التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

فضائل الصديق رضى الله عنة


ذه المنقبة اختص بها بنص القرآن والسنة, وصدر بها أئمة السنة كالبخاري ومسلم فضائل الصديق رضي الله عنه.
قال الله تعالى (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(40).(التوبة).
هنا وقفات:
الأولى: قال البغوي رحمه الله في تفسيره (4 / 49):
"{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ } أي هو أحد الاثنين، والاثنان: أحدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر أبو بكر الصديق رضي الله عنه، { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } وهو نقب في جبل ثور بمكة، { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } قال الشعبي: عاتب الله عز وجل أهل الأرض جميعا في هذه الآية غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه".

الثانية: قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (2 / 437):
" قال تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} أي تأييده ونصره عليه أي على الرسول صلى الله عليه وسلم في أشهر القولين وقيل على أبي بكر, وروي عن ابن عباس وغيره قالوا: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تزل معه سكينة وهذا لا ينافي تجدد سكينة خاصة بتلك الحال ولهذا قال: {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} أي الملائكة {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا}".
فابن كثير رحمه الله يميل إلى ترجيح القول الأول بأن نزول السكينة كان على الرسول صلى الله عليه وسلم, ويستعمل سياق الآية في تقوية هذا القول.
إلا أن الرازي ضعف هذا القول, وساق عدة أوجه لنصرة القول الثاني (مفاتيح الغيب(16 / 53):
قال :" ومن قال الضمير في قوله عَلَيْهِ عائداً إلى الرسول فهذا باطل لوجوه:
الوجه الأول أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات وأقرب المذكورات المتقدمة في هذه الآية هو أبو بكر لأنه تعالى قال إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ والتقدير إذ يقول محمد لصاحبه أبي بكر لا تحزن وعلى هذا التقدير فأقرب المذكورات السابقة هو أبو بكر فوجب عود الضمير إليه.
والوجه الثاني: أن الحزن والخوف كان حاصلاً لأبي بكر لا للرسول عليه الصلاة والسلام فإنه عليه السلام كان آمناً ساكن القلب بما وعده الله أن ينصره على قريش فلما قال لأبي بكر لا تحزن صار آمناً فصرف السكينة إلى أبي بكر ليصير ذلك سبباً لزوال خوفه أولى من صرفها إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع أنه قبل ذلك ساكن القلب قوي النفس.
والوجه الثالث: أنه لو كان المراد إنزال السكينة على الرسول لوجب أن يقال إن الرسول كان قبل ذلك خائفاً ولو كان الأمر كذلك لما أمكنه أن يقول لأبي بكر (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) فمن كان خائفاً كيف يمكنه أن يزيل الخوف عن قلب غيره ولو كان الأمر على ما قالوه لوجب أن يقال فأنزل الله سكينته عليه فقال لصاحبه لا تحزن ولما لم يكن كذلك بل ذكر أولاً أنه عليه الصلاة والسلام قال لصاحبه لا تحزن ثم ذكر بفاء التعقيب نزول السكينة وهو قوله (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) علمنا أن نزول هذه السكينة مسبوق بحصول السكينة في قلب الرسول عليه الصلاة والسلام ومتى كان الأمر كذلك وجب أن تكون هذه السكينة نازلة على قلب أبي بكر فإن قيل وجب أن يكون قوله (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) المراد منه أنه أنزل سكينته على قلب الرسول والدليل عليه أنه عطف عليه قوله (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) وهذا لا يليق إلا بالرسول والمعطوف يجب كونه مشاركاً للمعطوف عليه فلما كان هذا المعطوف عائداً إلى الرسول وجب في المعطوف عليه أن يكون عائداً إلى الرسول.
قلنا هذا ضعيف لأن قوله (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) إشارة إلى قصة بدر وهو معطوف على قوله (فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) وتقدير الآية إلا تنصروه فقد نصره الله في واقعة الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها في واقعة بدر وإذا كان الأمر كذلك فقد سقط هذا السؤال"اهـ.
قلت: والقاعدة في مثل هذه المسألة تقول:"توحيد مرجع الضمائر في السياق الواحد أولى من تفريقها". أي إذا جاءت ضمائر متعددة في سياق واحد واحتملت في مرجعها أقوالا متعددة, فالقول بتوحيد مرجعها هو الأولى.
فلاحظ سياق الآية الكريمة جاء فيه عدة ضمائر:"تنصروه","نصره","أخرجه", "لصاحبه","عليه","وأي ده".
فالقول أن مرجع الضمير في قوله تعالى {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو الأحسن حتى ينسجم النظم ويتسق السياق.

الثالثة: قال الرازي رحمه الله في تفسيره:"أنه تعالى وصف أبا بكر بكونه صاحباً للرسول وذلك يدل على كمال الفضل. قال الحسين بن فضيل البجلي : من أنكر أن يكون أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان كافراً ، لأن الأمة مجمعة على أن المراد من {إِذْ يَقُولُ لِصَـاحِبِه } هو أبو بكر".

الرابعة: قال الرازي في تفسيره: (1 / 2221):
"والوجه السابع : في دلالة هذه الآية على فضل أبي بكر. قوله : {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } ولا شك أن المراد من هذه المعية ، المعية بالحفظ والنصرة والحراسة والمعونة ، وبالجملة فالرسول عليه الصلاة والسلام شرك بين نفسه وبين أبي بكر في هذه المعية ، فإن حملوا هذه المعية على وجه فاسد ، لزمهم إدخال الرسول فيه ، وإن حملوها على محمل رفيع شريف ، لزمهم إدخال أبي بكر فيه ، ونقول بعبارة أخرى ، دلت الآية على أن أبا بكر كان الله معه ، وكل من كان الله معه فإنه يكون من المتقين المحسنين ، لقوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (النحل : 128) والمراد منه الحصر ، والمعنى : إن الله مع الذين اتقوا لا مع غيرهم ، وذلك يدل على أن أبا بكر من المتقين المحسنين".

الخامسة: قال القرطبي رحمه الله في تفسيره(8 / 147):
"قلت: ولهذا قال بعض العلماء: في قوله تعالى: " ثاني اثنين إذ هما في الغار " ما يدل على أن الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، لان الخليفة لا يكون أبدا إلا ثانيا".

السادسة: قال ابن العربي: قال لنا أبو الفضائل العدل قال لنا جمال الاسلام أبو القاسم قال موسى صلى الله عليه وسلم: " كلا إن معي ربي سيهدين "[ الشعراء: 62 ] وقال في محمد صلى الله عليه وسلم: " لا تحزن إن الله معنا " لا جرم لما كان الله مع موسى وحده ارتد أصحابه بعده، فرجع من عند ربه ووجدهم يعبدون العجل.
ولما قال في محمد صلى الله عليه وسلم " لا تحزن إن الله معنا " بقي أبو بكر مهتديا موحدا عالما جازما قائما بالأمر ولم يتطرق إليه اختلال".

السابعة: يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسيره( / 1262):
"وقف المستشرقون عند قول الحق سبحانه: { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } وكعادتهم – كمشككين في الإسلام – نجدهم يبذلون جهداً كبيراً في محاولة التصيد لأخطاء يتوهمونها في القرآن الكريم فيقولون: إن مهابة القرآن وقدسيته عندكم أيها المسلمون لا تُمكِّن أذهانكم من الجراءة اللازمة للبحث في أساليبه؛ لتكتشفوا ما فيه من الخلل. ولكن إن نظرتم إلى القرآن ككتاب عادي لا قداسة له سوف تجدون فيه التضارب والاختلاف.
وخصص المستشرقون باباً كبيراً للبحث في مجال النحو بالقرآن الكريم، وجاءوا إلى مسألة الشرط والجزاء، ومن يقرأ نقدهم يتعرف فوراً على حقيقة واضحة هي جهلهم بعمق أسرار اللغة العربية، ولا يملكون فيها مَلَكة أو حُسْن فهم، وقالوا: إن أساليب الشرط في اللغة العربية تقتضي وجود جواب لكل شرط، فإن قلت: إن جاءك زيد فأكرمه، تجد الإكرام يأتي بعد مجيء زيد، وإن قلت: إن تذاكر تنجح، فالنجاح يأتي بعد المذاكرة. إذن: فزمن الجواب متأخر عن زمن الشرط.
وهم قدموا كل تلك المقدمات ليشككونا في القرآن.
ونقول لهم: إن كلامكم عن الشرط وجوابه صحيح، ولكن افهموا الزائد، فحين نحقق في الأمر نجد أن الجواب سبب في الشرط؛ لأنك حين تقول: إن تذاكر تنجح، فالطالب إن لم يستحضر امتيازات النجاح فلن يذاكر، بل لا بد أن يتصور الطالب في ذهنه امتيازات النجاح ليندفع إلى المذاكرة، إذن: فالجواب سبب دافع في الشرط، ولكن الشرط سبب في الجواب ولكنه سبب واقع، فتصُّور النجاح أولاً هو سبيل لبذل الجهد في تحقيق النجاح، وهكذا تكون الجهة منفكة؛ لأن هذا سبب دافع، وهذا سبب واقع.
وقوله تعالى: { إِلاَّ تَنصُرُوهُ } فعل مضارع، زمنه هو الزمن الحالي، ولكن الحق يتبع المضارع بفعل ماضٍ هو: { فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } فهل يكون الشرط حاضراً ومستقبلاً، والجواب ماضياً؟ ونقول: إن المعنى: إلا تنصروه فسينصره الله. بدليل أنه قد نصره قبل ذلك. وهذا ليس جواب شرط، وإنما دليل الجواب، فحين يكون دليل الجواب ماضياً، فهو أدل على الوثوق من حدوث الجواب، فحين دعاهم الله لينفروا فتثاقلوا، أوضح لهم سبحانه: أتظنون أن جهادكم هو الذي سينصر محمداً وينصر دعوته؟ لا؛ لأنه سبحانه قادر على نصره، والدليل على ذلك أن الله قد نصره من قبل في مواطن كثيرة، وأهم موطن هو النصر في الهجرة، وقد نصره برجل واحد هو أبو بكر على قريش وكل كفار مكة، وكذلك نصره في بدر بجنود لم تروها، إذن: فسابقة النصر من الله لرسوله سابقة ماضية، وعلى ذلك فليست هي الجواب، بل هي دليل الجواب.
ونرى في قوله تعالى: { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } أن نصر الله له ثلاثة أزمنة، فـ { إِذْ } تكررت ثلاث مرات، فسبحانه يقول: { إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } أي: أننا أمام ثلاثة أزمنة: زمن الإخراج، وزمن الغار، والزمن الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } ، وقد جاء النصر في هذه الأزمنة الثلاثة؛ ساعة الإخراج من مكة، وساعة دخل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر إلى الغار، وساعة حديثه مع أبي بكر".

الثامنة: أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي الْغَارِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا فَقَالَ مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا".
يقول ابن حجر رحمه الله في كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة (4/ 172):
"ومن أعظم مناقبه قول الله تعالى (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحابه لا تحزن إن الله معنا) فإن المراد بصاحبه أبو بكر بلا نزاع".
ويقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية (1 / 476):
"وهذه منقبة عظيمة لم ينلها إلا من هو أهلٌ لها وهو أبو بكر{ الله أعلم حيث يجعل رسالته } ( الأنعام 124 )" .

التاسعة: هذه المنقبة محل إجلال وإكبار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, فهم يعرفون لأبي بكر هذه المنقبة رضي الله عنهم.
فعن ربيعة الأسلمي رضي الله عنه قال:
" كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأعطاني أرضاَ، وأعطى أبا بكر أرضاً، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة، فقال أبو بكر رضى الله عنه، هي في حد أرضى،
وقلت أنا: هي في حدي، وكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها، وندم، فقال لي: ياربيعة! رد على مثلها حتى يكون قصاصاً، قلت : لا أفعل ، فقال أبو بكر : لتقولن، أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: ما أنا بفاعل قال : ورفض الأرض فانطلق أبو بكر – رضي الله عنه- إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فانطلقت أتلوه فجاء أناس من أسلم، فقالوا: رحم الله أبا بكر ! في أي شيء يستعدي عليك رسول الله، وهو الذي قال لك ما قال؟! فقلت: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصديق، وهو ثاني اثنين، وهو ذو شيبة المسلمين، فإياكم يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب،فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه، فيغضب الله لغضبهما، فيهلك ربيعة، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ارجعوا.
فانطلق ابو بكر رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته وحدي وجعلت اتلوه حتى اتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث…. فأمره صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأبي بكر.
قال رضي الله عنه:"فقلت : غفر الله لك يا ابا بكر![ قال : فولى ابو بكر- رحمه الله – وهويبكي". قال العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة( 1/ 8 ), والسياق للطبراني، وزيادتان لأحمد ، واسناده حسن".
ونسب ابن سعد في الطبقات الكبرى (3 / 174) لحسان بن ثابت قوله:

وثاني اثنين في الغار المنيف وقد — طاف العدو به إذ صعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا — من البرية لم يعدل به رجلا

خليجية[/IMG]




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.