مسبار يكبح العصب الكليوي المسبب لارتفاع ضغط الدم
تحدث العلماء الألمان في «المؤتمر السنوي حول ضغط الدم» في لوبيك (شمال)، عن أمل جديد لملايين المعانين من ضغط الدم العصي على العلاج بالطرق التقليدية.
ويتجسد هذا الأمل في طريقة جديدة تستخدم مسبارا يضغط على الأعصاب الكليوية التي يعتقد أنها مسؤولة عن معظم حالات ارتفاع ضغط الدم عند المعانين منه.
تجارب عالمية
وذكر البروفسور هيربرت شونكرت، أمام أكثر من 1000 طبيب مختص، أن 95 في المائة من المعانين من ضغط الدم يمكن أن يستفيدوا من الطريقة الجديدة التي تم تجريبها على مرضى الضغط العالي على مستوى عالمي.
وثبت من خلال التجارب على مرضى ضغط الدم، والتي ينسقها فريق العمل الألماني من جامعة لوبيك، أن طريقة كبح العصب الكليوي تساهم في خفض الضغط الانقباضي بمعدل 30 ملم زئبق على مدار سنة كاملة.
ونجح الأطباء في مختلف بلدان العالم في خفض ضغط دم المرضى من 170 إلى 140 ملم زئبق طوال السنة الماضية.
وسيتم عرض نتائج الدراسة بعد الانتهاء منها مطلع عام 2022.
ورغم وجود عدة آليات لنشوء ارتفاع ضغط الدم، واختلاف العلماء في تقدير هذه الأسباب، فإن الكل يجمعون على أن النشاط المرتفع للنظام العصبي السيمبثاوي في الكلى هو أحد الأسباب الرئيسية لنشوء المرض.
وتم طرح طريقة المسبار لكبح هذا العصب قبل عدة سنوات إلا أنه لم يتم ما يكفي من الدراسات للتأكد من نجاحها وخلوها من المضاعفات.
مسبار علاجي
وأشار البروفيسور شونكرت إلى أن الطريقة، التي يطلق عليها طبيا اسم Radiofrequencey ablation، تعني إرسال مسبار دقيق من الشريان الفخذي إلى الشريان الكلوي واستخدامه لكبح جملة الأعصاب المتفرعة عن العصب الكليوي والتي تنتشر في الجدار الخارجي للكلية.
ويجري عبر رأس المسبار المدور تسخين الشريان والأنسجة القريبة(وبينها الأعصاب) إلى درجة 70 مئوية تؤدي إلى كبح الأعصاب لمدة طويلة.
من ناحيته، قال البروفسور يواخيم فايل، من جامعة لوبيك أيضا، أن النتائج لا تظهر مباشرة على مرضى ضغط الدم، وإنما بعد أسابيع وربما أشهر، لكن التأثير يستمر لفترة تزيد على السنة.
وظهر من تجربة الطريقة على 45 مريضا ألمانيا، يعانون من ارتفاع ضغط دم لا تؤثر فيه العقاقير، أن ضغط دم المرضى انخفض بمقدار 27 ملم زئبق كمعدل واستمر على هذا المعدل لمدة سنة ونصف، وهناك إمكانية أن يستمر التأثير لفترة أكبر عند تقييم نتائج التجربة عام 2022.
وهناك تجربة مماثلة أجريت في معهد بيكر في ملبورن(استراليا) على مرضى يعانون من ضغط دم مستعص يزيد عن 160 ملم زئبق.
وتمت مقارنة النتائج مع نتائج تجربة موازية أجريت على مرضى مماثلين استخدمت أحدث العقاقير في علاجهم. وكانت النتائج في كل الحالات لصالح العلاج بالمسبار، مع وجود مؤشرات حقيقية على أن الطريقة تتجاوز الأدوية من ناحية تجنيب المرضى مضاعفات السكري الخطيرة مثل جلطات القلب والسكتات الدماغية.
وأكد شونكرت أن فريق العمل لم يسجل أية مضاعفات خطيرة لطريقة المسبار حتى الآن. ولا تزيد مخاطر المسبار نفسه عن مخاطر أي مسبار آخر في طرق معالجة الكلى أو القلب.
وتم إجراء العمليات تحت تأثير التخدير الموضعي مع منح المرضى بعض مسكنات الألم لأن تسخين الأنسجة إلى درجة 70 مئوية يسبب بعض الألم.
وكان العلماء الألمان من معهد ماكس بلانك المعروف تعرفوا على سبب جديد من أسباب نشوء ضغط الدم لعالي، إذ توصل الباحثون إلى وجود نقص في دهون الدم من مجموعة Ethero ـ phpsphat Lipid في كافة مرضى ضغط الدم الذين فحصوهم.
ونصح العلماء المعانين من ضغط الدم بتعويض هذه الدهون من خلال الأغذية المحتوي على الصويا والزعفران البري والبيض والسمك.
دمتمفى حفظ الله