التصنيفات
منوعات

أخلاقنا الإسلامية العظيمة الشورى

الشورى
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أحمد الله و أستعينه و استغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .

تدل اهمية الشورى فى حياة الجميع .
و لعل من أجل و أسمى السمات التى دلت على ذلك
هى نزول سورة قرآنية كريمة تحمل نفس الإسم .
و ما أغرب ما ينادى به الساسة الجدد من دعوات للديمقراطية !
و يتناسى الجميع أن رسولنا الحبيب الكريم صلى الله عليه و سلم
كان من أكثر الناس ديمقراطية و تشاوراً مع اصحابه و فى مواطن كثيرة
و لعل اهمها أوقات الغزوات و كان دائماً يأخذ بالرأى الأنسب و الأصلح .
كما حدث فى غزوتى أحد و الخندق .

و ترسيخ مبدأ الشورى يجب أن يبدأ اولاً على مستوى الأسرة

و يعمم بعد ذلك على مستوى المجتمع ككل .
و لا عيب أبداً أن تشاور زوجتك و تأخذ بهذه المشورة و لا تتمسك بالمفاهيم المغلوطة
بأن المرأة ليست صاحبة رأى و لا تستطيع إبداء الرأى السديد .
و لا أرى حرجاً على الإطلاق فى مشورة الطفل فكم من أطفال يملكون رؤية لا نملكها نحن الكبار .
كما يجب بل و يتحتم على كل رئيس فى كل موقع أن يقر هذا المبدأ
لأنه ببساطة عند إقرار هذا المبدأ ستسود المودة و الثقة و حسن أداء العمل
فعندما يشعر المرؤوس بكونه شريكاً فى القرار أو صاحباً للفكرة أو الإقتراح
كلما أحب عمله أياً كان و أقبل عليه .
و لكن ما أكثر ما نرى هذه الأيام من التسلط و فرض الأراء و قمع المبدعين .
لقد سادت روح " الأنا " و غابت روح " نحن "
و هنا أقول لصاحب التشبث و التسلط بالرأى من أنت ؟؟

و ما هو قدرك بالمقارنة برسول الله صلى الله عليه و سلم ؟؟
هل أنت تملك رجاحة العقل كما ملكها هو صلى الله عليه و سلم ؟؟
و هل تملك القيادة الحكيمة و الإدراة الرشيدة و الرأى السديد
كما كان هو صلوات ربى و صلاته عليه ؟؟
بكل تأكيد الإجابات كلها بالنفى أى ( كلا و ألف كلا ) .
و برغم بعض ما ذكرت من صفاته صلى الله عليه و سلم أكد على مبدأ الشورى
و دعم قواعدها كأروع ما يكون و أحسن ما يكون .
و على الرغم من أنه كان يملك إصدار الأمر دون نقاش أو مشورة
إلا أنه كان المربى المعلم الذى كان يزرع الثقة فى نفوس الصحابة
و يؤسس قواعد الدولة الإسلامية القوية الصحيحة
و التى نحن فى حاجة ماسة إلى التمسك بكل ما جعلها
قوية و فتية و فاتحة و طامحة و سائدة و ممتدة من اقصى الشرق إلى اقصى الغرب .
بعدنا للأسف عن أساسيات التعاليم القرآنية و النبوية و تاهت بنا الخطى
بحثاً عن مصطلحات " إفرنجية " و هى فى الأصل فرع هش
من شجرة أصيلة ثابتة فى الأرض غرسها القرآن الكريم
و رواها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و رعاها صحابته الكرام من بعده .
و ما زال منا و فينا من يؤصل الشورى و يتمسك بالقرآن و السنة .
أقوال فى الشورى
من القرآن الكريم :
" فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "
آل عمران آية 159

من السنة المطهرة
" خرج النبي صلى الله عليه و سلم في ساعة لا يخرج فيها و لا يلقاه فيها أحد فأتاه أبو بكر
فقال ما جاء بك يا أبا بكر ؟
فقال : خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنظر في وجهه و التسليم عليه ،
فلم يلبث أن جاء عمر ،
فقال : ما جاء بك يا عمر ؟
قال : الجوع يا رسول الله ،
قال : و أنا قد وجدت بعض ذلك .
فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ،
و كان رجلا كثير النخل و الشياه ، و لم يكن له خدم فلم يجدوه ،
فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء ،
و لم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ،
ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه و سلم و يفديه بأبيه و أمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته ،
فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه .
فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟
فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا – أو قال : تخيروا – من رطبه و بسره ،
فأكلوا و شربوا من ذلك الماء ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ،
ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد .
فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما ،

فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
لا تذبحن ذات در .
فذبح لهم عناقا أو جديا ، فأتاهم بها فأكلوا .
فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
هل لك خادم ؟
قال : لا . قال : فإذا أتانا سبي فأتنا . فأتي النبي صلى الله عليه و سلم
برأسين ليس معهما ثالث ، فأتاه أبو الهيثم ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
اختر منهما .
فقال : يا نبي الله اختر لي ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إن المستشار مؤتمن ، خذ هذا فإني رأيته يصلي و استوص به معروفا .
فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
فقالت امرأته : ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم إلا أن تعتقه ،
قال : هو عتيق .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن الله لم يبعث نبيا و لا خليفة إلا و له بطانتان ،
بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر ، و بطانة لا تألوه خبالا ،
و من يوق بطانة السوء فقد وقي "
الراوي : أبو هريرة
المحدث : الترمذي
المصدر : سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم:2369
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح غريب

السلف الصالح
" ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم"
الحسن البصرى

" قال قيسٌ لابنِه : لا تُشاوِرَنَّ مَشغولاً و إنْ كان حازماً ، و لا جائعاً و إنْ كان فهيماً ،
و لا مَذعوراً و إنْ كان ناصحاً ، و لا مَهموماً و إن كان فَطِناً ،
فالهَمُّ يَعقِلُ العَقلَ ( أي يربِطُه و يُقَيِّدُه ) ، و لا يَتَوَلَّدُ مِنه رأيٌ ، و لا تَصدُقُ مِنهُ رَوية .
و قيل: لا تُدخِلْ في مَشورَتِكَ بَخيلاً فَيُقصِّرُ بِفِعلِك ، و لا جباناً فَيُخَوِّفُكَ ،
و لا حريصاً فَيَعِدُكَ ما لا يُرتَجى ؛
فالجبنُ و البُخلُ و الحِرصُ طَبيعَةٌ واحدة ، يَجمعُها سوءُ الظن .
و قيل : لا تُشاوِرْ مَن لَيسَ في بَيتِهِ دقيق .
و كانَ كِسرى إذا أرادَ أنْ يَستَشيرَ إنساناً بَعثَ إليهِ بِنَفَقَةٍ سَنةً ثُمَّ يَستَشيرُه "
الأصفهانى

برأى لبيب أو مشورة حازم
إذا بلغ الرأى المشورة فاستعن
شاعر قديم




بارك الله فيك



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.