كان يوجد شاب في السابعة والثلاثين من العمر ، متزوج ، وله أولاد .. ارتكب كل ما حرم الله من الموبقات .. أما الصلاة فكان لا يؤديها مع الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين ، والسبب أنه كان يصاحب الأشرار والمشعوذين ، فكان الشيطان ملازما له في أكثر الأوقات !!
كان له ولد في السابعة من عمره ، اسمه مروان ، أصم أبكم ، لكنه كان قد رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة .. كان الاب ذات ليلة وابنه مروان في البيت ، كان يخط ماذا سيفعل هو والأصحاب ، وأين سنذهب .. كان الوقت بعد صلاة المغرب ، فإذا ابنه مروان يكلمه (بالإشارات المفهومة بينهما ) ويشير له : لماذا يا أبتي لا تصلي ؟! ثم أخذ يرفع يده إلى السماء ، ويهددني بأن الله يراك .. وكان ابنه في بعض الأحيان يراه وهو يفعل بعض المنكرات ، فتعجب من قوله .. وأخذ ابنه يبكي أمامه ، فأخذه إلى جانبه لكنه هرب منه ، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ ، وكان لا يحسن الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه التي كانت تنصحني كثيرا ولكن دون فائدة ، وكانت أمه من حفظة كتاب الله .. ثم دخل علي ابني الأصم الأبكم ، وأشار إلي أن انتظر قليلا .. فإذا به يصلي أمامي ، ثم قام بعد ذلك وأحضر المصحف الشريف وضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن يقلب الأوراق ، وضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم : ((يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا)) ثم أجهش بالبكاء ، وبكيت معه طويلا ، فقام ومسح الدمع من عيني ، ثم قبل رأسي ويدي ، وقال لي بالإشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه : صل يا والدي قبل أن توضع في التراب ، وتكون رهين العذاب .. وكنت – والله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله ، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها ، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة إلى غرفة ، وينظر إلي باستغراب ، وقال لي : دع الأنوار ، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له : بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا .. فأبى إلا الحرم النبوي الشريف ، فأخذته إلى هناك ، وأنا في خوف شديد ، وكانت نظراته لا تفارقني ألبته …
ودخلنا الروضة الشريفة ، وكانت مليئة بالناس ، وأقيم لصلاة العشاء ، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم)) {النور : 21 } فلم أتمالك نفسي من البكاء ، ومروان بجانبي يبكي لبكائي ، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبي منديلا ومسح به دموعي ، وبعد انتهاء الصلاة ظللت أبكي وهو يمسح دموعي ، حتى أني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة ، حتى قال لي ابني مروان : خلاص يا أبي ، لا تخف …. فقد خاف علي من شدة البكاء !! وعدنا إلى المنزل ، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي ، إذ ولدت فيها من جديد . وحضرت زوجتي ، وحضر أولادي ، فأخذوا يبكون جميعا وهم لا يعلمون شيئا مما حدث ، فقال لهم مروان : أبي صلى في الحرم . فرحت زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة تربيتها الحسنة ، وقصصت عليها ما جرى بيني وبين مروان ، وقلت لها : أسألك بالله ، هل أنت أوعزت له أن يفتح المصحف على تلك الآية ؟ فأقسمت بالله ثلاثا أنها ما فعلت . ثم قالت لي : احمد الله على هذه الهداية .. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي .. وأنا الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد ، وقد هجرت رفقاء السوء جميعا ، وذقت طعم الإيمان .. فلو رأيتني لعرفت ذلك من وجهي .. كما أصبحت أعيش في سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحبته كثيرا ، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه !!
كان له ولد في السابعة من عمره ، اسمه مروان ، أصم أبكم ، لكنه كان قد رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة .. كان الاب ذات ليلة وابنه مروان في البيت ، كان يخط ماذا سيفعل هو والأصحاب ، وأين سنذهب .. كان الوقت بعد صلاة المغرب ، فإذا ابنه مروان يكلمه (بالإشارات المفهومة بينهما ) ويشير له : لماذا يا أبتي لا تصلي ؟! ثم أخذ يرفع يده إلى السماء ، ويهددني بأن الله يراك .. وكان ابنه في بعض الأحيان يراه وهو يفعل بعض المنكرات ، فتعجب من قوله .. وأخذ ابنه يبكي أمامه ، فأخذه إلى جانبه لكنه هرب منه ، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ ، وكان لا يحسن الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه التي كانت تنصحني كثيرا ولكن دون فائدة ، وكانت أمه من حفظة كتاب الله .. ثم دخل علي ابني الأصم الأبكم ، وأشار إلي أن انتظر قليلا .. فإذا به يصلي أمامي ، ثم قام بعد ذلك وأحضر المصحف الشريف وضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن يقلب الأوراق ، وضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم : ((يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا)) ثم أجهش بالبكاء ، وبكيت معه طويلا ، فقام ومسح الدمع من عيني ، ثم قبل رأسي ويدي ، وقال لي بالإشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه : صل يا والدي قبل أن توضع في التراب ، وتكون رهين العذاب .. وكنت – والله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله ، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها ، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة إلى غرفة ، وينظر إلي باستغراب ، وقال لي : دع الأنوار ، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له : بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا .. فأبى إلا الحرم النبوي الشريف ، فأخذته إلى هناك ، وأنا في خوف شديد ، وكانت نظراته لا تفارقني ألبته …
ودخلنا الروضة الشريفة ، وكانت مليئة بالناس ، وأقيم لصلاة العشاء ، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم)) {النور : 21 } فلم أتمالك نفسي من البكاء ، ومروان بجانبي يبكي لبكائي ، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبي منديلا ومسح به دموعي ، وبعد انتهاء الصلاة ظللت أبكي وهو يمسح دموعي ، حتى أني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة ، حتى قال لي ابني مروان : خلاص يا أبي ، لا تخف …. فقد خاف علي من شدة البكاء !! وعدنا إلى المنزل ، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي ، إذ ولدت فيها من جديد . وحضرت زوجتي ، وحضر أولادي ، فأخذوا يبكون جميعا وهم لا يعلمون شيئا مما حدث ، فقال لهم مروان : أبي صلى في الحرم . فرحت زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة تربيتها الحسنة ، وقصصت عليها ما جرى بيني وبين مروان ، وقلت لها : أسألك بالله ، هل أنت أوعزت له أن يفتح المصحف على تلك الآية ؟ فأقسمت بالله ثلاثا أنها ما فعلت . ثم قالت لي : احمد الله على هذه الهداية .. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي .. وأنا الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد ، وقد هجرت رفقاء السوء جميعا ، وذقت طعم الإيمان .. فلو رأيتني لعرفت ذلك من وجهي .. كما أصبحت أعيش في سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحبته كثيرا ، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه !!
ياسبحان الله
تسلمى
كلماتكم اشبه وكأنها مطر غزير
انسكب على متصفحي
شكرا لكم على تلك الحروف
التي لا اعلم كيف لي ان اوفيها حقها
اسعد الله قلوبكم
*~*
انسكب على متصفحي
شكرا لكم على تلك الحروف
التي لا اعلم كيف لي ان اوفيها حقها
اسعد الله قلوبكم
*~*