وماما تربت علي رأسها وتبتسم وتقول لها انها كبرت وستعلم مثل كريم ويصبح عندها كراسات ملونة واقلام جميلة وكتاب فيه صور طيور وحيوانات وزهور ..وأيضا سيصبح عندها اصحاب تلعب معهم ,ثم آن كريم في المدرسة ولن يتركك وحدك..
وعندما فتحت ماما الباب ودخل تيار هواء الصباح البارد اهتزت الفيونكة ونزلت شرائط منها علي وجه فتفوته فابتلت ولم تستطع آن ترفعها لان يدا كانت مع ماما والاخري كانت في كف كريم يشدها لتنزل علي السلم ,وكريم ينزل السلم مثل الكبار ولا ينتبه ان فتفوتة تحب آن تنزل واحدة واحدة وتقف علي كل سلمة بقدميها الاثنتين حتي لا تخاف …
وذهب كريم الي فصله ناسيا انه من المفروض آن يذهب بفتفوتة الي فصلها اولا ولم يتذكر الا عندما بدا الاولاد والبنات يضحكون عليها ويشيرون الي فيونكتها ذات الشرائط الملونة الملتصقة علي خديها ,واصلت فتفوتة البكاء ولكن هذه المرة بصوت عال..فاخرجها كريم بسرعة من الفصل واشار لفصلها كي تذهب, وقال إنه ولد وكبير ولا يحب آن يلعب معها لا في الفسحة ولا في أي وقت اخر لانها لاتعرف آن تلعب الكرة مثل الاولاد ,وانها يجب آن تظل في الفصل حتي ياتي اليها اخر اليوم ليذهبا للبيت. وذهب كريم فظلت متسمرة امام الباب واخذت تسعل من التراب الكثير الذي يثيره الاولاد بجريهم حولها وعندما دخلت الفصل اخيرا احست انها تريد دخول الحمام فاخذتها داده اليه..ولما راته متسخا جدا رفضت الدخول وعملتها علي نفسها..ضربتها الابلة ثم ضربها كريم وفي البيت ستضربها ماما ايضا وهذا الموال سيتكرر كل يوم من الان ,وهي لا تكف عن الارتعاش الا عندما تصل للبيت ليبدا الارتعاش الثاني مع الاستيقاظ المبكر وماما تحملها من تحت الغطاء الدافئ الي الحمام .. وعندما تركها كريم امام الفصل ثانية وقفت تبكي وتلفت حولها ولاتريد آن تدخل الفصل ولا آن ترى الابلة التي ضربتها.
جاءت بنتان كبيرتان – طول كريم تقريبا – وسالتها الاولي ذات الوجه المدور والشعر الاسود القصير :هل أنت اخت كريم؟وقالت آن اسمها نشوى ,ومسحت لها دموعها بمنديل نظيف وأعطتها اياه لتمسكه في يدها ,اما الثانية ذات الشعر الاحمر بضفيرة طويلة قالت لها لا تخافي وسناتي في الفسحة ونلعب معك,وظلت فتفوتة ممسكة بالمنديل ,وتضغط عليه بشدة بين اصابعها الرفيعة ,ودخلت الفصل وهي مازالت تنظر ناحيتهما بعينيها الواسعتين الممتلئتين دموعا…
وحضرتا فعلا في الفسحة وامسكت كل واحدة منهما بيد ونزلوا جميعا السلم واحدة واحدة الي الفناء..جلسن علي الرصيف الصغير الممتد أمام سور الحديقة وأجلسا فتفوتة بينهما فوصل راسها ابعد من ركبتيهما قليلا ,وأحست انها لم تعد في حاجة للمنديل فرمته,وسألتها نشوى :هل معك طعام؟فاخرجت لها البسكويت من جيب المريلة الكحلي ,واخذت نشوي تقطعه لها في فمها و تبتسم ,اما أمل ذات الوجه الابيض والنمش علي خديها الضاحكين فناولتها زمزمية فيها عصير برتقال ساقع لتكمل طعامها ,وسالتها نشوى عن فيونكتها الغريبة فقالت آن بابا نويل احضرها لها وانها تراه كل سنة بثوبه الاحمر والطرطور واللحية البيضاء الطويلة..فسالتها امل:في التليفزيون؟!! –لا في الحقيقة,يأتي من الشباك ويشير لي وهو يضحك..
وعندما تباهي كريم امامها بانه عندما ينجح سيترك لها المدرسة والمريلة الكحلي ويلبس البنطلون والقميص,لم تهتم بما قاله ولكنها سالت:هل نشوى وامل ستذهبان ايضا؟ فضحك وقال :طبعا..
وبينما كان بابا وماما مسروران جدا بنتيجة كريم,وماما تحضر الكعكة من الفرن نظرت فتفوتة الى الارض وتجمعت الدموع في عينيها السوداوين ,وشهقت وهي تتمني بشدة الا تنجح نشوى أو أمل.حتى لاتذهبان ايضا وتبقى لوحدها في الفصل
فتفوتة الصغيرة اول يوم لها كان صعب شوية بالمدرسة
لاكن مع الايام احبت مدرستها وكل اصدقائها
وجابت احلى الدرجات
وكانت من المتفوقات :icon_razz: