كزبرة البئر تعالج السعال والربو وضيق التنفس 1 – 2
.د.جابر القحطاني
كزبرة البئر عبارة عن عشبة صغيرة ذات ساق ربزومية أرضية زاحفة، تحمل أوراقاً خضرية مركبة مضاعفة، والنبات بهذا الوصف يمثل ما يسمى بالطور الجرثومي ذات الخلايا الجسدية التي تحتوي على العدد المضاعف من الكروموزومات يتكاثر هذا النبات من خلال تكوينه لحوافظ جرثومية تنشأ على الحواف السفلية للأوراق، وأثناء تكوين هذه الحوافظ الجرثومية يحدث انقسام اختزالي، وبالتالي فإن الجراثيم المتكونة تحتوي على العدد النصفي للكروزمات. هذه الجراثيم تنتشر في البيئة لتعطي طوراً آخر يعرف باسم النبات المشيجي، وهو نبات بدائي التركيب صغير الحجم قلبي الشكل ينمو منبطحاً على الأرض ومتصلاً بها بوساطة خيوط أولية ليست بجذور حقيقية ولكنها أشباه جذور.
ينتشر نبات كزبرة البئر في الأماكن الظليلة، حيث يغطي جوانب قنوات الري وكذلك جوانب الوديان العميقة الضيقة ذات التربة الدائمة الرطوبة.
الموطن الأصلي لكزبرة البئر:
الموطن الأصلي لكزبرة البئر اوروبا وشمالي أمريكا وهي تنمو عفوياً في المناطق الرطبة من جنوب المملكة.
الجزء المستخدم من النبات:
الأجزاء الهوائية المحتويات الكيميائية لكزبرة البئر: تحتوي كزبرة البئر على فلافو نيدات والتي تشمل الروتين والايزوكوريتسين، كما تحتوي على التربينويدات والتي تشمل الاديانتون، كما تحتوي على حمض العفص ومواد هلامية.
ماذا قال القدماء عن كزبرة البئر؟
عرفت الأهمية الطبية لنبات كزبرة البئر منذ آلاف السنين عند كثير من الشعوب فقد ذكر استعمال كزبرة البئر في بردية ايبرز في الطب المصري القديم، حيث ذكرت لعلاج الامساك ودرء مرض الانيميا، ومعالجة أمراض التخمة وانتفاخ المعدة وتسكين آلام العصب. ويقول العشاب كايوغ في القرن الثامن عشر انها تساعد في علاج الربو والسعال وضيق النفس وهي مفيدة ضد اليرقان والاسهال وبصق الدم وعض الكلاب المسعورة ومدرة للبول والحيض وتفت حصى المثانة والكلى.
د.جابر القحطاني
نكمل مابدانا عن كزبرة البئر وذكرنا أنها عشبة صغيرة ذات ساق ريزومية أرضية زاحفة تحمل أوراقاً خضرية مركبة مضاعفة وأشرنا إلى أنها تنتشر في الأماكن الرطبة الظليلة كما تحدثنا عن موطنها الأصلي، ثم عرجنا على الأجزاء المستخدمة منها، وماذا قال العلماء عنها واليوم نستكمل الحديث حول هذا النبات.
يقول ديسقوريدس ان هذا النبات إذا شرب نفع من الربو واليرقان وجع الطحال وعسر البول، ويفت حصى الكلى ويعقل البطن وينفع من نهش الهوام والحيات، كما يدر الطمث وينقي النفساء، ويقطع سيلان الدم وينفع من وجع الصدر والرئة ويخرج ما فيهما من فضولهما الغليظة الزجة.
كما يقول ان لهذا النبات خاصية اسهال المرة الصفراء التي في المعدة والأمعاء، وإذا عمل منه طلاء على داء الثعلبة أنبت الشعر.
أما داود الانطالي فيقول في كزبرة البئر: «ان نبات الكزبرة ينبت في الآبار ومجاري المياه ولا يختص بزمن وهو علاج للسعال وضيق النفس والربو وأوجاع الصدر وعلاج الأورام والشقيقة وتمنع سقوط الشعر.
أما التركماني فيقول عن كزبرة البئر: «يحبس البطن وطبيخه ينفع من الربو واليرقان وجع الطحال وينفع من قراع الرأس ومن البواسير والقروح الرطبة ومن الجرب في العين.
ويقول عاشور في نبات كزبرة البئر «ان النبات كان شائع الاستعمال عند العرب القدماء وان مغلي النبات يفيد في علاج الربو، كما أنه مدر للبول ونجح استعمال النبات في علاج داء الثعلبة».
أما بولس فيقول: «ان مستحلب الأوراق طارد للبلغم ومهدئ ولعلاج مختلف أمراض الصدر كالبرد والالتهاب الرئوي أما المغلي المركز فمدر للطمث».
وماذا يقول الطب الحديث؟
يستخدم العشابون الغربيون حالياً كزبرة البئر لعلاج السعال والتهاب القصبات المزمنة والنزلة والتهاب الحلق والنزلة الأنفية المزمنة. كما تستعمل كعلاج مضاد للتشنج. وقد أثبت الدراسات فائدة كزبرة البئر كمقوية ومعرقة ومدرة للطمث وطاردة جيدة للبلغم.
دمتم فى حفظ الله ورعايته