منذ ولادة الانثى، ومع بداية صرختها في الحياة، تبدأ الهورمونات الانثوية تلعب دورا هاما في حياتها ونشاطاتها واستقرارها الجسدي والنفسي، وتأخذ مجراها على مدى عمرها المديد.
ومن الطبيعي أن يحدث البلوغ عند الأنثى في ما بين سن التاسعة الى سن السابعة عشرة، وتكون في هذه السنة والسنوات التي تليها في حالة عدم انتظام للدورة الشهرية.
ثم ما تلبث أن تأخذ الدورة طابع الانتظام بعد سن الثامنة عشرة تقريباً وطوال سنوات الانجاب وحتى الاربعينيات من العمر.
تحدث الى قراء "صحتك" وخاصة القارئات المهتمات بهذا الموضوع، الدكتور هشام محمود رمضاني، استاذ مشارك في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز واستشاري نساء وولادة في مستشفى الاطباء المتحدون بجدة، وبدأ حديثه بتعريف هذه المرحلة العمرية التي تعتبر مرحلة انتقالية في حياة عمركل سيدة تعيش ما بين سن الانجاب وسن انحسار الدورة وأطلق عليها اسم "سن الكمال" بدلا من الاسم الشائع سن اليأس، حيث لا يأس مع الحياة.
وأوضح الدكتور رمضاني أن وظائف المبايض عند المرأة تبدأ في الانحسار تدريجياً مع بداية سن الاربعينات، ويكون أول مظاهر هذه المرحلة وعلاماتها عدم انتظام الدورة الشهرية.
هناك العديد من العوامل التي تحدد سن انقطاع الدورة، من أهمها عامل الوراثة، الوزن، التدخين وعوامل أخرى ترتبط مع بداية عدم انتظام الاباضة الشهرية ويكون مستوى الهرمون الانثوي (الاستروجين) قد أخذ في الانحدار مما يؤدي الى ظهور بعض الاعراض الجسدية ومن اهمها عدم انتظام الطمث، ثم انقطاعه لفترة قد تطول او تقصر، ثم حدوث دورة غزيرة، وقد تتعرض بعض السيدات الى آلام حادة اسفل الظهر.
علامات مهمة
من العلامات المهمة هنا، الاحساس المفاجئ بحرارة في أعلى الصدر، الرقبة، الوجه مع تعرق شديد يستمر من ثوان الى دقائق مما يعرف بالهبة الساخنة، وتكون اعراضه مزعجة جداً للسيدة، خاصة اذا حصلت اثناء النوم ومن الممكن ان تتكرر عدة مرات في اليوم الواحد.
والارق والصعوبة في الخلود الى النوم، عرضان هامان، ويكونان سببا في تغيير المزاج وتدهور الحالة النفسية، خاصة اذا كان النوم متقطعا مما يؤدى إلى الاكتئاب.
كما يظهر ضمور وجفاف في الجهاز التناسلي، نتيجة نقص الهرمون الانثوي مما يصاحبه من آلام في الظهر وأسفل البطن وعدم ارتياح اثناء العلاقة الزوجية وقلة الافرازات الانثوية مع ضمور وانكماش في الجلد الخارجي للشفرات النسائية مما يخلق حالة من الحكة والتشققات الجلدية.
وتحدث تغيرات في الجهاز البولي، حيث يبدأ الاحساس بتكرار الذهاب الى دورة المياه نتيجة تغير حجم المثانة مع احتمال حدوث حرقة اثناء التبول وانفلات البول اثناء العطس أو الحكة أو الضحك وفي بعض الحالات قد تعاني السيدة من عدم القدرة على التحكم في المثانة المليئة وهي في طريقها الى دورة المياه.
والترهلات الجسمانية، هي من العلامات التي تلاحظها السيدة في هذه المرحلة، وتكون في مختلف مناطق الجسم مما يخلق جواً من التأزم النفسي لديها وفي هذه السن الحرجة، ولربما يكون الابناء والبنات قد كبروا وازدادت المسؤوليات العائلية وفي حالة زواجهم ومغادرتهم المنزل تزداد درجة الوحدة والكآبة.
مساعدة طبية
ويضيف الدكتور رمضاني، أن الغالبية العظمى من السيدات يمررن بهذه الفترة العمرية بكل أو بعض هذه الاعراض، البعض يتعايش معها رغم صعوبتها والبعض يبحث عن مساعدة طبية.
وفي حال مراجعة السيدة لطبيبها فإنه يوجه إليها الكثير من الاسئلة المتعلقة بالمرحلة العمرية السابق ذكرها ثم يقوم بفحصها اكلينيكياً للتأكد من سلامة الصحة العامة كما يجرى لها فحص الثدي الاشعاعي ومسحة عنق الرحم وتصوير هشاشة العظام .
وفي حال كون النتائج سليمة، يناقش معها موضوع الهرمونات التعويضية والبدائل العلاجية موضحا أن البدائل تشمل الكالسيوم ومجموعة الفيتامينات الداعمة للصحة تكون أقل فعاليةا.
في حال اختلال الدورة الشديد تعطى المرأة الهرمون التعويضي كلمين climen وتشرح لها جميع المزايا المصاحبة لاستخدامه حيث يعود اقبالها على الحياة مع التحسن النفسي والروحي وكذلك تحسن صحة البشرة بشكل كبير، وتكون النتيجة حياة زوجية افضل مما كانت عليه.
مشكوره