حصل حالات ألم التقلص العضلي muscle cramp، عندما تنقبض عضلة ما، أو مجموعة من العضلات، بشكل مفاجئ.
والألم الناتج عن هذا الانقباض والشد، له أسباب متعددة، ولكنه عادة ما يزول بتخفيف حدة الانقباض في العضلات.
وكل الناس بالعموم عُرضة للمعاناة من حالات التقلص العضلي، ولكنّ هناك أشخاصا أكثر استعدادا للمعاناة والإصابة به.
ذلك أن الشد العضلي لا يحصل في الغالب دونما وجود سبب، بل تنقبض العضلة بشكل مفاجئ نتيجة لتعرضها لشيء معلوم أنه يُثيرها، كي تنقبض.
وتشمل العلامات الرئيسية أو أعراض تقلصات العضلات:
الشعور المفاجئ بحالة من الألم والشد العضلي، وخاصة في الساق.
الإحساس بتكون كتلة عضلية تحت الجلد، أو رؤية وجودها بوضوح بالعين المُجردة.
ويتطلب الوضع مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات لمعرفة أسباب الأمر حين المعاناة من:
– حالات متكررة بشكل شبه يومي، من تقلص العضلات.
– حالات مفاجئة وشديدة بدرجة مؤلمة.
– حالات مزعجة قد تحصل أثناء أداء أعمال تتطلب الحفاظ على المهارة، كقيادة السيارة، أو أداء غير ذلك من الأعمال.
والمطلوب هو معرفة السبب ووضع خطة علاجية تمنع أو تُقلل من تلك الإصابات لنوبات تقلص العضلات.
ومن أهم أسباب تقلصات العضلات:
الاستخدام المتكرر للعضلة بشكل يُؤدي بها إلى الإجهاد والإنهاك. وبالتالي يختل توازن حصول مراحل عمل الآليات الطبيعية لانقباض ألياف العضلة ولانبساطها.
ومعلوم أن العضلة، كي تتحرك أثناء ممارسة الرياضة أو القيام بالأعمال البدنية، فإن تراكيب أليافها الداخلية تتداخل في بعضها بعضا بطريقة دقيقة جدا.
وقدرة العضلة على الاستمرار في أداء هذه العملية الآلية المتكررة يتطلب أن يتم تنشيط العضلة بالتدرج، وعدم إجهادها في وقت قصير.
ولذا غالبا ما تحصل حالات الشد العضلي لدى الرياضيين والهواة حينما لا يُهيئون العضلة بشكل مناسب للقيام بالحركات المتكررة لفترات طويلة.
وجود حالة جفاف الجسم. ومعلوم أن وجود كميات كافية من السوائل بالجسم يُسهل عمليات انقباض العضلة وانبساطها.
والسبب أن الذي يتحكم في سلاسة حركة انقباض وانبساط العضلة المعادن والأملاح. وبالذات الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم.
وهذه المعادن تحتاج إلى الماء كي يتم تحريكها من وإلى داخل وخارج ألياف العضلات والخلايا العضلية.
ولذا تكثر حالات التقلص العضلي عند ممارسة المجهود البدني الشديد في أوقات الصيف الحارة أو أثناء أوقات عدم تزويد الجسم بالسوائل.
إصابة العضلة عند الارتطام بشيء خارجي. وهنا تنقبض وتتقلص العضلة بشكل مفاجئ كردة فعل للإصابة والارتطام.
إجهاد العضلات التي تُعاني في الأصل من نقص تزويدها وترويتها بالدم، مثل عضلات الساقين التي تُوجد في الشرايين المغذية لها تضيقات أو انسدادات.
وجود ضغط على أحد الأعصاب. ومثلا، وجود ضيق في فقرات الظهر lumbar stenosis، قد يكون السبب وراء تكرار معاناة البعض من ألم في عضلات الساق.
وما يُميز هذه النوعية من الألم أنها تسوء عند المشي لفترات طويلة، وتقل عند المشي مع انحناء الظهر قليلا، مثلما يحدث أثناء دفع عربة التسوق في السوبر ماركت.
عند حصول نقص في أحد أنواع الأملاح والمعادن في الجسم. مثل نقص البوتاسيوم، أو نقص الكالسيوم، أو نقص الماغنسيوم.
نتيجة لسوء التغذية أو عدم التنويع في الأطعمة التي نتناولها، وخاصة حينما لا نتناول الخضار أو الفواكه الطازجة الغنية بالمعادن والأملاح، أو عند تناول أحد أنواع الأدوية المُدرّة للبول في حالات ضعف القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
أو وجود أمراض معينة في الكلى أو في بعض الغدد الصماء أو غيرها من التي تُؤثر على معدلات تلك الأملاح بالدم.
الإصابة بحالات مرضية معينة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو مرض السكري أو أمراض الجهاز العصبي أو فقر الدم أو نقص نسبة سكر الدم.
عند استخدام أدوية ستاتين لخفض الكولسترول، مثل زوكور وليبتور وكريستور وغيرها. وهذه الأدوية لها تأثير لدى البعض في التسبب بتقلص العضلات.
وكثير من الناس يعلم أن أهم الآثار الجانبية لأدوية ستاتين الخافضة للكولسترول، التسبب في حالات التهابات الكبد والتهاب العضلات، ولكن قد يخفى عليهم أنها قد تكون سببا في تقلص العضلات وآلامها.
وما يرفع احتمالات حصول تأثيرات لهذه الأدوية على العضلات، ممارسة الإجهاد العضلي العنيف والمتكرر، ووجود اضطرابات في الغدد الصماء، وخاصة الغدة الدرقية.
وتُشير بعض الإحصائيات إلى أن الرياضيين الذين يستخدمون هذه الأدوية، أو الذين يُمارسون الرياضة البدنية اليومية، يُعانون من آن لآخر من تقلصات عضلية، خاصة النساء