عبر نتنياهو منذ عشرة أيام عن سخطه الشديد من الدول التي وافقت على حضور مؤتمر مناهضة العنصرية الذي نظمته الأمم المتحدة في سويسرا في الآونة الأخيرة بحجة أن إسرائيل تستعد للاحتفال بالمحرقة وأن المؤتمر يشوش على هذا الاحتفال.
يا سلام..!! لأن إسرائيل دولة يهودية عنصرية فإنه يريد ألا يتحدث أحد عن العنصرية، لأن ذلك يضعف من قدرة دولته العنصرية على استغلال مآسي اليهود.. حسنا كل شعوب العالم لديها مآس شديدة على مر التاريخ.. والانتهازيون هم الذين يحيون ذكرى مآسيهم (لغرض في نفس يعقوب).. واليهود ليس فقط يحيون ذكرى مآسيهم، بل يحتفلون بها احتفالا صاخبا ليس كل عشرة أعوام أو خمسة، بل خلال فترات متقاربة.. ويبدو أنهم يضيفون كل مرة عدة آلاف لأرقام ضحاياهم حتى بلغت الملايين، ولا ندري كم ستبلغ مستقبلا.
أصبحت بصراحة لشدة قرفي أتعاطف مع مقولات أحمدي نجاد بشأن المحرقة فقد صدعوا رؤوسنا بها.. يريدون أن يحتفل العالم كله معهم بذكرى محرقة في الأزمان الغابرة ويصمتون تماما عن الحديث عن محارق يقيمونها الآن في غزة وعن ممارسات عنصرية بغيضة يقيمون عليها دولتهم. والأسوأ من كل هذا أنهم يمارسون الآن أخذ ثأرهم الشرس ليس من هتلر الألماني بل من هتلر الفلسطيني، كأن الفلسطينيين هم الذين أقاموا لأجدادهم أفران النار وألقوهم فيها.. يحرقون الإخوة الفلسطينيين المستضعفين العزل بنيران محارقهم كأنهم هم الذين أجرموا بحقهم.. ويحرقون مزارعم.. ويصادرون أرضهم كأنهم هم الذين أشعلوا عود الثقاب الذي أشعل النار في أجساد أجدادهم.
بصراحة.. تصرفات الصهاينة الآن توحي بالشك في صحة المحرقة.. إذ ليس في التصرفات الصهيونية الآن ما يتوافق مع ما تفرضه الاستحقاقات المنطقية لتلك المحرقة.. ابتداء بالاحتفالات الصاخبة بالمآسي.. وانتهاء بالثأر من الأبرياء.. مرورا بالإنكار على إقامة مؤتمر يناهض العنصرية بحجة أنه يشوش على الاحتفالات المرتقبة لليهود بذكرى المحرقة.
وللعلم فإن أحمدي نجاد ليس هو أول من أنكر المحرقة وقال إن الصهاينة يستهدفون بادعاءاتهم أن تغض القوى الكبرى في العالم عن إيقادهم محارق متلاحقة عاما بعد عام في المدن الفلسطينية ليبيدوا بها الشعب الفلسطيني أو يرحِّلوهم كي يغتصبوا أرضهم، بل قبل نجاد هناك كثيرون مؤرخون وباحثون قالوا ذلك، ولكون المريب يقول خذوني نرى تلك الحملات المسعورة من اليهود ليس فقط ضد كل من ينكر المحرقة أو حتى يشكك فيها بل حتى ضد كل باحث يحاول التأكد من صحتها.
خلاص.. خلاص.. أصبنا بالقرف الشديد من الادعاءات الصهيونية ولا نستبعد بعد عقود قادمة نتيجة الاستمرار في تلك الادعاءات وتزييف التاريخ أن ينهي التاريخ العالمي حديثه عن هتلر اليهودي ويتحول إلى الحديث من هتلر الفلسطيني.
عبد الله ناصر الفوزان
نقلاً عن صحيفة "الوطن" السعودية
فعلا اصابونا بالقرف فليس لهم حديث الا عن هذه المحرقة مع انهم يحرقون الاخضر واليابس في بلادنا والعالم يتفرج بصمت