وتعتبر هذا أحدى أكثر الشكاوى المفضّلة لدى الرجال عن النساء، ولكن هذه العبارات غير حقيقة، وهي مقيتة وظالمة للنساء – خصوصا الاعتقاد بأن "النساء يرغبن بالسيطرة على الرجل"، لأن هذا يضيع جهود كل النساء في العمل على تعزيز علاقتهن بالرجل، ويركز على محاولة السيطرة عليه فقط. ولكن للأسف يعتبر هذه الاعتقاد الأكثر شيوعا والأكثر صعوبة للتبديد.
ولنستعرض حقيقة ما يحدث قبل إطلاق الأحكام: يرى الرجل المرأة تحاول المساهمة أو تنظيم أو وضع خطة ما لحل مشكلة ما يواجهها الرجل فيسيء الظن بها ولا يفهم محاولتها للمشاركة ويفسرها على أنها محاولة للسيطرة عليه.
تذكر أيها الرجل — بأن نية المرأة عادة لا تتعلق بالسيطرة عليك. بالأحرى، تراها المرأة فرصة لعرض خدماتها، من دافع الحب، أو لتعزيز العلاقة بينكما، سواء كان الأمر عن طريق تنظيم، اقتراح، أو توفير البدائل الخ. ولكن عندما يرفض الرجل عرضها ويفسره على أنه محاولة للسيطرة عليه، فهو يدفع بحبّها في أحدى أكثر تعابيره الأساسية جانبا.
ماذا يحصل الرجل من اعتقاده السائد هذا؟
بصراحة ينجح في إخفاء حقيقة مشاعره أو كيف يتصرف. على سبيل المثال، انتقل شخص للعمل في شركة كبيرة، ولم يشعر بالراحة فور انتقاله وحاول جاهدا التأقلم ولكنه لم يتمكن من ذلك، لذا فقد كان يواجه صعوبة في العمل، وعدم استقرار في حالته النفسية في المنزل، فاقترحت زوجته أن يتصل بقريب لها توظف في شركة تشبه شركته الجديدة، وواجه تقريبا نفس الظروف في البداية لعله يتحدث إليه ويساعده في التأقلم، ولكن رد الزوج كان عنيفا، واخبرها أنه ليس بحاجة لتطفلها على عمله ومشاعره. بالرغم من قلق زوجته عليه، أساء الزوج تفسر كلامها واعتبره تدخلا ومحاولة للسيطرة عليه.
والحقيقة أن الرجال يحبون تحقيق انجازاتهم بدون مساعدة خصوصا من الطرف الأخر، لأنهم عندها لن يستطيعون التحدث عن انجازاتهم لأنها عمل مشترك.
أما إحدى الشكاوى الأكثر شيوعا من النساء حول الرجال فهو "اتّخاذ القرارات دون الرجوع للشريكة". تقول أحد النساء، "عندما يقوم زوجي باتخاذ قرار ما ولا يأتي على ذكره لي حتى ينفذه، أشعر بأنني لست من العائلة، أو أنني فرد تابع في العائلة". وبما أننا نكره هذا الشعور بشكل عام، فنحن نحاول أن نشمل أنفسنا في مجريات حياة الرجل الذي نحبّ عن طريق طرح الأسئلة، وتقديم النصائح. ولكن المشكلة تحدث عندما يسيء الرجل فهم محاولاتنا ومساهمتنا ويعتبرها محاولة للسيطرة عليه.
ولأن النساء يرغبن في أن يكن جزءا من الحياة المشتركة مع الرجل، فهن يحاولن دائما أن يعرفن مجريات حياة الرجل، ولأن الرجل بطبعه لا يتحدث كثيرا عن حياته أو عمله خارج المنزل، تقوم المرأة بطرح الأسئلة التي يعتبرها الرجل تطفلا على حياته، فهو لم يعتد أن يتحدث بصراحة عن مشاعره، أو مشاكله، أو يطلب المساعدة من أحد خصوصا شريكته. فهو أيضا بطبيعته يحاول أن يثيرها بنجاحاته وانجازاته فكيف يطلب مساعدتها.
وللأسف، تتعارض رغبة المرأة في المشاركة مع رغبة الرجل في إنهاء أموره بنفسه، وتحدث المشاحنات، وسوء الفهم، والمشاكل. فلو أدرك كل رجل أن مساحة الحرية التي يتمتع بها لن تتأثر إذا سمع نصيحة زوجته أو تحدث معها عن مشاكله بدون أن يسيء فهم نواياها فأنا متأكدة من الحياة ستكون أجمل وأكثر هدوءا.