التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

أزواج عاطلون عن الحب!

أزواج عاطلون عن.. الحب!

ما الذي يجعل مقالة منشورة عن أهمية الجنس في الحياة الزوجية تكتسب أهمية تستدعي النشر؟ فنحن نعلم بديهياً أن الزواج هو المكان الطبيعي لتلك الممارسة الغرامية، لكن يبدو أن الأمور تغيرت، أو لنقل انحرفت عن جادة الطبيعة الاجتماعية، إلى درجة أن الخبراء باتوا يروجون لما كان يفترض أن يكون بديهياً. وفي بريطانيا رصدت إحدى المجلات الاجتماعية أكثر من عشر مقالات في شهر واحد عن أهمية ممارسة الحب في الزواج، وأشارت بعض هذه المقالات إلى حالة تكاد تكون ظاهرة منتشرة لدى كثير من المتزوجين، وهي ظاهرة الأزواج العاطلين عن.. الحب!

أصحاب هذه الظاهرة هم ببساطة أناس لا يريدون الطلاق، وفي الوقت نفسه لم يعودوا قادرين على العيش كأزواج طبيعيين. فما السر وراء ذلك؟ الكاتب البريطاني فرانسيس غيثاني أفاض في الحديث عن التعقيدات العصرية التي جعلت مثل هذه الممارسة أمراً شائعاً. وهو يقول إنه إذا كان الجنس حاجة طبيعية للإنسان، فإن غيابه في داخل العلاقة الزوجية يعني أن كلاً من الزوجين ببساطة "يعهد به" إلى طرف آخر، أو إلى ممارسة أخرى. ومعنى ذلك أن الخيانة تكاد تكون هي القاعدة،

أما الوفاء فهو الاستثناء. فمن المسؤول عن هذا الوضع المزري في المجتمعات المنفتحة كما هي الحال في الغرب؟ المسؤوليات كثيرة، بحسب غيثاني منها ما يتعلق بالإعلام، ومنها ما يتصل بالانفلات المفرط في العلاقات الاجتماعية، وكل ما يمكن أن يقال عن ملامح العصر الذي نعيش فيه. ولكن ثمة سبب آخر يتعلق بأن الجانب الأخلاقي والتربوي يغيب عن حياتنا المعاصرة، وتحديداً في ما يتعلق بالقيم العائلية وقيم الترابط. ومع انتشار الممارسات الخاطئة كالطلاق السريع والمعايشة.. إلخ،

عدد الناس الذين يمكن أن يتفقوا على فضيلة واحدة، ومن ثم يروّجون لها لدى الآخرين. فالطفل الذي ينشأ لأبوين يوشكان أن يتطلقا، ربما يبلغ من العمر عشرين عاماً وهو لم يشاهد والديه حول طاولة واحدة سوى مرات معدودة، وعندما يلتقي أباه بعد سنوات طويلة من الصعب تخيّل إمكانية أن يؤدي الأب دور الناصح أو صاحب القيم. والطفلة التي تستقي قيمها وأخلاقياتها من والدتها التي عاشت مع خمس رجال بالتوالي قبل أن تستقر بها الحال كعازبة أبدية، لا يمكن أن تكون طفلة سوية من الناحية الأخلاقية.

في وسط موضة الطلاق المنتشرة، ثمة قلة من الناس يظهرون وكأنهم يحافظون على الترابط العائلي، ولكن جزءاً من هؤلاء ليسوا سوى مخادعين يُظهرون غير ما يبطنون. إنهم يعيشون حياة زوجية بلا حب. إنهم عاطلون عن الحب.

وهكذا، هو الجرح الذي يعصف بالمجتمعات المعاصرة، داعياً إلى التنبه للهاوية التي تنتظر بني البشر، ولكنه في الوقت نفسه يعترف بأن مهمة من هذا النوع تبدو صعبة، إذ إنها تبدو كصرخة منعزلة في واد سحيق.




اين الردود الحلوة ياا قموورات المنتدى

و لا تنسا التقييم الحلو




خليجية



خليجية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة &#12484&#12305&#2695&#38656موم و&#38656&#2695&#12304
خليجية

خليجية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.