في اطار الحرب للتغلب على مشكلة السمنة التي تفشت في مختلف أنحاء العالم نتيجة تغيّر الأنماط الحياتية، يلجأ أشخاص كثيرون إلى الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات منذ ستينيات القرن الماضي، لكنها الآن تجذب انتباه ملاين الأشخاص الذين أصابهم الإحباط من إمكان فقدان الوزن.
لكن قبل أن تنساقين مع هذا التيار، هناك بعض الأشياء التي يتعين عليك وضعها في الحسبان: إذ من الممكن أن تتسبب الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات في فقدان بعض الوزن بسرعة في البداية، لكن بعض هذه الخسارة قد تكون بسب نقص المياه في الجسم. وليس نتيجة التخلص من الدهون.
كما أن معظم الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات تكون فيها نسبة عالية أيضاً من الدهون المشبعة والقليل من الألياف. وهي التركيبة التي يمكنها أن تزيد من معدلات الكوليسترول، وتزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وعلاوة على ذلك. تتسبب الأنظمة الغذائية التي توجد بها نسبة عالية من البروتينات في تسرب نسبة أعلى من الكالسيوم عن طريق البول على نحو يفوق المستوى الصحي. وهو ما قد يؤدي على المدى الطويل إلى الإصابة بهشاشة العظام. فضلاً عن خطورة تكوّن الحصى في الكلتين. كما أكدت دراسة حديثة أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتينات قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل حقيقي وتطور مرض الزهايمر. وخلال تلك الدراسة التي كان الهدف منها التعرف إلى آثار مختلف النظم الغذائية على الفئران المعرضة للإصابة بمرض الزهايمر. لم تكن تلك النتيجة متوقعة. وكان الباحثون قد أخضعوا مجموعة من الفئران لنظام غذائي منتظم يحتوي على نسبة عالية من الدهون ونسبة منخفضة من الكربوهيدرات. فيما حظيت المجموعة الثانية بنظام معزز بنسبة عالية من البروتينات ونسبة منخفضة من الكربوهيدرات. وكان النظام الغذائي للمجوعة الثالثة يحتوي على نسبة قليلة من الدهون.
وعندما قام الباحثون بتقييم المخ ومقارنته مع وزن الجسم لدى الفئران. بالإضافة إلى تتبع البقع المتراكمة والفروقات في تركيبة مختلف مناطق الدماغ المصاب بتشوه الذاكرة المصاحب لمرض الزهايمر. أصيبوا بالدهشة عندما وجدوا أن أدمغة الفئران التي كانت تتناول نظاماً غذائياً يحتوي على نسبة عالية من البروتينات ونسبة منخفضة من الكربوهيدرات كانت أخف وزناً بنسبة 5 في المئة من جميع الفئران الأخرى، وكانت مناطق قرن آمون لديها أقل تطوراً.
ويزعم الباحثون أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتينات قد يجعل الأعصاب أكثر عرضة للإصابة بقع الزهايمر. الأستاذ في جامعة جبل سيناء للطب وأستاذ الأعصاب في مركز جيمس جي بيترز فيترانس للشؤون الطبية في نيويورك: "تستخدم النظم الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات للسيطرة على الوزن، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بتلف مزدوج. وذلك لأن الدهون الكثيرة في هذا النظام الغذائي تؤدي إلى زيادة تراكم تلك البقع. فضلاً عن أن البروتينات العالية تجعل الخلايا العصبية حساسة تجاه السم الذي تفرزه البقع."
ويضيف :"إذا ما أخذنا في الحسبان العلاقة المذكورة سابقاً بين النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتينات وتسم الأعصاب المرتبط بالشيخوخة. فإننا نتساءل عما إذا كانت بعض النظم الغذائية، في حال تم تناولها في أعمار معينة، قد تؤدي إلى خطورة الإصابة بمرض الزهايمر".
ويعتقد غاندي أن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت النتائج ستسب بعض المشكلات للدماغ البشري هو إجراء تجارب سريرية عشوائية على النظام الغذائي. حيث يقول :"قد يكون ذلك أمراً صعباً، لكنه يستحق منا كل عناء. وإذا كانت هناك فرصة واحدة لتقليل التلف الذي يسبه مرض الزهايمر أو تجبنه تماماً، فإنها ستكون من خلال تناول النظام الغذائي الصحي، وستكون هذه التجارب ضرورية إذا ما قام العلماء بتقديم توصياتهم بشأن المخاطر الغذائية التي قد تؤدي إلى مرض الزهايمر".
وكانت البحوث التي أجريت من قبل قد كشفت عن أن النظام الغذائي المتبع في منطقة البحر المتوسط الذي يحتوي على نسبة قليلة من السعرات الحرارية والدهون، والغني بالخضراوات والفواكه والأسماك، قد يبطئ تطور الزهايمر وربما يقضي عليه من البداية.
ويعد الزهايمر النوع الأكثر شيوعاً من الخرف، حيث يصيب نحو 5.3 مليون أمريكي، وتتسبب آفات الدماغ في فقدان الذاكرة وحدوث مشكلات في التفكير والسلوك قادرة على التأثير على العمل والحياة الاجتماعية، وحتى القدرة على التأقلم مع الحياة اليومية. وبمرور الوقت، يكون تأثيره قاتل.
وحتى الآن، لا يوجد هناك علاج شاف من مرض الزهايمر، لكن الباحثين من كل أنحاء العالم لا يزالون يبحثون عن الطريقة المثلى لعلاج المرض أو تأخير حدوثه أو الحيلولة دون تطوره.
وعلى الرغم من أن دورة مرض الزهايمر مختلفة لدى كل فرد، توجد هناك العديد من الأعراض المشتركة، وتكون الأعراض الملاحظة في بداية ظهور المرض هي التفكير الخاطئ والشعور بالإجهاد الفكري.
وفي المراحل الأولى من المرض، تكون أكثر الأعراض شيوعاً، والتي يمكن التعرف إليها بسهولة مشكلات في الذاكرة، مثل صعوبة تذكر الحقائق التي تعلمها المريض حديثاً.
وعندما يلاحظ الطبيب وجود مرض الزهايمر، فإنه يعمد إلى التأكد من هذا التشخيص عن طريق التقييم السلوكي والتجارب الإدراكية، وعادة ما يعقبها فحص الدماغ بالاشعة المقطعية إذا كان متاحاً.
ومع تطور المرض، تشتمل الأعراض على التشوش والهياج والعدوانية والتقلبات المزاجية وتدهور القدرات اللغوية وفقد الذاكرة على مدى الطويل، فضلاً عن قلة الإحساس بالآلام نتيجة لتدهور الحواس، وتدريجياً، تصاب وظائف الجسم بخل شامل ما يؤدي في النهاية إلى الوفاة نتيجة تعقيدات هذا المرض."
:sddhgh:مشكورة
والله يعطيك العافيه
والله يعطيك العافيه