التصنيفات
ادب و خواطر

النظارة العجيبة


لَبَسْتُها نظّارةً
رأيتُ فيها العَجَبَا

رأيتُ فيها عالماً
مزدحماً مُضطربا

نظًّارةً طُبِّيَّةً
إيّاكَ أنْ تلبسها

فإنَّ في هجرانها
تعمى وتقضي عَطَبَا

وحينما لَبَسْتُها
رأيتُ رأسي واسعاً

شعرتُ أنّ سقفهُ
إلى السماء اقتربا

وأنَّ ذقني قاربتْ
حدودهُ عند الثرى

وعُرْضُهُ من بُعْدِهِ
شرقٌ أضاع المغربا

عيناي من بُعدِهما
حسُّهما مختلفٌ

ترفُّ ذي من هبّةٍ
وتلك ألقتْ لَهَبا

إذا رأيتُ أسفلاً
رأيتُ شيئاً أسْوَدا

حشائشاً محروقةً
تعمُّ أصقاع الربى

رفعتُ رجلي حاذِراً
وقلتُ ما هذا البلا

وبعد تحقيقٍ جرى
رأيتُ أنّ الشَنَبَا

هو الذي أفزعني
قد كَبّرَتْ نضّارتي

جوانباً من شنبي
وصار ثوراً مُرعِبا

نظرتُ يوماً نملةً
لكنّها عملاقةٌ

قالتْ بصوتٍ مُزعجٍ
إيّاك أنْ تقتربا

وافْسَحْ طريقاً واسعاً
لأرجلي وجثتي

أخافُ أنّ أرجليْ
تدوس جسماً جَحْدَبا

ومَرّةٍ تفاحةٌ
رفعتُها في قوّةٍ

حسبتُها من كبرها
بطيخةً أو حبحبا

إذا نظرتُ فأرةً
تقولُ عيني أرنبا

وإنْ بصرتُ أرنباً
ما كان إلاّ ثعلبا

حبّاتُ رمانٍ بدتْ
على يديْ كأنّها

حبّاتُ فجلٍ غضبتْ
ونَتَّفَتْ شعر الصبا

حين أنادي زينباً
رأيت جنبي جعفرا

وحين أدعو جعفراً
رأيتُ جنبي زينبا

وبعد فحصٍ واسعٍ
وبذلِ أقصى فكرةٍ

قد وجدوا نظّارتي
فيها بلاءً رُكِّبا

نظّارتي قد قُعِّرَتْ
لكنّها من خارجٍ

وكان مَنْ أبدَعَها
مثلي يعيش المقلبا




خليجية



يسلموووووووووو ياقمرررررررررررر



مشكوووووووووووورة



خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.