التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

القوامة بين تعسف الرجل وتمرد المرأة.


تُعَدُّ قضية القوامة من أكثر القضايا المثيرة للجدل والنقاش في وقتنا هذا، وقد تَحَدَّث فيها الكثيرون، وبَيَّنُوا معناها من كافة النواحي، ولكن هناك الكثير من الرجال يسيء استعمال القوامة بمعناها الصحيح الذي وضحه الشرع، فيتعسف في استخدامها وكأنها سيف مسلط على رقبة المرأة، يعوقها عن الحركة، ويدميها إذا فعلت، وكأنه فهم أن القوامة إلغاء لشخصية المرأة وكيانها وعقلها ورأيها، فلا يبقى منها سوى القيام بخدمته ومتعته وإنجاب الأطفال. ومع طغيان هذه الأفكار على معظم الرجال في العالم كله، وفي مجتمعنا العربي بوجه خاص، كانت الشرارة التي أذكت نار الحركات النسائية، ودعاوى تحرير المرأة، ومناداتها بالمساواة مع الرجل، وإنصافها من ظلمه لها!
واندفعت الكثير من النساء وراء هذه الدعاوى، وبالفعل تمردت كثيرات منهن على أفعال الرجل وسوء فهمه للقوامة، وإساءة استعمالها مع زوجته، وقرَّرْنَ لذلك الخروج من بوتقة تحكم الرجل فيهن لمجرد كونه رجلاً، حتى وإن كان لا يمتلك مؤهلات القوامة.

ومن صور إساءة استعمال القوامة أشارت الدراسات إلى أن 20 إلى 60 % من النساء في الدول النامية تعرضن للضرب داخل الأسرة، وأن 35 % من المصريات المتزوجات تَعَرَّضْنَ للضرب من قبل أزواجهن، و69% من الزوجات يتعرضن للضرب في حالة عدم الاستجابة لطلبات الزوج، أو الرد عليه بلهجةٍ لا تعجبه، أو تدخل الزوجة برأيها في شئونه أو شئون المنزل.
و40 % من حالات الطلاق وقعت نتيجة ضرب الزوج لزوجته، وتشير الدراسات الاجتماعية في مصر إلى أن معظم أسباب ضرب الزوجات اقتصادية، وتتعلق بالضغط النفسي الناتج عن صعوبة المعيشة، أما في الدول العربية الأفضل حالاً فتعود أسباب الضرب إلى اعتقاد راسخ لدى الأزواج بضرورة التأديب المستمر للمرأة، والسيطرة عليها؛ لأنه هو الرجل والقوام عليها!

وفي مقابل ذلك، ومع استمرار عنف الأزواج وإساءة استعمالهم القوامة، ظهر رد الفعل العنيف من الزوجات، فقد أكدت دراسة حديثة أعدها المركز القومي للبحوث في مصر أن 20 % من الزوجات يَضْرِبْنَ أزواجهن لأسباب تعود إما لضعف الزوج أو لتهوره وعصبيته، ومقابلة الضرب بالضرب، وأن 45 % من ارتكاب الجرائم ضد الأزواج يرجع إلى تسلط الزوج وتحكمه، والضرب المستمر للزوجة، ومحاولته الضغط عليها، وتهميش دورها، وعدم احترامها، وقد قرأنا عن العديد من الجرائم البشعة التي ارتكبتها زوجات للتخلص من أزواجهن؛ لإيذائهم المستمر لهن.
وبين تعسف الرجل في تطبيقه لحقه الشرعي في القوامة، وتمرد المرأة ورفضها لهذا التعسف، تفككت الكثير من الأسر، واختلت موازين العلاقة الزوجية الصحيحة؛ لابتعاد الناس عن المنهج الرباني الذي ينظم تلك العلاقة، ومن ثَمَّ كانت هناك ضرورة لإعادة فهم كلٍّ من الزوجين للمعنى الصحيح للقوامة.

رجل البيت:

محمد عزت متزوج منذ 15 سنة يقول: نعم، يجب أن أكون رجل البيت، وكلمتي هي المسموعة من الزوجة والأبناء، ولا أطيق الزوجة التي تناقش وتحاور زوجها في كل صغيرة وكبيرة؛ لذلك تزوجت من إحدى قريباتي، وهى ريفية بسيطة، ليس لديها سوى نعم وحاضر، وهذا ما أريده، ومن حقي، طالما أنني أنا الذي ينفق على البيت، ويكدح من أجل توفير مطالبهم.

لا للدكتوراه:

علي مهندس يقول: زوجتي طموحة جداً، كانت تعمل وتدرس قبل الزواج، ولم أمانع في البداية، ولكن بعد ذلك لم ترغب في الإنجاب حتى تواصل دراستها العليا، وطبعاً رفضت ذلك، وبدأت تتغير معي وتشعر بالنِّدِّية تجاهي، وتتعالى عليّ بشهادتها وعلمها؛ لأني لم أكمل الدراسات العليا مثلها، واكتفيت بعملي!
ولما زادت الخلافات بيننا وصلنا إلى نهاية لم أكن أرغبها، لولا عناد زوجتي وغرورها، وشعورها بالمساواة معي في كل شيء، ولا يوجد مبرر كي أكون أفضل منها، ويجب أن أسمع كلامها كما تسمع هي كلامي!! وحدث الطلاق من مدة، ثم بحثت عن زوجة أخرى تقدر الحياة الزوجية، وترغب في الاستقرار، وتحب الأطفال، وتفهم دورها ودور زوجها في الحياة.
جمعة محمد 40 سنة لا يتعامل مع زوجته إلا بالضرب- كما يقول-، فهي لا تستحق سوى هذا؛ حتى لا تخرج عن طوعه، فالشرع أعطى الرجل الحق في ذلك؛ حتى يؤدب زوجته، وتظل في طاعته وخدمته طول العمر.
تقول إحسان ع: أنا موظفة منذ 30 سنة، وبعد الزواج والمسئولية بدأت أساهم في نفقات البيت، وفي السنوات الأخيرة بدأ زوجي يماطل في مصروف البيت، و يطلب مني كل المرتب، ولا يحق لي أن أتصرف فيه، فهو الرجل، ويجب أن أطيعه في كل شيء، وإلا أصبحت ناشزا، وهو له حق القوامة، حتى ولو لم ينفق على أسرته!

فتاة متمردة:

أسماء عبد الله تقول: أبلغ 37 سنة، ولم أتزوج بإرادتي؛ لأني لا أرغب، ولا أتحمل أن يتحكم في رجل أيًّا كان، ولكثرة ما أشاهد في زيجات الآخرين من حولي من فشل وانهيار للأسرة، ودائما الأبناء هم الضحية. ولا يعود الأمر لهذا السبب فقط؛ بل لأني لم أرى والدي مرة يضحك في وجوهنا نحن وأمي، ولا يطلب حاجاته سوى بالصوت العالي، ومن يتأخر عن تنفيذ أوامره لا يجد إلا الضرب والإهانة. وكانت والدتي تتحمل وتصبر من أجلنا، وتقول: إنه الرجل، ويحق له أن يفعل ما يشاء، وعلى الزوجة أن تتحمل زوجها في كل الأحوال، وتطيعه دوماً وبلا مناقشة، حتى وإن كان يذيقها كل أصناف العذاب.

تكليف أم تشريف:

يقول د. أحمد الشحات موسى- أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر: إن الله – عز وجل – خلق الرجل والمرأة شطرين للنوع الإنساني، يشتركان في عمارة الكون بالعبودية، فلا فرق بينهما في عموم الدين والتوحيد والاعتقاد وحقائق الإيمان والثواب والعقاب، وفي عموم التشريع في الحقوق والواجبات كافة، قال – تعالى -: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل 97) فالإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في العمل الدنيوي والحساب الأخروي، وجعل كلًّا منهما له دوره في تكوين الأسرة المسلمة، وتنمية المجتمع، والنهوض به، وكذلك في الدعوة إلى الله – عز وجل -، قال – تعالى -: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيرحمهم الله – إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71.

وعندما أوجب الإسلام الاختلاف والتفاوت بين الرجل والمرأة في بعض العبادات وأحكام التشريع، لم يكن لميزة في الرجل عن المرأة، ولا للتقليل من شأن المرأة وقيمتها، وإنما لحكمة في ذلك تتمشى مع دور كُلٍّ منهما وخصائصه التي خلقها المولى- تبارك وتعالى -فيه، وللفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالرجل به من الْمُقَوِّمات الجسدية والعقلية ما يؤهله للقيام بشئون الأسرة، والجد في طلب الرزق، وتحمل الصعاب والمشاق في سبيل توفير عيشة كريمة لأهله، والمرأة بها من المقومات التي تؤهلها للحمل والإنجاب، وتربية الأبناء، والعطف عليهم، وتحمل تعبهم لأقصى مدى، دون شكوى أو ضجر، ولا يمكن أن يكون لأحدهما دور الآخر. ومن ثم كانت هذه الشركة الطيبة بين الزوجين، وتكونت مؤسسة الزواج، وأي مؤسسة لابد لها من رئيس يحكمها، ويدير شئونها، ويقوم عليها، ويتولى رعاية من فيها، وكانت هذه القوامة للرجل كما بَيَّنَهَا الشرع، قال – تعالى -: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا) النساء 34.
وهي كما توضح الآية مرتبطة بشقين؛ الأول: المؤهلات الفطرية التي وهبها الله – عز وجل – للرجال والتي تختلف عن النساء، وكذلك إلزامهم بالْجُمَعِ والجماعات والجهاد والولاية والقضاء، وأنّ الطلاق بيده، وغيرها من الأمور، وهو ما ذهب إليه العلماء والمفسرون في تحديد معنى التفضيل المذكور بالآية. والشق الآخر كسبي، وهو الإلزام بدفع المهور والنفقة على البيت.

ويضيف د. أحمد: إن على الزوج أن يفهم المعنى من الآية، وألّا يسيء استخدامها؛ فهي مسئولية وتكليف قبل أن تصبح حقًّاً وتشريفًا له، فالقوامة تعنى القيام على أمر الزوجة والأبناء، ورعاية مصالحهم، والاهتمام بشئونهم. وفي المقابل يجد الزوج من زوجته الطاعة والاهتمام وحُسْن الخلق الذي ينبغي أن يسود بينهما. ومع الفهم الخاطئ والتطبيق السيئ للقوامة نشط أعداء الإسلام في تأليب الزوجات على أزواجهن، وضرورة التمرد عليهم، معللين ذلك بقوله – تعالى -: (وَاضْرِبُوهُنَّ). ولكن الآية أشارت إلى أن الزوجة الصالحة تكون قانتة، والقنوت هنا يعنى الطاعة في غير معصية لله – عز وجل -، أما إذا خاف الزوج من نشوز زوجته فله أن يُقَوِّمَ ذلك حفاظًا على الأسرة، ويكون ذلك بالتدريج، فيبدأ بالوعظ، ثم الهجر في الفراش وهو أشد، فإذا لم ينصلح حالها يضربها، ولذلك ضوابط، فلا يوجعها، أو يضربها في أماكن تؤذيها، ولا يستخدم شيئاً غليظاً، وقد أشار الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – إلى وكزها بالسواك فقط، وليس الضرب كما يفهمه الأزواج الآن!

مفاتيح القلوب:

هل تحقق قوامة الرجل على المرأة الصحة النفسية لكليهما؟
سؤال أجاب عليه د. حمدي يس -أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس- حيث قال: نعم إن قوامة الرجل على المرأة تعني الكثير، وحاجة كل منهما إلى الآخر كبيرة، والزواج من أسمى العلاقات الإنسانية التي يتحقق في ظلالها الإشباع الحسي والنفسي، المادي والمعنوي، والاستقرار العاطفي الذي يتحقق به استقرار المجتمع وصلاحه.
والقوامة هي أن يكون الزوج رجلًا بمعنى الكلمة، والرجولة هنا لا تعني النوع، إنما المقصود منها الأفعال والتصرفات، والفهم العميق لنفسية المرأة وطبيعتها، والاختلاف الفسيولوجي الطبيعي بينها وبينه، فيحسن معاملتها، ويقدر مشاعرها، ويحتويها عند حاجتها إليه. فالله – عز وجل – قال في آية القوامة: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) ولم يقل الذكور، حتى يفهم الجميع المعنى الحقيقي لها.

وإذا نظرنا إلى الاختلاف بين الرجل والمرأة سنعرف لماذا تولى الرجل قيادة سفينة الحياة الزوجية، ولا يعني هذا أن المرأة غير صالحة للقيادة، ولكن الأصلح في أن تكون بجوار القائد- وهو الزوج-، ولا يجب أن يحدث تنازع وخلاف على القيادة، حتى لا تختل الدفة وتغرق السفينة بمن عليها. فإذا قلنا: إن الرجل يساوي العقل للبيت، فإن المرأة هي القلب، ولا يمكن لأي إنسان أن يعيش بعقل دون قلب، وإِلَّا أصبح متحجر المشاعر، ولا بقلب دون عقل، وإلا تحكمت فيه الأهواء، والجسد السليم هو الذي يحمل العقل الواعي والقلب الحنون، وبهما تسعد الحياة وتستمر.
والرجل عليه أن يفهم طبيعة المرأة وما يعتريها من تغيرات جسدية وصحية ونفسية طوال مراحل حياتها في فترات الحيض والنفاس والحمل والإرضاع، وحاجتها المستمرة لاحتواء الزوج وفهمه لها، والتماس الأعذار لها إذا قصرت في تلبية مطالبه، والزوجة لا تمل من سماع كلمات الحب والإعجاب والاحتواء من زوجها لآخر عمرها، فعليه أن يعرف مفاتيح قلب زوجته حتى يملكه طوال العمر، والزوجة تحب القوة من زوجها ماديا ومعنويا حتى تشعر معه بالأمان.

فكلمة "رجل" بالنسبة لها تعني الحضور القوي والوجود في الحياة الاجتماعية، وتعني الإنسان الذي يحميها ويتولى أمورها ويفهم طبيعتها الإنسانية، ويُشْعِرها بأنوثتها، ويخاطبها بما تحب أن تسمعه، فإذا كانت المرأة نبع الحب والحنان، فالزوج هو الذي يَمُدُّ هذا النبع بالعطف والرعاية وحسن المعاشرة، حتى تستمر في العطاء. وإذا كانت العواطف هي زاد الحياة، وإذا كانت الحياة الزوجية كالوردة الندية، فإن الورود لا تخلو من الأشواك، فلا نتوقع أن تظل الحياة خاليةً من المنغصات والمشاكل، والتي عندما تحدث يجب أن يتدخل العقل لحلها، ولولا ذلك لما وصلت الحياة إلى بر الأمان.
ويضيف د. حمدى: إن القوامة تحتاج إلى مقومات عقلية ومادية ومعرفية واجتماعية وذهنية وعاطفية، لابد أن تتوفر في الرجل، وأي خلل فيها أو سوء فهم لها يؤدى إلى فشل الحياة الزوجية. وللرجل كذلك حاجاته المادية والمعنوية التي يريد من الزوجة إشباعها، وكما في الحديث (أنّ الزوجة الصالحة للرجل إذا نظر إليها سَرَّتْهُ، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله)، وفي روايةٍ: (وعياله).

التربية والقوامة:

يقول د. عبد الغنى عبود- أستاذ التربية المقارنة والإدارة التعليمية بكلية التربية جامعة عين شمس-: إن قوامة الرجل على المرأة تعد ميزة للأسرة والمجتمع، وهى تعد بمثابة الرأس من الجسد، وقد حدد الإسلام دور الزوجين في بناء أركان الحياة السعيدة المستقرة، وجعل كلًّا منهما مكملًا للآخر، ولا تستقيم الحياة إلا به، وإذا كانت القوامة تعنى الاحتواء والاحتضان والتشاور وعدم الاستبداد، إلا أن الكثير من الأزواج لا يفقه هذا المعنى، ويتخذها ذريعةً للتسلط والتملك والعنف على الزوجة والأبناء.

ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، من أهمها: أسس التربية الخاطئة، والتنشئة الاجتماعية التي تتعارض مع تعاليم الدين، فمنذ الطفولة يكون الطفل الذكر مفضلًا على الأنثى، وخلال مراحل التنشئة والتربية يتضخم هذا التفضيل حتى يترسخ في ذهن الولد أنه الأفضل دائماً، وأن أخته لا يمكن أن تصل أبدا إلى مرتبته ومستواه.. ويتزوج الرجل وهو مُشَبَّعٌ بهذه الأفكار التي تدعمها وسائل الإعلام التي تروج أن المرأة مخلوق أقل من الرجل في كل شيء، وأنها تتفوق فقط في جمال الشكل، والذي يكون أيضا لإسعاد الرجل!

وللأسف فإن التربية في العالم الإسلامي مضادة تماماً للمشروع الحضاري والأخلاقي الإسلامي الذي يجب أن نكون عليه، وهناك تقليد أعمى للغرب في كل شيء، كدنا نفقد معه هويتنا وثوابت ديننا، فعندما تمردت المرأة الغربية على دورها المنزلي، وخرجت تزاحم الرجال في كسب العيش، تبعتها المرأة المسلمة وتركت دورها هي الأخرى في تربية الأبناء وتدبير شئون الأسرة، ومن ثَمَّ حدث الخلل في نظام المجتمع، ولم تستطع المرأة أن تقاتل في جبهتين، فأعيتها المقاومة، وأنهكتها مزاحمة الرجال في أعمالهم الشاقة، وظلت تنادي بالمساواة مع الرجل، وزاد التنافس بينهما على من يستحق الزعامة والخلافة، ومَنْ يتبع مَنْ؟ والإسلام من كل هذا برئ.

يجب أن نربي أبناءنا على فهم دور كل منهم في الحياة، وعدم تفضيل الذكور على الإناث، وتعليم الولد احترام أمه وأخته، وأن يدرك أن البيت السعيد يقوم على الحب والاحترام والعطف المتبادل بين الزوجين، فعلى الزوج ألّا يتعسف في استعمال القوامة، وأن يدرك الحكمة والغاية السامية من الزواج، وأنه آيةٌ من آيات الله – عز وجل -، وعلى الزوجة أن تدرك قيمة زوجها ودوره في الحياة، وأن تظهر حبها واحترامها له دوماً أمام الأبناء، وألا تنبهر بالنساء اللاتي تحررن من سيطرة الزوج، وتنخدع بكلامهن، وتخسر سعادتها بيدها.

ويكفي أن أذكر هنا ما قالته أديبة أوروبية مشهورة عن حاجتها للرجل بعد أن طعنت في السن ولم تتزوج، فقالت متوجعة: (إن أكثر من تضرر من دعاوى تحرير المرأة هن النساء، وأنا أتمنى الآن أن أفقد كل ما أملك، أو أستبدل كل ما وصلت إليه من مجد وشهرة ونبوغ برجل يسكن إلي وأسكن إليه، حتى وإن كان قعيدًا لا يتحرك!..يكفي أن أنظر إلى عينيه وأشعر بأنفاسه التي تشعرني بالقوة والأمان، وتحلو معه مرارة الوحدة، وأشعر بالدفء في ليالي الشتاء الموحشة الباردة!




مشكورين



خليجية



اهلا نور
منورة



خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.