ساهر … (( دمعةٌ على رصيف المعاناة )) *
**
*مُشكلتي ، أَوّلُها آخِرُ يكشف عن باطنها الظاهرُ*
*مشكلةٌ أتْعَبَني كَتْمُها حتى شكى من جورها الخاطرُ*
*أخفيتُها عنكم زماناً وفي أَعماقِ قلبي مَوْجها الهادِرُ*
*أمَّا وقد ضاقتْ بها مُهْجتي واغتالَ صبْري وحْشُها الكاسِرُ*
*فسوف أرويها ورزقي على ربِّي ، فربّي وَحْدَه القادِرُ*
*أنا أخو السبعين عاماً ، شكا ممّا يعاني عَزْمُه الخائِرُ*
*مرَّتْ الأعوامُ مسكونةً بالهمِّ ، يَعوي ذِئْبُه الغادِرُ*
*ليس له مالٌ ، ولا عندَهُ بيتٌ ، ولا في عُشّه طائرُ*
*يسكن بالأُجْرَةِ في منزلٍ أناخَ فيهِ الأَلمُ الغَائِرُ*
*زوجتُه ، من حولها تِسْعَةٌ أَولادُهَا ، والقادمُ العاشِرُ*
*يصحو على ازعاج أصواتهم وكلّهم في لَهْوه سَادِرُ*
*يُبادرُ الفجرَ بسيّارةٍ دخانُها من خَلْفِها ثائِرُ*
*يَفِرُّ من أَولاده هارباً وقَلْبُه من حُبِّهم عَامِرُ*
*يبحثُ عن لُقْمَةِ عيشٍ لهم وقلبه مُحْتَسِبٌ صابر*
*أنا أخو السّبعينَ أَفْنَيتُها والقلبُ راضٍ وفمي ذاكِرُ*
*سيارتي رِزْقي ، وإنّي عَلَى ما يُنْعِمُ المَوْلَى به شاكرُ*
*أجوب آفاق الريّاضِ التي يعجزُ عن تحديدها الناظِرُ*
*لا شرقُها يدنو ولا غَرْبُها وقد تَمادَى خَطُّها الدَّائِرُ*
*أحصّل القُوْتَ بتأجيرها وحالتي يسترُها السَّاتِرُ*
*لكنّي أَصبحتُ في حَيْرةٍ وكم يعاني المُتْعَبُ الحائِرُ*
*أَتْعَبَ قلبي مَنْ له سَطْوةٌ تأْكلُ رزقي وأنا قاصِرُ*
*أنظمةٌ يضربني سيفها وسَيْفُها في ضَرْبِهِ باتِرُ*
*تحدّدُ السُّرْعَةَ في شارعٍ لا واردٌ فيه ولا صادرُ*
**
* ولا ((مُرورٌ)) ناصحٌ مرشدٌ ولا لحقّي عنده ناصِرُ*
*سبعونَ كيلاً حينما سِرْتُها سألتُ نفسي : هل أَنا سائِرٌ ؟*
*في كلّ رُكْنٍ تختفي مُقْلَةٌ مصنوعةٌ ، مَنْهَجُها جائِرُ*
*تَلْتَقِطُ الصورة في لَمْحةٍ فكلُّ مَاشٍ ، عندها ظاهرُ*
*كالبَرْق لكن مالها غيمةٌ ولا سحابٌ فوقَنا ماطِرُ*
*تَسْلُبُ من جيبي رِيالاتِهِ فَحَظُّ جيبي عندها عاثِرُ*
*أَلْفَا ريالٍ في مَدَى ليلةٍ وليس عندي عُشْرُها حَاضِرُ*
*مصيبةٌ -والله- بل عَثْرَةٌ ليس لها فيمن أرى جَابِرُ*
*لا تَقْصِمُ الظَّهْرَ ، ولكنَّها شيءٌ ثقيلٌ مُرْهِقٌ قَاهِرُ*
*أنا وأمثالي ضحايا لَهاَ وليس ذو الأموالِ والتَّاجِرُ*
*إنْ تسألوا عن سِرّ ما أشتكي فَهُوَ نِظامٌ ، إسمهُ ((سَاهِرُ
لاَمسنيِ بعُنفْ
أهنيكِ ودعواتيِ الطيبَة لكِ