يرتبط أصل الإنسان كائن بيولوجي بأصل المملكة الحيوانية كل وبتاريخها ولضرورة فهم العلاقة بين الإنسان وأسلافه يجب تتبع تطور الحياة وأشكالها والتي انتهت بظهور الإنسان وتشكيل أجناسه وسلالاته المختلفة وقد استلزمت رحلة التطور هذه آلاف الملاين من سنوات عمر الأرض. وحيث أن عمر الأرض يرجع لأبعد من 2425 مليون سنه نجد إن هذه الفترة تتوزع على أربع حقب زمنية تتفاوت في طولها .
وهذه الحقب هي :-
أولا :- الزمن الأركي Precambrian
ويشغل الفترة منذ بداية نشأة الكرة ألا رضيه حتى بداية زمن الحياة القديمة ، ويشكل 4/5 عمر الأرض ونجد أن هذه الفترة قد خلت اليابسة من أشكال الحياة بسبب سخونتها الشديدة ، ولكن ظهرت أشكال رخوية كالبكتريا في مياه المحيطات ، وهذه البكتريا سميت (باللافقاريات) .
ثانيا :- زمن الحياة القديمة Palaeozoic-Era
وقد شغل ما يتراوح بين 10 – 17% من عمر الأرض ، ويتميز هذا الزمن بقلة أحياءه رغم تنوعها وأهم هذه الأحياء هي :-
أ- العصر الكمبرى Cambrian :
ظهرت الأجزاء الصلبة في أجسام الكائنات الحية مثل القواقع ونمو مستعمرات الإسفنج على الهوامش القارية وظهور القواقع المصباحية والأحياء الصدفية .
ب- العصر الأوردفيشى Odvoician :
ظهور المستعمرات المرجانية فى البحار الدفيئة شبيهة الإخطبوط
ج- العصر السيلوري Silurain :
وفيه انتقلت الحياة من البحر إلى اليابس
د- العصر الديفوني Devonian :
وفيه انتقلت أشكال الحياة من السواحل إلى داخل القارات كما انه تكونت غابات السرخسيات التي تضخمت بعد دفنها مكونه طبقات الفحم الحجري ، وظهور مجموعه من الأسماك الفقارية وذلك في العصر البرمى والفحمي.
ثالثا :- زمن الحياة الوسطي Meszozoic-Era
وقد إمتد فيما يتراوح بين 5 إلى 7 % من العمر التقريبي للأرض .ويتألف من ثلاثة عصور هي الترياسى والجوارسي Jurassic والكريتاسى Cretaceous وظهرت في العصرين الأولين الأشجار الصنوبرية المرتبطة بظروف تكون الجليد وظهرت من الحيوانات الزواحف المتنوعة التي لم تلبث أن اختفت بسرعة في العصر التالي (الكريتاسى) وظهرت أول نباتات مزهرة .
رابعا :- زمن الحياة الحديثة Cenozoic – Era
وهى أقل الأزمنة طولاً فلا يزيد عمرة عن 50 مليون سنه تشكل فيما يتراوح من 2- 3% من عمر الأرض التقريبي .
ونجد أن هذه الفترة قد تميزت بظهور الثديات التي سادت العصور الأولى من هذه الحقبة كالأيوسينAyocian والاوليجوسين Oligocene والبلايوسين Pliocene وقد اكتمل نضج وتطور الثديات بظهور الإنسان فيما بين نهاية البلايوسين وبداية البلايوستوسين Pleistocene .
وفيما يلي يمكن تحديد التصنيف التطوري للإنسا في الخطوات التالية :
1- المملكة النباتية :-
والتي تشتق غذائها من المعادن المذابة في التربة وتحول هذه المواد الكيماوية إلى مادة حيه (برتوبلازما) ، بمساعدة عملية البناء الضوئي .
2- المملكة الحيوانية :-
يمكن أن تستوعب البروتوبلازما النباتية أو من حيوانات أخرى ، وتحويل هذه المواد الكيماوية المعقدة إلى طاقة .
وينتمي الإنسان في الأصل إلى العائلة الحيوانية .
-تنقسم المملكة الحيوانية إلى مرتبتين رئيستين هما :-
أ-الحيوانات الوحيدة الخلية (البروتوزوا)
ب-الحيوانات المتعددة الخلايا (الميتازوا) ، وينتمي الإنسان إلى الأخيرة و تنقسم الحيوانات المتعددة الخلايا إلى عدة رتب، ينتمي الإنسان إلى إحداها وهو الحبليات، ويقصد بها تلك الحيوانات ذات المحور الطولي من خلال حبل ظهري طويل يشكل جزءاً من الجهاز العصبي .
و تنقسم مجموعة الحبليات إلى رتب عديدة، ينتمي الإنسان إلى إحداها وهى الفقريات، حيث يغلف الحبل الظهري الطويل بغلاف عظمي.
والفقاريات تنقسم بدورها إلى طبقات، يتبع الإنسان إلى إحداها وهى الثديات وهى تلك الحيوانات التي لديها غد ثدية لإرضاع صغارها.
وينتمي الإنسان إلى مرتبة الثديات المشيمة من مراتب الثديات والتي لها مشيمة لتغذية الجنين في فترة ما بين الحمل والميلاد.
وتنقسم الأخيرة إلى مراتب فرعية وتعتبر الرئيسات إحداها والتي ينتمي إليها الإنسان من خلال إحدى رتبها وهي أشباه البشر.
كما تضم أيضا الرئيسيات رتبة فرعية أخرى وهى البروزيمي والتي تضم الليمور (الصعبور) والترسيس والذباب ، ومن المحتمل أن تكون الأشكال القديمة لهذه الأنواع من بين أسلاف البشر .
وتشمل الرتبة الفرعية لأشباه البشر على ثلاث أسر كبرى
1- الآدميات ، وتضم الإنسان والقردة العليا .
2- الفرد وحيات ، وهى سعادين العالم القديم .
3- الحوادل ، وهى سعادين العالم الجديد .
مما سبق يتضح أن زمن الحياة الحديثة تميز بسيادة الثديات التي تميزت بعدة صفات جديدة في رحلة التطور:
1-متانة تركيب هيكلها العظمي.
2-خفة حركتها وقوة عضلاتها.
3-جماجم مكونه من قطع عظمية قليلة.
4-لها طاقمان من الأسنان تتألف من قواطع أمامية وأنياب أمامية وأسنان صغيرة وأضراس ماضغة.
5- ذات دم دافئ أكثر قدرة على تزويدها بالطاقة.
6-احتضان صغارها في مشيمة، وتغذيته مدة حمله بواسطة الحبل السري.
7- نمو المخ إلى أقصاه وخاصة في الرئيسيات.
واستمر تطور الثديات بصورة مطردة من خلال الرئيسيات التي تطورت تطورا ملحوظا تجاه البشرية.
ويمكن أن نلخص ملامح هذا التطور في النقاط التالية:
1-ازدياد نمو صندوق المخ واتجاهه نحو الاستدارة.
2-حصر فتحتي العين بسياج عظمي دائري وحائط خلفي.
3-زحزحة فتحتي العين من جانبي الوجه إلى الأمام تدريجيا.
4-ازدياد زحزحه فقاريات الرقبة من خلف الجمجمة إلى مركز متوسط تحتها.
5-انسحاب الوجه أسفل صندوق المخ.
6-انكماش عظام الأنف .
م/ن