الزوج هو الشريك وليس "الآخر"
وفي هذا الصدد أكدت الندوة التي أعدها المستشار الأسري والتربوي عمر محمود مؤسس ومدير مركز مودة للتنمية والاستشارات، بعنوان "كيف تختارين شريك الحياة"، بأن الاختلاف سمة من سمات الجنس البشري، والاختلاف بين الزوج والزوجة أمر طبيعي نظراً لاختلاف طبائعهم الفسيولوجية والنفسية والتعليمية والبيئية، ولهذا يجب أن نعترف بهذا الاختلاف، ويجب أن يدفعنا هذا الاختلاف للتقبل والتفاهم وليس للمشاحنات والشجار، فلابد أن تتعامل المرأة مع الرجل ليس بأنه "الآخر"، ولكن يجب أن تعامله على أنه "الشريك"، والعكس صحيح بالنسبة للرجل أيضاً.
وأشار المستشار الأسري عمر محمود إلى أن المجتمعات الحديثة تتسابق لوضع بنية اجتماعية قوية من أجل تحقيق الأمان الزوجي، فالمشكلات الزوجية لا تنحصر في مجتمعنا المصري أو الشرقي فحسب ولكنها موجودة في كل بلاد العالم"، مشيراً إلى أن هناك العديد من الموروثات التي تنتشر في مجتمعنا المصري هي من تفشل عملية اختيار الشريك ومنها التعنت في المهر وتدخل الأهل في تفاصيل العلاقة بين الولد والبنت، وغيرها من العوامل".
لماذا نتزوج
وأكد المستشار الأسري على "ضرورة تحديد الأسباب التي تدفعنا للزواج أولاً، والتي على أساسها نستطيع تحديد مواصفات شريك الحياة الذي يلائم أهدافي والأسس التي وضعتها لنفسي في اختيار شريك الحياة".
وشبه عمر محمود الزواج بالصندوق المغلق الذي لا يمكن أن نعرف ما فيه إلا عندما نحركه جيداً ونفرز ما فيه بعناية وصبر، مؤكداً "أنه يستحيل على الرجل والمرأة فهم بعضهما البعض بشكل كامل، فكلما زادت أيام العشرة سنكتشف حتماً صفات جديدة في الشريك".
وأكد الأستاذ عمر محمود أن الاختيار حق للرجل والمرأة على السواء، ضارباً مثلاً بآيات القرآن الكريم والتي نبأتنا بخبر بنت سيدنا شعيب التي رأت القوة والشهامة من سيدنا موسى عليه السلام بعد أن سقى لها ولاختها حيث قالت "يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين"، فالأنثى هنا تختار إذا رأت ما يعجبها من صفات في رجل بعينه".
كذلك استشهد المستشار التربوي بسيدنا شعيب ذلك الأب الحكيم الذي استشعر باعجاب ابنته بسيدنا موسى فطلب منه أن يخطب احدى ابنتيه وترك له حرية الاختيار عله يريد الأخرى، مؤكداً بأنه ليس من العيب أن يستجيب الأب لرغبات ابنته إذا رآها اختارت شخصاً مناسباً وتقياً للزواج".
ودعا المستشار عمر محمود الفتيات بأن يحرصن على أنفسهن من العلاقات العابرة، مؤكداً أن البنت جوهرة غالية لا يستحقها إلا من يعرف قيمتها"، فيجب ألا ترخص البنت نفسها بسبب أن قلبها وقع في شرك الحب، فالحب باتزان وحكم المشاعر يجعل من البنت برج عالي لا يستطيع أن يصل إليه إلا من يستحقه ولديه المسؤولية الكافية والإصرار على الوصول إليه".
هذا، وقد حدد المستشار الأسري ثماني نقاط تحدد مواصفات شريك الحياة بالنسبة للرجل أو المرأة، وهي:
1- الهدف الذي يحدده لنفسه، وهو الأمر الذي سيرينا المستقبل مع من نختار.
2- الصفات التي يحب أن يراها الشريك في الطرف الآخر، ومدى قابليته لتغيير أفكاره وعاداته، فلابد أن يكون الشريك على استعداد للتضحية من أجل الآخر ولو في أمور بسيطة، وليست التضحية في أسس ومبادئ الحياة
3- تصوره لمفهوم الزواج.
4- الحالة الصحية للشريك.
5- علاقة الشريك بأصدقائه لأن المرء على دين خليله
6- تقبله لتدخل الأهل في حياتكم، لأن هذا الأمر سيجعلنا نرى كيف سيعامل زوجي أهلي في المستقبل والعكس.
7- ما هي الخطة الأسرية التي يضعها الطرف الآخر لضمان حياة زوجية مستقرة، فيجب على كل طرف وضع خطط وطموحات يجب تحقيقها في المستقبل البعيد أو القريب.
8- قدرة الشريك على تحمل مسؤوليات الحياة.