيلة على المرتبة الخامسة عشر .
ثم أمر بأن يتم الاحتفال سنويا بزواج الفيل .

وطلعوا أهل المدينة والحبور يملأ قلوبهم بحسن مقابلة الملك لهم وبدأوا بجمع التبرّعات استعداد لحفل زواج الفيل على الفيلة .

من مسرحية " الفيل يا ملك الزمان " لـ سعد الله ونّوس .
**