التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

طريقة المشي قد يكون لها علاقة بالإصابة بالزهايمر

أهليــــــــن بنات ,,, الله يوفقكم كلكم

يبدو أن الطريقة التي يمشي بها الناس تكشف الكثير عن الطريقة التي يفكرون بها، إلى درجة أن التغيرات التي تطرأ على نمط مشي الشخص عندما يتقدم به العمر ربما تكون مؤشرا مبكرا على حدوث اضطرابات معرفية وإدراكية، بما في ذلك إصابته بمرض الزهايمر.
* طريقة المشي
* وقد توصلت 5 دراسات قدمت أمام «المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر»، الذي عقد في فانكوفر الشهر الماضي، إلى أدلة لافتة للنظر على أنه كلما أصبحت طريقة مشي الشخص أبطأ أو أكثر تقلبا أو أقل تحكما، فإن الوظائف المعرفية لديه تتأثر هي الأخرى. وأظهرت هذه الدراسات أن المهارات المرتبطة بالتفكير، مثل الذاكرة أو تخطيط الأنشطة أو معالجة المعلومات، تتدهور بصورة متوازية تقريبا مع سلاسة القدرة على المشي، وبعبارة أخرى، فكلما ازدادت الصعوبة التي يجدها الناس في المشي، ازدادت الصعوبة التي يجدونها في التفكير.
وتؤكد مولي فاغستر، رئيسة فرع العلوم العصبية السلوكية في «المعهد الوطني للشيخوخة» أن «التغيرات في المشي قد تسبق حدوث تغيرات معرفية ملحوظة لدى من هم في طريقهم إلى الإصابة بخرف الشيخوخة». ويتوقع الخبراء أن تقود هذه الدراسات إلى وضع أداة بسيطة نسبيا يستطيع الأطباء استخدامها للتنبؤ باحتمال الإصابة بمرض الزهايمر، بل وتشخيصه أيضا.
ويقول ويليام ثييس، الرئيس الطبي والعلمي في «جمعية الزهايمر»، «يمكنك أن تنظر فقط إلى الناس وهم مقبلون في الممر المؤدي إلى عيادتك، ثم تبحث فيما بينهم عمن بدأ يظهر عليه تدهور في نمط المشي، ولن تجد أي تفسير آخر لذلك. إذا بدأ نمط المشي في التدهور، فإننا نبدأ في التساؤل عن حالة الذاكرة لديك».
ومع أن العلماء اهتموا بدراسة التغيرات التي تطرأ على طريقة المشي بعد التعرض لنوبة أو أزمة قلبية، وكذلك عند الإصابة بأمراض مثل الشلل الرعاش، فإنهم لم يبدأوا في دراسة العلاقة بين المشي والعمليات المعرفية سوى في الآونة الأخيرة. وقد ظل الناس لعقود يظنون أن تباطؤ المشي ما هو إلا جزء من التقدم في العمر، غير أن الأبحاث تبين أن حدوث بعض التغيرات في طريقة المشي ينبئ بوجود مشكلات تتجاوز الشيخوخة العادية.
* نظم وأعصاب متشابكة
* وتوضح د. ستيفاني ستودينسكي، وهي اختصاصية في أمراض الشيخوخة في جامعة «بيتسبرغ» و«إدارة بيتسبرغ للمحاربين القدامى» وخبيرة في المشي لم تشارك في الدراسات الخاصة بخرف الشيخوخة: «الأمر يشبه قيادة سيارة. لا بد أن يكون لديك محرك وهيكل وأجهزة توجيه»، فمحرك المشي هو القلب والرئتان والدم، والهيكل هو العضلات والأربطة والعظام، أما أجهزة التوجيه فهي «شبكة الأسلاك، أو بمعنى أصح الجهاز العصبي».
وأضافت د. ستودينسكي: «من يركزون على النواحي المعرفية والإدراكية غالبا لا ينتبهون إلى طريقة مشي الناس، كما أن الاختبارات تتم كلها في وضعية الجلوس، لكن التلف الذي يحدث لشبكة الأسلاك العصبية هو مشكلة مهمة مشتركة في كل من الصعوبة في التفكير والصعوبة في المشي».
* أدوات قياس حديثة
* وقد كانت هذه الدراسات الجديدة أكبر حجما وأكثر تفصيلا من الأبحاث السابقة، كما تضمنت أدوات متطورة لقياس التغيرات في نمط المشي، فقد استخدمت إحداها ممشى إلكترونيا، وهو عبارة عن بساط طويل مزود بأجهزة استشعار تقيس الاختلافات في سرعة المشي وإيقاع الخطو (أي عدد الخطوات في الدقيقة) واتساع الخطوة وتقلب المشي (أي معدل التغير في طريقة المشي).
وقد استبعدت الدراسات من يعانون التهابا في المفاصل أو أي مشكلات بدنية أخرى، كما تم ضبطها من حيث الطول والعمر والوزن والجنس.
وشملت إحدى هذه الدراسات أكثر من 1100 شخص من كبار السن في مدينة بازل السويسرية، وكان ربعهم تقريبا أصحاء من الناحية المعرفية والإدراكية، بينما كان الآخرون يعانون عجزا معرفيا وإدراكيا طفيفا، وهو ما اعتبر نذيرا سابقا للإصابة بخرف الشيخوخة، أو كانوا في مراحل متفاوتة من الإصابة بالزهايمر.
وقام المشاركون بالسير بصورة طبيعية على الممشى الإلكتروني، ثم يكررون المشي مرة أخرى أثناء القيام بمهمة معرفية، مثل العد العكسي بمعدل رقمين تلو رقمين بداية من الرقم 50، أو ذكر أسماء الحيوانات.
وأوضحت د. ستيفاني بريدنبو، رئيسة «مركز بازل للحركة»، أن اختبار المشي الأول لسيدة عمرها 72 عاما أظهر نتيجة خادعة بعدم وجود أي مشكلات، ولكن عندما قامت بالمشي أثناء العد العكسي من الرقم 50، تدهورت مشيتها بصورة حادة. وأضافت د. بريدنبو: «لقد ترنح جسمها وتمايل على إحدى القدمين، وانحرفت تقريبا إلى الجانب، إلا أنها لم تلحظ أي شيء من هذا، كما أصيبت بالذهول حينما لم تستطع تذكر المزيد من الأرقام». وقامت د. بريدنبو بتحويل هذه السيدة إلى عيادة الذاكرة؛ حيث أظهرت الاختبارات المعرفية والإدراكية التي أجريت لها أنها تعاني بالفعل من قصور معرفي.
وأوضحت د. بريدنبو أن مطالبة الأفراد الخاضعين للدراسة بأن يقوموا بمهام فكرية وحركية بطريقة متزامنة كشفت عن «حالات عجز لا تستطيع أن تراها بعينيك المجردتين»، وربما يكون تفسير ذلك هو أن المخ قد أصبح ضعيفا بالفعل إلى درجة أنه لا يستطيع تنسيق دوائره العصبية كي تدير مثل هذه «المهام المزدوجة» بكفاءة. وتابعت د. بريدنبو: «في مرات كثيرة، كانت المشية تبدو طبيعية، حتى لدى من يعانون حالة الزهايمر الطفيفة، ولكن عند دراسة أداء المهام المزدوجة، أمكنني ملاحظة هذه المشكلات». وقد أظهرت جميع الأبحاث التي أجرتها أن من يمشون ببطء أكبر أو بصورة متقلبة كان أداؤهم أسوأ في الاختبارات المعرفية، وأن الأسوأ في المشي كانت لديهم أكثر حالات الزهايمر شدة.
وقد تضمنت دراسة كبيرة أخرى أجريت في مركز «مايو كلينيك» الطبي المشي البسيط، وليس القيام بمهام مزدوجة، إلا أنها توصلت إلى وجود علاقة مشابهة، حسب ما ذكره د. رودولفو سافيكا، وهو اختصاصي أمراض عصبية في المركز. ولم يكن أغلب من شملتهم الدراسة (وعددهم 1341 شخصا) يعانون خرف الشيخوخة، وقد تم تقييمهم مرتين بفاصل زمني بلغ 15 شهرا، من خلال اختبارات للقدرات المعرفية والمشي. ووجد د. سافيكا وزملاؤه أن الشخص الذي يمشي أبطأ بمعدل متر واحد في الثانية أثناء الاختبار الثاني له يسجل في المتوسط نصف درجة أقل في الاختبارات المعرفية.
* تباطؤ المشي
* وكان الاعتقاد السائد هو أن تباطؤ المشي يرتبط ارتباطا وثيقا بوجود تدهور في «الوظائف التنفيذية»، أي القدرة على تخطيط وتنظيم الأنشطة. وقد حاولت دراسة قادها د. عرفان إكرام، وهو اختصاصي في علم الأوبئة العصبية في مركز «إيراسموس إم سين» الطبي الجامعي بمدينة روتردام، أن تربط بين تغيرات معينة في نمط المشي وحدوث تدهور في العمليات المعرفية؛ حيث طلب من أكثر من 1200 شخص ليست لديهم أي علامات على الإصابة بخرف الشيخوخة أن يمشوا بصورة طبيعية، وأن يمشوا ثم يعودون عند منتصف الطريق، وأن «يسيروا بطريقة مترادفة»، وذلك بوضع عقب إحدى القدمين مباشرة أمام أصابع القدم السابقة، كما أجريت لأفراد العينة اختبارات معرفية وإدراكية.
ووجد المشرف على الدراسة أن الأشخاص الذين لم يحسنوا المشي المترادف سجلوا درجة ضعيفة في الاختبارات التي تغطي المهارات الحركية الدقيقة، وأن الأشخاص الذين تباطأ إيقاع الخطو لديهم، أي الذين يسيرون عدد خطوات أقل في الدقيقة، سجلوا أداء أسوأ في اختبارات سرعة التفكير، في حين أن الأشخاص الذين كانت مشيتهم أبطأ وأكثر تقلبا أظهروا ضعفا في الوظائف التنفيذية. وأكد د. إكرام أنه لم يكن هناك أي جانب محدد من طريقة المشي يرتبط بمشكلات في الذاكرة، مما قد يوحي بأن «الذاكرة هي وظيفة خاصة تماما بالمخ لا تعبر عن نفسها سوى في النواحي المعرفية والإدراكية».
* الرياضة تدرأ الخرف
* وإلى جانب إظهار أن طريقة المشي ربما تقدم دلالات مبكرة على قرب الإصابة بخرف الشيخوخة، فإن هذه الدراسات قد تعزز من الاحتمالية القائلة بأن النشاط البدني ربما يساعد على الحيلولة دون الإصابة بخرف الشيخوخة. فإذا كانت زيادة بطء واضطراب المشي تدل على حدوث تلف عصبي، فهل يمكن أن تفيد التمارين الخاصة بزيادة اللياقة البدنية والتناسق الحركي ليس في مساعدة الناس على المشي فحسب، بل في مساعدتهم على التفكير أيضا؟ يجيب د. إكرام: «هذه هي الأسئلة الجوهرية. في اللحظة الراهنة، ما زلنا في أول خطوة».
وتتوقع د. بريدنبو: «ما نحتاج إليه هو استخدام ما لدينا هنا من معلومات والعثور على أداة تصنيف يستطيع الأطباء واختصاصيو العلاج الطبيعي استخدامها كإنذار خطر لمن لديهم مشكلة في الحركة. ينبغي أن يكون هذا أمرا أساسيا. حينما يأتي إليك مريض في عيادتك وتستمع إلى قلبه، فلا بد أن يكون من الأمور الأساسية أن تتعرف على طريقة مشيه».
* خدمة «نيويورك تايمز»




شكرا لك



شكرا ع الطرح المفيد حبيبتي



يعطيك العافية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.